بسم الله الرحمن الرحيم


- قال أبو زرعة الدمشقي: قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: فَأَبُو سَلَّامٍ سَمِعَ مِنْ عَبِادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَمِنْ كَعْبٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ نَزَلْتُ عَلَى عُبَادَةِ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ وَكَعْبًا جَالِسَيْنِ فَسَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ فَمَنْ كَانَ عزباً فلا يتزوج. ه
تاريخ ابي زرعة الدمشقي 1/374


- قال المعافي: عَنْ عَبَّادٍ الْأُرْسُوفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَأَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَكَعْبًا جَالِسَيْنِ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَسَمِعْتُ كَعْبًا يُحَدِّثُهُ: إِذَا كَانَ سَنَةَ سِتِّينَ فَمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلْيَجْمَعْهُ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَيِّمٌ فَلْيُعَلِّقْهَ ا مُعَلَّقًا وَمَنْ كَانَ عَزْبًا فَلَا يَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي وَلَدٍ يُولَدُ بَعْدَ يَوْمَئِذٍ. ه
الزهد للمعافي بن عمران 15 وتاريخ دمشق 60/271


مقارنة ودراسة:


1- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلٌ يَعْنِي أَبَا الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مُؤَذِّنًا كَانَ يُؤَذِّنُ لَهُمْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ. ه
رواه أحمد 8319- 8320 -9782 وابن أبي شيبة 37235 والبزار 16/249 وأبو أحمد في الأسماء والكنى 5/169 والكامل لابن عدي 7/224

قال البزار: وَهَذَا الحديثُ لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلاَّ أبو صالح هذا وأبو صالح هذا لا نعلم روى عنه إلا كامل. ه

وقال الأستاذ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح وهو مولى ضباعة وقيل: اسمه ميناء فقد تفرد بالرواية عنه كامل أبو العلاء وهو ابن العلاء التميمي ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"! وأعجب من هذا توثيق الذهبي له في الميزان 4/539! وأما الحافظ ابن حجر فقد قال في التقريب: لين الحديث. وقد أخطأ الهيثمي في المجمع 7/220 في تعيين أبي صالح هذا فظنه أبا صالح ذكوان السمان الثقة! وأما الراوي عنه وهو كامل أبو العلاء فمختلف فيه فقد حَسن القولَ فيه جماعة وضعفه آخرون. ه

قلت: وقد ذكر الحديث ابن عدي في الكامل وعده من مناكير كامل بن العلاء.


2- قال الطبراني: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: فِي كِيسِي هَذَا حَدِيثٌ لَوْ حَدَّثْتُكُمُوه ُ لَرَجَمْتُمُونِ ي ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا أَبْلُغَنَّ رَأْسَ السِّتِّينَ قَالُوا: وَمَا رَأْسُ السِّتِّينَ؟ قَالَ: إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ وَبَيْعُ الْحُكْمِ وَكَثْرَةُ الشُّرَطِ وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ وَيَتَّخِذُونَ الْأَمَانَةَ غَنِيمَةً وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا وَنَشْوٌ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ. قَالَ حَمَّادٌ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَالتَّهَاوُنُ بِالدَّمِ. ه
المعجم الأوسط 1397

قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا حَمَّادٌ تَفَرَّدَ بِهِ رَوْحٌ.

قلت: علي بن زيد ضعيف. (تقريب التهذيب 4734)


3- قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ وأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرِ بن هاني أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَشِيَ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ لَا تُدْرِكُنِي سَنَةُ السِّتِّينَ وَيْحَكُمْ تَمَسَّكُوا بَصُدْغَيْ مُعَاوِيَةَ. اللهُمَّ لَا تُدْرِكُنِي إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ. ه
دلالئل النبوة 6/466 ومجموع فيه مصنفات أبو العباس الأصم 133 وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1/230- 231 وتاريخ دمشق 59/217

قلت: رجاله ثقات. وقد عزاه الحافظ في الفتح 13/10 لابن أبي شيبة ولم أجده ولعله اشتبه عليه فابن أبي شيبة قد روى الحديث المرفوع عن أبي هريرة وسبق بيان ضعفه.


4- قال البخاري: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقُ يَقُولُ هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ: غِلْمَةٌ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ بَنِي فُلاَنٍ وَبَنِي فُلاَنٍ. ه
صحيح البخاري 3605 – 7058

قلت: لعل هذا الحديث وما في معناه يشهد لصحة التحذير من إمارة الصبيان من غير تعيين تاريخ أو سنة محددة والله أعلم.


الخلاصة:

الحديث بذكر الفتن في سنة ستين أو سبعين لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء موقوفاً من كلام أبي هريرة والغالب أنه أخذه من كعب الأحبار كما ورد عنه والله أعلم.

وذكر الأحداث والنبؤات بحسب سنوات التاريخ الهجري لا يصح فيه شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والتقويم الهجري إنما وضع في عهد عمر بن الخطاب ولم يكن معروفاً في عهد رسول الله ولا مستعملاً.
وفي هذا الرابط نقاش حول هذه المسألة:

https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=376040


كتبه
أحمد فوزي وجيه
28/10/2020