بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أمور لا أعرف حقاً كيف تُشرح
(1-25)
لا أعلم السبب الذي جعل الإمام البخاري يحرم صحيحه من إخراج الحديث التالي:اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ
رغم أنه يعرف الطريقين, طريق الأعرج عن ابي هريرة وطريق حماد بن سلمة حتى علي بن أبي طالب. (راجع تاريخه الكبير)
مسلم أخرج حديث الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة.
.
يهمني هنا طريق حماد, فهو عن رجل لا يعرف له في الدنيا الا هذا الحديث عن رجل قرشي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الشيء الذي لا أعرف كيف اشرحه, أن هيبة إسناده في نفسي أقوى من هيبة إسناد حديث ابن حبان عن الأعرج. وكلاهما على أي حال صحيح.
أشعر أنه "حديث عربي" رواه حماد عن أحفاد او ابناء الصحابة عن مثلهم عن الصحابة.
لو رجعنا لعلوم لمصطلح, الراوي الذي لايروي عنه أكثر من واحد, نعلم صفته في تلك الكتب.
في الجرح والتعديل لابن ابي حاتم اسند حتى احمد بن حنبل أنه قال عنه: من الثقات.
أحمد هنا ولا ادعي أنني من ابطن الناس بأقواله ولكن من عاش معه السنين الطوال تظهر له بعض الأمور على وجهها سدادا وإن لم يكن فمقاربة, حكم عليه كخاطرة وقعت في نفسه, وخواطر العلماء قلما تخطئ, ربما لعربية الإسناد وأيضا لأن له أصل صحيح.
نحن هنا نتحدث عن هشام بن عمرو الفزاري. قال أبو داود في سننه: أقدم شيخ لحماد. وقال هذا ايضا عثمان بن سعيد الدارمي, كما في مستدرك الحاكم.
فهناك أحاديث اذا كانت على هذا النحو, أرى معاملتها بشكل مختلف, أحاديث:
1) بعيدة عن الأهواء المحتملة
2) قبل أن يركب الناس الصعب والذلول كما قال ابن عباس.
3) لها أصولها الصحيحة.
.
حدثنا بهز ، وأبو كامل قالا : حدثنا حماد ، - قال بهز : قال - أخبرنا هشام بن عمرو الفزاري ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، عن علي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك. (مسند أحمد ابن حنبل - 939)
.
حدثنا حماد بن أسامة ، قال : أخبرنا عبيد الله ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن عائشة قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه ، وهو في المسجد ، وهما منصوبتان ، وهو يقول : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك. (مسند أحمد ابن حنبل - 25094)
.
وهذا من أحاديث "الشاهدي" , كتيب أجمع فيه لنفسي الأحاديث التي لها شاهدان, أو طريقان, كل طريق تقوم به الحجة باستغناء عن الطريق الأخر, سواء في العقيدة أو الأحكام أو الفضائل والقصص وماشابه.
.
والحديث من أحاديث الموطأ وحسبك, وهذا سبب الاستغراب من عدم ايراد البخاري له في صحيحه, رغم أنه قد روى عن مثل علي بن سويد بن منجوف الكوفي أحد أحاديثهم الرديئة!
.
والحديث الثاني