.... وتهمسُ السَّماءْ
في أذنه من غير ما نداء :

أجمل ما في قصيدة الشاعر واقعيتها , وهذه قصة واقعية دبجها الشاعر في شعر عذب جميل :

رأيتُهم بالأمس يلعبونْ
ويضحكون يمرحون
وحولهم أبوهُمُ الحنونْ
يشقى لتحيا هذه الصغارْ
تضمهم براءة النقاء
في أسرة صغيرة, شعارُها الصفاءْ
يشقى ليرقى رافضا للعارْ
وملَّ من مشقة التجوال والأسفارْ
لكنه رأى بهذا العامْ
أن يحرق البعاد والخيامْ
ويقطع الأطنابْ
حتى يعيشَ جانب الأحبابْ
لا لن أسافر , قالها إلى دمشقَ الشامْ
فإنني في قريتي
إلى جوار صبيتي
قررتُ أن أنام........
.... وتهمس السماءْ
في أذنه من غير ما نداء:
لم تدر ما تخبئ الأقدارْ
.....ويشرق الصباحْ
يغدو ليسعى جاهداً كهبَّة الرياحْ
ويهجرَ الفراشَ والمنامْ
يلقي على صغاره تحية الوداع والسلامْ
وكلُّهم نيامْ
....يسعى فبعد شهر او يزيدْ
سيطلُّ يومُ العيدْ
ولا يريد أن يرى صغيرهُ كئيبْ
أو دمعُهُ يسيلْ
فصاحبي في طبعه كم يكره البكاء والنحيب
حتى من الغريبْ
...... ومضى برحلة يومه الطويل ...
....... رأيتُه في عصر ذاك اليومْ
أمام باب دارنا
وثلةٌ من أهلنا
وطفله الصغير في السيارهْ
قرأت في جبينه ملاحم العناء
.... وبعدها أوصلني بنفسه إلى أعالي قريتي
لأحضر العزاء ....
وقال لي : إليك ذي البشارة
قُبِلتُ هذا العامْ
لكي أحجَّ بيتَ ربيَ الحرامْ
......ودَّعتُهُ وغابْ
وبعد نصف ساعةٍ قد جاءني الخبرْ :
بأنه قد ماتْ
وفارق الحياة
أبكانيَ المُصاب
فإنه في أول الشباب
وإننا للهْ
إليه راجعونْ
وإنه القدرْ
رضيت بالقضاءْ
لكنَّ دمعي غالبا هتونْ
ففي جفوني لا أغطي أدمع العيون !!
..... عادت بيَ الذكرى إلى الأطفالْ
وطيفهم في أعيني بالأمس يلعبونْ
وحولهم أبوهُمُ الحنونْ
واليوم هم يبكونْ
كم قطِّعت بموته الآمالْ
فقد غدا لسعيه وكلهم نيامْ
لكنه مضى إلى مولاهْ
فأصبحوا أيتام
فأصبحوا أيتام
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس