تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    1,212

    افتراضي سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟


    الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ننقل فيما يلي المادة التالية حول سؤال "كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟"، نقلاُ عن فتوى بموقع (الإسلام سؤال وجواب) برقم (351760) حيث جاء فيها:


    السؤال


    قرأت في تويتر قبل فترة تغريدة هذا نصها: " البخاري، في رحلة استغرقت ١٦ سنة، جمع ٦٠٠ ألف حديث، يعني ٣٧٥٠٠ حديث بالسنة، يعني ٣١٢٥ حديث بالشهر، يعني ٧٨١,٢٥ حديث بالأسبوع، يعني ١١١,٦ حديث باليوم، يعني ٤,٦ حديث بالساعة، يعني لا نوم، ولا راحة، ولا أكل، ولا حمام، وفوق كل هذا المجهود لا يوجد نسخة واحده صحيحة بخط يده" فكيف يرد على هذه الشبهة، والإمام البخاري رحمه الله تعالى قد كان يغتسل ويصلي استخارة قبل أن يضع الحديث الواحد؟ فكيف بأربعة أحاديث في الساعة؟


    الجواب
    الحمد لله.


    ​أولا:


    هذا الحساب والتقدير الذي فصلته غير صحيح ولا يوافق واقع حياة الإمام البخاري رحمه الله تعالى، وهذا لأمور:


    الأمر الأول:


    ستة عشر سنة هي الفترة التي قضاها في تصنيف كتابه "الصحيح"، وليست مقدار ما قضاه من الزمن في طلب وحفظ الحديث.


    روى الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (2/333)، بإسناده عن عبد الرحمن بن رساين البخاري، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: " صنفت كتابي الصحاح لست عشرة سنة، خرجته من ست مائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى".


    فرقم ستمائة ألف حديث هذا، هو مجموع ما كان جمعه وانتخله من بداية طلبه للحديث إلى وقت تصنيفه لمصنفه "الصحيح"؛ لينتخب منه بعد ذلك، وفي مقدار الست عشرة سنة المذكورة: ما يدخله في الصحيح!


    وبداية طلبه للحديث كانت في زمن الطفولة.


    روى الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (2/ 324-325)، بإسناده عن أبي جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي، قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب.


    قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟


    فقال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره...


    فلما طعنت في ست عشرة سنة، حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء... ".


    الأمر الثاني:


    البخاري رزق ذاكرة قوية، حيث كان سريع الحفظ، فلذا جمع من العلم ما لم يجمع غيره، وهذا باتفاق أهل العلم ممن عاصره، حيث فضلوه على كثير من علماء عصره، حتى فضله بعضهم على الإمام أحمد بن حنبل.


    قال ابن كثير رحمه الله تعالى:


    " وقد ذكروا أنه كان ينظر في الكتاب مرة واحدة فيحفظ ما فيه من نظرة واحدة، والأخبار عنه في هذا المعنى كثيرة.


    وقد أثنى عليه علماء زمانه من شيوخه وأقرانه؛ فقال الإمام أحمد: ما أخرجت خراسان مثله. وقال علي بن المديني: لم ير البخاري مثل نفسه...


    وقال محمود بن النضر أبو سهل الشافعي: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة، ورأيت علماءها كلّما جرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فضلوه على أنفسهم...


    وقال الفلاس: كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث...


    ومنهم من فضله في الفقه والحديث على الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه...


    وقال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي: محمد بن إسماعيل البخاري أفقهنا وأعلمنا وأغوصنا وأكثرنا طلبا...


    وقال غيره: رأيت محمد بن يحيى الذهلي يسأل البخاري عن الأسامي والكنى والعلل، وهو يمر فيه كالسهم، كأنه يقرأ: (قل هو الله أحد )...


    وقال ابن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري.


    ولو ذهبنا نسطر ما أثنى عليه الأئمة في حفظه وإتقانه وعلمه وفقهه وورعه وزهده وتبحره لطال علينا " انتهى. "البداية والنهاية" (14 /529–531).


    فمع سرعة حفظه وقوة ذاكرته، وتفرغه التام لعلم الحديث فلم يشغل عنه بتجارة ولا عمل ولا بيع ولا شراء لما يسره الله تعالى له من الرزق؛ مع ذلك كله : لا تستبعد مثل هذه الأرقام.


    الأمر الثالث:


    أن هذا الرقم يدخل فيه كثير من الأحاديث المكررة، فالحديث الواحد قد يحسب بعشرات الأحاديث لتعدد أسانيده.


    طالع للأهمية جواب السؤال رقم: (171298).


    ثانيا:


    عدم بقاء أصوله وكتبه التي جمع فيها هذه الأحاديث أثناء طلبه للعلم، ليس في هذا ما يستشكل؛ لأن علم العالم الذي يبقى عادة هو ما يحدث به طلابه، أو يدخله في مصنفاته التي يلقيها على تلاميذه فينقلونها إلى من بعدهم، ويعتني بها العلماء ويتناقلوها عبر العصور.


    فلذا وصلتنا مصنفاته كـ "الصحيح"، و "الأدب المفرد" و "التاريخ" وغيرها لأنه أخرجها إلى الناس وطلابه، وما زال أهل العلم يروونها، ويدرسونها، ويتناقلونها فيما بينهم، منذ صنف البخاري صحيحه، إلى يوم الناس هذا؛ فانظر في نفس الصحيح، وتدارس ما فيه يا عبد الله ؛ ودعك عنك التخرصات، والظنون!!


    والله أعلم.


    والله ولي التوفيق.


    نقله: موقع روح الإسلام


    https://www.islamspirit.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    بارك الله فيك ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    أحبوه أو رجموه . . . لن يهرب أي أحد من حقيقة ارتباط اسمه باسم سول الله صلى الله عليه وسلم عبر القرون . . .
    .
    يرحمه الله . .
    قال الشاعر: صحيح البخاري لو أنصفوه *** لما خط الا بماء الذهب . .
    .
    نأتي لعنوان الموضوع . . . من اطلع مثلا لا حصرا على علل الترمذي الكبير سيصدق أمر معرفته بمئات الاف الاحاديث . .
    . . فهناك رواة ضعفاء جدا, عندما يسأل عنهم يثبت او يستنكر . . مما يعني معرفته لحديثهم . . . رغم أنك لو تنخل كتبه لاتجد لهم فيها ذكراً . .
    . .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أحبوه أو رجموه . . .


    قال الشاعر: صحيح البخاري لو أنصفوه *** لما خط الا بماء الذهب . .
    .

    . .
    الأحاديث المسندة في صحيح البخاري، كلها صحيحة، سندا ومتنا، ولكن صحة المتن أقوى وأظهر؛ لوجود بعض العلل في الأسانيد دون المتون، ولذلك كان أكثر ما انتقد على الصحيح إنما هو في ما يتعلق بالصناعة الحديثية في الأسانيد، وطرق الحديث، دون المتون. وراجع في بيان ذلك الفتويين: 13678، 134033.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (التوسل والوسيلة): كتاب البخاري أجل ما صنف في هذا الباب؛ والبخاري من أعرف خلق الله بالحديث وعلله، مع فقهه فيه، وقد ذكر الترمذي أنه لم ير أحدا أعلم بالعلل منه.
    ولهذا كان من عادة البخاري إذا روى حديثا اختلف في إسناده، أو في بعض ألفاظه، أن يذكر الاختلاف في ذلك؛ لئلا يغتر بذكره له، بأنه إنما ذكره مقرونا بالاختلاف فيه. ولهذا كان جمهور ما أنكر على البخاري، مما صححه، يكون قوله فيه راجحا على قول من نازعه ...
    ولكن جمهور متون الصحيحين، متفق عليها بين أئمة الحديث، تلقوها بالقبول، وأجمعوا عليها، وهم يعلمون علما قطعيا أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها. اهـ.
    وقال النووي في التقريب: أول مصنف في الصحيح المجرد، صحيح البخاري، ثم مسلم، وهما أصح الكتب بعد القرآن، والبخاري أصحهما، وأكثرهما فوائد، وقيل: مسلم أصح، والصواب الأول. واختص مسلم بجمع طرق الحديث في مكان واحد. اهـ.
    وقال السيوطي في شرحه (تدريب الراوي) عن كون البخاري أصحهما، وأكثرهما فوائد، قال: وعليه الجمهور؛ لأنه أشد اتصالا، وأتقن رجالا، وبيان ذلك من وجوه ... اهـ. ثم ذكر تفصيل ذلك.
    وهذا هو الصواب الذي عليه أئمة الشأن، فصحيح البخاري مقدم على غيره من حيث اجتماع شرائط الصحة، ومن حيث الفوائد الفقهية، والأحكام، وأما صحيح مسلم فميزته في حسن سياقه للأحاديث مجموعة الطرق، والألفاظ في موضع واحد. كما أشار إليه النووي. هذا مع التحري في ألفاظ الحديث، ولذلك يمكن لمن كانت عنايته متوجهة لألفاظ المتون، وسياق الحديث بطوله دون تقطيعه على أبواب الفقه، أن يقدم صحيح مسلم على البخاري.

    وهذا هو ما دعا بعض أهل العلم لتقديمه، كما قال أبو علي النيسابوري: ما تحت أديم السماء، كتاب أصح من كتاب مسلم. اهـ.

    قال الحافظ ابن حجر: الذي يظهر لي من كلام أبي علي، أنه قدم صحيح مسلم لمعنى آخر، غير ما يرجع إلى ما نحن بصدده من الشرائط المطلوبة في الصحة، بل لأن مسلما صنف كتابه في بلده، بحضور أصوله في حياة كثير من مشايخه، فكان يتحرز في الألفاظ، ويتحرى في السياق، بخلاف البخاري، فربما كتب الحديث من حفظه، ولم يميز ألفاظ رواته؛ ولهذا ربما يعرض له الشك، وقد صح عنه أنه قال: "رب حديث سمعته بالبصرة، فكتبته بالشام" ولم يتصد مسلم لما تصدى له البخاري من استنباط الأحكام، وتقطيع الأحاديث، ولم يخرج الموقوفات. اهـ.




  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    صحيح البخاري لو أنصفوه *** لما خط الا بماء الذهب . .

    . .
    الله عز وجل حفظ دينه من عبث العابثين، وكيد الكائدين، وتمثل هذا الحفظ في صور عديدة وأشكال مختلفة، ولا يخفى هذا الأمر على منصف خلع العصبية المقيتة، وتحلى بالعدل الذي هو ميزة العقلاء، فإن كتاب الله قال الله عنه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. فهذا المصحف الذي نسخ منه مئات الملايين من النسخ، وعبر الأزمان المتفاوتة، منذ نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا وهو مع كل هذا محروس من الزيادة والنقصان، فلو أخذ إنسان نسخاً من القرآن من مكتبات الدنيا كلها لوجدها متفقة لا اختلاف بينها.
    أما السنة النبوية التي هي بمثابة الشرح للقرآن، فقد هيأ الله من يحفظها من جهابذة الرجال، الذين بذلوا أنفسهم لهذا الشأن العظيم من أمثال الإمام البخاري الذي يقول عنه أبو الطيب حاتم بن منصور الكسي - كما في السير للذهبي -: محمد بن إسماعيل آية من آيات الله في بصره ونفاذه من العلم.
    وقال رجاء الحافظ: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء، وقال: هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
    ويقول محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحفظ له من محمد بن إسماعيل (البخاري).
    ولذا كان صحيحه، وصحيح الإمام مسلم الذي قيل في ترجمته ما قيل في الإمام البخاري من حيث الحفظ والإتقان والزهد والعبادة محل قبولٍ عند الأمة، لتوافر شروط الصحيح فيهما في أعلى درجاته، ولا يطعن فيهما إلا مبتدع ضال، يهدف من وراء تشكيكه فيها إلى هدم مبنى الشريعة، وأنى له ذلك، وكلام السلف والخلف رادع له ولأمثاله، وإليك بعض نصوصهم:
    قال الإمام النووي في شرح مسلم: اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول.
    ويقول الشهرزوري: جميع ما حكم مسلم بصحته من هذا الكتاب، فهو مقطوع بصحته، والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر، وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه، وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول، سوى من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع، والذي نختاره أن تلقي الأمة للخبر المنحط عن درجة التواتر بالقبول يوجب العلم النظري بصدقة. انظر صيانة صحيح مسلم.
    ويقول أبو المعالي الجويني: لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق ولا حنثته لإجماع علماء المسلمين على صحتهما. صيانة صحيح مسلم.
    وبعض المبتدعة يرد نصوص السنة، بحجة أنها آحاد لا يلزمه اتباعها، أو ظنية الدلالة، فلا يلزمه قبولها، وهو بذلك يحرم نفسه نور الوحي، وهدي الله.
    فإن القرآن وإن كان قطعي الثبوت، فأكثره ظني الدلالة، والسنة أكثرها ظني الدلالة ظني الثبوت، فمن اشترط للاحتجاج بالأدلة أن تكون قطعية الثبوت والدلالة، فقد رد معظم الشريعة، وناقض إجماع الأمة.
    يقول الإمام ابن عبد البر في التمهيد: وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل، وإيجاب العلم به إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع، على هذا جمع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا، إلا الخوارج، وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافاً، وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتي لما يخبره به العالم الواحد إذا استفتاه فيما يعلمه.
    وقال أيضاً: الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم، كشهادة الشاهدين والأربعة سواء، وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده. على ذلك جماعة أهل السنة.
    وقال الإمام القرطبي في تفسيره: وهو مجمع عليه (أي قبول خبر الآحاد) من السلف معلوم بالتواتر من عادة النبي صلى الله عليه وسلم في توجيهه ولاته ورسله آحاداً للأفاق ليعلموا الناس دينهم، فيبلغوهم سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي.
    المصدر الاسلام سؤال وجواب


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    قال الحافظ ابن حجر:
    هذا جميع ما تعقبه الحفاظ النقاد العارفون بعلل الأسانيد المطلعون على خفايا الطرق وليست كلها من أفراد البخاري بل شاركه مسلم في كثير منها.. وليست كلها قادحة بل أكثرها الجواب عنه ظاهر والقدح فيه مندفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسير منه في الجواب عنه تعسف، كما شرحته مجملا في أول الفصل وأوضحته مبينا أثر كل حديث منها، فإذا تأمل المنصف ما حررته من ذلك عظم مقدار هذا المصنف في نفسه وجل تصنيفه في عينه وعذر الأئمة من أهل العلم في تلقيه بالقبول والتسليم وتقديمهم له على كل مصنف في الحديث والقديم. اهـ.
    قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله
    الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين ,ومن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر :
    أن احاديث الصحيحين صحيحة كلها ،ليس في واحد منهما مطعن أو ضعف.
    وإن ما إنتقده الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث ،
    على معنى أن ما أنتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي إلتزمها كل واحد منهما في كتابه .
    واما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها .
    فلا يهولنك إرجاف المرجفين وزعم الزاعمين أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة ،وتتبع الاحاديث التي تكلموا فيها .وأنقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم ، واحكم عن بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
    *****************
    قال الشيخ عبد المحسن العباد
    ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح أن الدارقطني وغيره من الحفاظ انتقدوا على الصحيحين مائتين وعشرة أحاديث، اشتركا في اثنين وثلاثين حديثا وانفرد البخاري عن مسلم بثمانية وسبعين حديثا وانفرد مسلم عن البخاري بمائة حديث، وقد عقد فصلا خاصا للكلام على الأحاديث المنتقدة في صحيح البخاري أورد فيه الأحاديث على ترتيب الصحيح وأجاب عن الانتقادات فيها تفصيلا، وقد أجاب عنها في أول الفصل إجمالا حيث قال:
    والجواب عنه على سبيل الإجمال أن نقول: لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصر هما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل، ثم ذكر بعض ما يؤيد ذلك.
    ثم قال: فإذا عرف وتقرر أنهما لا يخرجان من الحديث إلا ما لا علة له أو له علة إلا أنها غير مؤثرة عند هما فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون قوله معارضا لتصحيحهما، ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غير هما فيندفع الاعتراض من حيث الجملة،
    وأما من حيث التفصيل فالأحاديث التي انتقدت عليهما تنقسم أقساما:
    الأول: ما تختلف الرواة فيه بالزيادة والنقص من رجال الإسناد.
    الثاني: ما تختلف الرواة فيه بتغيير رجال بعض الإسناد.
    الثالث
    : ما تفرد بعض الرواة بزيادة فيه دون من هو أكثر عدداً أو أضبط ممن لم يذكرها.
    الرابع: ما تفرد به الرواة ممن ضعف من الرواة.
    الخامس: ما حكم فيه بالوهم على بعض رجاله.
    السادس: ما اختلف فيه بتعيين بعض ألفاظ المتن.وفي ضمن ذكره لهذه الأقسام ذكر الجواب عن ذلك في الجملة وأشار إلى بعض الأحاديث المنتقدة التي فصل القول فيها بما يوضح الجواب الإجمالي.
    ثم قال: فهذه جملة أقسام ما انتقده الأئمة على الصحيح وقد حررتها وحققتها وقسمتها وفصلتها، لا يظهر منها ما يؤثر في أصل موضوع الكتاب بحمد الله إلا النادر.
    وقال في نهاية الفصل: هذا جميع ما تعقبه الحفاظ النقاد العارفون بعلل الأسانيد المطلعون على خفايا الطرق-
    إلى أن قال: فإذا تأمل المنصف ما حررته من ذلك عظم مقدار هذا المصنف في نفسه وجل تصنيفه في عينه وعذر الأئمة من أهل العلم في تلقيه بالقبول والتسليم وتقديمهم له على كل مصنف في الحديث والقديم
    وقصارى القول:
    أن صحيح البخاري أول مصنف في الصحيح المجرد وهو أصح كتاب بعد كتاب الله العزيز، ورجاله مقدمون في الرتبة على غيرهم وأحاديثه على كثرتها أينتقد الجهابذة المبرزون في هذا الفن منها إلا القليل مع عدم سلامة هذا النقد، ومع هذا كله جمع فيه مؤلفه رحمه الله بين الرواية والدراية، وهذه الميزات وغيرها هي السر في إقبال العلماء عليه واشتغالهم فيه وعنايتهم التامة به، فلقد بذل العلماء قديما وحديثاً فيه الجهود العظيمة، وصرفوا في خدمته الأوقات الثمينة، وأولوه ما هو جدير به من اهتمامهم، فكم شارح لجميع ما بين دفتيه بسطا واختصارا، ومقتصر على إيضاح بعض جوانبه، فألفوا في رجاله عموما وفي شيوخه خصوصا، وصنفوا في شرح تراجم أبوابه وغير ذلك من الجوانب التي أفردت بالتأليف

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: سلسلة العلماء [0119]: كيف جمع الإمام البخاري 600 ألف حديث في 16 سنة؟

    صحيح البخاري، ثم مسلم، وهما أصح الكتب بعد القرآن
    بالنسبة لي صحيح البخاري ثم مستخرج ابي عوانة . . . واعتقد السر فيه انه تلافى اخطاء صحيح مسلم . . والثالث صحيح مسلم . .
    بقية ردك فيه حق وفيه خلافه .. .
    الكلام العام العائم فيه ما فيه . .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •