ذهبتُ إلى نفسي ومعيَ ثوبُ الحرمان
فأبت أن ترتديه واعتصمت ترفع رايةَ العصيان
قــائلة : بالأمسِ أسقيتني الصبرَ غصباً والمـُّر مذاقه
، ! واليوم تكسوني الحرمان قهراً والــذل إزاره
ألـم تذوقي معي لـذة اللحظات ؟
ورغبنا معا لهو الحديث ومتاع الحياة ؟
لمـاذا تريدي حـرماني ؟ كفاني معكِ صبر السنين
كفاني معكِ أنين الشوق وألم العبرات
قلت لها: ألن تكـُفـِّي عن معايرتي
نعم أمرتني بالسوء وطاوعتك ، لكن الندم يلاحقني
فاستحي نفسي وكوني نفسا لوَّامة ،
ظلمتـُكِ بخضوعي .. أتريدين أن أضلك
وتستصرخي مني يوم الحسرة والندامة
فلا نذوق طعم الخلود إلا في الهاوية ؟
ألا تحبين الحــياة بحـق قـالها ربي
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ "
{ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
نفسي ها أنا ذا أمد يدى إليكِ
فتمسكي بي لنتوب عن قريـب
فيدخلنا الله برحمته جنة الخلد ورضوان منه أكبر
، فاصبري واهدئي واسمعيني
إمسحي عن وجهي دموع الندم
وهيّـا لنعـود معا إلى بيت الصبر،
وننأى عن قصور الندم
أرق تحـــياتي