تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    1- قال الامام مالك: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ أَقْبَلَ مِنَ الشَّأْمِ فِي رَكْبٍ مُحْرِمِينَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَجَدُوا لَحْمَ صَيْدٍ فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ بِأَكْلِهِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ذَكَرُوا ذلِكَ لَهُ فَقَالَ: مَنْ أَفْتَاكُمْ بِهذَا؟ قَالُوا: كَعْبٌ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا ثُمَّ لَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ مَرَّتْ بِهِمْ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ أَنْ يَأْخُذُوهُ وَيَأْكُلُوهُ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ذَكَرُوا ذلِكَ لَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُفْتِيَهُمْ بِهذَا؟ قَالَ: هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ هُوَ إِلَّا نَثْرَةٌ حَوَتْ يُنْثُرُهُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ. ه
    موطأ مالك 1284 وعبد الرزاق 8350 والبيهقي في الكبرى 9914

    قلت: اسناده صحيح


    2- قال أبو بكر ابن ابي شيبة: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: الْجَرَادُ نَثْرَةُ حُوتٍ. ه
    مصنف ابن ابي شيبة 24580


    3- قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ جَابَانَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: الْجَرَادُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ. ه
    سنن ابي داود 1855


    4- قال أبو الشيخ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِي أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ حَجَّ وَكَعْبٌ فَجَاءَ جَرَادٌ فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِسَوْطِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَلَسْتَ مُحْرِمًا؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّهُ صَيْدُ الْبَحْرِ قُلْتُ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: خَرَجَ أَوَّلُهُ مِنْ مِنْخَرِ حُوتٍ. ه
    العظمة لابي الشيخ 5/1792

    ورواه مسدد عن يحيى بن سعيد القطان عن سالم بن هلال عن أبي الصديق عن أبي سعيد مثله. (المطالب العالية لابن حجر 1277)


    5- قال محمد بن عبد الرحمن المخلص: حدثنا ابنُ منيعٍ حدثنا محمدٌ حدثنا أبوخالدٍ يوسفُ السَّمتيُّ البصريُّ عن سلمةَ بنِ بُختٍ عن عبدِ اللهِ بنِ داره عن كعبٍ قالَ: الجرادُ نفحةُ حوتٍ في الأرضِ فصارَ جراداً ولا ذَكاةَ له. ه المخلصيات 3/162


    6- قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ فِي الْجَرَادِ: إِنَّمَا هُوَ نَثْرُ حُوتٍ. ه
    مصنف عبد الرزاق 8752


    خبر آخر عن كعب


    1- قال الامام مالك: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَسَأَلَهُ عَنْ جَرَادَةٍ قَتَلَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: تَعَالَ حَتَّى نَحْكُمَ فَقَالَ كَعْبٌ: دِرْهَمٌ فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: إِنَّكَ لَتَجِدُ الدَّرَاهِمَ لَتَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ. ه
    موطأ مالك 1573


    2- قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ أَنَّ كَعْبًا سَأَلَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَا نَحْنُ نُوقِدُ جَرَادَةً قَذَفْتُهَا فِي النَّارِ وَأَنَا مُحْرِمٌ فَتَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ حِمْصَ كَثِيرَةٌ أَوْرَاقُكُمْ تَمْرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرَادِكُمْ. ه مصنف عبد الرزاق 8247

    قلت: اسناده صحيح إلى الأسود بن يزيد النخعي


    3- قال الطحاوي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ أَنَّ كَعْبًا قَالَ لِعُمَرَ: إِنَّ قَوْمًا اسْتَفْتُونِي فِي مُحْرِمٍ قَتَلَ جَرَادَةً فَأَفْتَيْتُهُم ْ أَنَّ فِيهَا دِرْهَمًا فَقَالَ: إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ حِمْصَ كَثِيرَةٌ دَرَاهِمُكُمْ تَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ. ه أحكام القران للطحاوي 1718


    4- قال يوسف عن أبيه: عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّاد عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: خَرَجَ كَعْبٌ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُرِيدُونَ الْحَجَّ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أُهْدِيَ لَهُمْ لَحْمُ صَيْدٍ صَادَهُ حَلَالٌ وَقَدْ أَحْرَمُوا فَقَالَ كَعْبٌ لِامْرَأَتِهِ بِالرُّومِيَّةِ : اصْنَعِيهِ فَاجْبِدِي صَنْعَتَهُ ثُمَّ ائْتِ بِهِ فَلَمَّا جَاءَتْ بِهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا فَأَبَوْا أَنْ يَأْكُلُوا فَلَمَّا أَمْسَوْا قَعَدُوا يَصْطَلُونَ عَلَى نَارٍ لَهُمْ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِمْ جَرَادَةٌ فَأَخَذَهَا وَهُوَ نَاسٍ لِإِحْرَامِهِ فَأَلْقَاهَا فِي النَّارِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَحْمُ صَيْدٍ بِالنَّهَارِ وَجَرَادَةٌ بِاللَّيْلِ فَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ لِكَفَّارَةِ الْجَرَادَةِ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ: صَنَعْتَ مَاذَا؟ قَالَ: أَكَلْتُ وَلَمْ يَأْكُلُوا قَالَ: لَوْ لَمْ تَأْكُلْ لَمْ تَفْقَهْ قَالَ: وَصَنَعْتَ فِي الْجَرَادَةِ مَاذَا؟ قَالَ: صَنَعْتُ أَنْ تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ قَالَ: فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ حِمْصَ كَثِيرٌ دَرَاهِمُكُمْ تَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ. ه
    الاثار لابي يوسف 504


    5- قال مسدد: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جبل وكعب رَضِيَ الله عَنْهما مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وأميرنا معاذ رَضِيَ الله عَنْه وَأَمْرُنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يَؤُمُّنَا فَلَمَّا كان بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تبرر معاذ رَضِيَ الله عَنْه لِحَاجَتِهِ وَخَالَفَهُ رجل بحمار وحش قَدْ عَقَرَهُ فَأَخَذَهُ كَعْبٌ فَأَهْدَاهُ إِلَى الرفقة قَالَ فَلَمْ يَرْجِعْ مُعَاذٌ إِلَّا وَقُدُورُ الْقَوْمِ تَغْلِي فِيهَا مِنْهُ فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ فَقَالَ لَا يُطِيعُنِي أَحَدٌ إِلَّا كفأ قِدْرَهُ قَالَ فكفأ كعب والقوم قُدُورَهُمْ فَلَمَّا كنا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَكَعْبٌ يُصَلِّي عَلَى نَارٍ إِذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَقَتَلَهُمَا ونسي إحرامه ثم ذكر إِحْرَامَهُ فَرَمَى بِهِمَا فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ على عمر رَضِيَ الله عَنْه وَدَخَلْتُ مَعَهُمْ فَقَالَ كَعْبٌ كَيْفَ تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْن ِ قَالَ وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ يَا كَعْبُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ وَمَاذَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ قَالَ دِرْهَمَيْنِ قَالَ دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ جَرَادَةٍ اجْعَلْ مَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ. ه (المطالب العالية 1276)

    قلت: اسناده صحيح إلى ابن أبي عمار واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار وقال بعضهم: عبد الله بن أبى عمار. (انظر التاريخ الكبير 5/301 وتهذيب الكمال 15/326)


    6- قال الشافعي: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَقْبَلَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ فِي أُنَاسٍ مُحْرِمِينَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بِعُمْرَةٍ حَتَّى إذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَكَعْبٌ عَلَى نَارٍ يَصْطَلِي مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَمَلَّهُمَا وَنَسِيَ إحْرَامَهُ ثُمَّ ذَكَرَ إحْرَامَهُ فَأَلْقَاهُمَا فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَدَخَلْت مَعَهُمْ. فَقَصَّ كَعْبٌ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْن ِ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ مَنْ بِذَلِكَ أَمَرَك يَا كَعْبُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ إنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ قَالَ مَا جَعَلْت فِي نَفْسِك؟ قَالَ دِرْهَمَيْنِ قَالَ: بَخٍ دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ جَرَادَةٍ اجْعَلْ مَا جَعَلْت فِي نَفْسِك. ه
    رواه الشافعي في مسنده ص135 وفي الام 2/215 والبيهقي في معرفة السنن والاثار 10684 وفي السنن الكبرى 10011 والمحلى لابن حزم 5/59

    قلت: هذا الخبر فيه مخالفة للخبر الأول عن كعب.

    ففي الخبر الأول يرى كعب أن الجراد من صيد البحر فليس في قتله شيء ويعلل ذلك بأنه نثرة من الحوت. وبذلك أخبر عمر بن الخطاب لما سأله.
    أما الخبر الثاني ففيه أن كعباً قتل جرادة وقد نسي أنه محرم فتصدق كفارة لما فعل وهذا يعني أن الجراد من صيد البر. ثم أخبر عمر بذلك فأقره على اخراج الكفارة ولكنه استكثر أن تكون من الدراهم.

    وليس في المرويات التي وقفت عليها ما يرفع هذا الاختلاف. اللهم إلا أن يقال بأن كعباً في الخبر الأول أخبر عمر بالذي عنده من أخبار أهل الكتاب.
    وفي الثاني عمل كعب بما تعلمه من أحكام الاسلام من عمر أو غيره بأن الجراد من صيد البر ولا يجوز للمحرم قتله.

    قال أبو الوليد الباجي: وَإِنَّمَا أَقَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَعْبَ الْأَحْبَارِ عَلَى قَسْمِهِ بِحَضْرَتِهِ أَنَّهُ نَثْرَةُ حُوتٍ إمَّا لِرَأْيٍ رَآهُ أَوْجَبَ تَوَقُّفَهُ عَنْ زَجْرِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ قَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَبْلُغْنَا وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَدْ رَجَعَ عَنْ هَذِهِ الْفُتْيَا وَحَكَمَ مَعَ عُمَرَ عَلَى مُحْرِمٍ أَصَابَ جَرَادَةً بِسَوْطٍ فَحَكَمَ فِيهَا كَعْبٌ بِدِرْهَمٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إنَّكَ لَكَثِيرُ الدَّرَاهِمِ لَتَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ فَتَجَاوَزَ حَدَّ الْمَنْعَ لِاصْطِيَادِهِ إلَى أَنْ حَكَمَ فِي جَرَادَةٍ بِدِرْهَمٍ. ه
    المنتقى شرح الموطأ 2/245

    لكن كي يصح هذا التأويل فلابد أولاً من اثبات تعدد الواقعة وأنها ليست واقعة واحدة. ثم معرفة التاريخ وأن الخبر الثاني هو آخر ما استقر عليه كعب وفي هذا نظر وليس عندي دليل يثبته.
    والمشهور عن كعب هو القول الأول والله أعلم.

    قال البغوي: وَاخْتَلَفُوا فِي الْجَرَادِ فَرَخَّصَ فِيهِ قَوْمٌ لِلْمُحْرِمِ وَقَالُوا: هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ وَالْأَكْثَرُون َ عَلَى أَنَّهَا لَا تَحِلُّ فَإِنْ أَصَابَهَا فعليه صدقة. ه تفسير البغوي 2/86


    مقارنة ودراسة:


    1- قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ جَابَانَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْجَرَادُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ. ه
    سنن ابي داود 1853 والطب النبوي لأبي نعيم 892 والبيهقي (10015)

    قلت: ميمون بن جابان وثقه العجلي وقال ابن حجر مقبول. وقد وهم في رفع الحديث كما قال أبو داود وإنما هو من كلام كعب الأحبار.

    2- قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَصَبْنَا صِرْمًا مِنْ جَرَادٍ فَكَانَ رَجُلٌ مِنَّا يَضْرِبُ بِسَوْطِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقِيلَ لَهُ: هَذَا لَا يَصْلُحُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْر.
    سنن ابي داود (1855) وأحمد (8060) وابن ماجه (3222) والترمذي (850) والبيهقي (10016) والضعفاء للعقيلي (4/383)

    قال أبو داود: أَبُو الْمُهَزِّمِ ضَعِيفٌ وَالْحَدِيثَانِ جَمِيعًا وَهْمٌ.

    ثم قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ جَابَانَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: الْجَرَادُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ. ه
    سنن ابي داود (1855)

    قال الأستاذ شعيب الأرناؤوط في الحديث المرفوع: إسناده ضعيف جداً أبو المهزِّم متروك الحديث.

    قلت: وكذا ضعفه الترمذي والعقيلي والبيهقي وأبو داود وأشار بأن الصواب فيه أنه من قول كعب.

    وقال الدارقطني: وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ.
    فَقَالَ: يَرْوِيهِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ. فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ عَنْ حَمَّادِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ جَابَانَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنْ حَمَّادٍ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ الصَّوَابُ. ه العلل (2222)

    قلت: الذي روي عن حماد من وجه آخر موقوفاً على كعب وليس أبي هريرة والله أعلم. وبنحو كلام الدارقطني قاله ابن عبد البر في الاستذكار 4/131-132


    3- قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذَا دَعَا عَلَى الْجَرَادِ قَالَ: اللَّهُمَّ أَهْلِكْ كِبَارَهُ وَاقْتُلْ صِغَارَهُ وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ وَاقْطَعْ دَابِرَهُ وَخُذْ بِأَفْوَاهِهَا عَنْ مَعَايِشِنَا وَأَرْزَاقِنَا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ بِقَطْعِ دَابِرهِ قَالَ: إِنَّ الْجَرَادَ نَثْرَةُ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ. قَالَ هَاشِمٌ: قَالَ زِيَادٌ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الْحُوتَ يَنْثُرُهُ. ه
    سنن ابن ماجه (3221) والترمذي (1823)

    قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ قَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَهُوَ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ وَأَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثِقَةٌ وَهُوَ مَدَنِيٌّ. ه

    وقال الأستاذ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لابن ماجه: إسناده ضعيف جدًا ومتنه منكر جدًا موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث.

    وقال الألباني: حديث موضوع (السلسلة الضعيفة 112)

    وأخرج نحوه الطبراني في الأوسط 7731 وهو حديث طويل باطل وفي اسناده مجاهيل. (انظر السلسلة الضعيفة والموضوعة 292)

    وقد روي نحوه عن علي بن أبي طالب:

    قال عبد الرزاق: عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: مُغِيرَةُ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْجَرَادُ مِثْلُ صَيْدِ الْبَحْرِ. ه
    مصنف عبد الرزاق 8760

    وهذا الرجل صرَّح به علقمة في رواية ابن أبي شيبة:
    قال ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنِ الْجَرَادِ فَقَالَ: هُوَ طَيِّبٌ كَصَيْدِ الْبَحْرِ. ه مصنف ابن أبي شيبة 24573

    قلت: عبد الملك بن الحارث مجهول والأثر ضعفه ابن عبد البر في الاستذكار 4/132

    ورواه عبد الرزاق 8761 عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: فِي كِتَابِ عَلِيٍّ الْجَرَادُ وَالْحِيتَانُ ذَكِيٌّ. وهو أصح.

    وقد اختلفت الروايات عن ابن عباس في المسألة:

    قال الشافعي: أخبرنا مُسْلِمٌ وسَعيدٌ عن ابن جُرَيج عن بُكَيْرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ عن القاسم عن ابن عباس: أنَّ رَجُلاً سَأله عن مُحْرِمٍ أصاب جَرَادةً فقال: يتصدَّقُ بِقُبْضَةٍ من طعام وقال ابنُ عباسٍ: ولَيأخُذَنَّ بِقُبْضَةٍ جَرَادَاتٍ. ه مسند الشافعي 846- 847

    قال عبد الرزاق: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ صَيْدِ الْجَرَادِ فِي الْحَرَمِ فَنَهَى عَنْهُ فَإِمَّا قُلْتُ وَإِمَّا قَالَ الرَّجُلُ مِنَ الْقَوْمِ: فَإِنَّ قَوْمَكَ يَأْخُذُونَهُ وَهُمْ مُحْتَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: لَا يَعْلَمُونَ. ه
    مصنف عبد الرزاق 8243 ومسند الشافعي 849 وأخبار مكة للأزرقي 2/141 والفاكهي 3/354 والبيهقي في الكبرى 10013

    قلت: اسناده صحيح عن ابن عباس.

    قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَان ثنا يَعْلَى ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْجَرَادُ نَثْرَةٌ مِنْ حُوتٍ فِي الْبَحْرِ. ه
    تفسير ابن أبي حاتم 8868
    وقال ابن قتيبة: يرويهِ وَكِيع عَن سُفْيَان عَن أبي خَالِد الوَاسِطِيّ عَن رجل عَن ابْن عَبَّاس. غريب الحديث 2/361

    قلت: رواية ابن قتيبة أصح ورواية يعلى بن عبيد عن سفيان الثوري ضعيفة. (انظر تهذيب الكمال 32/391)
    فعلى هذا الأثر ضعيف لأنه من رواية مجهول عن ابن عباس.
    لكن ورد نحوه عن ابن عباس باسناد أصح من هذا:

    قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا أَبُو خَلْدَةَ حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ رَاكِبًا فَمَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ فَضَرَبَهُ فَقِيلَ لَهُ: قَتَلْتَ صَيْدًا وَأَنْتَ حُرُمٌ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ. ه
    تفسير ابن أبي حاتم 6831

    فهذا إن صح فلعله مما أخذه من كعب الأحبار. لكن الذي عليه مذهب ابن عباس ونقل عنه بالاسناد الصحيح هو الفتيا بالمنع من صيد الجراد للمحرم.


    الخلاصة:

    هذا الخبر من كلام كعب الأحبار ولا يصح مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجمهور أهل العلم على أن الجراد من صيد البر ولا يجوز للمحرم صيده والله أعلم. (انظر الاستذكار 4/133)

    كتبه
    أحمد فوزي وجيه
    3/11/2020

  2. #2

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    1- قال الامام مالك: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ أَقْبَلَ مِنَ الشَّأْمِ فِي رَكْبٍ مُحْرِمِينَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَجَدُوا لَحْمَ صَيْدٍ فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ بِأَكْلِهِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ذَكَرُوا ذلِكَ لَهُ فَقَالَ: مَنْ أَفْتَاكُمْ بِهذَا؟ قَالُوا: كَعْبٌ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا ثُمَّ لَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ مَرَّتْ بِهِمْ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ أَنْ يَأْخُذُوهُ وَيَأْكُلُوهُ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ذَكَرُوا ذلِكَ لَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُفْتِيَهُمْ بِهذَا؟ قَالَ: هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ هُوَ إِلَّا نَثْرَةٌ حَوَتْ يُنْثُرُهُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ. ه
    موطأ مالك 1284 وعبد الرزاق 8350 والبيهقي في الكبرى 9914

    قلت: اسناده صحيح
    من شروط صحة الإسناد الاتصال.
    عطاء بن يسار قال أبو زرعة: "
    لم يسمع من عمر رضي الله عنه شيئا ". اهـ. [جامع التحصيل 524]
    قلتُ: ولم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه الذي توفي سنة 32 هـ أو 33 هـ
    قِيلَ لِأبِي عَبْدِ اللَّهِ: «حَدِيثُ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أبِي الدَّرْداءِ، قالَ: مُرْسَلٌ أيْضًا لاَ يَصِحُّ، والصَّحِيحُ حَدِيثُ أبِي ذَرٍّ» وقالَ: «اضْرِبُوا عَلى حَدِيثِ أبِي الدَّرْداءِ هَذا: إذا ماتَ قالَ: لاَ إلَهَ إلّا اللَّهُ، عِنْدَ المَوْتِ». اهـ. [صحيح البخاري (8/94)]
    وقال البزار: " لا نعلم روى عطاء عن عبد الله (يعني ابن مسعود) غير هذا الحديث، ولا نعلمه سمع منه وإن كان قديمًا. "كشف الأستار" 3311.
    فإن كان هكذا فكيف قد يكون سمع من كعب الأحبار المتوفى سنة 32 هـ بالشام وعطاء بن يسار وقتئذ بالمدينة بل وحتى لما قدم الشام، كان أهل الشام يكنونه بأبى عبد الله كما ذكر ابن حبان في الثقات.
    أو على الأقل لم يكن عطاء ممن يشهد هذا الموقف، فأنى يتأتى للإسناد الصحة؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة

    2- قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ أَنَّ كَعْبًا سَأَلَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَا نَحْنُ نُوقِدُ جَرَادَةً قَذَفْتُهَا فِي النَّارِ وَأَنَا مُحْرِمٌ فَتَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ حِمْصَ كَثِيرَةٌ أَوْرَاقُكُمْ تَمْرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرَادِكُمْ. ه مصنف عبد الرزاق 8247

    قلت: اسناده صحيح إلى الأسود بن يزيد النخعي
    قلتُ: بل هو صحيح متصل وهو أصح من الخبر الأول.
    فيكون الأمر هو أن الخبر الأول لا يصح من كلام كعب الأحبار.
    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    نعم الحديث صحيح. لا أعلم أحداً من أهل العلم ذكر غير ذلك. ولا أعلم أحداً من أهل العلم ذكر أن عطاء لم يسمع من كعب.
    وما ذكرته لا يفيد الانقطاع طالما قد ثبت السماع:
    وممن أثبت سماع عطاء من كعب ابن سعد في الطبقات 5/132 وقد نص أن عطاء بن يسار سمع من كعب الأحبار. ولم يخالفه أحد من أهل العلم في هذا.
    وذكر المزي في التهذيب كعبا من جملة شيوخ عطاء ولم يتعقبه احد بانه مرسل
    وهناك من سمع من كعب بالشام وهناك من سمع منه في موسم الحج في مكة او المدينة. والحديث له مناسبة تتعلق بالحج ومناسك الاحرام.
    وقد صرَّح عطاء بن يسار بالسماع من كعب فيما رواه مالك في الموطأ عن عَفِيفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيِّبِ السَّهْمِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَكَعْبًا عَنِ الَّذِي يَشُكُّ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا قَالَ: فَكِلاهُمَا قَالا: فَلْيَقُمْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَةً أُخْرَى قَائِمًا ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ إِذَا صَلَّى. ه
    موطأ مالك ت. الأعظمي 1/132 ورواية أبي مصعب 1/184 وفي رواية الشيباني ص66 قال: أخبرنا عفيف

    وكذا صرح عطاء بالسماع من كعب عند أحمد 6622 وتاريخ المدينة لابن شبة 2/633 والطبري 13/164 وابن سعد 1/271 وابن ابي خيثمة السفر الثالث 342 في حديث البشارة بالرسول من كتب الأنبياء السابقين.

    وعطاء بن يسار مشهور بالرواية عن كعب ولم يتكلم أحد في روايته ولا في سماعه من كعب فيما علمت والله أعلم.

  4. #4

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    لاحظ كلامي الأخير.
    يا أخي، أنشدك بالله هل قال عطاء سمع هذه القصة من كعب أو هل شهد هذه القصة التي كان فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
    فإذا ضفنا إلى ذلك مخالفته لرواية الأسود بن يزيد الذي هو مخضرم يعني أدرك زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    بارك الله فيك.
    .

  5. #5

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وممن أثبت سماع عطاء من كعب ابن سعد في الطبقات 5/132 وقد نص أن عطاء بن يسار سمع من كعب الأحبار. ولم يخالفه أحد من أهل العلم في هذا.
    قلتُ: أثبت ابن سعد سماعه أيضا من أبي بن كعب رضي الله عنه بل ذكره في صدارة شيوخ.
    ونحن نعلم أن أبي بن كعب متوفى سنة 22 هـ فهذا حقا وهم من قال بسماعه من أبي بن كعب. قال الذهبي: " أَرْسَلَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَغَيْرِهِ ". اهـ، [تاريخ الإسلام ت بشار (3/104)].
    وكما ذكرت إذا لم يكن سمع من أبي الدرداء الذي قد يكون وفاته متأخرة عن كعب فكيف به يسمع كعبا؟
    سيما أن كعبا كان بالشام، إلا إذا أردت أن تقول إن عطاء كان وقت عندما كان عمرة 13 أو 14 سنة يعني غلام يكاد يبلغ الحلم تزوج ولحق أن ينجب ابنا اسمه عبد الله فذهب إلى الشام فصار الناس ينادونه بأبي عبد الله!
    إذا كان كان في بلدته مثل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فكيف يتركه سيما أن البزار ذكر أنه لا يعلم عنه سماع منه؟
    ورَوَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ قَالَ:
    مَا رَأَيْتُ رَجُلاً كَانَ أَلْزَمَ لِمَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ. اهـ. [السير (4/449)]

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وهناك من سمع من كعب بالشام وهناك من سمع منه في موسم الحج في مكة او المدينة. والحديث له مناسبة تتعلق بالحج ومناسك الاحرام.
    وقد صرَّح عطاء بن يسار بالسماع من كعب فيما رواه مالك في الموطأ عن عَفِيفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيِّبِ السَّهْمِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَكَعْبًا عَنِ الَّذِي يَشُكُّ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا قَالَ: فَكِلاهُمَا قَالا: فَلْيَقُمْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَةً أُخْرَى قَائِمًا ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ إِذَا صَلَّى. ه
    موطأ مالك ت. الأعظمي 1/132 ورواية أبي مصعب 1/184 وفي رواية الشيباني ص66 قال: أخبرنا عفيف
    قلتُ: وهذا لا يستبعد أن يكون وهم أيضا فيه عفيف بن عمرو "مقبول"، كذا قال الحافظ ابن بحجر في التقريب، وقال الذهبي: "لا يدرى من هو". اهـ.
    قلتُ: ولا أعلم أحدا ذكره من تلاميذ عطاء، ولا يعلم هل سمع منه. ولم يخرج هذا الخبر الغريب غير مالك ولعل هذا مما أدى إلى عدم ذكر بعض أصحاب التراجم كالمزي في شيوخ مالك.
    وإنما روي هذا الحديث عن عطاء مرسلا مرفوعا كما في رواية القعني عنه أبو داود في سننه، ووصله بعضهم بأبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وكذا صرح عطاء بالسماع من كعب عند أحمد 6622 وتاريخ المدينة لابن شبة 2/633 والطبري 13/164 وابن سعد 1/271 وابن ابي خيثمة السفر الثالث 342 في حديث البشارة بالرسول من كتب الأنبياء السابقين.
    قلتُ: هذه رواية واحدة جاءت من طريق فليح بن سليمان الأسلمي ووهم في ذلك، ضعفه أبو داود والرازيان والنسائي ويحيى بن معين وعلي ابن المديني.
    ثم إن خالفه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون كما في المنتظم [2 : 257] لابن الجوزي ولم يذكر لقاءه بكعب؛ لذلك أعرض البخاري عنها.
    بل وزاد خالد بن يزيد الجمحي كما في الدلائل [1 : 376] للبيهقي بذكر واسطة بينهما وهو الليثي.
    وشببيه بذلك هناك روايات أخرى أيضا صرح فيها عطاء بالسماع من أبي بن كعب وهذا لا يكون إلا وهما بالطبع.
    والله أعلم.
    .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    لاحظ كلامي الأخير.
    يا أخي، أنشدك بالله هل قال عطاء سمع هذه القصة من كعب أو هل شهد هذه القصة التي كان فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟.
    وهل يلزم مثل هذا ؟
    اذا ثبت سماع الراوي من شيخه فهل يلزم التصريح بالسماع في كل رواية ؟
    والاسود بن يزيد لم يقل انه سمع القصة او شهدها فكان ماذا؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    فاذا ضفنا إلى ذلك مخالفته لرواية الأسود بن يزيد الذي هو مخضرم يعني أدرك زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    بارك الله فيك.
    الاسود بن يزيد مخضرم ومعاصر لكعب لكن هل كان يروي عنه او سمع منه
    راجع كلام اهل العلم فلم يذكروا للاسود رواية عن كعب ولم يذكروا كعب من شيوخ الاسود
    وكون الراوي معاصر لا يلزم منه ثبوت اللقاء او السماع على الصحيح
    والاسود لا يروي عن كعب الا نادرا ولا اعرف له عن كعب الا هذا الحديث وحديث اخر عند ابن ابي شيبة
    على اني لا اجزم بعدم السماع لرواية سياتي الكلام عليها

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    [color=#0000ff][b]قلتُ: أثبت ابن سعد سماعه أيضا من أبي بن كعب رضي الله عنه بل ذكره في صدارة شيوخ.
    ونحن نعلم أن أبي بن كعب متوفى سنة 22 هـ فهذا حقا وهم من قال بسماعه من أبي بن كعب. قال الذهبي: " أَرْسَلَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَغَيْرِهِ ". اهـ، [تاريخ الإسلام ت بشار (3/104)].
    نعم اثبت ابن سعد السماع من بعض الصحابة وخالفه غيره من اهل العلم
    والسؤال هنا من من اهل العلم خالفه في سماع عطاء من كعب ؟
    انت لم تات بدليل ولا بقول عالم معتبر تثبت به عدم السماع فقول ابن سعد هنا معتبر ما لم يات دليل يخالفه
    ولا اعلم احدا من اهل العلم خالفه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وكما ذكرت إذا لم يكن سمع من أبي الدرداء الذي قد يكون وفاته متأخرة عن كعب فكيف به يسمع كعبا؟
    سيما أن كعبا كان بالشام، إلا إذا أردت أن تقول إن عطاء كان وقت عندما كان عمرة 13 أو 14 سنة يعني غلام يكاد يبلغ الحلم تزوج ولحق أن ينجب ابنا اسمه عبد الله فذهب إلى الشام فصار الناس ينادونه بأبي عبد الله!
    إذا كان كان في بلدته مثل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فكيف يتركه سيما أن البزار ذكر أنه لا يعلم عنه سماع منه؟
    هناك من سمع من كعب في الشام
    وهناك من سمع من كعب في المدينة قبل ان يرحل الي الشام
    وهناك من سمع من كعب في مواسم الحج ولعل هذا اشبه في مناسبة الحديث
    وعدم السماع من ابي الدرداء لا يلزم منه عدم السماع من كعب طالما ان الراوي عاصر الاثنين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    olor=#0000ff]قلتُ: وهذا لا يستبعد أن يكون وهم أيضا فيه عفيف بن عمرو "مقبول"، كذا قال الحافظ ابن بحجر في التقريب، وقال الذهبي: "لا يدرى من هو". اهـ.


    اهكذا تكون الامانة في النقل ؟!
    الم يوثقه النسائي وقال مصنفو التقريب: بل ثقة وثقه النسائي وابن شاهين وذكره ابن حبان في الثقات وقال احمد شيخ قديم وقال الذهبي في الميزان لا يدرى من هو وهو قول مردود بتوثيق النسائي له.ه

    وانت اذا اردت توثيق راو كسهيل بن ابي صالح تقول روي عنه مالك ومالك لا يروي الا عن ثقة
    اما هنا وقد روى عنه مالك فلا تذكر مثل هذا مع ان الصحيح ان الراوي ثقة كما قال النسائي وغيره.
    ثم ما معنى قولك ولا يستبعد ان يكون وهم؟
    اهكذا ترد خبر الثقة من غير دليل !


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    قلتُ: ولا أعلم أحدا ذكره من تلاميذ عطاء، ولا يعلم هل سمع منه. ولم يخرج هذا الخبر الغريب غير مالك ولعل هذا مما أدى إلى عدم ذكر بعض أصحاب التراجم كالمزي في شيوخ مالك.
    ومن ذكر الاسود بن يزيد من تلاميذ كعب ؟ ومن قال انه سمع كعبا ؟

    والامام مالك حافظ امام فتفرده حجة اذا روى عن ثقة كما هنا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وإنما روي هذا الحديث عن عطاء مرسلا مرفوعا كما في رواية القعني عنه أبو داود في سننه، ووصله بعضهم بأبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    .
    هذا حديث اخر اختلف في وصله وارسال على زيد بن اسلم عن عطاء. وجمع طرقه وتكلم عليها الدارقطني ولم يتعرض لسؤال عطاء لكعب لانها رواية اخرى.

    اما فليح بن سليمان فهو ضعيف. وهناك حديث اخر صرح فيه عطاء بالسماع من كعب عند ابن ابي الدنيا لكنه من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن عجلان
    واخر عند نعيم بن حماد في الفتن باسناد فيه راو مجهول .
    والرواية الوحيدة التي صرح فيها الاسود بن يزيد بالسماع من كعب عند ابن ابي شيبة ٧٥٣٧ في اسنادها ابراهيم بن مهاجر وهو ضعيف

    والسؤال هو من من اهل العلم قال بان عطاء لم يسمع من كعب ومن منهم قال الاسود بن يزيد سمع من كعب؟

  8. #8

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وهل يلزم مثل هذا ؟
    اذا ثبت سماع الراوي من شيخه فهل يلزم التصريح بالسماع في كل رواية ؟
    والاسود بن يزيد لم يقل انه سمع القصة او شهدها فكان ماذا؟
    هناك فرق شاشع بينهما هذا عاصر زمن حدوث الواقعة وهذا لم يعاصر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    الاسود بن يزيد مخضرم ومعاصر لكعب لكن هل كان يروي عنه او سمع منه
    راجع كلام اهل العلم فلم يذكروا للاسود رواية عن كعب ولم يذكروا كعب من شيوخ الاسود
    وكون الراوي معاصر لا يلزم منه ثبوت اللقاء او السماع على الصحيح
    والاسود لا يروي عن كعب الا نادرا ولا اعرف له عن كعب الا هذا الحديث وحديث اخر عند ابن ابي شيبة
    على اني لا اجزم بعدم السماع لرواية سياتي الكلام عليها
    لكنه محتمل لإدراك الواقعة وشهودها بخلاف عطاء لم يدركها بالطبع.
    يا أخي، بطبيعة الحال، هذان الأسود وكعب مخضرمان من الأقران، وما أدراك ما الأقران؟!
    وإنه لا يكون لنا إنكار سماع الأسود من عمر وأن يلازمه فيكون ممن قد حضر هذه الواقعة وهو في ذلك أصدق وأصح حديثا من عطاء بن يسار الذين ينكر عليه بالكلية حضور هذا المشهد.
    ثم ألا ترى أننا نقبل روايات بعض صغار الصحابة الذين قد يكونون لم يعاينوا الواقعة لكن قد يكونون أدركوا زمن حدوثها؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    نعم اثبت ابن سعد السماع من بعض الصحابة وخالفه غيره من اهل العلم
    والسؤال هنا من من اهل العلم خالفه في سماع عطاء من كعب ؟
    انت لم تات بدليل ولا بقول عالم معتبر تثبت به عدم السماع فقول ابن سعد هنا معتبر ما لم يات دليل يخالفه
    ولا اعلم احدا من اهل العلم خالفه
    لا يعني عدم علمك أنه قد سمع من كعب، وليس ابن سعد معصوما من الخطإ.
    قلتُ: والذي خالفه الذهبي وهو من المتأخرين، فهل أنكر عليه من هو من المتقدمين في سماعه من أبي بن كعب؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    هناك من سمع من كعب في الشام
    وهناك من سمع من كعب في المدينة قبل ان يرحل الي الشام
    وهناك من سمع من كعب في مواسم الحج ولعل هذا اشبه في مناسبة الحديث
    وعدم السماع من ابي الدرداء لا يلزم منه عدم السماع من كعب طالما ان الراوي عاصر الاثنين
    هذا الكلام يفتقر إلى دليل، فإن كان كعب في المدينة يعني أن عطاء كان غلاما صغيرا، فهل كان يحتمل التلقي فضلا عن أن سيجعله أهله أن يلازم كعبا أم جلة الصحابة الذين كانوا في زمانه كابن مسعود وغيره؟!
    فكيف إن كان كعب بالشام وعطاء يكاد يناهز الحلم، وهل سيترك الصحابة الذين كانوا في المدينة فضلا عن أن يترك أبا الدرداء الصحابي ويذهب لكعب التابعي؟! سبحان الله!
    بل وذكر ابن عساكر
    أنه رأى ابن مسعود وأبي بن كعب رؤية فقط، ولم يذكر بأنه روى عنهما أو سمعهما، فكيف له أن يروي عن كعب الذي في طبقة وفاة ابن مسعود رضي الله عنه؟! [تاريخ دمشق 4710]
    وبالطبع قد ذكرنا ءانفا من ترجمة عطاء أنه كان من أكثر التابعين ملازما للمدينة، فلا يكون بالشام إلا شابا بالغا بل قدم الشام وهو أب يكنونه بأبي عبد الله، فهذا بالطبع حيث قد مات كعب الأحبار وقتها.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    اهكذا تكون الامانة في النقل ؟!
    الم يوثقه النسائي وقال مصنفو التقريب: بل ثقة وثقه النسائي وابن شاهين وذكره ابن حبان في الثقات وقال احمد شيخ قديم وقال الذهبي في الميزان لا يدرى من هو وهو قول مردود بتوثيق النسائي له.ه
    وانت اذا اردت توثيق راو كسهيل بن ابي صالح تقول روي عنه مالك ومالك لا يروي الا عن ثقة
    اما هنا وقد روى عنه مالك فلا تذكر مثل هذا مع ان الصحيح ان الراوي ثقة كما قال النسائي وغيره.
    يا أخي، ليس الأمر كذلك، وهل كان الحافظان الكبيران الذهبي وابن حجر على غير علم بهذا الأمر أو قاما بذلك بغير دليل؟، بل كانا علم بذلك ورغم ذلك قاما بتجهيله.
    لم يوثق أحد هذا الراوي غير النسائي وغالبا سيكون اعتمادا على رواية مالك عنه حييث لا يروي مالك إلا عن ثقة.
    فإن كان الأمر كذلك فإن رواية مالك عنه لا يعني أنه ثقة على الإطلاق ليس كوثاقة شعبة والسفيانين ونحوهم، فأين الأئمة الأخرون عنه كأحمد ويحيى وعلي ابن المديني وغيرهم في توثيقه؟
    ولعل ما قام به الحافظان من تجهيله لما ورد في مروياته بعض المنكرات، وهناك مقالة في تساهل النسائي في توثيق بعض الرواة سيما التابعين ويكون في روايتهم بعض المنكرات فلتراجع.
    ومن علامات أنه دون الثقة أن في مروياته ندرة ومعلوم أن الثقة يكون له وفرة في الأحاديث.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    ثم ما معنى قولك ولا يستبعد ان يكون وهم؟
    يعني اعتمادا على ما سبق من إثباتي بأنه لا يحتمل سماعه من كعب؛ لصغر سنه، لكي أضرب لك مثالا أوضح بل وأحسن منه:
    ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه [4257]، فقال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فِي الْمُفَصَّلِ سُجُودٌ، قَالَ: لَا ". اهـ.
    هنا تصريح من عطاء في سماع من أبي بن كعب، ماذا نقول هنا؟!
    وقد خولف أبو نعيم الفضل بن دكين فيما خرجه ابن أبي شيبة [4259]، فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ: " لَيْسَ فِي الْمُفَصَّلِ سُجُودٌ ". اهـ.
    فرواه وكيع الأثبت بالعنعنة، وقد توبع أبو نعيم بالسماع فيما رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار [1328]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللِّهْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، به.
    لكن هذه الرواية فيها ضعف، اللهبي به جهالة، وابن أبي فديك متكلم فيه. وقال الطحاوي: "فَهَؤُلاءِ [أي الصحابة] قَدْ خَالَفُوا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: لا سُجُودَ فِي الْمُفَصَّلِ". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    ومن ذكر الاسود بن يزيد من تلاميذ كعب ؟ ومن قال انه سمع كعبا ؟
    والامام مالك حافظ امام فتفرده حجة اذا روى عن ثقة كما هنا
    لم أستغربه من مالك إنما أستغربه من عفيف بن عمرو السهمي، وحيث لم يخرج أحد من أصحاب السنن كأحمد في اعتنائه واستيعابه لكثير من الأحاديث والأثار وكذلك غيرهم من المعتنين بالأخبار والنوادر، فكيف يتأتى لهذا بالصحة؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    اما فليح بن سليمان فهو ضعيف. وهناك حديث اخر صرح فيه عطاء بالسماع من كعب عند ابن ابي الدنيا لكنه من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن عجلان
    واخر عند نعيم بن حماد في الفتن باسناد فيه راو مجهول .
    مع بيان أن رواية أن إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين منكرة، ومحمد بن عجلاني مدني.
    بارك الله فيك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    والرواية الوحيدة التي صرح فيها الاسود بن يزيد بالسماع من كعب عند ابن ابي شيبة ٧٥٣٧ في اسنادها ابراهيم بن مهاجر وهو ضعيف
    والسؤال هو من من اهل العلم قال بان عطاء لم يسمع من كعب ومن منهم قال الاسود بن يزيد سمع من كعب؟
    قد رددت على هذا فليراجع.
    والله أعلم.
    .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    هناك فرق شاشع بينهما هذا عاصر زمن حدوث الواقعة وهذا لم يعاصر.

    لكنه محتمل لإدراك الواقعة وشهودها بخلاف عطاء لم يدركها بالطبع.
    يا أخي، بطبيعة الحال، هذان الأسود وكعب مخضرمان من الأقران، وما أدراك ما الأقران؟!
    وإنه لا يكون لنا إنكار سماع الأسود من عمر وأن يلازمه فيكون ممن قد حضر هذه الواقعة وهو في ذلك أصدق وأصح حديثا من عطاء بن يسار الذين ينكر عليه بالكلية حضور هذا المشهد.]


    اثبت اولا سماع الاسود من كعب ثم بعد ذلك تكلم عن حضور الواقعة.
    وليس هناك دليل ان الاسود شهد هذا او حضره كما هو الحال في رواية عطاء وكون الاسود اكبر سنا ليس دليلا انه شهد الواقعة فالاحتمال بانه سمعها بواسطة وارد ولا يصح الجزم بغير دليل
    ولم اقل ان عطاء كان حاضرا وانما عطاء يروي عن كعب وسمع منه فادعاء انه لم يسمع القصة من كعب ولم يخبره بها ليس عليه دليل
    والكلام ليس على من حضر الواقعة هذا لم يدعيه كلا الراويان ولم يصرحا به وانما الكلام على سماع عطاء من كعب هل ثبت ام لم يثبت
    نعم صرح بثبوته بعض اهل العلم ولم يخالفه احد والروايات تؤيده والمعاصرة وامكانية اللقاء موجودة وعطاء مشهور بالرواية عن كعب بخلاف الاسود.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    ثم ألا ترى أننا نقبل روايات بعض صغار الصحابة الذين قد يكونون لم يعاينوا الواقعة لكن قد يكونون أدركوا زمن حدوثها؟!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    ]
    تعليلك خطأ .. نعم نقبل روايات صغار الصحابة لكن لانهم لا يروون الحديث النبوي الا عن صحابة مثلهم والصحابة كلهم عدول.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    لا يعني عدم علمك أنه قد سمع من كعب، وليس ابن سعد معصوما من الخطإ.]


    نعم ليس معصوما .. فما الدليل على انه اخطا ومن قال بانه اخطأ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    قلتُ: والذي خالفه الذهبي وهو من المتأخرين، فهل أنكر عليه من هو من المتقدمين في سماعه من أبي بن كعب؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    ]
    ليس من اجل هذا فقط فابي بن كعب اقدم وفاة من كعب واحتمال السماع منه ابعد.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    COLOR=#0000ff]هذا الكلام يفتقر إلى دليل، فإن كان كعب في المدينة يعني أن عطاء كان غلاما صغيرا، فهل كان يحتمل التلقي فضلا عن أن سيجعله أهله أن يلازم كعبا أم جلة الصحابة الذين كانوا في زمانه كابن مسعود وغيره؟!
    فكيف إن كان كعب بالشام وعطاء يكاد يناهز الحلم، وهل سيترك الصحابة الذين كانوا في المدينة فضلا عن أن يترك أبا الدرداء الصحابي ويذهب لكعب التابعي؟! سبحان الله!
    وبالطبع قد ذكرنا من ترجمة عطاء أنه كان من أكثر التابعين ملازما للمدينة، فلا يكون بالشام إلا شابا بالغا بل قدم الشام وهو أب يكنونه بأبي عبد الله، فهذا بالطبع حيث قد مات كعب الأحبار وقتها.
    [/COLOR]]
    هناك قسم ثالث قد ذكرته وهو سماعه من كعب في موسم الحج وعطاء بالمدينة. وكعب الاحبار كان واسع الشهرة والصيت وقتها والناس يقبلون عليه و يحبون السماع منه وكان جماعة من الصحابة يسمعون منه. لم يكن مجرد تابعي كما تتخيل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    COLOR=#0000ff]يا أخي، ليس الأمر كذلك، وهل كان الحافظان الكبيران الذهبي وابن حجر على غير علم بهذا الأمر أو قاما بذلك بغير دليل؟، بل كانا علم بذلك ورغم ذلك قاما بتجهيله.
    لم يوثق أحد هذا الراوي غير النسائي وغالبا سيكون اعتمادا على رواية مالك عنه حييث لا يروي مالك إلا عن ثقة.
    فإن كان الأمر كذلك فإن رواية مالك عنه لا يعني أنه ثقة على الإطلاق ليس كوثاقة شعبة والسفيانين ونحوهم، فأين الأئمة الأخرون عنه كأحمد ويحيى وعلي ابن المديني وغيرهم في توثيقه؟
    ولعل ما قام به الحافظان من تجهيله لما ورد في مروياته بعض المنكرات، وهناك مقالة في تساهل النسائي في توثيق بعض الرواة سيما التابعين ويكون في روايتهم بعض المنكرات فلتراجع.
    ومن علامات أنه دون الثقة أن في مروياته ندرة ومعلوم أن الثقة يكون له وفرة في الأحاديث.
    [/COLOR]]
    من قال انه في رتبة شعبة وسفيان !
    هو ثقة ولم يتكلم احد فيه بجرح. وكم من راو قليل الرواية وقد وثق.

    هذا ولا زال السؤال قائما:

    من اثبت سماع الاسود من كعب ومن نفاه عن عطاء سواء كان من المتقدمين او المتاخرين ؟

    اين هي روايات الاسود عن كعب والمعاصرة لا تكفي في ثبوت السماع ؟

    عطاء بن يسار معاصر لكعب واحتمال سماعه منه في مواسم الحج وارد وقد صرح بالسماع في بعضها واصرحها رواية مالك واسناده ثقات ولم يخالف من رواه عن عطاء في اثبات السماع وليس فيها ما يستنكر. واثبت ابن سعد السماع منه ولم يخالفه احد من اهل العلم فاين الدليل على جزمك غير المسبوق بعدم السماع؟

    هذا ويلزم التنبيه على ان هذا النقاش في مسالة سماع عطاء بن يسار والاسود بن يزيد من كعب
    وليس الكلام على من حضر الواقعة وشهدها بل ليس الكلام على حديث البحث اصلا.
    فانا في البحث لم اجزم بالترجيح بين الروايتين ولم اجزم بضعف حديث الاسود بن يزيد لاسيما وله شاهد من حديث ابن ابي عمار كما ان لحديث عطاء شاهد من حديث ميمون ومن حديث ابي سلمة وغيرهما.

  10. #10

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    يا أخي الحبيب، بارك الله فيك ونفع بك.
    وإني كذلك أستبعد احتمال سماعه من كعب كما أستبعد سماعه من أبي بن كعب رضي الله عنه.
    فإنك إن أثبت سماعه من كعب فعلى هذا لا نبعد سماعه من ابن مسعود وأبي الدرداء وهذا ما لم تجئ به الترجمة بل ذكر ابن عساكر بأن عطاء رأى ابن مسعود رؤية فكيف بكعب الذي في طبقة وفاته؟
    فضلا عن أن ابن مسعود كان بالمدينة أما كعب فكان يتنقل كما ذكرت.
    وإن كان كعب تابعيا جليلا فابن مسعود أجل منه.
    وأما الأسود بن يزيد وقد ذكرت أنه أننا نقبل روايات الصحابة الذين لم يعاينوا الحدث رغم ذلك نقبل حديثهم.
    وقد ذكرت بأنهم كانوا وسط صحابة، والأسود بن يزيد المخضرم كان في وسط من؟
    ثم ألم تسمع بمرويات صحابة عن تابعين عن صحابة؟

    ثم إنك لم ترد على نقطة أنه لا يمكن إنكار احتمالية شهود الأسود بن يزيد الواقعة ولو كان الاحتمال ضئيلا، بينما يمكن إنكار شهود عطاء بالكلية، فأيهما أقرب للصحة من كان موجودا في وقت حدوث الواقعة أم من كان غير موجود وقتها؟
    وإن كنت تريد من من العلماء من يقول سماع الأسود من كعب فإن الأمر الذي لا إنكار فيه بين العلماء وقالوا بأنه سمع من عمر فلا مانع من أن يمر عليهما كعب.
    بارك الله فيك.
    .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    جزاك الله خيرا ونفع الله بك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    يا أخي الحبيب، بارك الله فيك ونفع بك.
    وإني كذلك أستبعد احتمال سماعه من كعب كما أستبعد سماعه من أبي بن كعب رضي الله عنه.
    أنت بالطبع حر في رأيك تستبعد ما تشاء لكن سماع عطاء من كعب ليس مجرد احتمال بل هو مثبت من كلام أهل العلم ومن الرواية وهذا هو الأمر الذي لا انكار فيه بين العلماء أما سماع الأسود من كعب فليس مذكوراً في كلام أهل العلم حتى ينسب لهم فيه اقرارا

    ومشاركتك الأخيرة أنا رددت على معظمها تقريبا في المشاركات السابقة لكن سأعيد الرد بعبارة أوضح فلعلي قصرت في البيان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    فإنك إن أثبت سماعه من كعب فعلى هذا لا نبعد سماعه من ابن مسعود وأبي الدرداء وهذا ما لم تجئ به الترجمة بل ذكر ابن عساكر بأن عطاء رأى ابن مسعود رؤية فكيف بكعب الذي في طبقة وفاته؟
    فضلا عن أن ابن مسعود كان بالمدينة أما كعب فكان يتنقل كما ذكرت.
    وإن كان كعب تابعيا جليلا فابن مسعود أجل منه.
    عبد الله بن مسعود معدود من علماء الكوفة استقر بها ونشر منها علمه وأسس مدرسته ومنها تخرج تلاميذه وهذا معروف عنه ولم يسكن بالمدينة إلا في السنة التي مات فيها وكان قبلها يجاهد في سبيل الله كما ذكروا في ترجمته من أنه كان على الأنفال يوم اليرموك.

    وقد يروي الراوي عن شيخين تعاصرا وقد سمع من احدهما ولم يسمع من الاخر.
    وقد يروي عن بلديه ولم يسمع منه ويروي عن غيره وقد سمع منه.

    ولسنا نناقش هنا احتمالات نظرية مجردة وانما العبرة بثبوت السماع من عدمه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    وأما الأسود بن يزيد وقد ذكرت أنه أننا نقبل روايات الصحابة الذين لم يعاينوا الحدث رغم ذلك نقبل حديثهم.
    وقد ذكرت بأنهم كانوا وسط صحابة، والأسود بن يزيد المخضرم كان في وسط من؟
    ثم ألم تسمع بمرويات صحابة عن تابعين عن صحابة؟.
    مثل هذا نادر والنادر لا حكم له.

    وهذا الكلام كسابقه مجرد افتراض وتخيل لأمور وأسباب لا دليل على وقوعها وتحققها

    قال الحافظ العلائي: العلة في رد المرسل إنما هي الجهل بعدالة الراوي بجواز أن لا يكون عدلا وهذا منتف في حق الصحابة رضي الله عنهم لأن كلهم عدول ولا يضر الجهالة بعين الراوي منهم بغير كونه صحابيا
    وهذا القول في التضييق مقابل للقول المتقدم الذي بالغ القائل به في التوسع حتى قبل مراسيل أهل هذه الأعصار وما قبلها
    وعامة ما أعل به الأستاذ في رده ذلك أنا وجدنا لبعض الصحابة أحاديث حدثهم بها جماعة من التابعين فرووها عنهم وللخطيب البغدادي مصنف في ذلك وإذا كان ذلك موجودا فهو محتمل فيما أرسلو أن يكون هذا المرسل رواه عن مثله من الصحابة وأن يكون رواه عن تابعي حدثه به عن صحابي والجهالة مؤثرة في التابعين وإن لم تؤثر في الصحابة
    وجواب هذا: أن القدر الذي رواه بعض الصحابة عن بعض التابعين نزر يسير جدا والأحاديث المرفوعة فيه نادرة بل أكثره كلمات عنهم أو حكايات ونحو ذلك والغالب الأكثر الأعم إنما هو رواية الصحابي عن مثله فإذا أرسل الصحابي حديثا لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فحمله على أنه سمعه من صحابي مثله أولى من حمله على روايته عن التابعي لأن الحمل على الغالب أولى من الحمل على النادر الذي لم يكثر هذا ما لا ريب فيه. ه جامع التحصيل 1/36

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    ثم إنك لم ترد على نقطة أنه لا يمكن إنكار احتمالية شهود الأسود بن يزيد الواقعة ولو كان الاحتمال ضئيلا، بينما يمكن إنكار شهود عطاء بالكلية، فأيهما أقرب للصحة من كان موجودا في وقت حدوث الواقعة أم من كان غير موجود وقتها؟ .
    بالعكس رددت عليها مرتين وهذه الثالثة:

    وهذا كما تفضلت مجرد احتمال لا ينبني عليه استدلال. وهناك احتمال آخر أنه لم يحضر ولم يشهد.
    فطالما الراوي لم يصرح بالسماع فيبقى الأمر على الاحتمال ولا يصح به الاستدلال والله أعلم.

    وأكرر أيضاً أني لم أتعرض لمسألة وجود الراوي وقت الحادث فهذا أمر أخص من مطلق السماع
    وإنما الكلام على ثبوت سماع عطاء من كعب وقد يكون أخبر به كعب بعد ذلك. كذا الأسود بن يزيد قد يكون سمع القصة ممن شهدها وليس هناك دليل على حضوره.
    وهذا أمر معروف في الرواية. يحكي الراوي قصة عن شيخه وهو لم يحضر وقت حدوثها وإنما سمعها من شيخه أخبر بها.
    انظر مثلاً سعيد بن جبير لم يسمع من كعب ولكنه يروي عن ابن عباس حواراً دار بينه وبين كعب. مؤكد أنه لم يكن موجوداً وقتها وإنما سمعها من شيخه بعد ذلك وهذه رواية صحيحة متصلة.

    أرجو أن أكون وفقت هذه المرة في البيان والايضاح والرد على ما ذكرته من الاحتمالات والفروض التي تفضلت بذكرها.

    فإن كان هناك اضافة جديدة فعلى الرحب والسعة ومنكم نستفيد وإلا فلا حاجة لتكرار الرد وفقك الله.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (25): حديث الجراد من صيد البحر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة

    اللهم إلا أن يقال بأن كعباً في الخبر الأول أخبر عمر بالذي عنده من أخبار أهل الكتاب.
    وفي الثاني عمل كعب بما تعلمه من أحكام الاسلام من عمر أو غيره بأن الجراد من صيد البر ولا يجوز للمحرم قتله.

    قال أبو الوليد الباجي: وَإِنَّمَا أَقَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَعْبَ الْأَحْبَارِ عَلَى قَسْمِهِ بِحَضْرَتِهِ أَنَّهُ نَثْرَةُ حُوتٍ إمَّا لِرَأْيٍ رَآهُ أَوْجَبَ تَوَقُّفَهُ عَنْ زَجْرِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ قَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَبْلُغْنَا وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَدْ رَجَعَ عَنْ هَذِهِ الْفُتْيَا وَحَكَمَ مَعَ عُمَرَ عَلَى مُحْرِمٍ أَصَابَ جَرَادَةً بِسَوْطٍ فَحَكَمَ فِيهَا كَعْبٌ بِدِرْهَمٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إنَّكَ لَكَثِيرُ الدَّرَاهِمِ لَتَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ فَتَجَاوَزَ حَدَّ الْمَنْعَ لِاصْطِيَادِهِ إلَى أَنْ حَكَمَ فِي جَرَادَةٍ بِدِرْهَمٍ. ه
    المنتقى شرح الموطأ 2/245 .
    لعل هذا هو الأقرب الى الصواب وقد ظهر لي قرائن تشير الى تعدد الواقعة منها ان في الخبر الاول ما كان كعبا يعرف خطأ ما فعله وكان يحتج بما عنده من أخبار قومه على ان الجراد من صيد البحر ولا شيء فيه.
    أما في الخبر الثاني فكان يعلم كعب خطأ ما اقترفه ولذلك أخرج من نفسه دراهم كفارة لما فعل ولما رجع الى عمر ساله فقط عن صحة ما اخرجه كفارة واما المخالفة فكان يعلمها مسبقا.

    أيضا في الخبر الاول جعل عمر كعبا أمير القوم في رحلتهم. والخبر الثاني كان الامير معاذ بن جبل وما كان عمر ليؤمر كعبا مكان معاذ وهو أمير رسول الله ومبعوثه وداعيته في الاقطار.

    أيضا مخرج القصتين مختلف ولو كان المخرج واحد لوجب الترجيح والله أعلم.

    وروى ابن ابي شيبة ٢٤٥٨١ باسناد صحيح عن عروة بن الزبير قال في الجراد: هو نثر الحوت.

    وهذا بلا شك من أخبار أهل الكتاب التي نشرها كعب الأحبار بين المسلمين ولا يصح في ذلك شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •