5346 - ( دخلت الجنة ؛ فسمعت فيها خشفة بين يدي ، فقلت : ما هذا ؟ قال : بلال . قال : فمضيت ؛ فإذا أكثر أهل الجة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ، ولم أر أحداً أقل من الأغنياء والنساء . قيل لي : أما الأغنياء ؛ فهم ههنا بالباب يحاسبون ويمحصون . وأما النساء ؛ فألهاهن الأحمران : الذهب والحرير . قال : ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية ، فلما كنت عند الباب ؛ أتيت بكفة فوضعت فيها ، ووضعت أمتي في كفة ؛ فرجحت بها ، ثم أتي بأبي بكر رضي الله عنه ، فوضع في كفة ، وجيء بجميع أمتي في كفة فوضعوا ، فرجح أبو بكر رضي الله عنه ، وجيء بعمر فوضع في كفة ، وجيء بجميع أمتي فوضعوا ؛ فرجح عمر رضي الله عنه . وعرضت أمتي رجلاً رجلاً ، فجعلوا يمرون ، فاستبطأت عبد الرحمن بن عوف ، ثم جاء بعد الإياس ، فقلت : عبد الرحمن ! فقال : بأبي وأمي يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق ! ما خلصت إليك حتى ظنت أني لا أنظر إليك أبداً إلا بعد المشيبات ! قال : وما ذاك ؟ قال : من كثرة مالي ؛ أحاسب وأمحص ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر جداً
أخرجه أحمد (5/ 259) : حدثنا الهذيل بن ميمون الكوفي الجعفي - كان يجلس في مسجد المدينة ، يعني : مدينة أبي جعفر ، قال عبد الله : هذا شيخ قديم كوفي - عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بمن ليس بثقة ؛ سوى القاسم - وهو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي - ؛ فقد وثق . وغلا فيه ابن حبان - فقال (2/ 212) : "كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعضلات ، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات ؛ حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها" !!
ووثقه غيره . وذكر البخاري أن ما ينكر من حديثه ؛ إنما هو من الرواة الضعفاء عنه .
والمتقرر فيه : أنه حسن الحديث ؛ فالعلة هنا ممن دونه :
أولاً : علي بن يزيد - وهو الألهاني - ضعيف .
ثانياً : عبيد الله بن زحر مثله في الضعف ، أو ذاك شر منه ، وقال ابن حبان فيه (2/ 62) :
"منكر الحديث جداً ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن ؛ لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم ، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة ، بل التنكب عن رواية عبيد الله بن زحر على الأحوال أولى" .
ثالثاً : مطرح بن يزيد ضعيف اتفاقاً .
رابعاً : الهذيل بن ميمون الكوفي غير معروف فيما يبدو إلا في هذه الرواية ؛ فإن الحافظ لما أورده في "التعجيل" ؛ لم يزد في ترجمته على قول عبد الله بن أحمد المذكور في الإسناد ، ولعله الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 113) :
"هذيل بن ميمون . روى عن الأحوص بن حكيم . روى عنه يحيى بن أيوب البغدادي المعروف بـ (الزاهد) . سألت أبي عنه ؟ فقال : لا أعرفه ، لا أعلمه روى عنه غير يحيى بن أيوب الزاهد" .
قلت : وهو المقابري ؛ وهو من شيوخ أحمد ، وبين وفاتيهما سبع سنوات ، فلا أستبعد أن يكون هذا الذي سمع منه يحيى : هو الكوفي الذي سمع منه الإمام أحمد ، فيكون مجهول الحال . والله أعلم .
والحديث ؛ قال الهيثمي (9/ 59) :
"رواه أحمد ؛ والطبراني بنحوه باختصار ، وفيهما مطرح بن يزيد ، وعلي بن يزيد الألهاني ، وكلاهما مجمع على ضعفه . ومما يدلك على ضعف هذا أن عبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر ، والحديبية ، وأحد العشرة ، وهو أفضل الصحابة والحمد لله" .
ولم يستحضر المنذري أن الحديث في "المسند" ، و"الطبراني" ! فقد ذكر طرفه الأول في كتاب "اللباس" من "الترغيب والترهيب" (3/ 105) ؛ ثم قال :
"رواه أبو الشيخ ابن حيان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه" !
قلت : وصدره بلفظة : (عن) ؛ فلم يصب ؛ لما فيه من إيهام قوته ؛ كما بينته في مقدمة "صحيح الترغيب" و "ضعيف الترغيب" !!