أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (86/18): من طريق أبو عصمة نوح بن نصر الفرغاني نا أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر المفسر البلخي ، والديلمي كما في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" لابن حجر (647) (3251) من طريق أبي صالح المؤدب ، حدثنا السلمي ، كلاهما حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن القطان البلخي حدثني علي بن محمد بن عبد الله المحتسب حدثني محمد بن هارون الهاشمي حدثني محمد بن أحمد القيسي حدثني موسى بن سهل عن الربيع حاجب المنصور قال: ((لما استوت الخلافة لأبي جعفر المنصور قال لي: يا ربيع ، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين ، قال: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به ، قال: ففتحت من بين يديه وقلت أي بلية يريد أن يفعل وأوهمته أن أفعل ثم أتيته بعد ساعة ، فقال لي: ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به والله لأقتلنه فلم أجد بدا من ذلك فدخلت إليه ، فقلت: يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي مسرعا

فلما دنونا إلى الباب قام يحرك شفتيه ثم دخل فسلم فلم يرد عليه ووقف فلم يجلسه ثم رفع رأسه إليه فقال يا أبا جعفر أنت ألبت علينا وكثرت وعذرت وحدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ينصب لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة فقال جعفر بن محمد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ينادي يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم من كان أجره على الله فلا يقوم إلا من عفا عن أخيه فما زال يقول حتى سكن ما به ولأن له فقال اجلس يا أبا عبد الله ارتفع أبا عبد الله ثم دعا مدهن فيه غالية فعلقه بيده والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين المنصور ثم قال انصرف أبا عبد الله في حفظ الله وقال لي يا ربيع أتبع أبا عبد الله جائزته

قال الربيع فخرجت إليه فقلت يا أبا عبد الله أنت تعلم محبتي لك قال نعم يا ربيع أنت منا حدثني أبي عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال مولى القوم منهم وأنت منا قلت يا أبا عبد الله شهدت ما لم تشهد وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت فرأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه بدعاء فهو شئ تقوله أو تأثره عن آبائك الطيبين قال لا بل حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء وكان يقال إنه دعاء الفرج اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام وارحمني بقدرتك علي لا أهلك وأنت رجائي فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري وكم من بلية ابتليتني قل لك بها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم تحرمني ويا من قل عند بليته صبري فلم تخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم تفضحني أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم أعني على ديني بدنيا وعلى آخرتي بتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت يا من لا تضره الذنوب ولا ينقصه المعروف هب لي ما لا يضرك واغفر لي ما لا ينقصك اللهم إني أسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا وأسألك العافية من كل بلية وأسألك دوام العافية وأسألك الغنى عن الناس وأسألك السلامة من كل شئ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.)) انتهى.

وهو مسلسل بقول كل راوي: ((كتبته من شيخي وهو ذا في جيبي)) ، ووقع في رواية ابن عساكر أن محمد بن هارون هو أمير المؤمنين ابن الرشيد ولكن في إسناده أبو عصمة نوح بن نصر الفرغاني ، قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (288/62): ((في حديثه نكارة)) ، وقال ابن النجار: ((صاحب مناكير وغرائب)). انظر "الميزان" (280/4) ، و"التكميل" (415/1) ، وقد تفرد بهذا اللفظ فهو مردود.

وأخرج ابن عقيلة في "الفوائد الجليلة" (ص160) ، وابن الجزري في "مناقب علي" (58) (59) ، وابن بشكوال في "المستغيثين بالله" (ص 145) ، وأحمد بن علي البلوي في "ثبت أبي جعفر بن علي" (ص144) ، ومرتضى الزبيدي في "الأمالي" (23) ، وعلم الدين الفاداني في "العجالة" (ص89) ، وأبو الربيع الكلاعي في "المسلسلات" (ص76)، ومحمد بن عبد الباقي الأيوبي في "المناهل السلسلة" (ص28) من طريق أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَليِّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ الْبَلْخِيُّ، بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ صَدُوقًا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَليُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُحْتَسِبِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن هَارُون الْهَاشِمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، عَنِ الرَّبِيعِ عن جعفر به مرفوعاً.
ووقع في رواية ابن عقيلة "محمد بن عرعرة الهاشمي" ، بدلاً من "محمد بن هارون الهاشمي" وهو خطأ أو تصحيف.
ومحمد بن هارون إن كان هو الأمين بن هارون الرشيد كما وقع في رواية ابن عساكر ، فهو مجهول الحال ، وإن كان ابن بُريه الهاشمي ، فهو متروك ، فقال الدارقطني: ((لا شيء)) ، وقال الخطيب: ((في حديثه مناكير)) ، وقال ابن عساكر: ((يضع الحديث)). انظر "لسان الميزان" (555/7). ويمكن أن يكون سمعه من كل من محمد بن أحمد القيسي ، ومحمد بن يحيي المازني.
ومحمد بن أحمد القيسي ، لم أعرفه ، ومحمد بن يحيي بن ضرار المازني ، قال ابن حبان: ((لا يجوز الاحتجاج بخبره)) ، وقال الحاكم: ((حدث بأحاديث موضوعة)) ، وقال أبو نعيم: ((حدث بمناكير)). انظر "اللسان" (575/7).

وقال ابن عساكر عقب روايته: ((وقد روي من وجه آخر بإسناد مثلي هذا عن الربيع ولم يرفعه))

ثم قال: أخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني إملاء نا أبو علي الحسين بن علي نا محمد بن زكريا بن دينار نا عبيد الله بن محمد بن عائشة القرشي حدثني أبي عن الربيع عن جعفر به موقوفاً. وكذا أخرجه الجرجاني في "أماليه" (ص123).
قلت: في إسناده محمد بن زكريا بن دينار ، متروك كذاب.
وخُولف في إسناده ، فأخرج الضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (60) من طريق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَمَرْدَانَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُرْجَانِيُّ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الرَّبِيعِ عن جعفر به موقوفاً.
والراجح ما حدث به سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ ، فإنه إمام ثقة ، وهو موافق لما أخرجه الجرجاني نفسه في "أماليه" ، بخلاف أحمد بن شمردان ، فإنه مجهول الحال.
ومحمد بن حفص بن عائشة والد عبيد الله ، مجهول تفرد بالرواية عنه ابنه.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (70) ، ومن طريقه كل من ابن الجزري في "مناقب علي" (57) ، والتنوخي في"الفرج بعد الشدة" (318/1) ، وأبو جعفر النحاس في "عمدة الكتاب" (ص285) من طريق عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (1049) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْطَامَ كلاهما قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عن جعفر به موقوفاً.

والحسن بن الفضل بن الربيع ، وقع في رواية الشجري بلفظ "الحسين" ، ولم أجد من ترجمه.
وسقط "عبد الله بن الفضيل بن الربيع" عند ابن الجزري ، ووقع في رواية الشجري بلفظ "عبيد الله" ، والظاهر أنه عبد اللَّه بن العباس بن الفضل بن الربيع أبو العباس مولى المنصور ، له ترجمة في "تاريخ بغداد" (38/10) ، قال الخطيب: ((شاعر حسن الشعر، كان في عصر المعتصم، وكان أديبًا راوية، حسن العلم بالغناء)) ، قلت: مجهول الحال.

ولكن أخرج ابن طبرزد في "جزئه" (1) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (96/5) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (266/6) ، من طريق أبو القاسم عُبَيد الله بْن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصيدلاني المقرئ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو طالب علي بْن أَحْمَدَ الكاتب، قال: حَدَّثَنَا عيسى بْن أَبي حرب الصفار ، عن الفضل بْن الربيع، عن الربيع عن جعفر به موقوفاً.
قلت: هذه الرواية معلولة بالمخالفة والانقطاع بين عيسى بن أبي حرب ، والفضل بن الربيع ، وقد كشفت الرواية الأولى عن الواسطة بينهم.

وأخرجه الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" لابن حجر (647) (3250) من طريق أبي الحسن علي بن أحمد بن فرفور ، حدثنا أبو سعيد العدوي ، وابن الجرزي في "مناقب علي" (56) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1273) من طريق الحسين بن معاذ بن حرب ، كلاهما حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا علي بن أبي أمية الكوفي ، عن الربيع عن جعفر به مرفوعاً بلفظ (( يا على إذا حزبك أمر فقل: اللهم احرسنى بعينك التى لا تنام... الحديث)).

قلت: أبو سعيد العدوي ، أغلب الظن أنه الحسن بن علي بن صالح البصري ، قال ابن عدي في "الكامل" (195/3): ((يضع الحديث، وَيَسْرِقُ الحديث ويلزقه على قوم آخرين ويحدث عن قوم لا يعرفون، وَهو متهم فيهم ان الله لم يخلقهم ... وحدث عنهم عن الثقات بالبواطيل ويضع على أهل بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحدث عَمَّن لم يرهم.)).
والحسين بن معاذ بن حرب ، قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (539/6): ((وهو ضعيف؛ فإنّه أتى بحديث باطلٍ، عَنْ ثِقَةٍ)).
وقال المعلمي اليماني في "الفوائد" (ص 394): ((ترجمه الخطيب في التاريخ (8/ 141) ولم يصرح فيه بمدح ولا قدح، بل اكتفى بإيراد هذا الخبر على عادتهم أن يذكروا في ترجمة الرجل ما ينكر عليه. رواه حسين مرة بسند قوي، ومرة بسند آخر فيه من لم يسم، فالحسين ذاهب، والخبر ليس بشيء)). اهـ.
وقد خالف كلاهما الثقات في روايته عن عبد الأعلى بن حماد كما تقدم.

وقال الزبير بن بكار في "الأخبار الموفقيات" (ص50): حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ الرَّبِيعِ، عن جعفر قال: إِنْ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَجْمَعِينَ، يَقُولُ: مَنْ خَافَ مِنْ سُلْطَانٍ ظَلامَةً أَوْ تَغَطْرُسًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ ... الحديث.
وفي إسناده علي بن صالح ، مجهول لا يُعرف ، وعامر بن صالح ، متروك الحديث.

وأخرج الشجري في "الأمالي الخميسية" (2052) من طريق أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْخَانِ بْنِ رَوْزَبَةَ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الْمَخْرَمِيُّ بْنُ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ صَاحِبُ الْمَنْصُورِ به بلفظ طويل منكر ، جاء فيه أنه جزء من حديث قدسي.
قلت: إسناده مظلم فيه ابن الفرخان ، قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (386/3): ((حدث.. بأحاديث منكرة... وكان غير ثقة... وذكر له حديثاً ثم قال: وَهَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ جِدًّا، عَجِيبُ الإِسْنَادِ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَمَا أُبْعِدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ وَضْعِ ابْنِ الْفَرْخَانِ... وقد ذكر لي بعض أصحابنا: أنه رأى لمحمد بن الفرخان أحاديث كثيرة منكرة بأسانيد واضحة عن شيوخ ثقات.))

قال السخاوي في "القول البديع" (ص234): ((أخرجه الديلمي في مسند الفردوس له في موضعين وسنده ضعيف جداً)).
وقال ابن الجزري في "مناقب علي" (ص54): ((هذا حديث غريب عزيز رواه الأئمة المعتمد عليهم الحافظ الكبير إسماعيل التيمي في كتابه الترغيب والترهيب من الطريق الأولى كما رويناه والحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا من الطريق الثانية كما أخرجنا وهو مجرب في الشدائد وقد رويناه بأغرب من هذه الطريق مسلسلا))
وقال علم الدين الفاداني في "العجالة" (ص 91): ((قَالَ ابْن الطّيب:" وَهُوَ كَمَا قَالَ ابْن جمَاعَة فِي أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب حَدِيث وَدُعَاء وتميمة وَعَن أهل الْبَيْت فَفِيهِ مَا يرغب فِيهِ وَيدل على أَنه مُشْتَمل على اسْم الله الْأَعْظَم" ، وَقَالَ الشَّمْس السخاوي "أخرجه الديلمي فِي مُسْنده مرَّتَيْنِ فِي يَا عَليّ وَفِي اللَّهُمَّ قَالَ وَوَقع لي بعلو نَحوه فِي الْفرج بعد الشدَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا لَكِن بِدُونِ تسلسل من طَرِيق عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد" انْتهى)).

والحاصل أنه لا يصح عن جعفر الصادق مرفوعاً ولا موقوفاً.

وقد روى عن إبراهيم بن أدهم
فأخرج ابن أبي الدنيا في "مجابو الدعوة" (101) ، ومن طريقه كل من الخطيب في "الزهد والرقائق" (106) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (319/6) ، واللاكائي في "كرامات الأولياء" (224) قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/8) من طريق أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، كلاهما قالا: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: ((قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: هَذَا السَّبُعُ قَدْ ظَهَرَ لَنَا قَالَ: " أَرِنِيهِ، فَلَمَّا رَآهُ، قَالَ: يَا قَسْوَرَةُ، إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ فِينَا بِشَيْءٍ فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ، وَإِلَّا فَعَوْدُكَ عَلَى بَدْئِكَ قَالَ: فَوَلَّى السَّبُعُ ذَاهِبًا قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: يُصَوِّتُ بِذَنَبِهِ قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ كَيْفَ فَهِمَ السَّبُعُ كَلَامَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْفِنَا بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا، وَلَا نَهْلِكُ وَأَنْتَ رَجَاؤُنَا " قَالَ خَلْفٌ: فَمَا زِلْتُ أَقُولُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا، فَمَا عَرَضَ لِي لِصٌّ وَلَا غَيْرُهُ.))

وأخرج الدينوري في "المجالسة" (209) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (319/6) قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ كُلَيْبٍ؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ... فذكره نحوه. وذكر "عبد الجبار بن كليب" بدلاً من "عبد الجبار بن كثير" ، ولم أجد في الرواة من اسمه عبد الجبار بن كليب.

وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (4/8) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (320/6) من طرق عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْجَارُودِ الْبَغْدَادِيُّ ، والرافعي في "التدوين" (486/2) من طريق أَحْمَد بْنُ مَنْصُور النَّيْسَابُورِ يُّ ، كلاهما قالا: حدثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ , قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ... فذكره نحوه. فأسقط عبد الجبار منه.

ثم أخرجه أبو نعيم من طريق أَبي سَعِيدٍ الْخَطَّابِيُّ، , ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ , ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ , ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَ: قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: هَذَا السَّبْعُ قَدْ ظَهْرَ لَنَا فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

ثم أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/8) من طريق عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ يَقُولُ: فذكر نحوه.

وعطاء بن مسلم الخفاف ، ضعيف ، وصاحب إبراهيم بن أدهم مجهول.

وذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (505/13) وقال: ((وَقَدْ رُوِيَ لِهَذَا شَوَاهِدُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ)).

قلت: الأثر بمجموع الروايات لا ينزل -عندي- عن مرتبة الحسن ، وسواء كان خلف بن تميم سمعه من إبراهيم بن أدهم مباشرة ، أو عن طريق عبد الجبار بن كثير ، فالاختلاف هنا لا يضر.

وقد روى عن عيسى بن مسكين من قوله ، ولم أقف عليه مسنداً. انظر "ترتيب المدارك" (343/4) للقاضي عياض ، و"الدبياج المذهب" (69/2) لابن فرحون.


والله أعلم.