الموضوع: الإشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع سيكون فيه بعض مادونته خلال هذه السنين, لبعض القرائن والإشارات.
.
الأثر التالي من تفسير ابن أبي حاتم:
اجزم أن عكرمة ينبغي أن يكون بين ابن عباس و محمد بن سيرين. (في مراسيل ابن ابي حاتم انه سمع منه ايام المختار, كان لقيه بالكوفة)
الإشارة, كلمة "يهزها" , فهي الفاظ عكرمة, وعلى جلالته, ذكر عنه بعض الطيش.
.
٢٢٣١ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زيد، عن نحيى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، وَيَهُزُّهَا بِهِ.
.
مثلا ومن كتاب واحد وليكن صحيح الإمام البخاري رحمه الله, عد للحديث رقم 6469 أو الحديث رقم 5511

5511 حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الوهاب ، أخبرنا أيوب ، عن عكرمة : أن رفاعة طلق امرأته ، فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير القرظي ، قالت عائشة : وعليها خمار أخضر ، فشكت إليها وأرتها خضرة بجلدها ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنساء ينصر بعضهن بعضا ، قالت عائشة : ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات ؟ لجلدها أشد خضرة من ثوبها . قال : وسمع أنها قد أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء ومعه ابنان له من غيرها ، قالت : والله ما لي إليه من ذنب ، إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه ، وأخذت هدبة من ثوبها ، فقال : كذبت والله يا رسول الله ، إني لأنفضها نفض الأديم ، ولكنها ناشز ، تريد رفاعة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن كان ذلك لم تحلي له ، أو : لم تصلحي له حتى يذوق من عسيلتك قال : وأبصر معه ابنين له ، فقال : بنوك هؤلاء قال : نعم ، قال : هذا الذي تزعمين ما تزعمين ، فوالله ، لهم أشبه به من الغراب بالغراب * . ( صحيح البخاري - - 5511 )
ومثل هذه الألفاظ لاتجدها عند من هم أثبت, كرواية الزهري عن عروة.
6469 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ ، أَوْ غَمَزْتَ ، أَوْ نَظَرْتَ قَالَ : لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ :أَنِكْتَهَا . لاَ يَكْنِي ، قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.
.

قال الحاكم في مستدركه عقب أحد الاحاديث:
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَهُوَ مِنَ النَّوْعِ الَّذِي أَقُولُ :إِنَّ الْبُخَارِيَّ احْتَجَّ بِعِكْرِمَةَ ، وَمُسْلِمٌ بِسِمَاكٍ
لحديث مطلعه:
2761 أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . .
.
.
عبارة الحاكم تذكرني التالي.
هناك إشارات ومفارقات: روى البخاري كثيراً عن عكرمة (فوق 130 حديث) ولم يرو له مسلم . . . وروى مسلم كثيراً عن ابي نضرة(فوق 60 حديث) ولم يرو له البخاري . . .
أبو نضرة أورده الإمام البخاري مرة احدة في صحيحه, وكأنه يريد بيان خطأه في قوله "عشرين دينارا" في حديث جابر المشهور عندما ابتاع منه رسول الله جمله.
وعكرمة أورد له مسلم حديثا واحدا مكررا, في كل مرة مقرونا بغيره, مرة بطاوس ومرة بسعيد بن جبير, حديث ضباعة بنت الزبير, باب اشتراط المحرم التحلل في الحج لمرض أو عجز وماشابهه.
.

عبارة "كرم الله وجهه"
تنطبق دون شك على السابقين الأولين:
1) عائشة عليها السلام والرضوان.
2) أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما.
.
وأيضاً يذكرون أن عليا رضي الله عنه أدرك مسلماً.
.
الإشارة هنا, أعمارهم عند الهجرة, فعائشة كما تحدثت عن نفسها, بينما أسامة وحسب تتبع سيرته, حتما ولد وأبويه على الإسلام, خصوصا أن زيد بن حارثة أول الرجال إسلاماً. ولعل إسلامه منذ اليوم الأول.

"مثنى وثلاث ورباع" هل تعني الحصر أم أن العرب لم تكن تجاوز في كلامها رباع عند الحديث عن التكثر أو التعدد.
خلال عقدين من الزمن وفي رحلة تنقية عقيدتي ومفاهيمي لتكون على ضوء الكتاب والسنة بمفاهيم سلف الأمة أو بشكل أدق, السعي لمقاربة مراد الله عز وجل ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أدعي إصابتها, لم أتوقف متحيراً عند أي مسألة الا مسألتين, وبقية المسائل كانت تمر مر السحاب:
1) مسألة هل فقط الشرك هو ما لايغفر يوم القيامة,
2) مسألة التعدد, هل الاية تعني الحصر, أم لا. خصوصا أننا لانتصور أن يأتي القرآن على كامل العدد وخماس وسداس وسباع وثمان الخ.
.
المسألة الأولى, خصوصا أن آية "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه ولعنه وأعد له عذبا عظيما" من آخر ما نزل ولم ينسخها شيء-- سنين طويلة كنت استغرب صمت العلماء عنها, خصوصا أنها الشديدة خلف الشديدة, خمس شدائد في الآية, رغم أن هؤلاء العلماء يؤمنون وبشكل قطعي بحديث ابن عباس, وأيضا بحديث أنس "الا من حبسه القرآن".
ولكن انحلت مشكلتها لدي, وجدت أن العلماء يهربون مما هو أشد , يهربون من "التيئيس والتقنيط من رحمة الله"
.
آية سوة فاطرة تشير الى أن آية سوة النساء لا تعني الحصر, ولكن في فاطر تقرأ "ويزيد في الخلق ما يشاء" والحديث هنا عن قدرة الله, بينما سورة النساء أقرب للدعوة للتقليل أو التقلل, "أدنى أن لا تعولو" وتتحدث عن عجز ونقص الناس.
آية فاطر, لا تعني الحصر, ولكن نزل الكلام بلغة العرب, لأنه ثبت في الحديث الصحيح أن جبريل عندما نزل بهيئته الحقيقة كان له 600 أجناح.
.
آية سوة النساء كنت أبحث عن الأثار التي تعزز الحصر, ولكن لايوجد الا ما اخطأ فيه معمر وقلب معناه(فعمر أمر فلان برجعة نسائه التي طلقهن) أو حديث حميضة بن الشمردل وابن من روى عنه حميضة, وهي عند أهل العلم بالغة الوهاء.
يدلك على هذا أن الإمام البخاري, في صحيحه, عندما حصر بأربع لم يأت الا بالآية الكريمة دون إيراد أي حديث.
وحديث سبب نزول الآية أورده في صحيحه أظن 9 مرات, عن سبب نزول الآية, وتتحدث عن موضوع مختلف كلياً.

اثناء تقصي نزول الآية وتجميع الروايات ذات العلاقة لم أجد ثابتا الا التالي:
1) مات سول الله صلى الله عليه وسلم عن 9 نساء
2) كان خلقه القرآن
3) في آخر الزمان يكون ل 50 امرأة قيم واحد.
4) آيات سورة الأحزاب تتحدث عن مواضيع أخرى. وكنت أتوهم ان "خالصة لك من دون المؤمنين" عن الحصر, حتى اتضح لي معناها بالسند المقبول الذي ليس له مخالف, ناهيك عن "ولا يحل لك النساء من بعد"
.
بعد ذلك كنت أتتبع هذه المعاني في طبقات ابن سعد, حيث يتميز أنه يذكر الصحابي وزوجاته, وأحيانا تجد عددا كبيرا من الزوجات أكثر من اربع, وليس فيها ذكر طلاق.
.
.
وحتى كتابة هذا الرد, فهي مسألة محيرة بالنسبة لي.
انا لا استطيع ان أقول لمن تزوج 29 امرأة حرة عل ذمته في نفس الوقت, أنك خالفت.

"الديانات السماوية الثلاث"
من أكثر العبارات استفزازا, لسببين:
1) هناك انبياء غير موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
2) موسى وعيسى ومحمد لا دين آخر لهم غير الإسلام. لأن الدين عند الله الإسلام. فالحواريون مسلمون كما الصحابة مسلمون. وحتى ملكة سبأ, عندما قالت أسلمت مع سليمان لله رب العالمين, عندما تتذكرها فتذكر امرأة مسلمة, لا دين لها غير الإسلام.
والإشارات كثيرة في القرآن الكريم, أن كافة الأنبياء دينهم الإسلام, ومايجب البدء به هو هذه الأية بسبب الأمر الالهي لابراهيم:
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴿١٣١﴾ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴿١٣٢﴾
فابراهيم كان مسلما ولادين آخر له غير الإسلام وإسحاق كان مسلماً ولا دين له غير الإسلام, ويعقوب وبنيه يوسف وإخوته كانوا مسلمين ولا دين لهم آخر غير الإسلام. وإسماعيل كان مسلماً ولا دين له آخر غير الإسلام.
وقصة إسلام ملكة سبأ رحمها الله:
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ﴿٤٣﴾ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿٤٤﴾
وعيسى وأمه وحواريوه لادين لهم غير الإسلام:
فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون. (آل عمران 52)
وموسى عليه السلاام:
وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين. (يونس 84)
هي آيات كثيرة . . . ونصحنا لمثل هذه الأمور بالبدء بالآية الأولى هنا ويجب ان تختم بآية:
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب. (آل عمران 19)
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. (آل عمران 85)
.
فلا تتحدث عن موسى وسليمان وداود و كأنهم أنبياء اليهود!
واحذر من ترديد "الديانات السماوية الثلاث" -- السماء من خلق الله, وليست مصدر ديانة, بل قل "دين الله الذي هو الإسلام ولا دين آخر غيره, وعليه كان كل الانبياء.
.

وحتى هيئة صلاتك اليوم, أنت تصلي وتسجد لله كما كانت تفعل مريم.
ومحال أن تكون صلاة مريم الوقوف أمام جدار وبعض المزامير!
والإشارة على هذا كما ورد في الحديث الصحيح, حيث أن من أمهم وعلمهم الصلاة هو جبريل عليه السلام.
.
قد يكون هناك اختلاف في عدد الصلوات وربما عدد ركعاتها, ولكن كلها صدرت من مشكاة واحدة.
.
فأنا في قلبي ومنذ سنين, أنك تصلي كما كانت تصلي مريم.
.

الإشارات: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
.
قال الخطيب البغدادي: ثقة، أما الذي روى عنه أهل الكوفة فهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وكانوا يغلطون فيقولون ابن جابر قال فالحمل في تلك الأحاديث على أهل الكوفة الذين وهموا في اسم جده..
.
هذا التغفيل والتجهيل من الخطيب البغدادي لبعض الائمة العلم المتقدمين من أوهن وأضعف الاراء . . . والخطيب ابن زمانه . . . فالرجل قد يخطئ في اسم شيخ شيخه و من تحته . . . ولكن هل يخطئ في اسم شيخه المباشر . .
الأمر الآخر: لو أحد الكوفيين وليكن حسين الجعفي رحمه الله أخطأ . .. هل اخطأ البقية كـ عيسى بن يونس أو أبو أسامة(وهم من الكبار مثل حسين الجعفي) وغيره في مصادفة غريبة عجيبة لا تحدث الا في الخيال . .
.
التغفيل الجَمَاعي! عافانا الله وإياكم . . ومع ذلك تجد من لا يخجل من ذكر عبارة الخطيب . . . وهي محلها مكان آخر . . والناس فيها كسل عجيب واتكالية شديدة . . لا يبالون . . مثل هذا يؤخذ على التسليم . .
. . ألا أضاف معهم عبد الله بن المبارك وغير الكوفيين . .
.
(مسند أحمد ابن حنبل - 15915) حدثنا حسين بن علي الجعفي ، قال : حدثنا به عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غسل واغتسل ، وغدا ، وابتكر ، فدنا ، وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة ، كأجر سنة صيامها وقيامها.


(مسند أحمد ابن حنبل - 15917) حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني أبو الأشعث ، قال : حدثني أوس بن أوس الثقفي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الجمعة ، فقال : من غسل واغتسل ، ثم غدا وابتكر ، وخرج يمشي ولم يركب ، ثم دنا من الإمام ، فأنصت ولم يلغ ، كان له كأجر سنة صيامها وقيامها قال : وزعم يحيى بن الحارث أنه حفظ ، عن أبي الأشعث أنه قال له : بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها قال يحيى : ولم أسمعه يقول : مشى ولم يركب.
.
.
ومنتهى كلامه أن أهل الشام يصيبون في اسمه: هذا أحد حديث الشوام:
(مسند أحمد ابن حنبل - 21259) حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثنا يحيى بن حمزة ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني زيد بن أرطاة ، قال : سمعت جبير بن نفير ، يحدث عن أبي الدرداء ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فسطاط المسلمين يوم الملحمة الغوطة ، إلى جانب مدينة يقال لها : دمشق.
.
.
وغير الخطيب سيرتكب نفس هفواته . . . .طالما يتخبط برأيه دون جمع ووعي الروايات وترتيبها على كل الوجوه . . . ومن يصنفون تلك الأسفار متى سيجدون وقتاً للتدقيق وفقه وفحص ماينقلون . . .بالله متى ؟ والأسفار فيها الخير وفيها الشر . .
.