تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

    مما افتراه الخراصون على شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رضى الله عنه أنه كان يومًا يعظ الناس على منبر جامع دمشق، فكان من جملة كلامه أنه قال: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر)، ومن العجب المقنع بالأعاجيب أن هذه الفرية المفتراة وجدت من يصدقها ويذيعها، ويدب بها صِلًا غدارًا جبانًا ينفث بها سمومه.
    فليس في كتب الإمام ابن تيمية، ولا في فتاويه التي خلفها شية من ذلك البهتان، ولا آثاره تنم عن هذه الفرية في ظنونها الآثمة، فابن تيمية المؤمن الصادق الموحد من أعلم الناس بربه، وما ينبغي لجلاله، إن ابن تيمية كان نداء الإيمان القوى الذي دوى، فأيقظ المسلمين من سبات الغفلة الجاهلة، كان نورًا شعاعًا يمزق عن العقول اسداف التقليد. إن ابن تيمية وجد القلوب يتنازع هواها جيَفٌ فهِم فيها الضالون الربوبيةَ من دون الله، فحاول جمعها على محبة الله الحي القيوم، وجد المسلمين قد لوثت عقولهم الفلسفة الحيرى، ومزق اعتقادهم علم الكلام المضطرب، وأضلت قلوبهم الصوفية الزنديقة، وشتت دينهم الفقهاء المتنابذون، فأعلن في جرأة الحق وصولة الإيمان القوى، غير هياب ولا وجل، أن كلمة الله هي العليا، وأن الدين نَبْعٌ من كتاب الله، وإشراق من سنة رسول الله، أعلن أن الدين ليس فلسفة ولا كلامًا ولا صوفية، ولا (فقهنة)، بل إن الدين هدي يستهل إشراقًا من الذكر الحكيم، ومن سنة النبي الكريم، فأني لابن تيمية الخاضع الضارع الخشوع لله أن يشبه نزول ربه بنزوله هو من على منبره؟!. آه لو تجردت العقول من الهوى، ولو رفع عنها حجب التقليد العمياء الصماء، لرأت الحق أبلج البرهان، ولشهدت الهدى علوي البيان!!.
    بدهتني هذه الفرية من زمن فطالعت من كتب شيخ الإسلام ما ثبت يقيني أن الشيخ برئ من هذه الفرية؛ ولكنى سألت نفسي: أيقنا بكذب الفرية، ولكن أين؟ ومن هو المفترى؟! ومن ذا الذي تسرب بها في ثنايا التاريخ أفعوانًا يدب على ختل وغدر؟ وما زلت تصرفني الصوارف، ثم يعود بي الفكر كلما ناقشني مجادل مقلد، ومضى يُرْجف بهذه الفرية، ويبدهني بهُجره: حسبكم ضلالًا يا أنصار السنة قولكم وقول ابن تيمية: إن الله ينزل من فوق عرشه كنزولكم من على منابركم. ومن ثم أحيله على كتب شيخ الإسلام فينفر مذعورًا غبي الخوف قائلًا: أأقرأ في كتب ابن تيمية ليهدم عقيدتي؟! كلا!! إنها سم زعاف!!.
    نعم يا رجل: سم زعاف لطاغوتك، وصاعقة تدمر على رءوسها أصنامك!!
    ومازلتُ حتى أعثرني الله على المفتري الكذوب، وبدهى أن أشنع الكذب ما كانت الماديات المحسة تكذبه، وما كانت حقائق التاريخ الجلية ترميه بالبهتان.
    ها هو كتاب (مهذب رحلة ابن بطوطة) في يدي، وهأنذا أطالع من جزئه الأول ما يأتي: (وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام)[1]، ثم أطالع بعدها فأجد ابن بطوطة يقول: (وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئًا[2]، وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم ويعظهم على المنبر) ثم يقول: (حضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا. ونزل درجة من درج المنبر)[3].
    هذا هو بيت القصيد كما يعبرون، فابن بطوطة الحقود على الإمام يريد رميه بما ابتدعه المبتدعة: بالتجسيم، يريد رميه بأنه يشبه صفات الخالق بصفات المخلوق، وأن هناك حركة متجسدة محسة يتحركها الإله، وبأن هنالك مسافات تطوى وتجشمه جهدًا كالإنسان. سبحان ربنا وتعالى.
    تلك هي فرية الحقد وبهتان الحسد، ويقيني أنها المصدر الأول لكل حاقد مبغض لابن تيمية ولمقدريه، ولكن الله الذي يؤيد بالنصر أولياءه، ويقيم بالحق أود الحق، ويشيع نور العدل في حوالك الجور، أقول: إن الله العدل الخبير جعل لنا من الحقائق المادية التي يكاد يلمسها الحس حجة على ابن بطوطة تدمغه بالإفك، وتجعل من بهتانه فرية (مُسَيْلِميَّةٌ) النسب، (بهائية) الدعوى.
    يقول ابن بطوطة: إنه وصل دمشق في يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية، فهو يحدد تحديدًا دقيقًا باليوم، وبالشهر وبالسنة، وقت دخوله دمشق، ولا ريب في أنه سمع ابن تيمية - كما يفتري - بعد ذلك. لأنه سمعه يوم الجمعة، فلا ريب يكون مراده أنه سمعه في اليوم العاشر من رمضان، إن لم يكن بعد ذلك، وإنه بهذا التحديد الدقيق قد أقام الحجة على كذبه الكذوب، وإليك الدليل:
    هاهو كتاب "العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية"[4] بيدي، وهأنذا أقرأ فيه (فلما كان في سنة ست وعشرين وسبعمائة وقع الكلام في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى قبور الأنبياء والصالحين. وظفروا للشيخ بجواب سؤال في ذلك كان قد كتبه من سنين كثيرة يتضمن حكاية قولين في المسألة وحجة كل قول منهما، وكان للشيخ في هذه المسألة كلام متقدم أقدم من الجواب المذكور بكثير ذكره في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم)[5] وغيره وفيه ما هو أبلغ من هذا الجواب الذي ظفروا به).
    ويقول في صفحة تسع وعشرين وثلاثمائة: (ولما كان يوم الاثنين بعد العصر السادس من شعبان من السنة المذكورة (726) حضر إلى الشيخ من جهة نائب السلطنة بدمشق مِشَدُّ الأوقاف، وابن خطير، أحد الحجاب، وأخبراه: أن مرسوم السلطان ورد بأن يكون في القلعة، وأحضرا معهما مركوبًا. فأظهر الشيخ السرور بذلك. وقال: أنا كنت منتظرًا ذلك. وهذا فيه خير عظيم. وركبوا جميعًا من داره إلى باب القلعة، وأخليت له قاعة حسنة، وأجرى إليها الماء، ورسم له بالإقامة فيها. وأقام معه أخوه زين الدين يخدمه بإذن السلطان، ورسم له بما يقوم بكفايته وفي يوم الجمعة عاشر الشهر المذكور قرئ بجامع دمشق الكتاب السلطاني الوارد بذلك وبمنعه من الفتيا. وفي يوم الأربعاء منتصف شعبان أمر القاضي الشافعي بحبس جماعة من أصحاب الشيخ بسجن الحكم، وذلك بمرسوم النائب له. في فعل ما يقتضيه الشرع في أمرهم، وأوذي جماعة من أصحابه، واختفى آخرون، وعزر جماعة، ونودى عليهم، ثم أطلقوا، سوى الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر إمام الجوزية فإنه حبس بالقلعة وسكنت القضية). ويقول ابن عبد الهادي بعد ذلك: (ثم إن الشيخ رحمه الله بقي مقيمًا بالقلعة سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا. ثم توفى إلى رحمة الله ورضوانه، ومابرح في هذه المدة مكبًا على العبادة، والتلاوة وتصنيف الكتب، والرد على المخالفين)[6].
    ويقول ابن عبد الهادي - راويًا عن الشيخ علم الدين - ما يأتي: (وفي ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة ثمان وعشرين وسبعمائة توفى الشيخ الإمام العلامة الفقيه، الحافظ، الزاهد، القدوة، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس، أحمد، بن شيخنا الإمام المفتي، شهاب الدين، أبي المحاسن عبد الحليم، بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات، عبد السلام، بن عبد الله، بن أبي القاسم، بن محمد بن تيمية الحراني ثم الدمشقي، بقلعة دمشق، التي كان محبوسًا فيها )[7].
    من هذه النصوص نفهم أن ابن تيمية سجن في شعبان سنة 726، ونفهم أنه دخل سجنه بالقلعة في دمشق، ومكث فيه عامين لم يخرج فيهما مطلقًا حتى توفي رضى الله عنه في ذي القعدة سنة 728، والذي يقص لنا كل هذا تلميذه الصدوق ابن عبد الهادي، ومن أرخوا لابن تيمية حدوا هذه التواريخ المذكورة من قبل. بعد تقرير هذا نعود لمناقشة ابن بطوطة على ضوء مشرق من هذه الحقائق التاريخية الثابتة اليقين.
    يقول ابن بطوطة: إنه دخل دمشق في تسعة خلت من رمضان عام 726ه وأنه سمع يوم الجمعة بنفسه وأذنه ابن تيمية يخطب على المنبر في الجامع بدمشق مشبهًا نزول الله - جل الله وسبحانه - بنزوله من على منبره.
    والثابت من تاريخ ابن تيمية أنه سجن في 6 شعبان سنة 726هـ بالقلعة وأنه ظل في سجنه حتى مات، لم يخرج منه بعد عامين وثلاثة أشهر وأيام سنة 728 ه.
    يثبت من هذا أن ابن بطوطة دخل دمشق بعد أن سجن ابن تيمية بشهر يزيد قليلًا فابن تيمية في 6 شعبان بعد أن مضى على سجنه أربعة وثلاثون يومًا، ياللكذب الفاضح المفضوح؟؟**!!
    ابن تيمية سجين القلعة حين دخل ابن بطوطة دمشق!******. فمتى سمع ابن بطوطة خطبة ابن تيمية؟*! إن ابن تيمية ما كان يغادر محبسه مطلقًا، لعل شيطان ابن بطوطة تمثل بابن تيمية فخطب على منبر الجامع فسمعه ابن بطوطة!**!! من هذا التحقيق الجلي لوقائع التاريخ يعلن التاريخ في قوة وجلاء، بل يصرخ في وجه ابن بطوطة راميًا إياه بالافتراء والكذب على ابن تيمية. فمن المستحيل المادي المحس الواقعي أن يكون ابن بطوطة قد سمع ابن تيمية.
    بقى أن نعرف سر حقد ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية وافترائه عليه هذه الفرية، لو قرأت رحلة ابن بطوطة لفهمت السر.. إن ابن بطوطة كان ممن يعبدون من يسميهم أولياء، ويستشفع بقبورهم، ويثبت لأوليائه على الغيب، والقدرة على التصرف، وكتابه مشحون بأمثال هذه الوثنيات وما من بلد نزل فيه إلا ويثبت لقبر فيها كرامة وتصريفًا، وأنه استشفع بالقبر فأجيبت شفاعته ولو نقلنا عنه بعض ما ذكر لطال بنا المقام فحسبنا الإشارة إلى ذلك، وابن تيمية كان في عصره المعول القوى الذي دك هياكل الأصنام والطواغيت على سدنتها وعبادها، لقد أشعلها لظى تمور على البدع والأساطير والخرافات، وابن بطوطة من السدنة العباد، فلم لا يشنع على ابن تيمية بهذا؟؟!
    هانحن كذبنا من الناحية التاريخية تلك الفرية، بقي أن نكذبها من الناحية الموضوعية ولو ذهبنا نتقصى كل ما كتب ابن تيمية عن النزول وسواه من صفات الله وأسمائه في كتبه لطال بنا الوقت، ولطال المقال كثيرًا، والسطر اليوم في المجلة بقدر وحساب فنكتفي بذكر ما يأتي وأمرنا إلى الله.
    يقول شيخ الإسلام: (مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوق، فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه، منزه عن صفات النقص مطلقًا، ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله، فهذان المعنيان جمعا التنزيه، وقد دل عليهما قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ فالاسم (الصَّمَدُ) يتضمن صفات الكمال، والاسم (الأحد) يتمضن نفى المثل.. فالقول في صفاته كالقول في ذاته، والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله) أفمن يقول هذا يشبه نزول الله إلى سماء الدنيا بنزوله هو؟ أم هو الحقد الحقود من ابن بطوطة وعبد الطاغوت على شيخ الإسلام؟!.
    ولعلنا لا نجد بعد ذلك من قوم يبغضون كل حق على لسان عربي، ويقدسون كل باطل على لسان أعجمي.
    --------------
    [1] ص 68 من مهذب رحلة ابن بطوطة ج1ص939.
    [2] تأمل حقد ابن بطوطة على شيخ الإسلام حيث يفترى عليه هذه التهمة، ولست أدرى كيف يكون ابن تيمية مخبولا ثم يعظمه أهل دمشق هذا التعظيم؟ إلا أن يكونوا جميعًا مخبولين، وكيف يخلف من في عقله شيء هذا التراث الأدبي الديني الفكري الرائع الذي يسمو به العقل البشرى إلى الآفاق العلوية الذري في العقيدة الناصعة والعمل الصالح؟
    [3] ص77 ج1 المرجع السابق.
    [4] تأليف الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية بتحقيق فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمد حامد الفقي ط 1938 ص327.
    [5] طبعت مطبعة السنة المحمدية هذا الكتاب القيم الجليل بتحقيق العالم المحقق الشيخ محمد حامد الفقي، طبعة متقنة فخمة بفهارس جيدة هذا العام. والكتاب كله علم وحق وحكمة. فانظر فيه الحجة والدليل على ما يذكر ابن عبد الهادي في أكثر من صفحة.
    [6] ص361 من كتاب العقود الدرية.
    [7] ص369 من كتاب العقود الدرية.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/143411/#ixzz6fOAsSoEl
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

    جزاكم الله خيرا

    ولا يزال التشنيع على شيخ الإسلام من المبتدعة الضلال

    ولكل قوم وارث

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

    بقى أن نعرف سر حقد ابن بطوطة
    أم هو الحقد الحقود من ابن بطوطة وعبد الطاغوت على شيخ الإسلام؟!.
    ........
    كفى نقداً وطعناً فيمن سبقنا من المؤمنين .. فقد قال العزيز الحكيم :
    { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ .. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
    ..........

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ........
    كفى نقداً وطعناً فيمن سبقنا من المؤمنين .. فقد قال العزيز الحكيم :
    { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ .. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
    ..........
    قال الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى على شرحه لنونية ابن القيم
    (( وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية ، فلا يخفى ما افتروه عليه ورموه به من الإفك ، وجعلوه يقول بالتجسيم ، وحاشاه .

    وذكر ابن بطوطة في رحلته المشهورة قال وكان دخولي لبعلبك عشية النهار وخرجت منها بالغدو لفرط اشتياقي الى دمشق وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ست وعشرين وسبعمائة الى مدينة دمشق الشام فنزلت فيها بمدرسة المالكية المعروفة ب الشرابيشية
    الى أن قال
    وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون
    الى أن قال فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه
    أن قال
    إن الله ينزل الى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء
    الى آخر ما هذى به ابن بطوطة
    أقول وأغوثاه بالله من هذا المكذب الذي لم يخف الله كاذبه ولم يستحي مفتريه
    وفي الحديث إذا لم تستح فاصنع ما شئت
    ووضوح هذا الكذب أظهر من أن يحتاج الى الاطناب
    والله حسيب هذا المفتري الكذاب
    فانه ذكر أنه دخل دمشق فى 9 رمضان سنة 726
    وشيخ الاسلام ابن تيمية اذ ذاك قد حبس في القلعة
    كما ذكر ذلك العلماء الثقات كتلميذه الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي والحافظ ابي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب في طبقات الحنابلة
    قال فى ترجمة الشيخ من طبقاته المذكورة
    مكث الشيخ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين الى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وزاد ابن عبد الهادي انه دخلها في سادس شعبان
    فانظر الى هذا المفتري يذكر انه حضره وهو يعظ الناس على منبر الجامع فياليت شعري هل انتقل منبر الجامع الى داخل قلعة دمشق
    والحال أن الشيخ رحمه الله لما دخل القلعة المذكورة في التاريخ المذكور
    لم يخرج منها الا على النعش
    وكذا ذكر الحافظ عماد الدين بن كثير في تاريخه
    قال وفي يوم الاثنين بعد العصر السادس من شعبان سنة 726
    اعتقل الشيخ تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق حضر إليه من جهة نائب السلطنة مشد الاوقاف وابن الخطير أحد الحجاب وأخبراه أن مرسوم السلطان حضر


    بذلك وأحضر إليه معهما مركوبا وأظهر السرور بذلك
    وقال أنا كنت منتظرا لذلك وفيه خير كثير وركبوا جميعا من داره الى باب القلعة
    واخليت له قاعة واجري إليها الماء ورسم له بالاقامة فيها وكان معه اخوه زين الدين يخدمه باذن السلطان ورسم بما يقوم بكفايته انتهى كلامه
    فانظر كلام تلامذته وغيرهم من العارفين بحاله أهل الورع والامانة والديانة يتضح لك كذب هذا المغربي عامله الله بما يستحق والله اعلم وكم كذبوا عليه وبهتوه وقالوه اشياء هو بريء منها
    والامر كما قال تلميذه الناظم ..
    . فالبهت عندكم رخيص سعره ... حثوا بلا كيل ولا ميزان ...
    ولله در القائل ...
    إن كان إثبات الصفات لديكم ... فيما أتى مستوجبا لومي ...
    وأصير تيميا بذلك عندكم ... فالمسلمون جميعهم تيمى ...
    انظر-ص-
    (1/497)- من هذا الرابط --http://islamport.com/d/1/aqd/1/240
    /956.
    --
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " ... مَعَ أَنِّي فِي عُمْرِي إلَى سَاعَتِي هَذِهِ لَمْ أَدْعُ أَحَدًا قَطُّ فِي أُصُولِ الدِّينِ إلَى مَذْهَبٍ حَنْبَلِيٍّ وَغَيْرِ حَنْبَلِيٍّ ، وَلَا انْتَصَرْت لِذَلِكَ ، وَلَا أَذْكُرُهُ فِي كَلَامِي ، وَلَا أَذْكُرُ إلَّا مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا، وَقَدْ قُلْت لَهُمْ غَيْرَ مَرَّةٍ : أَنَا أُمْهِلُ مَنْ يُخَالِفُنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ يُخَالِفُ مَا قُلْته فَأَنَا أُقِرُّ بِذَلِكَ ، وَأَمَّا مَا أَذْكُرُهُ فَأَذْكُرُهُ عَنْ أَئِمَّةِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ بِأَلْفَاظِهِمْ وَبِأَلْفَاظِ مِنْ نَقْلِ إجْمَاعِهِمْ مِنْ عَامَّةِ الطَّوَائِفِ-
    وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
    " مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَة ِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ،
    وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ:
    فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ "
    انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 232) .

    وقال في "منهاج السنة النبوية" (5/ 146):"
    وكذلك بيان أهل العلم لمن غلط في رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو تعمّد الكذب عليه، أو على من ينقل عنه العلم،
    وكذلك بيان من غلط في رأي رآه في أمر الدين من المسائل العلمية والعملية ;
    فهذا إذا تكَّلم فيه الإنسان بعلم وعدل، وقصد النصيحة، فالله تعالى يثيبه على ذلك،
    لا سيما إذا كان المتكلم فيه داعياً إلى بدعة،
    فهذا يجب بيان أمره للناس، فإن دفع شره عنهم أعظم من دفع شر قاطع الطريق".

    وقال في "مجموع الفتاوى" (28/ 231):"
    ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛
    فإنَّ بيان حالهم وتحذير الأمة منهم
    واجبٌ باتفاق المسلمين،
    حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.

    فبيَّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛
    إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين،
    ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين،
    وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛
    فإنَّ هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً،
    وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء".
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ........كفى نقداً وطعناً فيمن سبقنا من المؤمنين .
    اذا سمِّىَ الرد على المفترين على أئمة الاسلام طعنا فهذا قلب للموازين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية

    رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وغفر له وعفا عنه، وبارك الله فيكم يا طلاب العلم في بيان الحق والدفاع عن العلماء الذين نشروا ميراث النبوة علما وتعليما وعملا.
    لقد عمت الفتن وها أنتم تنشروا قال الله تعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، نعم أنتم على ثغر...

    سنظل في جبل الرماة وخلفنا *** صوت النبي يهزنا: لا تبرحوا

    اللهم صل وسلم على نبينا محمد
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •