قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله"
هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني
فإنه وإنْ تعدّى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية
فأنْا لا أتعدى حدود الله فيه؛
بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه".

"مجموع فتاوى ابن تيمية" (٣/ ٢٤٥-٢٤٦)

وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:
(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله،
فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله،
وتخافه فيهم،ولا تخافهم في الله
، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم،
وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم
كما جاء في الأثر: ( ارجُ اللهَ في الناس، ولا تَرْجُ الناسَ في الله، وخَفِ اللهَ في الناس، ولا تخف الناسَ في الله)
أي: لا تفعل شيئاً من أنواع العبادات والقُرَب لأجلهم،
لا رجاءَ مدحهم، ولا خوفاً من ذمِّهم،
بل ارجُ الله ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تَذَر
، بل افعل ما أُمِرْتَ به وإن كرهوه.
وفى الحديث:
(إنَّ من ضعف اليقين أن تُرضِيَ الناسَ بسَخَط الله، أو تذمَّهم على ما لم يؤتِكَ الله)
فإنَّ اليقينَ يتضمَّن اليقينَ في القيام بأمر الله، وما وعَدَ الله أهلَ طاعته،
ويتضمَّن اليقينَ بقَدَر الله وخَلقِه وتدبيره،
فإذا أرضيتَهم بسَخَط الله لم تكن موقناً، لا بوَعدِه ولا برزقه.
فإنه إنما يحملُ الإنسانَ على ذلك إما مَيلٌ إلى ما في أيديهم من الدنيا فيترك القيامَ فيهم بأمر الله لما يرجوه منهم
وإما ضعفُ تصديق بما وعَدَ الله أهلَ طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة
فإنك إذا أرضيتَ اللهَ نصَرَكَ ورَزقَكَ وكَفَاكَ مؤنتَهم،
فإرضاؤهم بسَخَطِه إنما يكون خوفاً منهم ورجاءً لهم؛
وذلك من ضعف اليقين.

وإذا لم يقدِّر لك ما تظنُّ أنهم يفعلونه معكَ فالأمرُ في ذلك إلى الله لا لهم.
فإنه ما شاءَ كانَ، وما لم يشأ لم يكن،
فإذا ذممتَهم على ما لم يقدِّر كان ذلك من ضعف يقينك.
فلا تخفهم ولا تَرْجُهُمْ، ولا تَذمَّهم من جهة نفسك وهواك)
مجموع الفتاوى (1/ 51، 52).