تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟

    مقدمة:
    قبل السنوات العشر الماضية، كنا ندعو إلى دراسة نفسية جيل الإنترنت، وهو الجيل الذي وُلد في عصر الإنترنت بعد عام 1985م، وقد تنبَّأنا أنه يعاني من صفات سلبية، وهي تؤثر فيه عندما يبلغ مبلغ الرجال، ويتحمل المسؤولية الاجتماعية والوظيفية، وبالتالي إذا لم تدرس نفسية وصفات هذا الجيل من أجل تعديل سلوكياته المنحرفة والسلبية، فسوف تتغير أشياء كثيرة متعلقة بالأخلاق والقيم وثوابت الدين، لذا هناك مسؤوليات كبيرة يجب أن يقوم بها مسؤولو التربية، والعاملون بالرعاية الشبابية، وعلماء الوعظ الديني، ولا سيما في المجتمعات الإسلامية.
    لكي نجيب عن السؤال وهو عنوان الدراسة: لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟ فإننا سنذكر صفات جيل الإنترنت من خلال تعليقاتنا عن أفراد هذا الجيل والمقالات والدراسات، واللقاءات التلفزيونية ومقاطع فيديو في اليوتيوب، وما كتبناه في تويتر وفيسبوك.
    وفي مدخل دراسة نفسية جيل الإنترنت، قدمنا بعض المقترحات بوصفها مدخلًا لمن يريد أن يدرس نفسية جيل الإنترنت؛ مثل مقترح إدخال موضوعات سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا ( 2015)، ومقترح بناء مقرر دراسي باسم سلبيات أجهزة التكنولوجيا، ومقترح آلية حماية طلاب المدارس والجامعة من مخاطر وسلبيات الألعاب الإلكترونية، وإنشاء مواقع إلكترونية شبابية وأطفال، يديرها بعض الشباب المتدربين، ودور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والإلكترونية.
    والحلول والعلاج عبارة عن توصيات ومقترحات يستفيد منها المعنيُّون في علاج الآثار النفسية التي يعاني منها أفراد جيل الإنترنت.
    صفات جيل الإنترنت:
    ذكرنا خلال السنوات الماضية بعض صفات أفراد جيل الإنترنت، سواء ما قمنا به من تعليقات في الصحافة المحلية، أو اللقاءات التلفزيونية، أو المقالات والدراسات المنشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وبقية المواقع الإلكترونية، أو مقاطع فيديو في اليوتيوب، وما كتبنا في تغريداتنا في تويتر وما كتبناه في فيسبوك:
    التعليقات:
    حالة الإدمان:
    أحدثت الهواتف الذكية نقلة كبرى في حياة الناس، لكن ثورة التقنية لا تخلو من العواقب؛ ولا سيما على مستوى الصحة العقلية والنفسية.
    وبحسب دراسة أجرتها هيئة "سي إم آر" المختصة في بحوث واستشارات التقنية، فإن ما يزيد عن 50% من الهنود يقولون: إن إدمانهم للهواتف الذكية صار سيئًا إلى درجة أنهم لا يستطيعون العيش بدونها، وأوردت الدراسة أن الهاتف الذكي هو آخر ما يطلع عليه 80% من المستجوبين قبل أن يخلدوا إلى النوم، وفي السياق نفسه قال 74% من المستجوبين: إنهم أول ما يقومون به صباحًا بعد الاستيقاظ هو الاطلاع على الهاتف الذكي (جريدة الكويتية 28/12/2019).
    وفي خبر مماثل: تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في الفلبين مقطع فيديو تظهر فيه سيدة وهي تتولى إطعام ابنها المراهق بيديها، بعد أن رفض التوقف عن ممارسة ألعاب الفيديو على مدى يومين كاملين، حسب موقع "البيان"، وتقول ليليبيث مارفيل (37 عامًا): إنها كانت تشعر بالقلق على ابنها كارليتو الذي لم يتناول الطعام، خلال إحدى جلساته الماراثونية على ألعاب الفيديو؛ مما اضطرها إلى حمل الطعام له وإطعامه بنفسها في مقهى الإنترنت، في الوقت الذي استمر بالتحديق بالشاشة، ولم يرفع يديه عن لوحة المفاتيح.
    وسألت مارفيل ابنها إذا كان بحاجة إلى تناول الفيتامينات (مكملات غذائية) التي أرسلتها جدته؛ لأنها كانت تشعر بأن ابنها يعاني من سوء التغذية، وفقًا لصحيفة ميرور البريطانية.
    وكان كارليتو ترك المدرسة، وأدمن على ممارسة ألعاب الفيديو؛ حيث يجلس ساعات طويلة دون طعام أمام شاشات الكمبيوتر؛ مما دفع والدته إلى مناشدة أي شخص قادر على مساعدته للتخلص من هذا الإدمان.
    تعليق:
    هذه حالة الإدمان التي يصاب بها أكثر الناس في عصر الإنترنت، هذا وقد أجرينا دراسة الإدمان على استخدام الإنترنت، ودراسة طرق علاج إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا: نصائح ومراكز 2014، وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.
    تعاطي التدخين الإلكتروني:
    أعلنت وزيرة الصحة الكندية الخميس عن فرض حظر على الإعلانات عن منتجات التدخين الإلكتروني التي تستهدف الشباب، ولن يسمح بتسويق المنتجات إلا في المتاجر المتخصصة والمواقع التي يمكن للبالغين فقط الوصول إليها، ومنعت الإعلانات في أماكن أخرى بما فيها المتاجر واللوحات الإعلانية؛ (جريدة الجريدة 20/12/2019).
    تعليق:
    أظن أن هذه التدابير لا تحد من تعاطي المراهقين والشباب لمنتجات التدخين الإلكتروني، والجميع يعرف ولا سيما المؤسسات الحكومية أن أكبر مصدر لحصول طلبة المدارس والجامعات على منتجات التدخين الإلكتروني هو بعض مواقع الإنترنت، وتوجد مخاطر وأضرار كثيرة على صحة بدن المراهقين والشباب من أفراد جيل الإنترنت، بسبب إدمان بمنتجات التدخين الإلكتروني.
    حب الذات (الأنانية أو النرجسية):
    يُعرِّف قاموس كولينز كلمة نرجسية بأنها "اهتمام استثنائي، أو عجب بالذات، وتعبِّر عن مستوى متضخم من حب الذات والاهتمام الزائد بالنفس، لإشباع رغبة الرضا عن الذات، والمبالغة في أهميتها وقدراتها؛ يقول د. تنيسون لي، وهو استشاري بريطاني متخصص في علاج اضطراب الشخصية النرجسية: إن ثمة تسعة معايير تشخيصية للمرض، كما هو منصوص عليه في الدليل التشخيصي والإحصائي الذي يستخدمه أطباء النفس والباحثون حول العالم، ولتشخيص مريض بالنرجسية، يجب أن تظهر عليه خمسة على الأقل من المعايير التالية: إحساس متعاظم بأهمية الذات، وخيالات بالنجاح والنفوذ، واعتقاد بخصوصية الذات وتفرُّدها، والمطالبة بتلقي إعجاب مفرط، وإحساس بالاستحقاق؛ (جريدة الجريدة 24،3/2019).
    تعليق:
    صفة النرجسية تظهر واضحة لدى أفراد جيل الإنترنت، فهم يحبون ذواتهم ولا يعرفون الإيثار، ويحملون الانتقام وقلة التدين في نفوسهم.
    هناك صفات وسلوكيات أخرى يقوم بها أفراد جيل الإنترنت نذكرها بشكل مقتضب، ولمن يريد معرفة المزيد يزور موقعنا: المسار للبحوث التربوية والاجتماعية مقترح قضايا وسلبيات الأجهزة المحمولة، ومقترح بناء مقرر دراسي باسم سلبيات أجهزة التكنولوجيا (2015)، وهذه الصفات هي:
    العنف أو التنمر الإلكتروني، وقتل الأرحام والانتحار، وتصوير سيلفي، وإدمان ممارسة الألعاب الإلكترونية، والمخدرات الرقمية، ومشاهدة الأفلام الإباحية عبر الإنترنت، والجنس عبر الرسائل النصية، ومقاطع الفيديو، ودخول غرفة الدردشة، والأمراض النفسية التي يعاني منها الأطفال والشباب عند استخدام الأجهزة المحمولة والسمنة....
    قتل الأرحام:
    أقدم شاب سوداني في العاصمة السودانية الخرطوم على قتل أبيه بضربه بالعصا في رأسه، خلال شهر رمضان الجاري، وأوضحت تحقيقات الشرطة وفقًا لِما ذكرت صحيفة (اليوم التالي) السودانية أن مشاجرة وقعت بين الابن وأبيه، تطورت إلى قيام الابن بضرب الأب بعصا على رأسه؛ (الأنباء 12/6/2017).
    تعليق:
    تتكرر حوادث قتل الأرحام في عصر الإنترنت أكثر من بقية العصور، وقد تكون هناك عوامل وراءها بلا شك، لكن تغيير المفاهيم وضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة واحدة، واهتمام الإنسان بنفسه وتضخيمها نتيجة ما تطرحها شبكة الإنترنت من مفاهيم "الخصوصية"، والنرجسية والأنا من أبرز العوامل في عصر الإنترنت.
    أقدمت مراهقة أمريكية تدعى أنا شرودر تبلغ الـ15 من عمرها - على قتل والدتها بواسطة سلاح ناري.
    وفي التفاصيل أن الفتاة انتظرت عودة أمها من العمل، وطلبت منها وضع منشفة على وجهها. وما إن فعلت ذلك حتى أطلقت النار على رأسها.
    وبعد ذلك أرسلت إلى صديقتها راشيل هيلم رسالة عبر «فايسبوك» وأخبرتها بما حدث، إلا أن الأخيرة لم تصدق ما تقول، فأرسلت إليها صورة لجثة والدتها.
    وانتقلت راشيل إلى منزل أنا وحاولتَا إخفاء معالم الجريمة، كما نقلتا الجثة إلى غرفة الأم وذهبتا لتناول الطعام في أحد المطاعم.
    وبعد مرور يومين قررت الفتاتان إحراق المنزل قبل أن تخبِّئا أداة الجريمة وهاتف أنا في إحدى المقابر، إلا أن الصديقة أخبرت والديها بالأمر، أما أنا فقد نشرت عبر حساب والدتها على "فايسبوك" هذه الرسالة: "لا أعرف إذا كان بإمكانك رؤيتي في هذه اللحظة، لكن إذا كنت تستطيعين ذلك، أريد فقط أن تعلمي أنك كنت صديقتي المفضلة، كنت أريد أن أقول لك الكثير، وأن أفعل برفقتك الكثير، لم أكن دائمًا الابنة المثالية وأنا آسف لذلك، أحبك كثيرًا أمي، أريد فقط أن تعلمي أنني لن أنساك أبدًا".
    واعترفت بجريمتها بعد توقيفها، وقالت للشرطة: إنها فعلت ذلك بعدما تصفحت مواقع تتحدث عن الأولاد الذين يقتلون آباءهم.
    ووجَّهت إليها تهمة القتل من الدرجة الأولى والحريق بقصد الأذى، وإخفاء الأدلة، لكن لم تعرف حتى الآن التهم التي وُجهت إلى راشيل، وقد احتُجزت الفتاتان في مركز للأحداث وستبدأ محاكمتهما في 8 أغسطس المقبل؛ (الأنباء 19/7/2017).
    تعليق:
    سوف نقوم في المستقبل القريب بإجراء دراسة عن قتل الأرحام على يد ذويهم، ولكن نريد أن نعلق هنا أن الدافع لارتكاب الجريمة هو التأثر بحوادث قتل قام بها الشباب ضد والديهم التي نشرت في بعض مواقع الإنترنت، وبالتالي نسأل: ما دور رجال الشرطة في علاج هذه القضية؟ هل سيغلقون هذه المواقع؟ أم أن ذلك خارج عن مسؤوليتهم وعن إرادتهم؟ وهل هذه المواقع تقوم بنفس ما تقوم به لعبة الحوت الأزرق، أو ما يسمى بـ"لعبة الانتحار" التي ما زالت تحصد أرواح المراهقين والشباب في أرجاء العالم دون أن يحجب هذا الموقع المؤسس لهذه اللعبة الانتحارية؟ وأخيرًا هل حان وقت القيام بثورة ضد هذه المواقع الإلكترونية التي تتحدى كل القوانين والتشريعات في العالم، وتسهم في الأعمال الإرهابية من خلال قتل الأبرياء ذوي الأرحام وغيرهم، والأطفال والمراهقين، أم أن الأعمال الإرهابية مرتبطة فقط بالمسلمين المتطرفين؟
    الدراسات التي قمنا بها:
    دراسة تقليل وقت الشاشة: مخاطر ومقترحات، سبتمبر 2019، وأشرنا إلى هذه المخاطر مثل تصوير سيلفي، وقد تعرَّض أفراد جيل الإنترنت إلى حوادث مؤسفة؛ مثل تعرُّض النفس للقتل والهلاك، وانتشار السمنة بين هذا الجيل، وسوف نتعرف على أثر التلفزيون والأجهزة المحمولة على الأطفال من خلال إصابة الأطفال بالسمنة، بسبب تأثُّرهم بالإعلانات التجارية التي تعرض الوجبات السريعة عبر شاشات هذه الأجهزة، ودور أولياء الأمور في تجنُّب أطفالهم الإصابة بالبدانة أو السمنة.
    دراسة الحوت الأزرق: مخاطر... نتصدى لها، يوليو 2018، هذا وقد أشرنا إلى المخاطر التي يتعرض لها جيل الإنترنت بعد تأثُّره بثقافة الإنترنت، وإيذاء نفسه وجرح أحد أعضائه، وأخيرًا الانتحار، وذكرنا مقترحات مفيدة للتصدي لهذه اللعبة، اطلع عليها لتحمي أطفالك من هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الإلكترونية العنيفة.
    دراسة علاقة الإنسان بهاتفه المحمول علاقة عادة أو عبادة، يناير 2017: تحليل نفسية الإنسان في عصر الإنترنت يجب أن يحظى باهتمام المسؤولين وأصحاب القرار والباحثين، بعد أن أثرت الأجهزة المحمولة على الإنسان، وبالذات على أفراد جيل الإنترنت الذين وُلدوا بعد انتشار الإنترنت في أرجاء الأرض، لماذا يقدم أحد أفراد جيل الإنترنت على الزواج من حيوان أو إنسان آلي (روبوت)، بل يتزوج من هاتفه؟ هل درس الباحثون وعلماء النفس والاجتماع حالة الإدمان التي انتشرت في أرجاء العالم، وأُنشئت مصحات لعلاج مدمني استخدام الأجهزة المحمولة، هل نحتاج إلى معرفة تعلُّق نفس الإنسان بزخارف الحياة الدنيا؛ كي نعمق دراسة هذه النفس؟ هل دراسة هذه النفس الإنسانية تجعلنا نؤكد أهمية غرس الأخلاق والقيم الروحية بهذه النفس؛ كي لا تعاني من الأمراض النفسية التي ظهرت في عصر الإنترنت؟ وما علاقة تعلق نفس الإنسان بزخارف الحياة الدنيا بتعلُّقه بهاتفه مثلًا؟ ويعتبر الإسلام الميل إلى زخارف الدنيا والانشداد لها ناشئًا من توجُّه غير هادف (لعب) و(لهو)، وتجمُّل و(زينة)، وحب المقام والرئاسة والأفضلية على الآخرين (تفاخر)، والحرص وطلب المال والأولاد بكثرة (التكاثر)، ويعتبر التعلُّق بها مصدرًا للذنوب والآثام والمظالم، وجيل الإنترنت الذي لا يقيم احترامًا لوالديه أو غيرهما من الأعزاء والأصدقاء، فهذا الشاب يفضل هاتفه على والدته، ووصل به الأمر أن ضربها وضرب شقيقته بسبب إتلاف هاتفه، وتوجد أسباب وراء تعلق القلب بالهاتف المحمول تناولتها الدراسة، كذلك توجد مظاهر تعلُّق الإنسان بهاتفه، كما هذا وضع مقياس تعلق القلب بالهاتف لمعرفة المستخدم مدى ودرجة تعلق القلب بهاتفه.
    دراسة جيل الإنترنت صفاته أخلاقياته ( 2015 )؛ حيث تعرَّضنا إلى مفهوم جيل الإنترنت وتاريخ ظهور الإنترنت، وذكرنا بعض صفات هذا الجيل؛ مثل: قلة انتباه الطلبة بالمدارس، والإدمان على استخدام مواقع الإنترنت، وتعاطي المخدرات الرقمية، والتدخين الإلكتروني، والعنف أو التنمر الإلكتروني، واستخدام لغة الاختصارات، وحب الشهرة، والغش الإلكتروني والسمنة والانتقام، وتصوير سيلفي، وعدم احترام قيم الدين والمجتمع.
    دراسة ظاهرة سيلفي أسباب.... سلبيات ( 2015 )، وتناولت الدراسة انتشار تصوير سيلفي بوصفه ظاهرة بين أوساط المراهقين والشباب في أرجاء العالم، وفي بداية ظهور هذا التصوير كان الملاحِظ يشاهد براءة المراهقة والشباب في تصوير نفسه، ولكن مع التشجيع عبر مواقع التواصل، ظهرت تحديات تواجه هذه الفئات العمرية؛ منها تأكيد تقدير الذات، وتعزيز الثقة بالنفس، والإحباط وعدم الرضا عن صورة "الوجه"، وبروز الكراهية والحقد بين الأصدقاء بسبب النقد اللاذع الموجه إلى عيوب أعضاء الجسم، ولا سيما الوجه والعين والأنف... وقد علقت على بعض الأخبار المتعلقة بظاهرة سيلفي:
    تحولت صور "سيلفى" إلى هوس اجتاح العالم خلال الأشهر الماضية، وانتقلت العدوى سريعًا، حتى أصبح مشهد الشخص الذي يضع هاتفه أمام عينه ليلتقط صورًا لنفسه - هو المشهد الأكثر شهرة على مستوى العالم، وهناك أشخاص أرادوا أن يكونوا مختلفين عن غيرهم، فقاموا بالتقاط صور مجنونة ومتهورة، فهناك من صعد قمة برج خليفة في دبي، وآخر قرر التقاط سيلفى وهو على حافة جبل، وآخرون ذهبوا أمام الإعصار لالتقاط صور سيلفى مجنونة بجانب، وقد يموت الشاب بسبب التقاط سيلفي وهو مشغول بذاته والعجب بها.
    أشارت دراستنا: "أثر مواقع التواصل الاجتماعي على طلبة المدارس والجامعات: سلبيات... حلول.... مقترحات (2013 )؛ حيث استعراضنا بعض دراسات سابقة عن التحديات والسلبيات التي تواجه الطلبة باستخدامهم مواقع التواصل، وقد مر بعضها سابقًا، وقدمنا بعض الحلول والمقترحات للجهات المعنية عن تربية ورعاية الطلبة.
    دراسة الألعاب الإلكترونية وعزوف الطلبة عن الدراسة: نتائج.... حلول، بدولة الكويت (2013).
    تعاني شعوب دول العالم من سلبيات أجهزة التكنولوجيا؛ بحيث لا تخلو الصحافة (صحيفة إلكترونية، أو صحيفة ورقية) من عرض يوميًّا سلبية وأكثر، وبدوري رصدت هذه السلبيات وهي كثيرة، ولكن ما أود ذكره هو عرض بعض السلبيات المتعلقة بعزوف الأولاد عن الدراسة، بسبب ممارسة الألعاب الإلكترونية، بعد أن أصبح عزوف الأولاد عن الدراسة ظاهرة على مستوى دول العالم الغنية والفقيرة؛ حيث إن استخدام وممارسة الألعاب الإلكترونية يوجد في كل مكان، مع رخص أثمانها وسهولة ممارسة اللعبة لكافة الأعمار، وتلبي رغبات وميول طلبة المدارس والجامعات، لكن ألا يعني ذلك كيف أن الأولاد سيضعفون دراسيًّا، بل أخلاقيًّا، وأن الأمثل الأعلى لهم أصبح أبطال الألعاب الإلكترونية الوهميين، وليس قدوتهم الطالب المجتهد، بينما نسمع عن طفل لم يتجاوز عمره عن (11) سنة حاصل على شهادة في الدراسات الحرة من كلية المجتمع بلوس أنجلوس، وجاء في الخبر المنشور عنه أنه لا يمارس الألعاب الإلكترونية ويقول: أشعر أنها مضيعة للوقت؛ لأنها لا تساعد الإنسانية بأي شكل من الأشكال، بل نسب إليه أنه سوف يؤلف كتابًا عن كيفية النجاح في المدرسة، نقلًا عن المحطة الإخبارية الرابعة (إن بي سي).
    دراسة بشأن نوفوموبيا... أسباب... علاج، 2916، وكلمة "نوفوموبيا" تعني بالإنجليزية الخوف من فقد الهاتف، وأهم نتائج من دراستنا تحليل نفسية مريض "نوفوموبيا"، وهذا التحليل يساعد على إجراء المزيد من الدراسات الإكلينيكية، وذلك لإيجاد طرق وقائية من هذا المرض مع بناء أدوات لقياس شدة المرض.
    حالات الانتحار في أوساط المراهقين والشباب:
    ترجمنا مقالة بعنوان: "انتحار الأطفال والشباب بسبب استخدام أجهزة الشاشة"، بقلم / Cris Rowan؛ حيث قالت: الانتحار هو السبب الرئيس لوفاة الأطفال الكنديين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-19 عامًا، وقد تضاعف معدل الانتحار للفتيات الكنديات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 10 و14 سنة خلال فترة الثلاثين سنة الماضية، كما هو الحال بالنسبة للمراهقين من أعمار 15 إلى 19 سنة، وفي حين قد انخفض معدل الانتحار بالنسبة للفتيان بنسبة ما بين 25-50 في المائة، فإنهم يموتون بالانتحار مرتين أو أكثر من مرتين من الفتيات. وقالت لي طالبة كلية تعمل في مستشفى للأطفال مؤخرًا: إن الحالات الأكثر شيوعًا لدخول المرضى المستشفى هي محاولة انتحار مَن هم في التاسعة من العمر.
    الأسباب الكامنة وراء صعود معدل لم يسبق له مثيل في الانتحار من قبل الشباب الكندي - معقدة ومتعددة، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك حالة من الحزن والكآبة تسربت عبر أمتنا العظيمة في المستقبل القريب، ومن المرجح أن يسمى الانتحار في سن المراهقة "وباءً".
    محاضرات في اليوتيوب:
    هي محاضرات كثيرة متعلقة بسلوكيات خاطئة لجيل الإنترنت عن التسلط عبر الإنترنت، وتأثير مواقع الإنترنت، وجيل الإنترنت ( 22حلقة )، وقتل الأرحام، وسلوكيات جيل الإنترنت، ونصائح عامة لأولياء الأمور (19حلقة )، ووقت الشاشة (49حلقة )، وغيرها.
    اللقاء التلفزيوني:
    قلنا في بعض القنوات الفضائية: إننا مقبلون على سيل جارف لا نستطيع أن نتصدى له، ويجرف هذا السيل كل ما أمامه، وأقصد بذلك انتشار جيل من الشباب يسمى بجيل الإنترنت الذي سيغيِّر كل شيء في حياتنا العامة والخاصة، (قناة الكوت، برنامج سلام يا كويت: أبناؤنا والسلامة في العصر الرقمي، وقناة سكوب برنامج مع التقدير).
    مدخل دراسة نفسية جيل الإنترنت:
    كيف نتعرف على ما يعاني جيل الإنترنت؟
    هناك فئات وشرائح من أفراد جيل الإنترنت قد لا يتأثرون بما ذكرناها في هذه المقدمة، ولعل عددهم كبير جدًّا، سواء المدمنين على استخدام الأجهزة المحمولة، أو من يعاني من أزمات نفسية، أو تربى في بيئات غير سوية، وفي أُسَر مفككة، لذا لا بد من التعرف على نفسية أفراد هذا الجيل عبر استطلاعات رأي، أو مكالمات تلفونية، أو اللقاء معهم عبر فيديو كول في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال نقاش الأطفال والشباب، وحوارهم وتشجيعهم على الكلام، ولمعرفة ما يعانونه من كآبة وتوتر وقلق، ننقل بعض التجارب:
    إدخال قضايا وسلبيات الأجهزة المحمولة في المناهج المدرسية والجامعية، بهدف توعية طلبة المدارس والجامعات بسلبيات الأجهزة المحمولة، وكذلك أولياء أمور ودور المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى في تقديم إرشادات ونصائح لهؤلاء الطلبة لعلاج الأمراض النفسية والفكرية التي يعانون منها، بعد تأثرهم بسلبيات وتحديات مواقع الإنترنت، لذا قدمنا مقترحات من أجل ذلك:
    مقترح بناء مقرر دراسي باسم سلبيات أجهزة التكنولوجيا ( 2015 ).
    خطة مشروع البحث:
    أهداف المشروع:
    بناء هيكل بنائي لمقرر سلبيات أجهزة التكنولوجيا للمدارس والجامعات.
    التعرف على المشكلات التي يصاب بها الطالب، نتيجة سوء استخدام أجهزة التكنولوجيا.
    التعرف على التطبيقات والمواقع الخطيرة.
    التعرف على برامج حماية الطلاب من مخاطر مواقع الإنترنت.
    التعرف على برامج الحد من سلبيات استخدام أجهزة التكنولوجيا.
    النتائج المتوقعة:
    تنبيه مسؤولي وزارة التربية والتعليم العالي إلى أهمية إدخال مقرر سلبيات أو سوء استخدام الطلاب أجهزة التكنولوجيا في المناهج التعليمية.
    إيجاد الحلول لسلبيات ومشكلات سوء استخدام الطلاب لأجهزة التكنولوجيا.
    تنمية إدراك الطلبة بأهمية استخدام أجهزة التكنولوجيا الاستخدام السليم والمسئول.
    أهمية المشروع:
    إدراك المسؤولين والطلاب أهمية تدريس مقرر سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا في المدارس والجامعات في علاج الأزمات النفسية التي يعاني منها الطلبة.
    مشكلة الدراسة:
    ظهور سلبيات ومشكلات لدى الطلاب، بسبب سوء استخدام أجهزة التكنولوجيا في حياتهم اليومية، وقد أثَّرت هذه المشكلات في الطلاب وحياتهم الدراسية والاجتماعية، وهنا تأتي المشكلة وحلها لا يكون إلا بإدخال مقرر دراسي لتوعية الطلاب بمخاطر مواقع الإنترنت الاجتماعية عليهم.
    مقترح إدخال موضوعات سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا ( 2015)، يقدم الباحث هذا المقترح إلى مكتب وكيل وزارة التربية وإلى التوجيه الفني لمواد التربية الإسلامية واللغة العربية واللغة الإنجليزية لدراسته.
    الموضوعات والمحاور الناتجة من سوء استخدام الطلبة أجهزة التكنولوجيا:
    يتناول هذا المحتوى المحاور والأفكار والموضوعات التي يجب أن يتعلمها طلاب المدارس ويطبقوها؛ كي يحموا أنفسهم من مخاطر مواقع الإنترنت، وتوجد هذه المحاور والموضوعات في موقع الباحث الإلكتروني: المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.
    مقترح آلية حماية طلاب المدارس والجامعة من مخاطر وسلبيات الألعاب الإلكترونية:
    تشكيل لجنة عليا مختصة تتبع مجلس الوزراء من أطباء الأطفال والباحثين، وعضو من مجلس الأمة وموظفين من وزارات: العدل، الداخلية، الشؤون والتجارة والتربية والتعليم العالي، وتقوم بدراسة الألعاب الإلكترونية إيجابياتها وسلبياتها، وتكون قراراتها ملزمة على الجميع، ووضع نظام تصنيف للألعاب الإلكترونية يتماشى مع المعايير العربية والإسلامية.
    تشرف هذه اللجنة على فرق عمل: فريق بحثي، وفريق تعليمي تربوي، وفريق العمل الاجتماعي، وفريق المهندسين لإنشاء مواقع إرشادية، وفريق القانونيين، وفريق المتابعة والتقييم لمتابعة وتقييم أداء الفرق؛ (دراسة سبتي، آلية حماية الطلاب من مخاطر الألعاب الإلكترونية، 2016).
    إنشاء مواقع إلكترونية شبابية وأطفال، يديرها بعض الشباب المدربين على التعامل مع نفسية جيل الإنترنت، بعد أن يلتحقوا بدورات تدريبية لعلاج التحديات والأزمات التي تواجه الأطفال والشباب، بعد تأثر الأطفال والشباب بقضايا وسلبيات الأجهزة المحمولة، وكيفية جذب هؤلاء إلى هذه المواقع، ويمكن الاستفادة من تطبيق "واتساب" بالهواتف المحمولة في تكوين القروبات من أجل أن يكونوا روادًا لهذه المواقع ومستخدميها، بدلًا من مواقع الإنترنت المشبوهة.
    دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية في توعية جيل الإنترنت من خلال: المحاضرات – الندوات – الحلقات النقاشية – التمثيليات – المسرحيات – المسابقات الثقافية.
    الحلول والعلاج:
    مقدمة:
    بدأت العيادات النفسية والاجتماعية تنتشر في البلدان العربية، خاصة بعد انتشار الإنترنت، مع أن أكثر الناس لا يلجؤون إلى هذه العيادات، بسبب الخوف من وصمة العار، وبعض آخر ينفق الأموال على الشعوذة والدجل والسحر، بدلًا من الذهاب إلى العيادات النفسية، هناك عوامل وأسباب عديدة لالتجاء الناس إلى العيادات النفسية، ولكن سوف نقتصر على أفراد جيل الإنترنت الذين نحتاج إلى أن ندرس نفسيتهم بسبب التحديات التي تواجههم، ومن سوء استخدامهم للأجهزة المحمولة ومواقع الإنترنت.
    وقد تكون دراسة نفسية أفراد جيل الإنترنت من خلال النصائح والإرشادات والتعليقات التي قدَّمناها، وقدمها الخبراء الآخرون عن سلبيات مواقع الإنترنت، وتأثر بعض أفراد هذا الجيل بها، وتغلُّبهم على هذه السلبيات، وبعضهم قد يرشد ويوجه زملاءه، أو هناك من يتأثر بالاطلاع على دراساتنا ودراسات الباحثين والأكاديميين بشأن سلبيات ومخاطر، وسوء استخدام الأجهزة المحمولة، فيتأثرون بالنصائح والمقترحات والتوصيات في هذه الدراسات.
    لكن قد يقول قائل: يُنصَح بإنشاء مواقع إلكترونية ينظِّمها أطباء نفسيون يقدِّمون نصائح وإرشادات لجيل الإنترنت، وأولياء أمورهم، إلى جانب علاج إدمان استخدام الهواتف المحمولة، ومواقع التواصل الاجتماعي مثلًا؛ (سبتي، طرق علاج إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا: نصائح ومراكز، 2014)، هذا ويمكن تشجيع أفراد جيل الإنترنت بدخول هذه المواقع العلاجية التي ينظِّمها المختصون لعلاج حالات الإدمان في المراكز والعيادات النفسية الخاصة، أو تشجيعهم على طرح الأسئلة المتعلقة بسلبيات ومخاطر وتحديات تواجه أفراد جيل الإنترنت أثناء استخدام مواقع الإنترنت، ومعرفة الحلول للحد من هذه المخاطر.
    الاستفادة من تجارب الآخرين:
    في تجربة فريدة لـ"تامي أوزولينز، Tammy 0zolins"، وكانت تعاني من مرض نفسي، واستطاعت أن تتغلب على وصمة العار، وأن تنقل تجربتها إلى طلبتها عبر فيديو كول للحديث عن صحتهم النفسية، واستطلعت آراءهم عبر استبيان من خلال بعض الأسئلة متعلقة بالأمراض النفسية، وطالبتهم أن يصارحوها بما يعانون من هذه الأمراض.
    وفي تجربة أب بريطاني ماتت ابنته منتحرة، ولم يعلم أنها تعاني من أية أزمة نفسية، وعمرها 14 عامًا، وكانت تحب المدرسة، لكن عرف الأب أن ابنته تعرفت على أصدقاء ومجموعة "البوب"، والمشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعرف الأب أن هناك محتوًى ضارًّا يؤذي النفس، ويشجِّع على الانتحار، وعدم طلب المساعدة، وفقدان الأمل بالحياة، فأنشأ الأب جمعية خيرية باسم ابنته لتوعية طلبة المدارس والجامعات، ووجه طلبات ونداءات إلى الحكومة البريطانية، وشركات مواقع التواصل الاجتماعي لحماية الأطفال والشباب، والمطالبة بتمويل الدراسات المتعلقة بمخاطر المواقع التي تحث على الانتحار، وتدريب المعلمين والطلبة على إنقاذ الطلبة من التفكير في الانتحار، نتيجة تأثره بهذه المواقع، وإزالة المحتوى الضار عبر الإنترنت.
    إزالة الفجوة الرقمية بين جيل الإنترنت والأجيال السابقة:
    ظهر مفهوم الفجوة الرقمية بين جيل الإنترنت وآبائهم مع بداية انتشار الإنترنت في أرجاء الأرض، وهذه الفجوة قد تتسع وقد تضيق نوعًا ما حسب البيئة التي يعيش بها الآباء، وحسب الخلفية الثقافية والعلمية والاجتماعية للأسر.
    نظرًا للفجوة الرقمية بين الأجيال، فإن غالبية الآباء لا يفهمون الكثير عما يفعله الأبناء على المواقع الإلكترونية؛ مما يعرِّض الأطفال للعديد من المخاطر، منها: التحرش الإلكتروني، والابتزاز، واستغلالهم في التربح، أو استقطابهم وتجنيدهم في أنشطة غير مشروعة، أو تقليدهم لمحتوى عنيف مثل حادث بشتيل الذي وقع في يوليو 2020 عندما قلدت الطفلة (حنين) البالغة من العمر 13 عامًا محتوى عنيفًا على موقع يوتيوب، وقامت بخنق الطفلة (هايدي) البالغة من العمر (3) سنوات.
    ونتيجة للفجوة بين الآباء وأطفالهم، تُظهر الدراسات اتجاهًا متزايدًا للتنمر عبر الإنترنت؛ حيث تشير الإحصاءات الخاصة بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية لعام 2018 - إلى أن ما يقرب من 50% من الأطفال والمراهقين قد تعرَّضوا للتنمر/ العنف عبر وسائل الإنترنت المختلفة، وتم تسجيل 132 ألف موقع وتحميل أكثر من 45 مليون صورة وموقع فيديو يركز على الاستغلال الجنسي للأطفال، والاعتداء عليهم جسديًّا في عام 2019.
    الفجوة والجهل الرقمي للآباء:
    نيويورك –أظهرتْ دراسة حديثة أجرتها الشركة العالمية المختصة بالأمن الرقمي (كاسبرسكي) - أن الآباء ليسوا جميعًا مواكبين لتوجهات الإنترنت الحالية، أو لديهم ما يكفي من المعرفة حول المحتوى الرقمي الذي يفضِّله أطفالهم، وشدد المختصون على ضرورة حرص الآباء على تثقيف أنفسهم في ما يتعلَّق بتوجُّهات الإنترنت، والاطلاع على أحدث المستجدات في شأنها، وذلك من أجل أطفالهم؛ حيث يرون أن جهل الآباء بما هو شائع على الإنترنت قد يتسبب في حدوث سوء فَهم أو خلافات مع أطفالهم.
    وأنجزت الدراسة التي جاءت تحت عنوان (الأبوة الرقمية المسؤولة) ما بين نهاية 2019 وبداية 2020، وشارك فيها حوالي 5 آلاف شخص من منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا.
    وقال أندريه سيدنكو المحلل الرئيس لمحتوى الويب لدى كاسبرسكي: إن الوعي الرقمي والمشاركة في أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي، أمر لا بدَّ منه للآباء في الوقت الحاضر، موضحًا أن نقص المعرفة في هذا المجال يمكن أن يقود إلى بعض الخلافات داخل الأسرة، وأضاف: (عليك أن تقرأ المزيد، وأن تكون مطلعًا وحاضرًا على الإنترنت؛ لكي تفهم طفلك، وتصبح قادرًا على التواصل معه، ومناقشة التوجهات الحديثة في العالم الذي يشهد الكثير من التغيرات، لعلَّ ذلك يمنع المشاكل، ويشجِّع الأطفال على احترام آبائهم).
    وكشف استطلاع رأي سابق أجرته كاسبرسكي أن 37 في المائة من الآباء يشعرون بأنهم غير قادرين على التحكم بما يشاهده أو يفعله أبناؤهم على الإنترنت، في حين أبدى 74 في المائة منهم عدم اكتراثهم لتحمُّل عناء التحدث إلى أطفالهم حول تهديدات الإنترنت، وبالنسبة للحالات التي يتم اتخاذ إجراءات فيها، يلاحظ أنها تركز على الأشياء التي قد لا تكون مهمة أو فعالة إلى حد كبير، فعلى سبيل المثال ذكر 25 في المائة من المستطلعين أنهم يفحصون سجل المتصفح الخاص بأطفالهم، مع أنه في تلك المرحلة قد يكون فات الأوان وحدث الكثير من الضرر الذي لحق بأطفالهم، وأن 22 في المائة من المستطلعين فقط قاموا مسبقًا بتثبيت برامج الرقابة الأبوية.
    في دراسة (سعود لواتي، 2019)، أكد الباحث أن خصائص الشخصية ومستوى المعلومات، والمعلومات التقنية، وأسلوب الحياة والأعراف الاجتماعية، والقيم الثقافية، وقيم العمل وطرق الاتصال، هي العوامل التي أسهمت في توليد هذه الفجوة بين الأجيال، ويأتي دور صناع القرار التربوي والمربين والآباء على الكشف عن العوامل التي تزيد من الفجوة بين الأجيال وإزالتها؛ كي يتأقلم جيل الإنترنت مع المؤسسات التعليمية، ونظام الأسرة، وبيئة العمل والحياة بشكل عام.
    توفير الصحة النفسية لجيل الإنترنت:
    قام الاتحاد الدولي للاتصالات بوضع مبادي توجيهية لواضعي السياسات بشأن حماية الأطفال على الإنترنت (2020 )، وبغية الاستجابة للتحديات التي يطرحها التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحديات التي تجلبها حماية الأطفال على الإنترنت - أطلق الاتحاد الدولي للاتصالاتمبادرة حماية الأطفال على الإنترنت في نوفمبر 2008؛ كمبادرة دولية متعددة لأصحاب المصلحة، وتهدف هذه المبادرة إلى الجمع بين الشركاء من جميع قطاعات المجتمع العالمي لخلق تجربة آمنة وتَمْكينية على الإنترنت للأطفال حول العالم، على أن يقضي الآباء والأوصياء والمربون معظم الوقت مع الأطفال، وينبغي أن يتلقوا التعليم في مجال محو الأمية الرقمية، لفَهم البيئة الإلكترونية، والتمكن من حماية الأطفال، وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم ونفسيتهم، وتقع على عاتق المؤسسات التعليمية مسؤولية خاصة في تعليم الأطفال طريقة البقاء في وضع أكثر أمنًا على الإنترنت، سواء أكانوا يستعملون الإنترنت في المدرسة، أو في المنزل، أو في أي مكان آخر، وينبغي أن يدرج واضعو السياسات في المناهج الدراسية الوطنية برامج إلمام بالمعرف الرقمية، ابتداءً من سن مبكرة جدًّا (3 إلى 18 عامًا)، وهذا من شأنه أن يتيح القدرة على حماية الأطفال لأنفسهم، ومعرفة حقوقهم.
    الاستعانة بالمشاهير.
    يعتبر جيل الإنترنت أكثر تعلقًا بالمشاهير؛ لأن أكثر أفراد هذا الجيل من المراهقين والشباب الذين يقلدون أهل الفن ونجوم الرياضة ومجموعة "البوب" الموسيقية، ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، قبل بضع سنوات مضت حضرت ندوة نظمتها وزارة الداخلية في أحد الفنادق حول حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، وفي إحدى الجلسات تم تأكيد دور المشاهير في مساعدة جيل الإنترنت؛ كي يحمي نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
    تطبيق تغيير سلوك جيل الإنترنت.
    إنها ليست مصادفة، بل تقنية تصميم design technique، إنها المرة الأولى في تاريخ البشرية التي استطاع فيها عدد محدود من الشباب المبرمجين الجالسين خلف حواسيبهم التحكُّمَ بما يزيد على ملياري شخص حول العالم: مشاعرهم، ردود أفعالهم، نوع الإشعارات والطريقة التي سوف يستقبلون بها فور استيقاظهم يوميًّا، عبر منصات التواصل المتعددة، يتم جمع ملايين البيانات يوميًّا؛ ليقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها بدقة، المواقع التي زرتها، الأشخاص الذين تواصلت معهم، الصور التي تصفحتها، والوقت الذي توقفت فيه عند كل صورة وهكذا، ودون إشراف بشري يُذْكَرُ تقوم هذه البرامج بعمل نموذج تقريبي لكل شخص، ميوله وأفكاره، شخصيته انطوائية أم منفتحة، حالته النفسية يوميًّا، مكتئب، قلق، يشعر بالوحدة.
    يقول جاستين روزنشتاين - مخترع زر الإعجاب على الفيسبوك - الذي صرَّح منذ فترة بحذف جميع تطبيقات التواصل من هاتفه -: إن الأمر بدأ بمحاولة نشر الإيجابية، ولكن بعد ذلك اتخذ مسارًا لا يمكن السيطرة عليه؛ حيث وقع الكثير من المراهقين فريسة للاكتئاب نتيجة عدم حصولهم على قدر كاف من الإعجاب والتقدير الوهمي الذي تروِّجه هذه المواقع.
    في جامعة ستافورد يتم تعليم الطلاب كيف يكونون عباقرة في تغيير سلوك الآخرين، عن طريق تدريس ما يُعرف بالتقنية الإقناعية؛ أي توظيف ما تعرفه عن سيكولوجيا الناس، وتحويله إلى تكنولوجيا يتم من خلالها تغيير سلوك الأشخاص وتوجيههم؛ ليقوموا بإجراء معين، مثل الاستمرار في تمرير أصابعهم على الشاشة، وعند الوصول لنهايتها، يفكرون أنه ربما حدث شيء جديد في الأعلى، فيعودون للبدء من جديد، وهو ما يسمى في علم النفس التعزيز المتقطع الإيجابي positive intermittent reinforcement، إنه يشبه المقامرة؛ حيث لا تعرف ما يمكن أن تحصل عليه ولا متى؛ (القبس 29/10/2020).
    تعليق:
    قد نستفيد من هذا الخبر ونحن نجري دراسة بشأن: لماذا ندرس نفسية جيل الإنترنت؟ من خلال تقنية تصميم تدرس مشاعر الناس وردود أفعالهم، والمواقع التي يزورونها، والأشخاص الذين تواصلوا معهم، والصور التي شاهدوها، وذلك لمعرفة ميوله، وأفكاره، وشخصيته انطوائية أم متفتحة، وحالته النفسية مكتئب، قلق، الشعور بالوحدة.
    إن معرفة نفسية جيل الإنترنت وسلوكه، بهدف دراسة هذه النفسية والسلوك، من أجل الحد من السلوكيات الخاطئة والمسيئة لهذا الجيل.

    المصادر:
    • سبتي، عباس، القتل والانتحار لدى جيل الإنترنت، أكتوبر 2020.
    • سبتي، عباس، جيل الإنترنت: صفاته، أخلاقياته، 2015.
    • مبادي توجيهية لواضعي السياسات بشأن حماية الأطفال على الإنترنت (2020، الاتحاد الدولي للاتصالات، Tammy Ozolins،Why I Decided to Be Open with My Students About My Mental Illness،2020.
    • Bernadka Dubicka and Louise Theodosiou،Technology use and the mental health of children and young people، 2019
    • Understanding the psychology of youths: Generation gap
    • Suad M. A. S. Al-Lawati2019،


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/spotlight/0/1...#ixzz6jt3bUeeJ
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟

    بل ظهرت مشكلة أو صناعة التفاهة على مختلف المستويات!!!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •