تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الواجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الواجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    الوجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه،وأن تتعلم ضده، وأن تتعلم أيضاً أفراد الشرك وأفراد التوحيد، وإنما يستقيم العلم بذلك إذا تعلمت الأفراد، أما التعلم الإجمالي لذلك فهذا كما يقال: نحن على الفطرة، لكن إذا أتت الأفراد ربما رأيت بعض الناس فيما بين ظهرانيكم يخوضون في بعض الأقوال أو الأعمال التي هي من جنس الشرك وهم لا يشعرون، وذلك لعدم خوفهم وهربهم من الشرك، نسأل الله -جل وعلا- العفو والعافية.
    فإذاً: احرص على تعلم[التوحيد] ومدارسته، و كثرة مذاكرته، وفهم الحجج والبينات[ الدالة عليه]؛ لأنه هو خير ما يكون في صدرك لأنه [ سبب ]النجاة والفلاح.
    .. شرح كتاب التوحيد بتصرف يسير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الواجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه

    كل محقق للتوحيد، كل راغب فيه حريص عليه، يخاف من الشرك،
    وإذا خاف من الشرك
    فإن الخوف وهو فزع القلب وهلعه، وهربه من ذلك الشيء
    ، فإن هذا الذي يخاف من الشرك سيسعى في البعد عنه.

    والخوف من الشرك يثمر ثمرات:
    منها: أن يكون متعلماً للشرك بأنواعه، حتى لا يقع فيه.
    ومنها: أن يكون متعلماً للتوحيد بأنواعه حتى يقوم في قلبه الخوف من الشرك، ويعظم،ويستمر على ذلك.
    ومنها: أن الخائف من الشرك يكون قلبه دائماً مستقيماً على طاعة الله،مبتغياً مرضاة الله، فإن عصى أو غفل كان استغفاره استغفار من يعلم عظم شأن الاستغفار، وعظم حاجته للاستغفار؛ لأن الذين يستغفرون أنواع، لكن من علم حقّ الله جل وعلا، وسعى في توحيده، وتعلم ذلك، وسعى في الهرب من الشرك؛
    فإنه إذا غفل وجد أنه أشد ما يكون حاجةً إلى الاستغفار
    لهذا، لصلاح القلب، بوب الشيخ -رحمه الله- هذا الباب: (باب الخوف من الشرك)
    وكأنه قال لك:
    إذا كنت تخاف من الشرك، كما خاف منه إبراهيم -عليه السلام -وكما توعد الله أهل الشرك بأنه لا يغفر شركهم؛ فإذاً: تَعَلَّمْ ما سيأتي في هذا الكتاب، فإن هذا الكتاب إنما هو لأجل الخوف من الشرك؛ ولأجل تحقيق التوحيد، فهذا الكتاب موضوع لتحقيق التوحيد، وللخوفِ من الشرك والبعد عنه، فما بعد هذين البابين (باب من حقق التوحيد) و(باب الخوف من الشرك) ما بعد ذلك تفصيل لهاتين المسألتين العظيمتين: تحقيق التوحيد، والخوف من الشرك ببيان معناه، وبيان أنواعه.

    ذكرت لك فيما سبق أن الشرك هو: إشراك غير الله معه في نوع من أنواع العبادة.
    -وقد يكون أكبر.
    -وقد يكون أصغر.
    -وقد يكون خفيّاً.
    - قال الشيخ -رحمه الله - : (وقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ})
    هذه الآية من سورة النساء فيها قوله: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} والمغفرة: هي الستر لما يُخاف وقوع أثره.
    وفي اللغة يقال: غفر، إذا ستر، ومنه سمّي ما يوضع على الرأس مِغْفَرَاً؛ لأنه يستر الرأس ويقيه الأثر المكروه من وقع السيف ونحوه على الرأس، فمادة المغفرة راجعه إلى ستر الأثر الذي يُخاف منه.
    والشرك أو المعصية لها أثرها: إما في الدنيا، وإما في الآخرة، أو فيهما جميعاً، وأعظم ما يُمَنُّ به على العبد أن يُغْفَر ذنبه، وذلك بأن يُستر عليه وأن يمحى أثره؛ فلا يؤاخذ به في الدنيا، ولا يؤاخذ به في الآخرة، ولولا المغفرة لهلك الناس.
    -قال جل وعلا هنا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}{لا يغفر} يعني: أبداً{لا يغفر أن يشرك به} يعني: أنه بوعده هذا لم يجعل مغفرته لمن أشرك به.
    قال هنا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}قال العلماء: (في هذه الآية دليل على أن المغفرة لا تكون لمن أشرك شركاً أكبر أو أشرك شركاً أصغر، فإن الشرك لا يدخل تحت المغفرة ؛بل يكون بالموازنة، ما يُغفر إلا بالتوبة، فمن مات على ذلك غير تائب؛ فهو غير مغفور له ما فعله من الشرك، قد يغفر غير الشرك؛ كما قال: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}).
    فجعلوا الآية دليلاً على أن الشرك الأكبر والأصغر لا يدخل تحت المشيئة.
    وجه الاستدلال من الآية: أن قوله: {لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} هذه {أنْ} موصول حرفي مع {يشرك} فعل، وتُقدَّر (أنْ) المصدرية مع ما بعدها من الفعل -كما هو معلوم -: بمصدر، والمصدر نكرة وقع في سياق النفي، وإذا وقعت النكرة في سياق النفي عمّت، قالوا: (فهذا يدل على أن الشرك هنا الذي نُفي: الأكبر، والأصغر، وأيضاً الخفي، كل أنواع الشرك لا يغفرها الله جل وعلا؛ وذلك لعظم خطيئة الشرك؛ لأن الله -جل وعلا - هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي أعطى، وهو الذي تفضل، فكيف يتوجه القلب عنه إلى غيره؟
    لاشك أن هذا ظلم، وهو ظلم في حق الله جل وعلا؛ ولذلك لم يغفر، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وأكثر علماء الدعوة.
    قال آخرون من أهل العلم: (إن قوله هنا: {لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} دالة على العموم، ولكن هذا عموم مراد به خصوص الشرك الأكبر {لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} يعني: الشرك الأكبر فقط دون غيره، وأما ما دون الشرك الأكبر فإنه يكون داخلاً تحت المشيئة، فيكون العموم في الآية مراداً به الخصوص، لماذا؟
    قالوا: لأن القرآن فيه هذا اللفظ {أن يشرك به} ونحو ذلك، ويراد به الشرك الأكبر دون الأصغر غالباً، فالشرك غالباً ما يطلق في القرآن على الأكبر دون الأصغر، قال جل وعلا: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}) {من يشرك بالله} هنا {يشرك} أيضاً فعل داخل في سياق الشرط؛ فيكون عامّاً، فهل يدخل الشرك الأصغر والخفي فيه؟
    بالإجماع لا يدخل؛ لأن تحريم الجنة، وإدخال النار، والتخليد فيها إنما هو لأهل الموت على الشرك الأكبر، فدلنا ذلك على أن المراد بقوله: {مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} أنهم أهل الإشراك الشرك الأكبر، فلم يدخل الأصغر، ولم يدخل ما دونه، أو أنواع الأصغر، فيكون إذاً فهم آية النساء على فهم آية المائدة ونحوها: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} في الشرك الأكبر ونحو ذلك، فيكون إذاً: على هذا القول المراد بما نُفي هنا أن يُغفر: الشرك الأكبر.
    ولما كان اختيار إمام الدعوة - كما هو اختيار عدد من المحققين كشيخ الإسلام، وابن القيم، وكغيرهما -:( أن العموم هنا للأكبر، والأصغر، والخفي، بأنواع الشرك) قام الاستدلال بهذه الآية صحيحاً؛ لأن الشرك أنواع وإذا كان الشرك بأنواعه لا يُغفر فهذا يوجب الخوف منه أعظم الخوف، إذا كان الرياء لا يغفر.
    إذا كان الشرك الأصغر:
    -الحلف بغير الله.
    -أو تعليق التميمة.
    -أو حلقة.
    - أو خيط.
    أو نحو ذلك من أنواع الشرك الأصغر.
    -ما شاء الله وشئت.
    -نسبة النعم إلى غير الله،
    إذا كان لا يغفر فإنه يوجب أعظم الخوف منه، كذلك الشرك الأكبر.
    وإذا كان كذلك، فيجتمع إذاً في الخوف من الشرك من هم على غير التوحيد، يعني:
    -من يعبدون غير الله.
    -ويستغيثون بغير الله.
    -ويتوجهون إلى غير الله.
    -ويذبحون لغير الله.
    -وينذرون لغير الله.
    -ويحبون -محبة العبادة- غير الله.
    - ويرجون غير الله؛ رجاء العبادة.
    -ويخافون خوف السر من غير الله، إلى غير ذلك، يكون هؤلاء أولى بالخوف من الشرك؛ لأنهم وقعوا فيما هو مُتّفَقٌ عليه في أنه لا يغفر.
    كذلك يقع في الخوف؛ ويكون الخوف أعظم ما يكون في أهل الإسلام، الذين قد يشركون بعض أنواع الشرك، من الشرك الخفي، أو الشرك الأصغر بأنواعه وهم لا يشعرون، أو وهم لا يحذرون، فيكون الخوف إذا علم العبد المسلم أن الشرك بأنواعه لا يغفر، وأنه مؤاخذ به،فليست الصلاة إلى الصلاة يغفر بها الشرك الأصغر، وليس رمضان إلى رمضان يغفر به الشرك الأصغر، وليست الجمعة إلى الجمعة يغفر به الشرك الأصغر، فإذاً: يغفر بماذا؟
    يغفر بالتوبة فقط، فإن لم يتب فإنه ثَمَّ الموازنة بين الحسنات وبين السيئات، وما ظنكم بسيئة فيها التشريك بالله مع حسنات، من ينجو من ذلك؟
    ليس ثَمَّ؛ إلا من عَظُمَتْ حسناته فزادت على سيئة ما وقع فيه من أنواع الشرك، ولاشك أن هذا يوجب الخوف الشديد؛ لأن المرء على خطر في أنه توزن حسناته وسيئاته، ثم يكون في سيئاته أنواع الشرك.
    وهي كما هو معلوم عندكم، أن الشرك بأنواعه من حيث الجنس، أعظم من الكبائر؛ كبائر الأعمال المعروفة.
    إذاً: وجه الاستدلال من آية النساء، أن قوله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} أن فيها عموماً يشمل أنواع الشرك جميعاً، وهذه لا تغفر، فيكون ذلك موجباً للخوف من الشرك، وإذا وقع أو حصل الشرك في القلب؛ فإن العبد يطلب معرفة أنواعه، حتى لا يشرك؛ ومعرفة أصنافه وأفراده، حتى لا يقع فيها، وحتى يُحَذِّر أحبابه ومن حوله منها.
    لذلك كان أحب الخلق، أو أحب الناس، وخير الناس للناس؛ من يحذرهم من هذا الأمر، ولو لم يشعروا، ولو لم يعقلوا، قال جل وعلا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} لأنهم يدلون الخلق على ما ينجيهم،
    فالذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذرهم من الشرك بأنواعه،
    ويدعوهم إلى التوحيد بأنواعه؛
    لأن هذا أعظم ما يدعى إليه،
    ولهذا لما حصل من بعض القرى في زمن إمام الدعوة التردد، وشك، ورجوع عن مناصرة الدعوة، وفهم ما جاء به الشيخ رحمه الله، وكتبوا للشيخ، وغلَّظوا،
    وقالوا: (إن ما جئت به ليس بصحيح، و إنك تريد كذا وكذا)
    قال في آخرها بعد أن شرح التوحيد وضده، ورغَّب ورهَّب،
    قال في آخرها رحمه الله:
    (ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم إليه؛ لكنت أغلى عندكم من آبائكم، وأمهاتكم وأبنائكم، ولكنكم قوم لا تعقلون).
    وهذا صحيح، ولكن لا يعقله إلا من عرف حق الله جل وعلا، رحمه الله تعالى،
    وأجزل له المثوبة؛ فجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ورفع درجته في المهديين، والنبيين، والصالحين.[آمين]

    ثم ساق الشيخ -رحمه الله- بعد هذه الآية
    قول الله جل وعلا: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}
    الذي دعا بهذه الدعوة هو إبراهيم عليه السلام، ومرّ معنا في الباب قبله
    أن إبراهيم قد حقق التوحيد، وقد وصفه الله بأنه كان أمة قانتاً لله حنيفاً،
    وبأنه لم يك من المشركين،
    فمن كان على هذه الحال، هل يطمئن من أنه لن يعبد غير الله، ولن يعبد الأصنام، أم يظل على خوفه؟

    حال الكُمَّل الذين حققوا التوحيد؛
    هل هم يطمئنون أم يخافون؟

    هذا إبراهيم -عليه السلام- كما في هذه الآية
    خاف الشرك،
    وخاف عبادة الأصنام؛
    فدعا الله بقوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ}
    فكيف بمن دون إبراهيم ممن ليس من السبعين ألفاً، وهم عامة هذه الأمة؟
    والواقع أن عامة الأمة لا يخافون من الشرك،
    فمن الذي يخاف؟
    هو الذي يسعى في تحقيق التوحيد.
    قال إبراهيم التيمي رحمه الله -من سادات التابعين- لما تلا هذه الآية قال: (ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟)
    إذا كان إبراهيم -عليه السلام- هو الذي حقق التوحيد، وهو الذي وصف بما وصف به، وهو الذي كسر الأصنام بيده، ويخاف، فمن يأمن البلاء بعده؟
    إذاً: ما ثَمَّ إلا غرور أهل الغرور.
    وهذا يوجب الخوف الشديد؛
    لأنه ما أُعطي إبراهيم الضمانة على ألا يشرك،
    وعلى ألا يزيغ قلبه،
    مع أنه سيد المحققين للتوحيد في زمانه،
    بل وبعد زمانه إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو سيد ولد آدم ومع ذلك خاف.



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الواجب عليك الحذر كل الحذر من الشرك بأنواعه

    قال الشيخ عبد الرحمن السعدى
    الشركُ في توحيدِ الإِلهيةِ والعبادةِ ينافِي التوحيدَ كلَّ المنافاةِ،
    وهو نَوْعانِ:

    - شركٌ أكبرُ جليٌّ.
    - وشركٌ أصغرُ خَفِيٌّ.
    فأمَّا الشركُ الأكبرُ: فهو أنْ يَجْعَلَ للهِ ندًّا يَدْعُوه كما يَدْعُو اللهَ، أو يخافُه أو يَرجوه أو يُحِبُّه كحبِّ اللهِ، أو يصرِفُ له نوعًا من أنواعِ العبادةِ، فهذا الشركُ لا يبقَى مع صاحبِه من التوحيدِ شيءٌ، وهذا المشركُ الذِي حرَّمَ اللهُ عليهِ الجنَّةَ، ومأواه النارُ.
    ولا فرقَ في هذَا بينَ أنْ يُسمِّيَ تلك العبادةَ التي صَرَفَها لغَيْرِ اللهِ عبادةً، أو يُسَمِّيَها توسُّلاً، أو يُسَمِّيَهَا بغَيْرِ ذلك من الأسماءِ، فكلُّ ذلك شركٌ أكبرُ؛ لأنَّ العبرةَ بحقائقِ الأشياءِ ومعانِيها دونَ ألفاظِها وعباراتِها.
    وأمَّا الشركُ الأصغرُ: فهو جميعُ الأقوالِ والأفعالِ التي يُتَوسَّلُ بِها إلى الشركِ، كالغلوِّ في المخلوقِ الذِي لا يبلُغُ رُتْبةَ العبادةِ؛ كالحَلِفِ بغيرِ اللهِ، ويسيرِ الرياءِ، ونحوِ ذلك.
    فإذا كان الشركُ ينافي التوحيدَ ويُوجِبُ دخولَ النارِ والخلودَ فيها وحرمانَ الجنةِ إذا كانَ أكبرَ، ولا تَتَحَقَّقَ السعادةُ إلا بالسلامةِ منه،
    كانَ حقًّا على العبدِ أنْ يخافَ منه أعظمَ خَوْفٍ،
    وأنْ يسعَى في الفرارِ منه ومِن طرقِه ووسائلِه وأسبابِه،
    ويسألَ اللهَ العافيةَ منه كما فَعَلَ ذلك الأنبياءُ والأصفياءُ وخيارُ الخلقِ.

    وعلى العبدِ أنْ يَجْتهِدَ في تنميةِ الإِخلاصِ في قلبِه وتقويتِه؛
    وذلك بكمالِ التعلُّقِ باللهِ تألُّهًا وإنابةً وخوفًا ورجاءً وطمعًا وقصدًا لمرضاتِه وثوابِه في كلِّ ما يفعلُه العبدُ وما يترُكُه من الأمورِ الظاهرةِ والباطنةِ،
    فإن الإِخلاصَ بطبيعتِه يدفعُ الشركَ الأكبرَ والأصغرَ،
    وكلُّ من وقعَ منه نوعٌ من الشركِ فلضعفِ إخلاصِه.
    [القول السديد فى مقاصد التوحيد]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •