الحبيبة
نبيل عبد المحيي الحجيلي



إذا رأيتَها فالحُسنُ يُرضيكْ
وإذا ناجيتَها فالصوتُ يُشجيكْ
وإذا فارقتَها فالشوقُ يُضنيكْ
إذا ذُ كِرَ الجَمَال ذُكِرَتْ هيَ
وإذا ذُ كِرَ العشق ذُ كِرَتْ هيَ
تلكَ هيَ...



الحَبيبَة
لا تَشكُ مِن وَصَبٍ ما دُمتَ تَهْواها ***تَجري رياحُ الهَوَى والآهُ مُرسَاها
في حُبِّها سَكنَتْ للناس أفئدةٌ ***لا لَومَ أنْ فَعَلَتْ ; ماالحُسنُ إلاَّها
في صوتِها شَجَنٌ، في صمتِها سَكنٌ ***سُودٌ جَدَائِلُها، بِيْضٌ ثَنَاياها
لو أسدَلتْ طَرَفَ الجلبابِ تَحسبُها ***شَمسَ الوجُود إذا مَا الليلُ يَغشَاها
نُورٌ عَلاهُ سَنَا، جَلَّتْ فَضَائِلُها ***تلكَ (المَدينَةُ) لا تَخفَى سَجَاياها




دارٌ أقام بها الإيمانُ مُنتصراً *** فالوَجْدُ حَاضِرُها والمَجدُ بُشرَاها
دارٌ دَعَتكَ أيا مَن كُنتَ زائِرَها ***بُشرَاكَ رَوح ٌ ورَيحَانٌ ورَيَّاها
في (مسجدٍ) أرسَت التَّقوى دَعَائِمَهُ ***صَلِّ وكُنْ خَاشعا ولتَشكُر (اللهَ)
وادعوهُ في (الرَّوضَةِ) الوضَّاءِ مُبتَهِلاً *** فَهوَ (المُجيبُ) مُغِيثُ الرُّوحِ مَولاها
سلِّمْ على (المُصطفى المختارِ) في أدبٍ *** سلِّمْ على (الرِّفقةِ الأبرَارِ) عُقبَاها
نَحْو (البَقِيع) إذا مَا كُنتَ مُرتَحِلاً *** ألقِ السَّلام ومَنِّ النَّفسَ مَثواهَا




عَرِّج على (أحدٍ) وافخَرْ كَمَا فَخِرُوا *** فكَمْ تَبَاهُوا بهِ ; بَلْ كَمْ بِهمْ بَاهَى
هذا (قُبَاءٌ) دعا فلتمشِ في عَجَلٍ ***واقطفْ زهوراً مِن الخيراتِ سُقياها
هذي الحبيبةُ، (دارُ الهجرةِ) افْتَخَرتْ ***و(طَابَةً) ربِّيَ (الرَّحمنُ)سَمَّ اها
أقبِلْ على سَبعةٍ مِن تَمرِ عَجوَتِها *** فتلكَ للسُّمِّ والأسحَارِ رُقيَاها
قد باركَ (اللهُ) صاعاً في مَرابعها ***دُعَاءُ سَيِّدنَا بالخيرِ ثَنَّاها
تَأبَى بأن يَطَأ الدَّجَّالُ تُرْبَتَهَا *** والخُبْثَ تَنفيَ والطَّاعونُ يَخْشاها
مَنْ بَينَ أقطَارِهَا قد افترى حَدَثَاً ***تَتْرَى عليهِ ضُرُوبُ اللَّعنِ أشقَاها




لا تَرجُ مَن رَغِبُوا عنها وَمَا صَبَروا *** بغيرِهِم خَلُفَتْ; ماكانوا أشبَاها
خير الحواضرِ لم يَرضوا بها بدلاً ***نالَ الشَّفَاعة مَن فَازوا بسُكنَاها
فاختَر لنفسِكَ يا ذا اللُبِّ أمنِيَةً *** واهنأ بها مَوطناً واهنأ برَيَّاها