{ الصائمون يأكلون ويشربون والناس جياع في المحشر }

قال الشَّــيخُ العلّامــة صالح بن فوزان الفوزان حَـفظَهُ الله :

{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}

قِيلَ : إنها نزلتْ في الصائمين، الذين منعوا أنفسَهُم في الدنيا من ملذاتِهَا بالصيامِ، وصَبَرُوا على ذلك ،
في يومِ القيامَةِ يُقالُ لهم:

《 كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ》
يعني : قدَّمتم،

《فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ》

️يعني: الصيام الذي صمتموه في الدنيا ، ومَنْعتُم أنفسَكُم مِنَ الأكلِ والشربِ ، فيُقالُ لهم:

الآنَ كُلُوا واشربُوا هنيئًا ؛ لأنَّ الجزاءَ مِنْ جنسِ العملِ ،

•- فلمّا منعوا أنفسهم فِي الدنيا منْ شَهَواتِها ، وصَبَرُوا على الجوعِ و العطشِ طاعةٌ للهِ سبحانه و تعالى ، عَوَّضَهُم اللهُ يومَ القيامَةِ فَقالَ لهم: 《 كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ》
يعني بسببِ ما قدَّمْتُم
《فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ》
يعني الأيامَ الماضيةَ ، أيامَ الدنيا،

وهذا خاصٌّ بالصائمين، يأكلون ويشربون ، والناسُ في المحشرِ في الجوعِ والعطشِ والضيقِ والضنكِ ، وهم يأكلون على موائِدِهِم ويشربون {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}

فهذا فيه فضلُ الصيامِ ،وفضلُ الصائمين، وأنَّهم يمتازون يومَ القيامةِ على غيرِهِم بهذه البشارةِ.

️【 مجالس شهر رمضان المبارك ـ (صـ٨٠-٨١)】