ومن مقدمة الفاضل / محقق " المستفاد من مبهمات المتن والإسناد " لأبي زرعة العراقي ( 826 هجري )
تحقيق الدكتور / عبد الرحمن عبدالحميد البر
( ص 32- 45 ) :
أشهر من صنف في مبهمات الحديث :
1 – أجمع المصنفون على أن من صنف في ذلك عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي المصري الحافظ ولد (332 ) وهو تلميذ الدراقطني الذي خلفه بمصر بعد خروجه منها وتوفي ( 409 ه )
وكتابه يسمى " الغوامض والمهملات " وهذا الكتاب ينقل عنه كثير من الشراح وأهل الصناعة في هذا الباب
2 – وتلاه في " التصنيف الإمام الخطيب البغدادي ابو بكر أحمد بن علي بن ثابت صاحب التصانيف المفيدة
وكتابه يسمى " الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة " وقال في أوله : " هذا كتاب أوردت فيه أحاديث تشتمل
على قصص متضمنة ذكر جماعة من الرجال والنساء أبهمت أسماؤهم وكني عنها وجاءت في أحاديث أخر محكمة
فجمعت بينهما وجعلت إثر كل حديث فيه اسم مبهم حديثا فيه بيانه ورتبت ذلك على نسق حروف المعجم "
وقال " وفي تحصيل الفائدة منه عسر فإن العارف بالمبهم لا يحتاج الى كشفه والجاهل به لا يدرى مظنته التي يذكر فيها "
وقد اختصر هذا الكتاب وهذبه الإمام النووي محيي الدين أبو زكريا المتوفي ( 676 ه ) وسمى مختصره
" الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات " وقد أوضح منهجه في الاختصار فقال :
" .... فقصدت اختصاره متوسطا بين البسط والإطالات وأذكر فيه طرفا منالحديث بحيث يعرف بما فيه معرفة سالمة من الترددات وأزيد فيه جملا نفيسة لم يذكرها من ضبط ما يشكل ويخاف تصحيفه من الأسماء واللغات وأنبه على ما خولف فيه الخطيب رحمه الله أو كان فيه خلاف لم يذكره في معظم الحالات وألحق في اثنائه أسماء قليلة لم يذكرها الخطيب منبها على أنها من الزيادات وأزيد في آخر الكتاب فصولا نفيسة في لطائف ما يحتاج إليه متعرف المستبهمات "
" وقد عد السيوطي عدد أحاديث الخطيب مائة واحدا وسبعين حديثا ( 171
بينما عدها محقق الكتاب مائتين وثمانية وثلاثين "
في حين ذكرها النووي مائتين وسبعة وأربعين
3- " إيضاح الإشكال " لأبو الفضل طاهر بن علي المقدسي المتوفي ( 705 ه ) ببغداد
وقال في مقدمته " هذه أسامي أقوام من الصحابة يروى عنهم أولادهم ولا يسمون أولادهم ولا يسمون في الرواية فيعسر على من ليس الحديث من بضاعته معرفة اسم ذلك الرجل أفردنا هذه الأجزاء على
الاقتصار دون ذكر أحاديثهم والاستدلال إذا الحاجة تحصل بهذا القدر والله الموفق للصواب "
قال السيوطي : " ولكنه جمع فيه ما ليس من شرط المبهمات "
( ص 35) للمحقق الدكتور في مقدمة " المستفاد :
" وقال المصنف ولي الدين " وقد جمع فه نفائس إلا أنه توسع فيه حتى ذكر مثل حديث عيسى بن يونس عن وائل بن داود عن البهى وعن الزبير قال : قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر رجلا من قريش ثم قال : " لا يقتل اليوم رجل من قريش صبرا ثم قال : أبو حاتم : الزبير هذا ابن أبي هالة " انتهى .
ومثل هذا لا يذكر في المبهمات لأن صاحبه مسمى ويستدعى ذكره ذكر كل حديث فيه اسم رجل لم يذكر أبوه وهذا اب واسع جدا "
( 4 ) الامام الحافظ ابن طاهر ابو القاسم خلف ابن بشكوال 578 هجري
جمع في هذا الموضوع كتابا كبيرا قال عنه المصنف ولي الدين : " وهو أنفس كتاب صنف في المبهمات "
وقال السيوطي : " وهو أكبر كتاب في هذا النوع وأنفسه جمع فيه ثلاثمائة وأحدى وعشرين حديثا لكنه غير مرتب "
قال عنه المصنف ولي الدين : " ثم إن كتاب ابن بشكوال الذي هو أجمعها غير مرتب فتصعب الاستفادة منه على من اراد ذلك "
وقد اختلفت تسمية العلماء لهذا الكتاب " فأكثرهم يسميه " الغوامض والمبهمات " وسماه بنفسه :
وقد عد المحققان احاديثه أربعة وعشرين وثلاثمائة حديث بزيادة أحاديث على ما ذكره السيوطي "
قال السخاوي : " واختصر أبو الحسن على بن السراح بن الملقن والبرهان الحلبي كتاب ابن بشكوال بحذف الأسانيد وأتى أولهما فيه بزيادات " .
5- الحافظ قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المصري القسطلاني نسبة الى قسطلينة من أقاليم أفريقيا بالمغرب المتوفى 686 ه
في كتابه " الإفصاح عن المعجم من الغامض والمبهم " ورتبه على الحروف
6 - المصنف " ولي الدين أبو زرعة ابن العراقي فصنف كتابه الحافل " المستفاد من مبهمات المتن والإسناد "
7 - العلامة مجد الدين أبو السعادات المعروف بابن الأثير المتوفى سنة 606 هجري وقد اعتنى في آخر كتابه " جامع الأصول في احادي الرسول " بتحرير مبهمات الكتب التي جمعها فيه
8 - الحافظ ابو الفضل أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلاني المتوفى ( 852 هجري )
وقد عقد فصلا في كتابه " هدي الساري " ذكر فيه المبهمات في صحيح البخاري على ترتيب البخاري في الأبواب
9- الخافظ جلال الدين البلقيني المتوفى ( 824 هجري ) ألف كتابه " الإفهام بما وقع في البخاري من الإبهام " وقد اعتمد على ما ذكره ابن حجر
كما ان العلامة عز الدين أبا الحسن اعلي بن محمد ابن الأثير شقيق ابو السعادات ذكر في آخر كتابه " أسد الغابة في معرفة الصحابة " وفصلا في مبهمي الرجال من الصحابة وآخر في المبهمات من النسوة إلا أنه لم يعتن
ببيان المبهم فيها وغالبها ممن لا يعرف "
كما اورد ابن الجوزي في " تلقيح فهوم أهل الأثر " جملة منها .
.....................
انتهى محقق " المستفاد من مبهمات المتن والإسناد " للحافظ أبي زرعة ولي الدين العراقي رحمه الله من سرد اهم الكتب المؤلفة في " المبهمات "
والحمد لله .