6743 - (ألم أنهك أن ترفعي شيئاً؛ فإن الله عز وجل يأتي برزق كل غد) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
منكر.

أخرجه أحمد في " المسند " (3/ 98 1) و " الزهد " (ص 8) ، ومن طريقه أبو نعيم في " الحلية " (0 1/ 243) ، وأبو يعلى (7/ 224/ 4223) ، والدولابي في " الكنى " (2/ 124) ، وا بن عدي في " الكامل " (7/ 122) ، والبيهقي في " الشعب " (2/ 18 1 - 9 1 1/ 1347 و 1348، 72 1/1465) من طريق هلال بن سويد أبي معلى قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد؛ أتته به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ هلال بن سويد: قال ابن عدي - بعد أن ساق له حديثاً آخر -:
" وهذان الحديثان أنكرا على هلال بن سويد ". وذكره العقيلي في " الضعفاء " (4/ 346) ، وقال عن البخاري:
" لا يتابع عليه ". ولذا قال الذهبي في " المغني ":
"ضعفوه". وأما ابن حبان فذكره في " الثقات" (5/ 505) ! وهو عمدة من وثقه من بعض المتأخرين؛ مثل الحافظ المنذري، فإنه قال في " الترغيب " (2/ 42// 19) :
" رواه أبو يعلى والبيهقي، ورواة أبي يعلى ثقات "!
وفيه أنه ما يوهم أن رواة البيهقي خلاف رواة أبي يعلى، وأنهم غير ثقات، مع أنه ليس فيه إلا هلال بن سويد هذا!
وأيضاً أوهم أنه لم يروه من هو أعلى طبقة وأشهر من المذكورين؛ وقد رواه أحمد.
ومثل الهيثمي؛ فإنه قلد المنذري، فقال في " المجمع " (10/ 241) :
" رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات ".
فقلده في الاعتداد، وفي إهمال العزو لأحمد؛ لكنه في موضعين آخرين تدارك الإهمال، وأكد التوثيق! فقال (10/ 353) :
" رواه أحمد، وإسناده حسن "! وقال في الموضع الأخر (10/ 322) :
" رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير هلال أبي المعلى، وهو ثقة"!
ثم إن الحديث مخالف لبعض الأحاديث الصحيحة، والآثار السلفية، من ذلك أحاديث الأمر بادخار لحوم الأضاحي، وأكل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القديد بالمدينة من قديد الأضاحي، وهي مخرجة في " إرواء الغليل " (4/ 369) ، وترجم البخاري لبعضها في " صحيحه " بقوله:
" باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم؛ من الطعام واللحم!وغيره، وقالت عائشة وأسماء: صنعنا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر سُفرة ".
وقد قال الحافظ بعد شرحه إياه (9/553) :
" قال ابن بطال: في الحديث رد على من زعم من الصوفية أنه لا يجوز ادخار طعام لغد، وأن اسم الولاية لا يستحقه من ادخر شيئاً ولو قل، وأن من ادّخر؛ أساء الظن بالله. وفي هذه الآحاديث كفاية في الرد على من زعم ذلك".
ومن ذلك أيضاً حديث عمر رضي الله عنه:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم ".
أخرجه البخاري (5357) . قال الحافظ في " الفتح " (9/ 503) :
" وفي السياق ما يؤخذ منه الجمع بينه وبين حديث: " كان لا يدخر شيئاً لغد " (1) ؛ فيحمل على الادخار لنفسه، وحديث الباب على الادخار لغيره، ولو كان له في ذلك مشاركة؛ لكن المعنى أنهم المقصد بالادخار دونه، حتى لو لم
يوجدوا لم يدخر ".

__________
(1) انظر " صحيح الترغيب " [رقم935] .