تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: صحة حديث: (وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قالَ: «بَلَى»)

  1. #1

    افتراضي صحة حديث: (وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قالَ: «بَلَى»)

    حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
    أخرجه ابن وهب في تفسيره [21] فقَالَ:
    وَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ شَيْخٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:
    " إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فَبَلَغَ آخِرَهَا، فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَإِذَا قَرَأَ: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، فَبَلَغَ آخِرَهَا، فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَإِذَا قَرَأَ: {والمرسلات عُرْفًا} فَبَلَغَ آخِرَهَا: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}، فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ. اهـ.
    وتابعه الحميدي في مسنده [1025]، فقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:
    " إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَأَتَى عَلَى آخِرِهَا {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، فَلْيَقُلْ: بَلَى، ... إلخ". اهـ. ثم ذكر نحو لفظ ابن وهب مع اختلاف الترتيب، وزاد:
    وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ:
    فَاسْتَعَدْتُ الأَعْرَابِيَّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَتَرَانِي لَمْ أَحْفَظْهُ؟ لَقَدْ حَجَجْتُ سِتِّينَ حِجَّةً مَا مِنْهَا حِجَّةٌ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُ الْبَعِيرَ الَّذِي حَجَجْتُ عَلَيْهِ". اهـ.
    وتابعهما أحمد بن حنبل في مسنده [7344]، فقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، سَمِعَهُ مِنْ شَيْخٍ، فَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَعْرَابِيٍّ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.
    وتابعهم الترمذي وغيره قي سننه [3347]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا بَدَوِيًّا أَعْرَابِيًّا، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ يَقُولُ: فذكر نحوه.
    قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ إِنَّمَا يُرْوَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا يُسَمَّى». اهـ.
    وتوبع سفيان بن عيينة من قبل شعبة فيما أخرجه إسحاق بن راهويه ومن طريقه ابن مردويه كما في نتائج الأفكار (2/34)، فقال:
    أنا سعيد بن عامر ثنا شعبة قال: حدثني إسماعيل بن أمية عن أبي هريرة، قال شعبة: فقلت له: من حدثك؟ قال: حدثني رجل صدوق عن أبي هريرة فذكره مختصراً.
    ذكره المزي في تحفة الأشراف (11/104)، والدارقطني في العلل (11/247).
    وهذا إسناد ضعيف، فيه راوٍ مبهم.
    وخالفهما إسماعيل بن علية فسماه فيما أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن [198]، ومن طريقه المستغفري في فضائل القرآن (1/177)، فقال:
    حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
    " مَنْ قَرَأَ: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا، أَوْ بَلَغَ آخِرَهَا: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَإِذَا قَرَأَ: {والمرسلات}، فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا،
    أَوْ بَلَغَ آخِرَهَا: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلَ، وَمَنْ قَرَأَ: {والتين والزيتون}، فانتهى إِلَى آخِرِهَا، أَوْ بَلَغَ آخِرَهَا:{أَلَيْ سَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى "
    أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (4/717)، فقال: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ إبراهيمَ بْنِ مُوسَى، عَنِ ابْنِ عُلَيَّة، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أُميَّة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفً.
    وتوبع فيما ذكر المزي في تحفة الأشراف، فقال: وروى زياد بن أيوب، عن إسماعيل ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبي هريرة قوله - ولم يرفعه.
    وأخرجه الدارقطني في العلل من طريق علي بن عبد الله المديني، فقال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عن أبي هريرة، قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَرْفَعْهُ.
    قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: فَإِنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُلَيَّةَ رَوَاهُ عَنْهُ، أَعْنِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ أبي هريرة، إذا قرأ أحدكم: {لا أقسم} فَقَالَ سُفْيَانُ: لَمْ نَحْفَظْ. اهـ.
    ونقل عنه أيضا الحافظ ابن حجر في النتائج، فقال: قال علي بن المديني: وعبد الرحمن بن القاسم المذكور مكي، والمحفوظ رواية ابن عيينة، وتابعه شعبة. اهـ. وكذا رجح الدارقطني.
    ورجح أبو زرعة الرازي رواية إسماعيل بن علية، فقال ابن أبي حاتم: فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: إسماعيلُ بن أميَّة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفً. اهـ.
    ونقل ابن حجر، فقال: قال الدارقطني في العلل: وعبد الرحمن بن القاسم المذكور لم يسمع من أبي هريرة، والله أعلم. اهـ. قلتُ: فعلى هذا انقطاع بالإضافة إلى جهالة عبد الرحمن بن القاسم.
    وخولفوا معضلا فيما خرجه عبد الرزاق في تفسيره [3654]، فقال: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ:
    أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ التِّينَ، وَبَلَغَ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8] قَالَ: «بَلَى»، وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] قَالَ: «بَلَى»،
    وَإِذَا قَرَأَ: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50]، وَبِمَا أُنْزِلَ أَوْ قَالَ: «آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِمَا أَنْزَلَ». اهـ، وتوبع فيما خرجه ابن وهب في تفسيره [22]، فقال:
    وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، عَلَيْهِ السَّلامُ، مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ فِي آخَرَ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}: فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِمَا أنزل". اهـ.
    قلتُ: الحديث مضطرب، وإعضال مسلم بن خالد ومعمر لعله لم ينشط لهما إسماعيل بن أمية.
    ومدار الطرق كلها على أن شيخ إسماعيل بن أمية مجهول إلا أن رواية إسماعيل بن علية سمته فتبين من اسمه أن روايته منقطع إذ لم يسمع من أبي هريرة كما ذكر الدارقطني.
    وقد روي من وجوه أخرى واهية عنه فيما أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (1/558)، من طريق إبراهيم بن طهمان عن نصر بن حاجب وفيه كلام عن إسماعيل بن أمية عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعا.
    قلتُ: وهذا منقطع بين محمد وأبي هريرة أيضا غير محفوظ عنه لضعف بعض الرواة عنه، وأخرجه ابن أبي زمنين معلقا في تفسيره [269] فقال: عن يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مختصرا.
    قلتُ: إبراهيم بن أبي يحيى متروك، وتوبع فيما أخرجه الحاكم في المستدرك [2 : 509] من طريق يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ وهو متروك أيضا، قال: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ، عن أبي هريرة، به وأبو اليسع مجهول.
    وأما الشواهد فمنها ما روي عن موسى بن أبي عائشة وبه نفس العلة رواه عنه شعبة واختلف عنه:
    وهو فيما خرجه أبو داود في سننه [884]، فقال: حدثنا محمدُ بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفرِ، حدثنا شعبةُ، عن موسى بن أبي عائشة, قال:
    "كان رجلٌ يُصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} [القيامة: 40] قال: سُبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". اهـ.
    قلتُ: وهذا منقطع، لم يسمع موسى بن أبي عائشة من الصحابة يناسب ما جاء في ترجمته أنه "ثقة وكان يرسل"، كذا قال ابن حجر العسقلاني في التقريب.
    وتوبع من قبل سلم بن قتيبة خرجه عنه عبد بن حميد كما في تحفة الأشراف [15680]، للمزي. وخالفهما شبابة فيما خرجه ابن أبي حاتم في تفسيره [19073]، فقال:
    حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ آخَرَ أنه كلن فوق سطح يقرأ: فذكره.
    قلت: والقول قول غندر وسلم بن قتيبة فإن موسى بن أبي عائشة لم يسمع من الصحابة رضي الله عنهم.
    وقد حاول بعضهم وصله فيما خرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص:157)، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخَرَ، عَنْ آخَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فَوْقَ بَيْتٍ لَهُ .. إلخ. اهـ.
    قلتُ: وهذا فيه رجلان مبهمان، وأرجح الروايات هنا رواية محمد بن جعفر وسلم بن قتيبة فكتاب غندر حكم بينهم كما قال ابن المبارك.
    وخولف شعبة فيما خرجه عبد الرزاق في تفسيره [3419]، فقال: عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ , أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَمَّهُمْ رَجُلٌ فَقَرَأَ: فذكره.
    قلتُ: هو مضطرب عن موسى بن أبي عائشة ومدار الطرق على جهالة شيخ موسى بن أبي عائشة.
    وقد رواه شعبة من طريق ءاخر أخرجه عبد بن حميد كما في التحفة عن سلم بن قتيبة عن شعبة عن يونس الطويل، أنه كان رجل يصلي على ظهر بيته وذكره مختصرا.
    قلتُ: يونس الطويل لم أعرفه وقيل جليس أبي إسحاق السبيعي وهو مجهول "لا يدرى من هو؟"، كذا قال الزبير بن بكار وجهله ابن القطان الفاسي.
    وما خرجه القطيعي في جزء الألف دينار [1 : 451]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ بَيَانٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، جَلِيسٌ لأَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ:
    لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " سُبْحَانَكَ، وَبَلَى ". اهـ.
    فهذا منكر غير محفوظ؛ لكون محمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع وشعيب سيء الحفظ.
    وأما الشاهد الأخر مرسل قتادة الذي أخرجه عبد الرزاق في مصنفه [3652]، قال:
    عَنْ مَعْمَرٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ إِذَا تَلَا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8] قَالَ: «بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ» أَحْسِبُهُ كَانَ يَرْفَعُ ذَلِكَ". اهـ.
    وتابعه الطبري في تفسيره (24/526)، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: فذكره، وزاد:
    وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] قَالَ: «بَلَى» ، وَإِذَا تَلَا: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] قَالَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَبِمَا أَنْزَلَ». اهـ.
    وتوبعا فيما خرجه الطبري في تفسيره حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَهَا ... إلخ. اهـ. فذكر الآيتين الأولتين فقط.
    وأما ما خرجه المستغفري في فضائل القرآن [70]، من طريق عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنا الفضل بن دكين، حَدَّثَنا عبد السلام بن حرب،
    عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    إذا قرأت {والتين والزيتون} فبلغت {بأحكم الحاكمين} فقل: بلى وإذا قرأت {لا أقسم بيوم القيامة} فبلغت {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} فقل: بلى. اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه ابن أبي فروة وهو متروك.
    وأخرج أيضا المستغفري [72] من طريق بندار، حَدَّثَنا يحيى عن شعبة حدثني أبو إسحاق عن سعيد عن ابن عباس قال:
    إذا قرأت {سبح اسم ربك الأعلى. الذي} فقل: سبحان ربي الأعلى،
    وإذا قرأت {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} فقل: سبحانك اللهم فبلى.
    وأخرجه [73]، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره، وزاد: وإذا قرأ {أليس الله بأحكم الحاكمين} قال: بلى. اهـ.

    وهذا إسناد صحيح موقوف، وفي رواية عند الثعلبي في تفسيره (10/92) فيه بصيغة الأمر مصرحا للإمام وغيره، ويصح نحو هذا الصنيع عن الصحابة رضوان الله عليهم موقوفا عليهم.
    ومنهم علي رضي الله عنه ففيما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [4049]، فقال:
    عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، قَرَأَ فِي صَلاةٍ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، فَقَالَ " سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى ". اهـ.
    وهذا إسناد حسن موقوف واستحب ذلك الشافعي كما في كتابه الأم.
    وعلى هذا غالبية الصحابة في سورة الأعلى والمستغفري ذكر منها في باب ما يستحب للقارئ من الجواب وكذلك ذكر النووي آثارهم في الاستبيان.

    والله أعلم.
    .

  2. #2

    افتراضي رد: صحة حديث: (وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قالَ: «بَلَى»)

    جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن على هذا المجهود.
    وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (42/2): ((هذا حديث حسن يتقوى بكثرة طرقه)).
    والله أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: صحة حديث: (وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قالَ: «بَلَى»)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن على هذا المجهود.
    وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (42/2): ((هذا حديث حسن يتقوى بكثرة طرقه)).
    والله أعلم.
    جزاك الله خيرا أخي محمد.
    قد قرأت ذلك وفيه نظر.
    فقد كان هو بنفسه ضعف طرقه.
    أمثل طرقه طريق إسماعيل بن أمية وطريق موسى بن أبي عائشة وطريق قتادة.
    الطريقان الأولان بهما اضطراب مما يحطه عن الصحيح إلى الحسن فكيف بما أصابه من الضعف ليس بالهين بجهالة راوٍ جهالة عين في الطريق الأول (ابن أمية) بالإضافة إلى أنه قيل بأنه لم يسمع من أبي هريرة يعني انقطاع يعني ثلاث علل: (اضطراب في رفعه ووقفه وجهالة العين والانقطاع).
    فلا يتقوى الطريق الأول.
    الطريق الثاني مع اضطرابه في حكم المعضل فموسى بن أبي عائشة من أتباع التابعين لم يسمع من الصحابة سيما أنه كثير الإرسال مثل قتادة الذي تابعه ولعله أخذه منه.
    وقد وصله بعضهم براويين مبهمين فبقيت الجهالة لشيخه وقد يكون التقى الطريقين الأخرين (موسى وقتادة) مع الطريق الأول (ابن أمية) في جهالة التابعي فيكون أصل الطريق طريقا واحدا.
    وأما الشاهد فليس إلا حديث جابر رضي الله عنه وهو حديث واهٍ جدا وقد حاول الحافظ ابن حجر رحمه الله يعضده بمتابعة لا تختلف وهاؤها عن وهاء سابقتها في شدة الضعف.
    وأما حديث البراء رضي الله عنه فليس بشاهد إنما هو حديث منكر أصله حديث شعبة عن يونس الطويل متابع لموسى بن أبي عائشة قلت: وهو مجهول العين فلا تصلح متابعته وإلا فلعل أحدهما أخذه من الأخر غالبا موسى من يونس.
    وأما الشاهد الذي عزاه إلى عبد بن حميد من طريق أبي الخليل صالح، مرسلا، فلم أقف على إسناده.
    وأما حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فموقوف وقد روي مرفوعا والصواب وقفه ويروى من صنيع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ولم يرد عن أحدهم رفعه.
    ويغني عنه ما أَخْرَجَه مُسْلِمٌ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ.
    انتهى.
    والله أعلم.
    .

  4. #4

    افتراضي رد: صحة حديث: (وَإِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قالَ: «بَلَى»)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخي محمد.
    قد قرأت ذلك وفيه نظر.
    فقد كان هو بنفسه ضعف طرقه.
    أمثل طرقه طريق إسماعيل بن أمية وطريق موسى بن أبي عائشة وطريق قتادة.
    الطريقان الأولان بهما اضطراب مما يحطه عن الصحيح إلى الحسن فكيف بما أصابه من الضعف ليس بالهين بجهالة راوٍ جهالة عين في الطريق الأول (ابن أمية) بالإضافة إلى أنه قيل بأنه لم يسمع من أبي هريرة يعني انقطاع يعني ثلاث علل: (اضطراب في رفعه ووقفه وجهالة العين والانقطاع).
    فلا يتقوى الطريق الأول.
    الطريق الثاني مع اضطرابه في حكم المعضل فموسى بن أبي عائشة من أتباع التابعين لم يسمع من الصحابة سيما أنه كثير الإرسال مثل قتادة الذي تابعه ولعله أخذه منه.
    وقد وصله بعضهم براويين مبهمين فبقيت الجهالة لشيخه وقد يكون التقى الطريقين الأخرين (موسى وقتادة) مع الطريق الأول (ابن أمية) في جهالة التابعي فيكون أصل الطريق طريقا واحدا.
    وأما الشاهد فليس إلا حديث جابر رضي الله عنه وهو حديث واهٍ جدا وقد حاول الحافظ ابن حجر رحمه الله يعضده بمتابعة لا تختلف وهاؤها عن وهاء سابقتها في شدة الضعف.
    وأما حديث البراء رضي الله عنه فليس بشاهد إنما هو حديث منكر أصله حديث شعبة عن يونس الطويل متابع لموسى بن أبي عائشة قلت: وهو مجهول العين فلا تصلح متابعته وإلا فلعل أحدهما أخذه من الأخر غالبا موسى من يونس.
    وأما الشاهد الذي عزاه إلى عبد بن حميد من طريق أبي الخليل صالح، مرسلا، فلم أقف على إسناده.
    وأما حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فموقوف وقد روي مرفوعا والصواب وقفه ويروى من صنيع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ولم يرد عن أحدهم رفعه.
    ويغني عنه ما أَخْرَجَه مُسْلِمٌ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ.
    انتهى.
    والله أعلم.
    نعم ، وذلك ما يظهر لي أيضاً بعد التأمل في طرقه ، وأن الحافظ قد تساهل في تحسينه ، ولكنه كما ذكرت قد صح عن جمع من الصحابة ، فلا بأس بالعمل به.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •