السؤال:
♦ الملخص:
امرأة بدأت صيام النوافل طلبًا للعفة، ثم اعتادت عليه، وأصبحت لا تتركه، لكن صيامها يؤثر على معدل غيره من العبادات، وتسأل: كيف توزِّع ما بين العبادات بشكل صحيح؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة اعتدتُ صيام النوافل: الاثنين والخميس والأيام البيض وغيرها، لكن اليوم الذي أصوم فيه يؤثر على بقية العبادات؛ فيقل مثلًا معدل قراءتي أو حفظي للقرآن، وتقتصر الصلاة على الفروض دون النوافل، وقد بدأت صيامي في الأساس طلبًا للعفة، وهأنذا أصبحت في السادسة والثلاثين من عمري وأنا مستمرة على الصيام، فقد ارتحت له بوصفه منهاجًا في الحياة، ففيه حصن للنفس وحصن اللسان عن الغِيبة والنميمة، هل ينقص أجري إن قل حفظي للقرآن أو التلاوة أو القيام؟ وهل أوزِّع ما بين هذه العبادات بشكل جيد؟ بمَ تنصحوني؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أختنا الكريمة، وأعاننا الله وإياك على طاعته.
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذَنْتُهُ بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعْطِيَنَّهُ، ولئن استعاذني لأُعِيذَنَّهُ))[1].
فاعلمي أنكِ على خير كبير إن شاء الله، فاستمري واجتهدي، وسَلِي الله تعالى الإعانة على ذلك.
وأما بالنسبة لهذه النوافل، فالأفضل منها هو ما تجدين قلبكِ فيه؛ فعليكِ بفعل النافلة التي يسكن قلبك لها أكثر؛ سواء كانت هذه النافلة صيامًا، أو صلاة، أو قراءةَ قرآنٍ، أو ذكرًا، أو غير ذلك، فكلما وجدتِ نفسكِ نشيطة لفعل نافلة معينة، فقومي بها، وقد تستطيعين الجمع بين عدة نوافل، وقد لا تستطيعين، المهم أن تقومي بما تنشط إليه نفسُكِ حتى لو ضعُفْتِ عن غيرها، فلكِ الأجر فيما قمتِ به إن شاء الله، والحمد لله أولًا وآخرًا.
---------------
[1] أخرجه البخاري (6502).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6grjl2frO