698- إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من (آل عمران) : {شهد الله أنه
لا إله إلا هو الملائكة وألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
. إن الدين عند الله الإسلام} و{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} إلى قوله : {و ترزق من تشاء بغير حساب} هن مشفعات ، ما بينهن وبين الله حجاب ، فقلن : يا رب !
تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك ؟ قال الله : بي حلفت لا يقرؤهن أحد من عبادي
دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه ، وإلا أسكنته حظيرة الفردوس ، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة.
قال الألباني : (2 / 138) : مَوضُوعٌ ؛ رواه ابن حبان في "المجروحين" (1 / 218) وابن السني (رقم 322) وعبد الخالق الشحامي في "الأربعين" (26 / 2) عن محمد بن زنبور عن الحارث بن عمير : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا . وقال ابن حبان : موضوع لا أصل له ، والحارث كان ممن يروي عن الأثبات
الموضوعات .
قلت : وثقه المتقدمون مثل ابن معين وغيره ، لكن قال الذهبي في"الميزان " : وما أراه إلا بين الضعف ، فإن ابن حبان قال في "الضعفاء " : روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات ، وقال الحاكم : روى عن حميد وجعفر الصادق
أحاديث موضوعة. زاد في "المغني " : قلت : أنا أتعجب كيف خرج له النسائي". ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : قال ابن حبان : موضوع لا أصل
له. وأقره في "الميزان " والحافظ في "التهذيب " ولكنه قال : والذي
يظهر لي أن العلة فيه ممن دون الحارث " ، ومال إليه الشيخ المعلمي رحمه الله في "التنكيل" (2 / 223.قلت : بل علته الحارث هذا ، لأن مدار الحديث على محمد بن زنبور عنه ، وابن زنبور لم يتهمه أحد ، بخلاف الحارث فقد علمت قول ابن حبان والحاكم فيه ، بل كذبه ابن خزيمة كما يأتي فهو آفة هذا الحديث ، وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات " وقال : (1 / 245) : تفرد به الحارث قال ابن حبان : كان يروي عن الأثبات الموضوعات ، روى هذا الحديث ولا أصل له . وقال ابن خزيمة : الحارث كذاب ، ولا أصل لهذا الحديث. وتعقبه السيوطي في"اللآليء" (1 / 229 ، 230) بأمرين : الأول : ما سبق من توثيق بعضهم للحارث ، وهذا لا يجدي شيئا بعد طعن ابن حبان وغيره فيه وروايته لهذا الحديث الذي يعترف ابن حبان والذهبي بوضعه ويوافقهم الحافظ ابن حجر كما يشير إليه قوله
السابق في "التهذيب. الثاني : بقوله : وقد ورد بهذا اللفظ من حديث أبي أيوب . ثم ساقه . وفي إسناده كذاب كما يأتي ، فما فائدة الاستشهاد به ؟! (فائدة هامة) : قال ابن الجوزي عقب الحديث : قلت : كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة ، فلما علمت أنه
موضوع تركته ، فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا ، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية. أقول : وإذا خرج عن المشروعية فليس من الخير في شيء ، فإنه لو كان خيرا لبلغه صلى الله عليه وسلم
أمته ، ولو بلغه ، لرواه الثقات ، ولم يتفرد بروايته من يروي الطامات عن الأثبات . وإن فيما حكاه ابن الجوزي عن نفسه لعبرة بالغة ، فإنها حال أكثر
علماء هذا الزمان ومن قبله ، من الذين يتعبدون الله بكل حديث يسمعونه من مشايخهم ، دون أي تحقق منهم بصحته ، وإنما هو مجرد حسن الظن بهم . فرحم الله
امرأ رأى العبرة بغيره فاعتبر . وحديث أبي أيوب المشار إليه هو : لما نزلت
{الحمد لله رب العالمين} ، وآية (الكرسي) ، و{شهد الله} ، وقل : {اللهم مالك الملك} إلى {بغير حساب} ، تعلقن بالعرش وقلن : أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه وأسكنته جنة الفردوس ، ونظرت إليه
كل يوم سبعين مرة ، وقضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة.