وفي الحديث : " الجَنَّةُ سَجْسَجٌ لا فيها حَرُّ يؤذي ولا بَرْدٌ "
هل صح في ذلك حديث مرفوع.
وفي الحديث : " الجَنَّةُ سَجْسَجٌ لا فيها حَرُّ يؤذي ولا بَرْدٌ "
هل صح في ذلك حديث مرفوع.
لم أقف على من ذكره مرفوعا من المتقدمين غير البندنيجي في التقفية في اللغة (ص: 255)، معلقا بصيغة التمريض.
والصواب أنه موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد اضطرب في إسناده.
قال الدارقطني في علله [783]:فَقَالَ: يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَخَالَفَهُ زَكَرِيَّا؛
فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَوْلُ زَكَرِيَّا أَصَحُّ.
انتهى.
قلتُ: زكريا بن أبي زائدة سمع من أبي إسحاق بآخره حين الاختلاط فزيادته غير محفوظة كما رجح أبو زرعة الرازي.
فقال ابن أبي حاتم في العلل [2169]: وَسئل أبو زرعة عَنْ حديث رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " الْجَنَّةُ سَجْسَجٌ لا حَرَّ فِيهَا وَلا قُرَّ ".
وَرَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ.
وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: الْجَنَّةُ سَجْسَجٌ. لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ .
فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيهما أصح فَقَالَ: الْحَدِيث: حَدِيث الثَّوْرِيّ، ومنصور، وزهير من رواية عَلِيّ بْن الجعد". اهـ.
وعلى هذا يكون الإسناد منقطع، لكون أبا إسحاق لم يسمع من علقمة.
وقال ابن أبي حاتم الرازي [2135]: قُلْتُ لأَبِي: هَلْ سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَلْقَمَةَ؟
قَالَ أَبِي: قَدْ رَآهُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ". اهـ.
قال يحيى بن معين: أبو إسحاق لم يسمع من علقمة شيئا. كما في "التاريخ" رواية الدوري (2106)، و"تاريخ دمشق" 46/ 223.
وقاله أيضا أبو زرعة كما في "المراسيل" (ص 145) لابن أبي حاتم. والدارقطني في "العلل" 5/ 312.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.