الغض من أبصارهن وحفظ فروجهن
****************************** ****************************** ****************************** ******
...........
الغض من البصر ليس معناه إقفال عين المرأة عن النظر أو القيام بإطراق رأسها وتنكيسه إلى الأرض..
فلقد حث الله وأمر كافة خلقه وعباده ( رجالاً كانوا أم نساءً ) إلى النظر والتأمل فى الخلق والتفكر والتدبر فى الكون ..
فقال جل شأنه : { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }
وأجاز الله للمرأة ممارسة شئون حياتها . وأباح لها حرية التصرف فى أموالها وفيما تملكه . فلها أن تبيع وتشترى . ولها أن تهب وتوصى .
وأن تتبرع وترهن . وتؤجر وتستأجر .
طالما كانت أهلاً لتصرفاتها وللعقود التى تقوم بإبرامها ..

وجعل الله الذمة المالية للمرأة منفصلة عن الذمة المالية للرجل ( أو الزوج ) . وأمرها الله أن تقوم بأداء الزكاة كما أمر الرجل .. فقال تعالى :
{ وَآتُواْ الزَّكَاةَ } . { وَآتِينَ الزَّكَاةَ }

وأخبرنا الله بأن هناك من النساء المؤمنات من يشاركن المؤمنين من الرجال فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. فقال جل شأنه :
{ وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }
...........
فالمرأة مأمورة بعبادة الله وبالعلم والتعلم وبالنظر والتأمل والتفكر والتدبر .. شأنها فى ذلك شأن الرجل .. ولكن :
لايجوز لها أن تجعل سلوكها كسلوك الرجل . أو أن تحاول اللحاق بالرجل . أو أن يكون لها دور كدور الرجل ..
فتمام كمال المرأة أنها امرأة . وتمام كمال الرجل أنه رجل ..
كل منهما يكمّل الآخر .. ولكل منهما دور يؤديه حسب صفاته وخصائصه التى خلقها الله ..
ومن خالف ذلك فهو جاهل لذاته ونفسه ونقص فى فكره وعقله وتحقير من خلْقه وهدم وتخريب لفطرة الله ..
يقول سبحانه :
{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى }

...........
الغض من البصر .. هو أن تكف المرأة من نظرات عيونها إلى كل ما هو أجنبى عنها ..
عليها ألا تقوم بالتحديق ببصرها أو التركيز بنظرها لمن هو أجنبى عنها . أو أن تطيل النظر إليه أو تعاوده أو تكرره بهدف سوء القصد
أو التحريض على الفتنة .. سبحانه : { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ..
...........
ولقد أمرها الله أن تُحصن فرجها وتحفظه لكى تظل طاهرة نقيّة غير ملطخة أو مدنّسة..
فعليها ألا تتعمد الإتيان بما يؤدى إلى الإغراء أو الإثارة أو بما يكون من شأنه تحريك الشهوات أو الغرائز دون خجل أو حياء .
عليها أن تلتزم العفة والعفاف حال قضاء حاجاتها أو ممارسة أمورها وإدارة شئونها ..
وعليها أن تتغافل عن المتطفلين والدخلاء وتتغاضى بنظرها عنهم وعمن استحوذ الشيطان عليهم وأن تخفض بصرها
وتحده وتصرفه وتتجنب رؤيته أو أن تبتعد عنه ..

...........
البصر نعمة من نعم الله .. فعلى المرأة أن تحافظ عليه طاعة لله ووقاية لها من عذاب الله ..
عليها أن تصونه عما حرم الله وأن تحميه من مغبة الذنوب وشر الآثام . سواء كان ذلك بالعيان والمشاهدة أو عبر الهواتف أو الحواسب
أو المشاهد التمثيلية أو الإباحية أو من خلال مواضع الشياطين وأماكن المنكرات والمفسدات أو غير ذلك
مما استجد
وما قد يستجد من الطرق والوسائل الحديثة لما ينجم عن ذلك من آفات وموبقات ومهلكات ..

...........
المرأة مأمورة بغض البصر .. ولكن فى وجود الخاطب لها فهى غير مأمورة لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى الحديث النبوى الشريف بجواز نظر الخاطب إلى مخطوبته ونظر المخطوبة إلى الخاطب
..


فلقد شرع الله الزواج بين الرجل والمرأة . وحرم الزنا وما شابهه ( من سفاح أو بغاء أو شذوذ )
وأمر الله كافة خلقه وعباده بالبعد والإبتعاد عنه واجتناب كل ما يؤدى أو يمهد إليه حتى لاينزلقوا إلى هذا الإثم والجرم العظيم ..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدى من فتنة أضرّ على الرجال من النساء ) .. متفق عليه .
...........
الزلات تجرى مع الأنفاس والنفس بالسوء أمّارة تارة وتارة ..وفى قصة سيدنا يوسف العظة والعبرة والإعتبار :
امرأة عزيز مصر .. أحبت سيدنا يوسف عليه السلام { قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً } .. فتنتها فتنة الحب .. فماذا نجم عنها .. ؟
أوْدت بها إلى أن راودت نبى الله إلى الضلال والغواية وأقدمت على الرذيلة والبعد عن الفضيلة .
شرعت فى الغدر والخيانة .. وتهيأت له وأغلقت الأبواب وجذبته من ثوبه وحاولت إغراءه وإغواءه وإكراهه ..
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ }
وحين قال لها نبى الله " مَعَاذَ اللّهِ " امتنعت عن الصدق وقول الحق .. وكذِبت وادّعت زوراً وبهتاناً أن نبى الله أراد بها سوءاً ..
وأصدرت على نبى الله خياراً جائراً وحكماً ظالماً أدخلت به سيدنا يوسف عليه السلام السجن لبضع سنين ..

{ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
ولقد أدركت إثمها واعترفت بذنبها .. { قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }
وحين آبت وأنابت وتابت إلى الله .. قالت :
{ وَمَا أُبَرِّئ نَفْسِي إِن النفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
إِن رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

...........
****************************** ****************************** ****************************** *******
سعيد شويل