دفع فرية المرجئة والخوارج عن شيخ الإسلام
الحمد لله..
نسب الذهبي لشيخ الإسلام -رحمه الله- أنه قال:
أنا لا أكفر أحداً من الأمة ، ويقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم .
أقول:
هذا الكلام ضلال مبين، وزندقة، ولا يقول به مسلم يدري ما يقول!
بل الذهبي نفسه لا يلتزمه!
وهو كذب على شيخ الإسلام
والذهبي وهم في نسبته للشيخ، أو لم يحسن نقل كلام شيخ الإسلام!

شيخ الإسلام هو الذي قال لقوم من وجهاء الأشاعرة يا كفار يا مرتدين عن الدين يا مبدلين!
وكفَّر ابن مخلوف ومن معه!
وكفر البكري وطائفته!
كيف لا يكفر من يحافظ على الوضوء وإن فعل ما فعل؟!
يعني ما يكفر ساب الله، وما يكفر ساب النبي-صلى الله عليه وسلم-؟!
يعني ما يكفر القرامطة والاسماعيلية؟!
ذاك الذهبي يريد أن ينسب شيخ الإسلام لبدعته، وحاشاه!

وبعض الخوارج والجهلة والذين في قلوبهم مرض يطعنون على هذا الإمام، وهو بريء من إفكهم!

غاية ما في الأمر:
أن شيخ الإسلام كان ضعيفًا مستضعفًا، وكان يستعمل السياسة الشرعية، فلا تجد في كتبه حدة على المخالفين، والذهبي نفسه يقول عنه أنه كانت تعتريه حدة في البحث!، ولم يكن يصرح بتكفير الأعيان، وهو نفسه يقول: أن الردة تكثر في المتكلمين، ومع ذلك لا تجد صرح بتكفير أعيان هؤلاء، إلا نادرًا جدًا.
وقد جنح رحمه الله إلى أن من قال بخلق القرآن فلا يكفر إلا بعد إقامة الحجة، وفهم ذلك من كلام أحمد أنه أمر بصلاة الجمعة وراء أمراء الجهمية، وهذا اجتهاد منه -رحمه الله- ما أصاب فيه، وليس فيما استدل به حجة، فالقول بالصلاة خلفهم لا تنافي تكفيرهم، و قد قال أحمد -رحمه الله- في صلاة الجمعة وراء الجهمية: يصلي ويعيد، وقد حرر مذهب السلف في هذا من المتأخرين الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن -رحمه الله-.
أما من يقع في شيخ الإسلام ويطعن عليه ويكفره
فهؤلاء الخوارج السفلة، الواحد فيهم لا يحسن يصلي، ولا دين عنده، ثم يأتي ويطعن على هذا الإمام، الذي أعلى الله به التوحيد، ونصر به دينه وكتابه وسنة نبيه.