تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: [ فائدة ] في معنى حديث [ حديث عهد بربه ]

  1. #1

    افتراضي [ فائدة ] في معنى حديث [ حديث عهد بربه ]

    [ فائدة ] في معنى حديث [ حديث عهد بربه ]

    قد وقفت على كلام لجماعة من المعاصرين يشرحون فيه الحديث الذي رواه مسلم

    عن أَنَسٌ رضي الله عنه قال :
    [ أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ
    فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ]

    وللفائدة هو من الأحاديث التي استنكر على الإمام مسلم إخراجها فلقد استنكره ابن عمار الشهيد في تعقبه
    وكثير منهم شرحوا معناه بأنه حديث الخلق والتكوين , أو قالوا لم تمسه يد بني آدم الذي يخطئون أو ما شابه ذلك .

    ويتبادر إلى ذهن القاري خصوصاً من له اطلاع على كتب العقيدة السلفية خصوصاً المسندة
    أن هذه التأويلات ليست من طريقة السلف جملة ولا تفصيلا .
    ومما يراه أيضاً أنه لا أحد من السلف جنح إلى هذا التأويل ولا أشار إليه البتة .
    بل هذا الحديث معناه أنه حديث عهد بالله قريب من الله بالعلو على ظاهره
    ولهذا أورده الدارمي في إثبات العلو رداً على من يقول الله في كل مكان وينفي العلو عن الله عز وجل
    ولو كان معناه عند السلف أنه حديث التكوين لما أوردوه هذا الباب :

    قال الدارمي في الرد على الجهمية بعد ذكره للحديث :
    وَلَوْ كَانَ عَلَى مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الزَّائِغَةُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، مَا كَانَ الْمَطَرُ أَحْدَثُ عَهْدًا بِاللَّهِ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الْمِيَاهِ وَالْخَلَائِقِ .اهـ

    وواضح مراد الدارمي من إيراده لهذا الخبر
    وقد بوب على أحاديث الباب : باب: استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه الى السماء وبينونته من الخلق .
    وكذلك صنع ابن أبي عاصم في كتاب السنة ذكره بعد أبواب إثبات العلو مباشرة .

    وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى [ 12/118 ] : حين تكلم على لفظ النزول والإنزال :
    وَلَفْظُ " الْإِنْزَالِ " فِي الْقُرْآنِ قَدْ يَرِدُ مُقَيَّدًا بِالْإِنْزَالِ مِنْهُ: كَنُزُولِ الْقُرْآنِ وَقَدْ يَرِدُ مُقَيَّدًا بِالْإِنْزَالِ مِنْ السَّمَاءِ وَيُرَادُ بِهِ الْعُلُوُّ؛ فَيَتَنَاوَلُ نُزُولَ الْمَطَرِ مِنْ السَّحَابِ وَنُزُولَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَغَيْرَ ذَلِكَ.اهـ

    وكذلك أورده الذهبي في العرش والعلو من أدلة علو الله تعالى على خلقه .

    وهذا التأويل المذكور للحديث هو تأويل النووي على مسلم وتبعه ابن حجر وغيره من الأشاعرة أو ممن تأثر بهم .
    وتبعه جماعة من المعاصرين لم ينتبهوا لمراد هؤلاء وهم يذهبون لهذا التأويل لكي ينفون صفة العلو
    فلو أثبتوا الحديث على ظاهره لزمهم أن يثبتوا العلو وهذا ما يريدون الهروب منه .

    فلو قيل إن الحديث يحتمل المعنى الذي ذهبوا إليه في اللغة ؟
    يقال : ما دام أن أحد أئمة السلف ذكره في أدلة العلو , وذكره غيره ونبه عليه العلماء لا يذهب لتأويل هؤلاء وإن كان له وجه لأسباب :

    منها : أن هذه ليست طريقة السلف في أحاديث الصفات .

    ومنها : أن هؤلاء لا يتابعون ولا يوثق بكلامهم في مثل هذا الموطن .

    ومنها : وجود بعض الأئمة من قال بخلاف ذلك وأثبت على طريقة السلف في إثبات الصفات .

    ويقال تنزلاً قد يكون معناه ما ذهبوا إليه ومعناه أيضاً القرب وأنه من أدلة العلو لله عزوجل .

    جاء في الدرر السنية [ 3/379 ] : وقال في الهدى، بعد قوله: " هذا حديث عهد بربه "1 قال الشافعي: أخبرني من لا أتهم عن يزيد بن الهاد،أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سال السيل، قال: " اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا، فنتطهر منه، ونحمد الله عليه " وأخبرنامن لا أتهم، عن إسحاق بن عبد الله: "أن عمر كان إذا سال السيل، ذهب بأصحابه إليه، وقال: ما كان ليجيء من مجيئه أحد، إلا تمسحنابه". انتهى من هديه صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء.
    والذي نفهم: أن الإنزال، والخلق، من صفات الأفعال من غير إشكال، فإن كان مقصود النووي: تأويل صفات الأفعال، فلا شك في بطلانه،وإن كان مقصوده: بيان أن المطر جديد الخلق، مع قطع النظر عن التعرض لصفات الرب، فلم يظهر لنا في ذلك منع; والذي فهمنا من كلامكم:أن النووي متعرض لتأويل صفات الأفعال، وهذا لا شك في بطلانه .اهـ

    وقد استفدت هذا البحث من قناة الشيخ عبدالله التميمي وفقه الله بالتيليجرام

  2. #2

    افتراضي رد: [ فائدة ] في معنى حديث [ حديث عهد بربه ]

    وهذا رابط قناة الشيخ
    https://t.me/a_altememe

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: [ فائدة ] في معنى حديث [ حديث عهد بربه ]

    شرح بلوغ المرام كتاب الصلاة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:


    قوله: "حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يستفاد منه فائدة في أصول الدِّين:

    وهو تجدُّد فِعل الله -عزَّ وجلَّ-، وأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- يفعل ما يشاء، والفِعل -هنا- المُتجدد بالنسبة إلى المفعول؛ يعني: خلقُه لهذا الشيءِ الجديد غيرُ خلقه لهذا الشَّيء القديم.
    أمَّا أصل الصِّفة (وهي الخلق)؛ فهي قديمة، لازمة لله -عزَّ وجلَّ-، لم يزل ولا يزالُ خلَّاقًا؛ لكنْ: لا شكَّ أنه يخلقُ الولدَ بعد خلق أبيه، أليس كذلك؟ ويأتي الليل بعد النهار، والنهار بعد الليلة السابقة، وكل ذلك مخلوق يتجدَّد.
    فيستفاد منه: قيام الأفعال الاختيارية بالله -عزَّ وجلَّ-، وهذا هو الذي عليه أهل السُّنة والجماعة، وإن كان الأشاعرة وكثير من المتكلِّمين يُنكرون هذا، ويقولون: إنه لا يمكن أن تقوم بالله أفعالٌ اختياريَّة؛ لماذا؟ قالوا: لأنَّ الفعل الحادث لا يقومُ إلا بحادِث، والله -عزَّ وجلَّ- ليس بحادث، فهو الأول الذي ليس قبلَه شيء!
    ولا ريبَ أن هذا التعليل لا أقول: إنه عليل؛ لكني أقول: إنه ميِّت!
    كيف ننكرُ ما جاء في الكتابِ والسُّنة مِن ثبوت الأفعال الاختياريَّة الكثيرة التي أثبتها اللهُ لنفسِه، والتي عبَّر عنها بقولِه: {إن ربكَ فعال لما يُريد} (فعَّال): صيغة مبالغة.. مِن أجل حُجَّة ضعيفة!



    منقول
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •