وظائف اللغة

يتفق جمهور علماء اللغة المحدثين على أن وظيفة اللغة هي "التعبير أو التواصل أو التفاهم"، مع أن بعضهم يرفض تقييد وظيفة اللغة بالتعبير أو التواصل؛ فالتواصل إحدى وظائفها إلا أنه ليس الوظيفة الرئيسية.
وقد حاول "هاليداي" halliday تقديم حصر بأهم وظائف اللغة، فتمخضت محاولاته عن الوظائف الآتية:
1) الوظيفة النفعية (الوسيلية):
وهذه الوظيفة هي التي يطلق عليها "أنا أريد"، فاللغة تسمح لمستخدميها منذ طفولتهم المبكرة أن يشبعوا حاجاتهم، وأن يعبروا عن رغباتهم.
2) الوظيفة التنظيمية:
وهي تعرف باسم وظيفة "افعل كذا، ولا تفعل كذا" من خلال اللغة يستطيع الفرد أن يتحكم في سلوك الآخرين لتنفيذ المطالب أو النهي، وكذا اللافتات التي نقرؤها، وما تحمل من توجيهات وإرشادات.
3) الوظيفة التفاعلية:
وهي وظيفة "أنا وأنت" تستخدم اللغة للتفاعل مع الآخرين في العالم الاجتماعي باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع الفكاك من أسر جماعته, فنستخدم اللغة في المناسبات, والاحترام, والتأدب مع الآخرين.
4) الوظيفة الشخصية:
من خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن رُؤَاه الفريدة, ومشاعره واتجاهاته نحو موضوعات كثيرة, وبالتالي يثبت هويته وكيانه الشخصي، ويقدِّم أفكاره للآخرين.
5) الوظيفة الاستكشافية:
وهي التي تسمى الوظيفة "الاستفهامية" بمعنى أنه يسأل عن الجوانب التي لا يعرفها في البيئة المحيطة به حتى يستكمل النقص عن هذه البيئة.
6) الوظيفة التخيلية:
تتمثل فيما ينسجه من أشعار في قوالب لغوية، كما يستخدمها الإنسان للترويح, أو لشحذ الهمة والتغلب على صعوبة العمل, وإضفاء روح الجماعة, كما هو الحال في الأغاني والأهازيج الشعبية.
7) الوظيفة الإخبارية (الإعلامية):
باللغة يستطيع الفرد أن يتقل معلومات جديدة ومتنوعة إلى أقرانه, بل ينقل المعلومات والخبرات إلى الأجيال المتعاقبة, وإلى أجزاء متفرقة من الكرة الأرضية، خصوصًا بعد الثورة التكنولوجية الهائلة. ويمكن أن تمتد هذه الوظيفة لتصبح وظيفة تأثيرية إقناعية؛ لحث الجمهور على الإقبال على سلعة معينة، أو العدول عن نمط سلوكي غير محبّب.
8) الوظيفة الرمزية:
يرى البعض أن ألفاظ اللغة تمثل رموزًا تشير إلى الموجودات في العالم الخارجي, وبالتالي فإن اللغة تخدم كوظيفة رموزية[1].

واللغة كالكائن الحيّ، تنمو وتترعرع وتشب وتشيخ، وقد تموت إذا لم تتوفر لها عوامل الديمومة والاستمرار, مرهونة في ذلك بتنوع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية، فعندما يتطور المجتمع حضاريًّا وإنتاجيًّا تتطور اللغة، والعكس.


_______
[1] د. جمعة سيد يوسف: سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، سلسلة عالم المعرفة، عدد (145)، يناير 1990م، ص22 وما بعدها بتصرف.


منقول