قال ابن القيم رحمه الله :
"القول الجامع في تفسير الصراط المستقيم
هو الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسنة رسله وجعله موصلاً لعباده إليه ولا طريق لهم سواه،
وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسله بالطاعة،
وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله،
ونكتة ذلك وعقده أن تحبه بقلبك كله وترضيه بجهدك فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه ولا تكون إرادة إلا متعلقة بمرضاته،
وهذا هو الهدى ودين الحق،
وهو معرفة الحق والعمل به وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً بيده، ثم قال: ((هذا سبيل الله مستقيماً)). قال: ثم خط عن يمينه وشماله (خطوطاً)، ثم قال: ((هذه السبل ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه))، ثم قرأ. {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام :153].
رواه أحمد بسند حسن-انتهى

***************
الصراط المستقيم " قد فسر بالقرآن وبالإسلام وطريق العبودية وكل هذا حق

فإن
"الصراط المستقيم " أن تفعل في كل وقت ما أمرت به ولا تفعل ما نهيت عنه..
وهذا
"الصراط المستقيم" هودين الإسلام المحض ..
فسمى
سبحانه طريقه صراطا..
و
الصراط في لغة العرب هو الطريق..
[
وهو] ماجعله الله عليه من الهدى ودين الحق الذي أمره أن يخبر بأن الله تعالى هداه إليه في قوله ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم )
ثم فسره بقوله تعالى
(
دينا قيما
ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)..

صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(
اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون)
وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم..
فمن لم يعرف الحق كان ضالا،
ومن عرفه ولم
يتبعه كان مغضوبا عليه،

ومن عرفه واتبعه فقدهدي إلى الصراط المستقيم فهو منعم عليه.