الحمدُ للَّهِ الذي أنبَتَ في فؤاديَ القرآنْ

وأشرقَتْ "يس" في نفسي....

وأشرقَتْ في روحيَ "الإنسانْ"

♦ ♦ ♦

الحمدُ للَّه الذي علَّمَني أنْ أنطقَ الشهادَتينِ

أكونُ مثلما أرادَ خالقي الرحمنْ

وقادَني نحو الضياءِ والبهاءِ والغدرانْ

في زمنٍ قد أحكمَتْ وثاقَهُ الطاغوتُ

وانبرى يسوقُهُ إلى جهنمَ الشيطانْ!

♦ ♦ ♦

اُنظرْ حوالَيكَ

فماذا يا تُرى تَرى سوى الظلامْ؟

سوى الأشقَّاءِ الذين اقتَتَلُوا في كسرةِ الخبزِ

وحفنةِ الطعامْ

سوى القطيعِ، خلفَ حفنةٍ من الشعيرِ

والشعيرُ ليسَ غيرَ حفنةٍ من الأوهامْ

سوى الغرائزِ التي لا ينطفي سُعارُها

سوى موائدِ اللئامِ حولَها مواكبُ الأيتامْ!

الحمد للَّه الذي بلغَني برغم هذا الموجِ والصقيعِ والآلامْ

جزيرةَ الإسلامْ

♦ ♦ ♦

الحمدُ للَّهِ

الذي أنقذَني من الضلالِ والضياعْ

وأنْ أكونَ في حظيرةِ الذئابِ والمضاربينَ والرِّعاعْ

والناسجينَ رايةً لربـِّهم "يَغوثَ" أو "يَعُوقَ" أو "سُوَاعْ"

الحمدُ للَّه الذي بصَّرَني بالفجرِ واليقينِ

وقالَ لي: اركبْ

وقبلَ أن يبتدئَ الطوفانْ

ويختفي الزمانُ والمكانْ

فإنَّهُ العصرُ الذي يفقدُ فيهِ المرءُ ظلَّهُ

ويسكنُ الهَوانْ

ويستجيرُ فيه الناسُ من براثنِ الشيطانِ

بالشيطانْ!!

♦ ♦ ♦

الحمدُ للَّه الذي وفَّقَني للفجرِ

والأنامُ نائمونْ

فشُرِّعَتْ نوافذُ النفسِ على حدائقِ السكونْ

وأقبَلَ النسيمُ حانياً وشقشقَ الحسونْ

وصافحَتْ كفُّ أخي كفِّي ونحنُ خارجونْ

من مسجدِ الحيِّ الذي تنبثقُ الأنوارُ من جبهتِهِ

وفي أحداقِ من صلُّوا بهِ.. يغرِّدُ الزيتونْ

♦ ♦ ♦

الحمدُ للَّهِ الذي أذهبَ عني الهمَّ والعَناءْ

وقالَ لي انظرْ كي ترى عناقدَ السماءْ

وكي تكحِّلَ العينينِ في المرابعِ الخضراءْ

فالطينُ في الطريقِ يملأُ الطريقْ

وليسَ في المستنقعِ الكبيرِ غير هذا الفحِّ والنقيقْ

♦ ♦ ♦

وسرَتْ دونَ أن أديرَ الرأسَ للوراءْ

وجاءني في سحرِهِ النِّداءْ

"لقدْ نجوْتَ من شراكِهِم"

فغذِّ السيرَ.. غذِّ السيرَ....

قبلَ أن يفوتَكَ الركبُ

ويُصدِرَ الرِّعاءْ....


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz6gCkivogk