فعل الطاعات غراس شجرها ، لم نزرع لها ونتحرى بإشفاق حصادها ! ورغم غفلتنا عنها نريدها ونتمناها ونحن المقصرون نحوها .. كيف وقد ظننا أنا قادرون على من جعل الله فيها معاشنا ومماتنا أرضنا التي فاح ريحها العليل و ساد الفساد في برها وبحرها .. أيها الإنسان حسبك.. أتود أن تنعم و تفوز بودها وأنت مازلت ظلوما لا ترغب حتى معرفة السبيل إليها !.. أتريد أن تلبس من حريرها ومن طلحها المنضود تدني إليك قطوفها ؟ لن نـُرزَق بها إلا إن أطعنا خالق الكون خالقها إنها الجنة والكأس فيها مزاجه الزنجبيل .. أقول لنفسي وأقول إليك : كم نتمنى ونشتاق ، ولكن قبل أن نطمع لابد أن نعرف ونسأل .. تلك الجنة لمن تكون ومن سكانها ؟ ومن الذي سيرثها ؟ هيا معاً إلى المعرفة ، نبدأ بالطهور لنتدبر كلام ربي إنه القرءان العظيم .. يقول رب العالمين :{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}. إذن السير إلى طريق العمل الصالح هو الفلاح بها.. وفعل الخيرات وترك شرور النفس والشهوات ، ولا يكون ذلك إلا بالتقوى و الصبر على المعصية .. بقوة الإرادة على إلحاح النفس ووأد صرخاتها .. الإنشغال بالتوبة والاستغفار بالأسحار ، وكل هذا بالإقتداء بخير خلق الله أجمعين حبيب رب العرش العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فها قد أعد الله الجنة للمتقين ، ولن تكون إلا لعباده الصالحين ، لماذ نتعجل بالآثام ولا نتعجل بجهاد النفس والبعد عن الظلام ؛ فنحن بشر ضعيف لن نخرق الأرض ولن نبلغ الجبال طولا ، سيواري أجسادنا التراب اللهم ربنا اجعلنا من ورثة جنة الخلد وحورٌ مقصورات في الخيام ، من الذين قلت فيهم:{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّق ِينَ وَالْمُتَصَدِّق َاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.أحبتي .. هيا إلى صراط الله الواحد الأحد .. أيها الغافل تزكى وطهر نفسك بالصلاة ، ولا تنسى ذكر ربك فتذل وتشقى .. إرجع إلى ربك مؤمنا قد عملت الصالحات لتكون من أهلها وسكانها وممن لهم فيها الدرجات العُلا .. قــولوا معي آمــــــين والحـمد لله رب العـــــــالمين


أرق تحياتي