الشباب واستثمار الإجازات


قال الله - تعالى - مُقسِمًا بالأوقات لأهميتها: {وَالعَصْر} ، {والضُّحَى} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1، 2]، {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: 18]، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس: 1]، {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 1 - 4]، {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: 17].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ منَ الناس: الصِّحة والفراغ»[1].

ومن آداب الإجازات:
أن تستغلَّها في طاعة الله، من حفظ وتلاوة القرآن، وطلب العلم، والذهاب إلى المسجدين؛ المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الثالث - إن شاء الله تعالى، نسال الله أن يُحَرِّره من أعدائه – والعمرة، والمشاركة في الدورات الشرعية، والدعوة إلى الله، والمعسكرات الإسلامية والصيفية، وزيارة العلماء والدعاة، والصالحين والأقارب والأرحام، وإخوانك المسلمين والمرضى، والمستشفيات والسجون والقبور؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور فزروها، فإنها تُذَكِّركم الآخرة»[2].

وكذلك المشارَكة في الأنشطة التعليميَّة المُفيدة، ولا بأس بالتسلية المباحَة إذا انضبطتْ بضوابط الشرع،

ولا تنس زيارة إخوانك في الله؛ عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنَّ رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال له: أين تريد؟ قال: أزور أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببتُه في الله - عز وجل - قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه».

أما السفر إلى بلاد الكفار، فلا يجوز إلا بشروط:
أمن الفتنة منَ الشهوات أو الشُّبُهات، والحاجة الماسَّة إليه، وفي بلاد المسلمين ما يُغني عنه، خاصَّةً الشابَّ سريع التأثُّر، قليل العلم، سريع الافتتان، والله المستعان.

ـــــــــــ
[1] البخاري: 6412.

[2] مسلم: 977، والترمذي: 1054.
______________________________ ________________________
الكاتب: الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز