الطفولة في ديوان (مراكب ذكرياتي)
للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي
محمد عباس محمد عرابي
تحدث الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي في شعره عن الطفولة، وقد صدرت مؤخرًا رسالة ماجستير في مصر عن الطفولة في شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي.
ويتناول هذا المقال حديث الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي في ديوان (مراكب ذكرياتي) عن الطفولة؛ فبيَّن أن قريته "عَرَاء" تعرفه منذ جرت الطفولة في عمره، وبيَّن شاعرنا أنه كالطفل الصغير في أحضان قريته "عراء"، كما بيَّن أن الزوجة الوفية تعيد لزوجها طفولته، وعرض لبعض مآسي الأطفال في الحروب والنكبات، وقد مدح من يصلي في خشوع ولو كان طفلًا؛ وفيما يلي بيان ما قاله في هذا:
عراء تعرف الشاعر منذ جرت الطفولة في عمره:
يبين الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي في قصيدة "بوابة الشعر" أن قريته "عراء" تعرفه منذ جرت الطفولة في عمره؛ حيث يقول:
هنا حيث يغتر النسيم بنفسه
وينشر في الآفاق رائحة العطرِ
هنا في رُبَى الزيتون واللوز غرَّدتْ
بلابلُ شوقي فاستراح لها صدري
هنا كانت الآكام ترفع رأسها
شموخًا وإدلالًا بأشجارها الخضرِ
هنا كان جَدي يحرث الأرض كلما
شدا الغَيمُ في الآفاق أغنية القطرِ
ويبذر باسم الله قمحًا فما ترى
سوى بركات الله في ذلك البذرِ
هنا يفتح الماضي ذراعيه لهفة
وتفتح كفُّ الشعر بوابة الشعرِ
تظل زهور (الشِّعبِ) تركض في دمي
وتخلط أنفاسي برائحة العطرِ
لقد عرفتني هذه الأرض لابسًا
ثياب الصِّبا تجري الطفولة في عمري
وها هي تلقاني وقد رفعت يدي
لواء الثلاثين التي أثمرت صبري
ثلاثون من عمري مضت يا ربوعنا
حملت بها عبء الحياة على ظهري[1]
يتبع