24380 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الزُّبَيْرِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا مَكَّةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ، لَا أَعْجَبُ مِنْ فَهْمِكِ (1) ، أَقُولُ: زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَلَا أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، أَقُولُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ كَيْفَ هُوَ؟ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ (2) ؟ قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ (3) وَقَالَتْ: أَيْ عُرَيَّةُ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْقَمُ عِنْدَ آخِرِ عُمْرِهِ، أَوْ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَتَنْعَتُ لَهُ الْأَنْعَاتَ، وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ، فَمِنْ ثَمَّ " (4)
__________
= أحمد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، ولم أره إلا من حديث ابن لهيعة، وخالدٌ معروف.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/6 و2/186-187، والحافظ في "الأمالي" ص202-203 من طريق يحيى، به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب، تفرد به ابن لهيعة عن خالد.
وسيرد برقم (24398) .
وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6485) .
(1) في (ظ8) و (ظ2) و (ق) ، وهامش (هـ) ، فقهك، وجاء في هامشهن فهمك.
(2) في (ظ8) و (ظ2) ، وهامش (هـ) زيادة: وما هو؟ وقد وضع عليها في (ظ2) إشارة نسخة.
(3) في (ظ8) منكبيه.
(4) خبر صحيح، وهذا إسناد فيه أبو معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري قال البخاري في "تاريخه" 5/209، وفي "الضعفاء" ص67: بعض أحاديثه مناكير، وقال في "الأوسط" 2/161: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 5/178: مستقيم الحديث، ونقله عنه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" ص165، والهيثمي في "المجمع" 9/242، وقد تحرف في مطبوع اللسان إلى: منكر الحديث، وهو تحريف قبيح، وذكره
ابن حبان في "الثقات" 7/246 وقال: ربما خالف، يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته. قلنا: وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخطأ الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد الله بن معاوية من "التعجيل" 1/766-767، وفي "اللسان" 3/419، فنسب إلى ابن عدي أنه قال فيه: أحاديثه مناكير، وليست هذه الجملة من كلام ابن عدي في "كامله" 4/1512 وإنما هي قول البخاري السالف نقلَه عنه، وأورد له حديثين، أحدهما حديث أحمد هذا، وقال بإثر ذلك: له غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/50، والذهبي في "السير" 2/182 من طريق أحمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 3/295، وابن عدي 5/1512 من طريق أبي معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري، به.
وأخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 12/182-183 من طريق أبي نعيم الأصبهاني، عن عبد الله بن جعفر أبي الشيخ، عن أحمد بن الفرات، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن عروة، قال: ما رأيت أحداً أعلم بالطب من عائشة، رضي الله عنها. فقلت: يا خالة، ممن تعلمت الطب؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه. وهذا إسناد صحيح.
ثم أورد الحديث من طريق سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية نزلت، ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا، ولا بقضاء ولا طب منها، فقلت لها: يا خالة الطب من أين عُلِّمْتيه؟ فقالت: كنت أمرض فيُنعت لي الشيء، ويمرض المريض فيُنعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه. وهذا سند رجاله ثقات، وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 2/49 من طريق جعفر الفريابي، عن منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، عن هشام بن عروة،
عن أبيه. وهذا سند صحيح.
ورواه الطبراني 23/ (294) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت امرأة كانت أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة. وهذا سند حسن في المتابعات.
وأخرجه البزار (2662) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (6064) من طريق خلاد بن يزيد الباهلي، عن محمد بن عبد الرحمن المليكي أبي غِرارة زوج جبرة، عن عروة بن الزبير، بسياقة أحمد قال: قلت لعائشة: إني أفكر بأمرك فأعجب، أجدك من أفقه الناس ...
قال البزار: لا نعلمه يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عبد الرحمن المليكي إلا خلاد بن يزيد الباهلي.
قال السندي: قولها: أي عرية، بالتصغير نداء لعروة.
قولها: يسقم، من سقم كعلم.
قولها: الأنعات، بالفتح جمع نصت بمعنى المنعوت، أي: الأدوية المنعوتة.
قولها: أعالجها، أي: أصلح تلك الأدوية.
الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل

المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرو