(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
لو اتخذناها قاعدةً للحياة لصحّت نوايانا !
يارب حياتي كلّها لك .
لقد أمرك بترك الذنوب جميعها،ظاهرها وباطنها،صغيرها وكبيرها،
لتعلم خطورة الذنب في العاجل والآجل
(وذروا ظاهر الإثم وباطنه)
{ قد خسروا أنفسهم}
أعظم خسارة عندما يخسر الإنسان نفسه
بأن يتركها في أوحال الذنوب إلى مرحلة
{نسوا الله فأنساهم أنفسهم}
(يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)
يثبت مرضى القلوب بعضهم بعضا بالحجج الملتوية
ألا يكون الصالحون لبعضهم عونا ؟
" ولاتقربوا الفواحش"
لم ينهى عن الفواحش مباشرة
وإنما حذر من خطورة الإقتراب منها وكل مايؤدي إليها .
"قد فصل لكم ما حرم عليكم"
تبين أن الحرام قليل محصور
أما الحلال فمن رحمة الله بنا أنه لا حد له
جرت سنة الله أن يكون الحق مع القلة
وأن أكثر الناس لاتتبع إلا الظن والباطل
"وإن تطع أكثرمن في الأرض يضلوك"
"أو من كان ميتاً فأحييناه"
فالجاهل ميت وحياته بالعلم ولا علم يضاهي الوحي
(ينزع عنهما لباسهما ليريهما...)
يعلم ابليس أن كشف العورات أساس الشهوات
فليت من يروج للتعري يعلم أنه يروج لبضاعة شيطانية
(وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات)
التفاوت سنة إلهية يمتحن الله بها عباده
(ليبلوكم فيما آتاكم)
(فاذكروا آلا الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين)
لا يفسد في الأرض إلا كل جاحد لنعم الله
والمصلِح هو من تذكر النعم وشكرها
عند شدة حاجتك للتوبة بعد معصية اعترف بذنبك مباشرة
ولا تؤخره حتى ولو بحرف
(ربنا ظلمنا أنفسنا) لا (يا ربنا ظلمنا أنفسنا)
(ولا تجد أكثرهم شاكرين)
اللهم اجعلنا من القلة الشاكرة لا من الكثرة الجاحدة
﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾
ليس للمتكبرين مقام في الجنة ..
قال ﷺ : " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ "
(إن رحمت الله قريب من المحسنين)
الإحسان لا يأتي إلا بخير
أحسِن في العبادة
أحسِن في المعاملات
أحسِن في كل أمر
كفى بالمحسنين جزاءً قُرب رحمة الله منهم!
ختمت سورة الأنعام (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١٦٠﴾)
وافتتحت سورة الأعراف (والوزن يومئذ الحق) (فمن ثقلت موازينه) (ومن خفّت موازينه)
لن يضيع عند الله مثقال الذرة!
(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ)
قيمة الانسان ليست في نوعية اللباس وثمنه بل هي في قيمته الاخلاقية التي تدعو الى الستر والاحتشام _
فاعتني بروحك من الداخل ..
بدون توفيق الله ما نقدر نفعل شىء ولا نستطيع أن نقدم أو نؤخر أى شىء
ايمانك..عبادتك..ا خلاصك كل شىء بتوفيق الله لنا
قد يحرمك وقد يعطيك فانسب الفضل له
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
﴿وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ﴾
في هذه الآية الكريمة فضيلة العلم، فمن أسباب الضلال عن دين الله اتباع الظنون الفاسدة، والآراء الباطلة.
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً)
إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة..
وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنواهي
اشتملت على الأمر بكل معروف
والنهي عن كل قبيح!
[ابن كثير]
"حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ۚ كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون"
تشبيه المعاد بمنظر يتكرر أمام الناس تذكير لهم لئلا ينسوه أو يرتابوا فيه!
(أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )
هذا دائما ديدن أهل الباطل مع أهل الحق الإقصاء وذلك لضعفهم وخوفهم من مواجهة الحق
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ }
يوم القيامة يوم شديد الكل يقف للسؤال ، فماذا أعددنا له!!!
﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾
لا ينبغي لعاقلٍ أن يأمنَ صفوَ الليالي
ولا مواتاةَ الأيام، بل عليه أن يَلزمَ حصنَ الطاعة والحذر
ففي القرون الماضية لمَن ادَّكرَ مُعتبَر.
(قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)
لا تتأثر بكلام أهل الباطل ما دام الشرع هو مقياس أفعالك .
(إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾
أحسن إلى نفسك بكثرة العبادة، وإلى من حولك بحسن المعاملة؛ لتنال رحمة الله.
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ}
لا تجعل خلافَك مع أخيك في مسألةٍ اجتهادية
يُفضي بك إلى الكره والبغضاء
ألا تحبُّ أن تَلقى اللهَ سليمَ الصدر طاهرَ السريرة؟!
(وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ)
النفس البشرية السوية لاتقبل أن تتعرى كالبهائم فهي مكرمة ومنزهة عن ذلك..
فهل يفهم ذلك دعاة التبرج والسفور؟!
{وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا}
هذا نموذج لفاعل المعصية وبحثه عن عذر
الاعتراف بالذنب من صفات التائبين
(قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم)
لمحة تربوية
وكل مفرط في تعريف أولاده بالله سيكون له نصيب من تفريطه
بحسب ماتبذل معه من الصغر ستجني المرابح في الشباب ..
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام
حياة المسلم كلها لله مطعمه ومشربه وصحته وحركته وسكونه ..
لا عزاء لمن يحاولون حصر الدين في الإيمان القلبي وفي الصلاة في المساجد .
" يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك ".
كلما زاد رصيد التقوى في القلب زادت حشمة البدن .
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }
والله إني لأستشعرها في كل أمرٍ يسوؤني ..
فتحتويني سكينة ، واطمئنان ، لا تصفهما حروف ....
فاللهم لك الحمد
( فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ)
أهل الإيمان هم أشرح الناس صدورًا وهم أبعد الناس عن العيادات النفسية لما في قلوبهم من طمئنينة بالله.
( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )
أنت من تحدد درجتك ومنزلتك وبعملك يتحدد مستواك عند ربك ..
ألا تدفعك الآية لمزيد من الجهد العمل!؟
( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ )
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا..
﴿ وربك الغني ذو الرحمة ﴾
لو كان لك أب غني فأنك لاتحمل هم العيش ولا تقلق له
فكيف (وربك الغني) وذو رحمة !!
سبحانه جل في علاه .
(الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا)
إحذر أن تكون حجر عثره في سبيل الله
إياك أن تمنع خير ، أو توقف خير ، أو تمنع شرع
أو توقف شرع ، أو تستهزء بشيء من شريعة الله . (محمد الصاوي)
{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا ..}
اللعن صفة من صفات أهل النار ..
فليرتدع ... كل من تفوه به ليل نهار ..!!!
﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾
قدَّم موسى ( الاستعانة بالله ) على ( الصبر )، لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها ..
﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾
لا يستدل على الحق بكثرة أهله..
فإن أهل الحق هم الأقلون عددًا ،
الأعظمون عند الله قدرًا وأجرًا.( السعدي)
{ولاتسرفوا إنه لا يحب المسرفين }
يكفي في ذم الإسراف أن الله لايحبه.
والآية قاعدة ربانية فيها:
امتثال لأمر الله.
حفظ الصحة.
حفظ المال.
القرآن ليس في المسجد فقط.!
بل يصحبك حتى في أقصى درجات انغماسك في الدنيا: (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)
﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ ﴾
مجرد الاقتراب من الفواحش خطر فكيف بالوقوع فيها .