إلى فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
تَـغَـيَّـرَ الناسُ إلا أنتَ يا جَـبَلُ # باقٍ على النـهجِ مهما زُخرِفَتْ سُـبُـلُ
كم سالِـكٍ حادَ عن دربِ الهدى مَـلَـلاً # والنُـجْـحُ آفَـتُـهُ التبديلُ والـمَـلَـلُ
كم حاقـدٍ فُـلِـقَـتْ أكبادُهُ حَـسَـداً # إنّ الحسودَ بنارِ الحِـقـدِ يَـشـتَـعِـلُ
كم طالِـبٍ لِـفُـتاتِ الأرضِ مُـنشـغِـلاً # وواقِـعٍ في عُـيوبِ الناس يَـشتَـغِـلُ
حاشاكَ يا سيِّـدي عن كل مَـنْـقَـصَـةٍ # وعن طريقٍ به الآفـاتُ والـزَّلَـلُ
ثَـبـَتَّ أنتَ كَـما الصُمِّ الصِّلابِ على # نهـجٍ قويـمٍ بحبلِ اللهِ يَـتَّـصِلُ
فلا اغْـتِـيابٌ ولا حِـقْـدٌ ولا حَـسَـدٌ # ولا انْـتِـقالٌ ولا بُـطءٌ ولا عَـجَـلُ
أحْـيـَـيْـتَ سِـيرةَ آباءٍ لَـكُـمْ رَحَـلُوا # فكُنتَ نِعـمَ الفتى والشيخُ والـمَـثَـلُ
كُـرسِـيُّ دَرسِكَ عَـرشٌ لا حُـدودَ لـهُ # وقَـلْـبُكَ الطُـهْـرُ بالأنوارِ يَـشـتَـمِـلُ
مَـنْ عامَـلَ اللهَ في قولٍ وفي عَـمَــلٍ # أتَـتْـهُ مِنهُ المُـنى والخيرُ والـحُـلَـلُ
اخـتَـصَّـكَ اللهُ إذْ جـاوَرتَ رحمـتَـهُ # فـحبّـذا الجـارُ والأصحـابُ والـنُـزُلُ
نَـشَـرْتَ سُـنـّـتـَهُ العُـظمى بِـمَسجدِهِ # فَصوتُـكَ العَـذْبُ في الأرجاءِ يَـنـتَـقِلُ
ما بين درسِـكـُمُ فيهِ وحُـجْـرتِـهِ # إلا القليلُ ، وذاكَ الـعِــزُّ والأمَـــلُ
لِــيَـهنَـكَ العِـلمُ يا جـارَ النّـبيِّ ، فكُنْ # بِـفَضْـلِ ربِـكَ والـرَحَـمـاتِ تَـحـتَـفِـلُ
أبو حسان إبراهيم بن عبدالله الغامدي
جدة - شوال 1429 هـ