إن الدين عند الله الاسلام✔فما النصرانية والمسيحية إذا؟؟؟
إن الدين عند الله الاسلام
فما النصرانية والمسيحية إذا؟؟
_____________
������الإسلا م له إطلاقان [الشريعة]:
إسلامٌ عام.
وإسلامٌ خاص.
والإسلام العام المراد به عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وهذه عامة في كل زمنٍ وفي كل مكان، في كل زمان وفي كل مكان، وهي ليست خاص بنبيٍ دون نبي، ولا رسول دون رسول، ولا قوم دون قوم. بل ما خلق الله عز وجل الجنّ والإنس إلا من أجل تحقيق هذه العبادة عبادة الله وحده لا شريك له، فمنذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كلهم من الأنبياء والمرسلين يَدْعُون إلى الإسلام بالمعنى العام، وقد جاءت آيات يُفسر فيها الإسلام بهذا المعنى، كقول إبراهيم، وقول الرب جل وعلا عن إبراهيم {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة: 128] {مُسْلِمَيْنِ لَكَ} إسلام هنا المراد به الإسلام العام {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ} [المائدة: 44] المراد به الإسلام العام، وقال موسى لقومه: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ
وأما الإسلام الخاص المراد به ما بَعَثَ الله به نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - مما اشترك مع من سبق وانفرد وزاد به نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فما اختص به النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يسمى [بالإسلام العام، وهذا الإسلام] (1) يُسمى بالإسلام الخاص، وهذا الإسلام الخاص لا يقبل من أحدٍ سواه البتة {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19]، ولا يقبل الله عز وجل دينًا إلا ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإما القدر المشترك بين الأنبياء فهذا كما هو مقرر عند أهل العلم أن الأنبياء اشتركوا في الدعوة إلى توحيد الرب جل وعلا والتحذير من الشرك به {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] هذه دعوة عامة وهو الإسلام العام، ولا يختص بها نبي دون نبي، ولا رسول دون رسول، فهي عامة.
إذًا الإسلام يُطلق ويراد به إسلامٌ عام، ويطلق ويراد به إسلامٌ خاص، والإسلام العام قدر مشترك بين الأنبياء كلهم والمرسلين، والإسلام الخاص المراد به ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من الأصول والفروع.
ولكن ذكر ابن القيم كلام رائع فى دين محمدصلى الله عليه وسلم الذى هو الاسلام العام الذى يشترك فيه جميع الرسل والنبيين والاسلام الخاص الذى بعث به المتمثل فى شريعته صلى الله عليه وسلم المهيمنة والمصدقة والمتممة والناسخة لجميع الشرائع السابقة للامم السالفة ومما خص به االله نبيه محمد وفضله به ان اسم شريعته الاسلام نفس اسم الدين الاسلام العام الذى ارسل الله به محمد وجميع الرسل والانبياء قبله صلى الله على محمد وعلى جميع الرسل والانبياء وسلم تسليما كبيرا فإن دين محمد الاسلام وشريعته الاسلام ,كما دين موسى الاسلام وشريعته الموسوية,وكما ان عيسي دينه الاسلام وشريعته المسيحية.
__________________
فما النصرانية والمسيحية إذا؟؟
���������� ��������
النصرانية
فالنصرانية هي الاسم القديم لأتباع عيسى -عليه السلام- ولا يعني هذا أنه الدين الذي نزل على عيسى -عليه السلام- فقد علم سلفًا أن الدين الذي أنزله الله -عز وجل- على كل الأنبياء والرسل هو الإسلام؛ لأن الله -عز وجل- قال: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران: 19) والرسل رسله والخلق خلقه؛ فأرسل رسله إلى خلقه بالدين الذي عنده: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران: 19) فعيسى -عليه السلام- ما جاء إلا بالإسلام وذلك في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّون َ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 52) والحواريون شهدوا بذلك أيضًا في قول الله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّين َ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} (المائدة: 111).
لكن كلمة "النصرانية" -وإن كانت قديمة- ترجع في تسميتها لسبب أو لآخر؛ فهل ستعود إلى قولة الحواريين: {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} كما في قوله تعالى: {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّي نَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّون َ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (الصف: 14) لكن يكون هذا على غير القياس لغة، والأصح من هذا أن التسمية نسبة إلى قرية الناصرة، وقد أطلق القرآن الكريم عليهم هذه التسمية في قوله تعالى: {وَقَالَتِ لنَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} (التوبة: 30) وفي قوله تعالى أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: 62).
إذن الناصرة هي النسبة التي منها كلمة نصرانية، وليست دينًا منزلًا من السماء؛ كما أن هؤلاء القوم عرفوا أيضًا بالمسيحيين والديانة عرفت بالمسيحية:
���������� ���������� ����������
المسيحية
والمسيحية نسبة إلى المسيح -عليه السلام- والمسيح -عليه السلام- سمي بهذا الاسم الذي معناه الصديق، وقال بعض أهل اللغة: لا يعرف هذا؛ ولعله كان يستعمل في بعض الأزمان، فدرس فيما درس من الكلام، وقد درس من كلام العرب كثير.
قال ابن سيده: والمسيح عيسى ابن مريم -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- سمي بذلك لصدقه؛ وقيل: سمي بذلك لأنه كان سائحًا في الأرض لا يستقر. وقيل: سمي بذلك؛ لأنه كان يمسح بيده على العليل والأكمه والأبرص فيبرئه الله، أو لأنه مسح بالبركة، وقيل: سمي مسيحًا؛ لأنه كان يمسح الأرض، أي يقطعها؛ أو لأنه كان أمسح الرِّجل؛ ليس لرجله أخمص، قيل: سمي مسيحًا لأنه خرج من بطن أمه مسموحًا بالدهن، والله تعالى أعلم بذلك؛ لكنه يسمى بالمسيح، وقد قال تعالى مبشرًا مريم -رضي الله عنها-: {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } (آل عمران: 45).
وقيل: سمى الله ابتداء أمره كلمة؛ لأنه ألقى إليها الكلمة، ثم كون الكلمة بشرًا، ومعنى الكلمة معنى الولد والمعنى يبشرك بولد اسمه المسيح.
والمسيح عيسى ابن مريم يختلف عن المسيح الدجال الذي سمي بذلك؛ لأن عينه ممسوحة عن أن يبصر بها؛ فهما ضدان: مسيح الهداية عيسى ابن مريم -عليه السلام- ومسيح الضلالة المسيح الدجال -عليه لعنة الله- فإذا ذكرت كلمة المسيحية أوالمسيحيون قيل: هم أتباع المسيح -عليه السلام- قلت: بل عبدته؛ لأنه لا يقال على أتباع المسيح مسيحيون؛ بل إذا عبدوا المسيح يمكن أن يقال عنهم هذا، كما يقال عن المسلمين: إنهم مسلمون، فإذا أريد أن يقال: نحن عبدة محمد؛ قيل: محمديون، وقد حاول كثير من المستشرقين، ومن لف لفهم أن يصف المسلمين بهذا الوصف؛ فيقول: إن المحمديين ... إن الديانة المحمدية ... إلى غير ذلك؛ حتى يلصق بنا هذا الاتهام، ونحن لا نعبد محمدًا -عليه الصلاة والسلام- لقولة الصديق -رضي الله عنه-: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات؛ ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" ...
فنحن لا نعبد محمدًا -عليه الصلاة والسلام- لذا لا يقال عنا: محمديون؛ أما المسيحيون يمكن أن يقال عنهم كذلك؛ لأنهم يعبدون المسيح -عليه السلام- ويعتقدون فيه أنه إله وابن إله وثالث ثلاثة ... إلى آخر ما اعتقدوه.
واسم "المسيحيين" أحدث من اسم النصارى، ولعل نشأته جاءت مع مذهب كان يؤمن بعودة عيسى ابن مريم -عليه السلام- وتحدثوا عن هذا كثيرًا: عودة المسيح؛ فعرفوا بالمسيحيين، ثم اشتهر هذا الاسم فيهم، وصار محببًا إليهم، وبعد أن كان في الغرب صار إلى بلاد الشرق أيضًا.
وليس هذا فقط اسم للديانة أو لأتباعها؛ فكما عرفوا بالمسيحيين وبالنصارى، والديانة عرفت بالنصرانية والمسيحية؛ كذلك عرف القوم حديثًا باسم الصليبيين، ويقال: "الديانة الصليبية"؛ لأنه ارتبط بهم هذا الاسم لعبادتهم للصليب وتقديسهم له، وكذلك بعد حروبهم التي أطلقوا عليها اسم الحروب الصليبية، ورفعوا فيها الصليب يقاتلون دونه ومن ورائه، وبكثرة الحملات الصليبية انتشر فيهم هذا الاسم: "الصليبيون"، ويمكن أن يقال عن الديانة الصليبية لتعظيمها الصليب، واعتقادها أن المسيح صلب -برأه الله مما يقولون.
���������� ���������� ����������