تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سلسلة مقارنة ودراسة (7): حديث خَلَقَ الله آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    95

    افتراضي سلسلة مقارنة ودراسة (7): حديث خَلَقَ الله آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ

    بسم الله الرحمن الرحيم


    1- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أرنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ بِيَدِهِ إِلَّا ثَلَاثَةً خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَالتَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لِلْجَنَّةِ تَكَلَّمِي فَقَالَتْ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} لِمَا عَلِمَتْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ لِأَهْلِهَا. ه
    تفسير عبد الرزاق 1952 والطبري 18/694 وفي 19/13 مختصراً


    2- قال عبد الله بن أحمد: حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ. ه
    السنة لعبد الله بن احمد 569 والرد على من يقول القرآن مخلوق لابي بكر النجاد ص66


    3- قال: أخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي فَقَالَتْ قَدْ {أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} قَالَ قَتَادَةُ: حُقَّ لَهَا أَنْ تَكَلَّمَ وَقَدْ عَلِمَتْ مَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى لِأَوْلِيَائِهِ فِيهَا. ه
    الزهد والرقائق لابن المبارك 1458 والبعث والنشور للبيهقي 213 وتفسير القرآن لابن أبي زمنين 4/100
    وفي تفسير يحيى بن سلام 1/392 وابن أبي زمنين 3/193: سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ كَعْبًا قَالَ.


    4- قال الدارمي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المِنْهَالِ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثَنَا سَعِيدُ بن أبي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَمْ يَخْلُق اللهُ غَيْرَ ثَلَاثٍ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي قَالَتْ: قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ. ه
    النقض على بشر المريسي (ص94) والشريعة للاجري 3/1185 وفي أوله: ان الله عز وجل لم يمس بيده الا ثلاثة.


    5- قال ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَمَّا نَظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ لَهَا: طُوبَى لِأَهْلِكِ فَتَزْدَادُ ضِعْفًا حَتَّى يَدْخُلَهَا أَهْلُهَا. ه صفة الجنة 35


    6- قال ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي قَالَتْ طُوبَى لِلْمُتَّقِينَ. ه صفة الجنة 37


    7- قال عثمان الدارمي: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَهُوَ الْمُكْتِبُ ثَنَا مُجَاهِدٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ: الْعَرْشُ وَالْقَلَمُ وَعَدْنٌ وَآدَمُ ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ كن فَكَانَ. ه
    النقض على المريسي 1/261 – 472 واللالكائي730
    وفي مستدرك الحاكم 3244 والشريعة للآجري 3/1182 والأسماء والصفات للبيهقي 693 والعظمة لأبي الشيخ 2/578 من طريق سفيان الثوري وفي العظمة 5/1555 من طريق شعبة
    كلهم عن عبيد المكتب عن مجاهد عن ابن عمر. واسناده صحيح.


    8- قال هناد بن السري: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ وَخَلَقَ الْقَلَمَ بِيَدِهِ وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ. ه الزهد لهناد 1/66


    9- قال عبد الله بن أحمد: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ نا أَبُو قُتَيْبَةَ نا حَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ وَسَائِرُ ذَلِكَ قَالَ لَهُ كُنْ فَكَانَ خَلَقَ الْقَلَمَ بِيَدِهِ وَآدَمَ بِيَدِهِ وَالتَّوْرَاةَ كَتَبَهَا بِيَدِهِ وَجَنَّاتِ عَدْنٍ بِيَدِهِ. ه السنة لعبد الله بن احمد 1118
    قلت: الحسن بن أبي جعفر وعلي بن زيد كلاهما من الضعفاء.


    10- قال عبد الله بن أحمد: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَمَسَّ بِيَدِهِ شَيْئًا إِلَّا ثَلَاثًا: خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ. ه
    السنة لعبد الله بن احمد 573 - 1206 والرد على من يقول القرآن مخلوق لابي بكر النجاد ص67


    11- قال عبد الله بن أحمد: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ نا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
    قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. ه
    السنة لعبد الله بن احمد 570 والرد على من يقول القرآن مخلوق لابي بكر النجاد ص67 والزهد لهناد 1/66 ورواه ابن أبي شيبة 33957 عنه بنحوه


    12- قال عبد الله بن أحمد: حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ نا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ عَنْ أَبِيهَا خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَمَسَّ بِيَدِهِ إِلَّا آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ خَلَقَهِ بِيَدِهِ وَالْجَنَّةَ وَالتَّوْرَاةَ كَتَبَهَا بِيَدِهِ.
    قَالَ: وَدَمْلَجَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لُؤْلُؤَةً بِيَدِهِ فَغَرَسَ فِيهَا قَضِيبًا فَقَالَ امْتَدِّي حَتَّى أَرْضِي وَأخْرِجِي مَا فِيكِ بِإِذْنِي فَأَخْرَجَتِ الْأَنْهَارَ وَالثِّمَارَ. ه
    السنة لعبد الله بن احمد 574 والرد على من يقول القرآن مخلوق لابي بكر النجاد ص67


    13- قال هناد بن السري: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِيَدِهِ أَرْبَعَةً: خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَاللَّوْحَ وَالْقَلَمَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} وَقَالَ: الرَّابِعَةُ أَغْفَلَهَا. ه
    الزهد لهناد 1/65 والسنة لعبد الله بن احمد 1223 والنقض على المريسي 1/263 وعند الطبري 19/694 سمى الرابعة الألواح.


    14- قال عبد الله بن أحمد: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ نا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ نا عَوْفٌ عَنْ وَرْدَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ بِيَدِهِ وَخَلَقَ جِبْرِيلَ بِيَدِهِ وَخَلَقَ عَرْشَهُ بِيَدِهِ وَخَلَقَ الْقَلَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَهُ لَا يَطْلُعُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ بِيَدِهِ. ه
    السنة لعبد الله بن احمد 583 والرد على من يقول القرآن مخلوق لابي بكر النجاد ص68 والابانة لابن بطة 7/301


    15- قال ابن أبي الدنيا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّ الله عز وجل لما خلق الجنة قَالَ لَهَا تَزَيَّنِي فَتَزَيَّنَتْ ثُمَّ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي فَقَالَتْ طُوبَى لِمَنْ رَضِيتَ عَنْهُ. ه صفة الجنة 36


    مقارنة ودراسة:


    1- قال أبو الشيخ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ. ه
    العظمة لأبي الشيخ (5/1555) وصفة الجنة لأبي نعيم (ص48)
    من طريق محمد بن أبي معشر عن أبيه عن عون بن عبد الله به.

    وعند الدارقطني في الصفات (28) من طريق أبي الربيع الزهراني قال ثنا أَبُو مَعْمَرٍ ثنا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. كذا في المطبوع (أبو معمر) وصوابه أبو معشر كما في سائر الروايات, وكذا رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (410) من طريق أبي الربيع الزهراني عن أبي معشر.

    ورواه الخرائطي في نفس الموضع من طريق عبد الله بن صالح عن أبي معشر عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث عن أبيه.
    فأسقط عون وجعله موصولاً إلى الحارث بن نوفل.
    وهذه الطريق الموصولة منكرة, فعبد الله بن صالح متكلم فيه وكان كثير الغلط. (ميزان الاعتدال 2/441)

    ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (39) عن محمد بن أبي معشر عن عون بن عبد الله. فأسقط أبا معشر وأثبته الآخرون وهو الصواب.

    فالمحفوظ في هذا الاسناد من طريق أبي معشر عن عون بن عبد الله عن أخيه عن أبيه.

    ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (692) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عن أبيه عن عون. وكذا رواه ابن سعد في الطبقات (1/24) مختصراً.

    قال البيهقي: هَذَا مُرْسَلٌ.

    قلت: وهو مع إرساله اسناده ضعيف. عون بن عبد الله مجهول الحال.
    والذي يروي عنه الحديث هما: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن ضعيف. وقال البخاري منكر الحديث (تهذيب الكمال 29/322) وإسماعيل بن أبي أويس ضعيف. (تحرير التقريب 460)

    فهذا حديث مرسل ضعيف. وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب الأحبار. ويزيد ضعيف. لكن تابعه في رواية الخبر قتادة عن أنس عن كعب وهو أصح.


    2- قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: نَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْعَبْسِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعْهُ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ وَخَلَقَ فِيهَا ثِمَارَهَا وَشَقَّ فِيهَا أَنْهَارَهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَكَلَّمِي فَقَالَتْ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يُجَاوِرُنِي فِيكِ بِخَيْلٌ. ه المعجم الأوسط (5518) والكبير (12/147)

    قلت: أبو صالح باذام ضعيف. (التقريب 634) وحماد بن عيسى مستور قال الذهبي: فيه جهالة (1/599)
    وقد بسط الألباني في السلسلة الضعيفة (1284) القول في تضعيفه وتخريجه من طرقه فلينظر هنالك.


    3- قال الحاكم: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ أَنْبَأَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ عَدْنٍ وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا بِيَدِهِ فَقَالَ لَهَا تَكَلَّمِي فَقَالَتْ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. ه
    رواه الحاكم (3480) وابن عدي (6/329) والبيهقي في الأسماء والصفات (691) وابن بطة في الابانة (7/302) وتاريخ بغداد (10/117)

    قلت: علي بن عاصم ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. (ميزان الاعتدال 3/136)
    وأورده ابن عدي من مناكير علي بن عاصم.

    قال الألباني: أورد الذهبي هذا الحديث وقال: وهذا حديث باطل، ولقد أساء ابن عدي في إيراده هذا في ترجمة علي فالعلاء متهم بالكذب. قلت: قد تابعه العباس الدوري عند الحاكم كما سبق فبرئت منه عهدة العلاء وثبت الحمل فيه على علي كما فعل ابن عدي. ه
    السلسلة الضعيفة 3/443

    قلت: المحفوظ في هذا الحديث من رواية قتادة عن أنس عن كعب الأحبار وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    4- قال الدارقطني: حَدَّثَنا مُحَمد بن نُوح الجُنْدَيْسَابُ وري حَدَّثَنا مُحَمد بن سَعْدان السَّاجِي حَدَّثَنا شبان بن جسر بن فَرْقَد حَدَّثَنا أبي عن سُلَيْمان التَّيْمِيّ عن أبي نضرة عن أبي سَعِيد عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى خلق ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وخط التوارة التي أنزلها على موسى عليه السَّلام بيده وخلق الجنة فشق أنهارها وغرس أشجارها وتدلت ثمارها فلما فرغ منها نظر إليها فقال: حرام عليك أن يدخلك خمسة المخنثين المتشبهين بالنساء من الرجال والديوث والعاق والسكير حتى يصحى. قال جسر: قال التَّيْمِيّ: الديوث الذي يجلب على امرأته. ه
    المؤتلف والمختلف 3/1223 وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/539
    قلت: جسر بن فرقد ضعيف. (ميزان الاعتدال 1/398)

    تنبيه: الشيخ صديق حسن خان في كتابه قطف الثمر (ص61) عزا هذا الحديث إلى عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً عليه. وتبعه في هذا العزو جماعة من المعاصرين ولم أجد له أصلاً من كلام ابن عمرو والله أعلم.


    الخلاصة:

    الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام كعب الأحبار وعبد الله بن عمر. وتناقله جماعة من السلف الصالح كما سبق نقله.
    قال ابن القيم في حادي الأرواح (ص107): المحفوظ أنه موقوف.

    قلت: بعض جمل هذا الحديث تشهد لها نصوص الشريعة: قال الله سبحانه (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)


    كتبه أحمد فوزي وجيه

    14/9/2020

  2. #2

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (7): حديث خَلَقَ الله آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَد

    جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    95

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (7): حديث خَلَقَ الله آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك.
    وإياكم وفيكم بارك الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,096

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (7): حديث خَلَقَ الله آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَد

    تخريج أثر ابن عمر ( خلق الله أربعة أشياءٍ بيده: العرش والقلم وعَدْن وآدم ثم قال لسائر الخلق: كُنْ , فكان )
    قلت: أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ح 23:حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَهُوَ الْمُكْتِبُ ، ثنا مُجَاهِدٌ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : " خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : الْعَرْشُ ، وَالْقَلَمُ ، وَعَدْنٌ ، وَآدَمُ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .

    قلت: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين وله حكم الرفع لأنه لا يقال إلا بتوقيف إذ ما فيه من الغيبيات التي لا تقال بالرأي والإجتهاد وليس ابن عمر ممن هو معروف بالأخذ عن أهل الكتاب
    موسى بن إسماعيل هو التبوذكي من رجال البخاري ومسلم ثقة ثبت انظر التقريب للحافظ وبه قال الذهبي وغيره
    وعبد الواحد بن زياد هو العبدي ثقة روى له البخاري ومسلم مسلم انظر التقريب ووثقه غيره كثير وقال ابن عبد البر: ( لا خلاف بينهم أنه ثقة ثبت ) اهـ
    وعُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَهُوَ الْمُكْتِبُ ثقة قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (7/ 74 ت 159): ( قال بن معين والنسائي ثقة وقال أبو حاتم ثقة صالح الحديث وذكره بن حبان في الثقات قلت وقال بن سعد كان ثقة قليل الحديث ووثقه يعقوب بن سفيان وقال العجلي ثقة في عداد الشيوخ. ) اهـ
    ومجاهد هو ابن جبر القرشي المكي صاحب ابن عباس ثقة إمام في التفسير وفي العلم كما في التقريب وقال الذهبي: ( أجمعت الأمة علي إمامتة والاحتجاج به ) ومن باب الإستطراد النافع اذكر كلام المحدثين فيه وهذا سرده:
    المحدث القول
    1 أبو بكر البيهقي لا يثبت له سماع من أبي ذر الغفاري، ومرة: لم يدرك ابن مسعود
    2 أبو حاتم بن حبان البستي فقيه ورع عابد متقن، وقد قيل كنيته: أبو محمد
    3 أبو زرعة الرازي ثقة
    4 أبو محمد بن حزم الظاهري فخم ثقة وأمانة
    5 أحمد بن حنبل اختلط بأخرة
    6 أحمد بن صالح الجيلي ثقة
    7 ابن حجر العسقلاني ثقة إمام في التفسير وفي العلم
    8 الذهبي أجمعت الأمة علي إمامتة والاحتجاج به، ومرة: حجة
    9 محمد بن سعد كاتب الواقدي ثقة فقيه عالم، كثير الحديث
    10 يحيى بن سعيد القطان مرسلات مجاهد أحب إلى من مرسلات عطاء بكثير
    11 يحيى بن معين ثقة

    وقد صح سماع مجاهد عن ابن عمر فقد استفدته من بعض إخواننا فقد صحح سماعه عن ابن عمر البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ١١٤ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/319 والعلائي في جامع التحصيل ص273 ونقل تصحيح سماعه من ابن عمر العراقي في تحفة التحصيل ص295 عن العلل لابن المديني ولم أجد كلام ابن المديني في العلل.

    والحديث أخرجه ابن الدارمي أيضاً بنفس الإسناد في نقضه على المريسي ح 81 فقال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَهُوَ الْمُكْتِبُ ، ثنا مُجَاهِدٌ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : " خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : الْعَرْشَ ، وَالْقَلَمَ ، وَعَدْنًا ، وَآدَمَ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .

    وتابع سفيانُ بن سعيد الثوري عبدَ الواحد بن زياد العبدي عليه أخرجه الآجري في الشريعة ح 775: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَبُو صَالِحٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " خـَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَالْعَرْشَ ، وَالْقَلَمَ ، وَجَنَّاتِ عَدْنٍ ، ثُمَّ قَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ : كُنْ فَكَانَ " .
    وإسناد صحيح رجاله ثقات جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قال الخطيب: ثقة صالح دين ) اهـ وأبو الصالح هو محبوب بن موسى الأنطاكي صدوق كما في التقريب لكن جاء مجموعاً في الإسناد مع معاوية بن عمرو وهو ثقة كما في التقريب وغيره وسفيان هو ابن سعيد الثوري ثقة حافظ، فقيه عابد إمام حجة وربما دلس كما في التقريب فحديثه صحيح ويستبعد تدليس سفيان الثوري.

    وتابعَ شعبةُ عبدَ الواحد بن زياد العبدي عليه أخرجه أبو الشيخ في العظمة ح 905: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعًا بِيَدِهِ : الْعَرْشَ ، وَعَدْنَ ، وَالْقَلَمَ ، وَآدَمَ ، ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْءٍ : كُنْ فَكَانَ " .
    وإسناده صحيح رجاله ثقات.

    قلت: فالحديث صحيح موقوفاً بلا شك رجاله رجال الشيخين وله حكم الرفع لأنه لا يقال إلا بتوقيف إذ ما فيه من الغيبيات التي لا تقال بالرأي والإجتهاد وليس ابن عمر ممن هو معروف بالأخذ عن أهل الكتاب
    قلت: وجَوَّدَ إسناده الألباني في مختصر العلو ح 53 فقال : ( إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.) إنتهى وصححه وخرجه الشيخ علي رضا في صفة الجنة لأبي نعيم بتحقيقه (1 / 48 في تخريجه ح 23)

    وأخرجه الحاكم - بزيادة شاذة في آخره - في المستدرك على الصحيحين (2/ 349 ح 3244): حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ رِيحٍ السَّمَّاكُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ الْكَاتِبِ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءٍ بِيَدِهِ: الْعَرْشَ، وَجَنَّاتِ عَدْنٍ، وَآدَمَ، وَالْقَلَمَ، وَاحْتَجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ: بِنَارٍ، وَظُلْمَةٍ، وَنُورٍ، وَظُلْمَةٍ .

    وأخرجه من هذه الطريق البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 126 ح 693): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ رِبْحٍ السَّمَّاكُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ: الْعَرْشَ، وَجنَاتِ عَدْنٍ، وَآدَمَ، وَالْقَلَمَ؛ وَاحْتجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ: بِنَارٍ، وَظُلْمَةٍ، وَنَوِّرٍ، وَظُلْمَةٍ ".

    ثم قال البيهقي: ( هَذَا مَوْقُوفٌ، وَالْحِجَابُ يَرْجِعُ إِلَى الْخَلْقِ لَا إِلَى الْخَالِقِ ) اهـ
    ثم قال الحاكم: ( هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ) اهـ
    وقال الذهبي في التلخيص ح 3244: ( صحيح ) اهـ
    ونقله علي رضا في تحقيقه صفة الجنة لأبي نعيم (1/ 48 ح 23) من هذه الطريق وقال علي رضا: ( وهو كما قالا وله حكم الرفع لأنه لا يقال إلا عن توقيفٍ من النبي صلى الله عليه وسلم ) اهـ
    قلت: أما الإسناد فهو صحيح كما قالا

    وأما المتن ففيه زيادة ضعيفة - لشذوذها - في آخره بلفظ: ( وَاحْتَجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ: بِنَارٍ، وَظُلْمَةٍ، وَنُورٍ، وَظُلْمَةٍ ) لم يروها باقي الثقات في الطرق الصحيحة الأخرى! حتى سفيان بن سعيد الثوري نفسه لم يروها في الطريق الأخر عنه الذي مر رواه الآجري في الشريعة ح 775 من طريق آخر صحيح عن سفيان بن سعيد الثوري! ولا نجد في طريق الحاكم والبيهقي أيضاً الزيادة الصحيحة ( ثم قال لسائر الخلق: كن فكان ) وهو بهذا اللفظ دون الزيادة الشاذة في آخره صحيح مر من طرق صحيحة أخرى منها طريق سفيان نفسه! وهذا يدل على وهم في متنه من بعض الرواة في طريق الحاكم والبيهقي.
    وقد قَصَّرَ الشيخ علي رضا في تصحيحه متن طريق الحاكم وعدم سوقه متنه! في صفة الجنة لأبي نعيم (1/ 48 ح 23)
    أما قول البيهقي: ( هَذَا مَوْقُوفٌ، وَالْحِجَابُ يَرْجِعُ إِلَى الْخَلْقِ لَا إِلَى الْخَالِقِ ) اهـ
    فأقول: أما كونه موقوف فلا شك ولكن له حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي والإجتهاد! فما فيه هو من الغيبيات التي لا تقال إلا عن توقيف!
    وأما إرجاعه الحجاب في الأثر إلى الخلق لا إلى الخالق فالرد من وجهين هما:
    الأول: هذه زيادة شاذة لا نصح فلا حاجة لهذا التفسير الذي لا يتناسب مع منهج السلف في التعامل مع نصوص الصفات بإمرارها كما جائت على ظاهرها دون تعطيل ولا تمثيل!
    الثاني: أنه قد ثبت في السنة ا، الحجاب مضاف للخالق وهذا لا يلزم منه أنه لا يرانا! كي يقول البيهقي ما قاله! عفا الله عنه - ومثل قوله يقول المعطلة! - بل هو شاهد علينا يعلم سرنا وعلننا! بل غاية ما يلزم من ضافة الحجاب لله أننا لا نراه فليست صفة رؤية الله المطلقة الكاملة كصفة روية المخلوقات الناقصة المحدودة بما فيها البشر! فنثبت له صفة الإحتجاب عن خلقه بحجاب النور كما صح من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف كما تقرر في عقيدة السلف الصالح فقد جاء ذلك في حديث آخر سياقٍ آخر رواه مسلم في صحيحه (1/ 161): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ". وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا.
    وروى مسلم أيضاً في صحيحه (1/ 161): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ»
    وهذا صريح.
    وثمة حديث آخر في سياقٍ آخر رواه البخاري في صحيحه (2/ 108 ح 1413): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [ص:109]، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو العَيْلَةَ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ، وَأَمَّا العَيْلَةُ: فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ، حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنّ َ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ "
    وبمفهوم المخالفة نفهم من حديث البخاري أن بين العبد وربه الآن ثمة حجاب وهذا ظاهر! فعفا الله عن الإمام البيهقي.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,096

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (7): حديث خَلَقَ الله آدَمَ بِيَدِهِ وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَد

    وأضيف على تخريج اثر ابن عمر فأقول:

    وأخرجه الحاكم - بزيادة شاذة في آخره - في المستدرك على الصحيحين (2/ 349 ح 3244): حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ رِيحٍ السَّمَّاكُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ الْكَاتِبِ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءٍ بِيَدِهِ: الْعَرْشَ، وَجَنَّاتِ عَدْنٍ، وَآدَمَ، وَالْقَلَمَ، وَاحْتَجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ: بِنَارٍ، وَظُلْمَةٍ، وَنُورٍ، وَظُلْمَةٍ .

    وأخرجه من هذه الطريق البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 126 ح 693): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ رِبْحٍ السَّمَّاكُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ: الْعَرْشَ، وَجنَاتِ عَدْنٍ، وَآدَمَ، وَالْقَلَمَ؛ وَاحْتجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ: بِنَارٍ، وَظُلْمَةٍ، وَنَوِّرٍ، وَظُلْمَةٍ ".

    ثم قال البيهقي: ( هَذَا مَوْقُوفٌ، وَالْحِجَابُ يَرْجِعُ إِلَى الْخَلْقِ لَا إِلَى الْخَالِقِ ) اهـ
    ثم قال الحاكم: ( هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ) اهـ
    وقال الذهبي في التلخيص ح 3244: ( صحيح ) اهـ
    ونقله علي رضا في تحقيقه صفة الجنة لأبي نعيم (1/ 48 ح 23) من هذه الطريق وقال علي رضا: ( وهو كما قالا وله حكم الرفع لأنه لا يقال إلا عن توقيفٍ من النبي صلى الله عليه وسلم ) اهـ
    قلت: أما الإسناد فهو صحيح كما قالا
    وأما المتن ففيه زيادة ضعيفة - لشذوذها - في آخره بلفظ: ( وَاحْتَجَبَ مِنَ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةٍ: بِنَارٍ، وَظُلْمَةٍ، وَنُورٍ، وَظُلْمَةٍ ) لم يروها باقي الثقات في الطرق الصحيحة الأخرى! حتى سفيان بن سعيد الثوري نفسه لم يروها في الطريق الأخر عنه الذي مر رواه الآجري في الشريعة ح 775 من طريق آخر صحيح عن سفيان بن سعيد الثوري! ولا نجد في طريق الحاكم والبيهقي أيضاً الزيادة الصحيحة ( ثم قال لسائر الخلق: كن فكان ) وهو بهذا اللفظ دون الزيادة الشاذة في آخره صحيح مر من طرق صحيحة أخرى منها طريق سفيان نفسه! وهذا يدل على وهم في متنه من بعض الرواة في طريق الحاكم والبيهقي.
    وقد قَصَّرَ الشيخ علي رضا في تصحيحه متن طريق الحاكم وعدم سوقه متنه! في صفة الجنة لأبي نعيم (1/ 48 ح 23)
    أما قول البيهقي: ( هَذَا مَوْقُوفٌ، وَالْحِجَابُ يَرْجِعُ إِلَى الْخَلْقِ لَا إِلَى الْخَالِقِ ) اهـ
    فأقول: أما كونه موقوف فلا شك ولكن له حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي والإجتهاد! فما فيه هو من الغيبيات التي لا تقال إلا عن توقيف!
    وأما إرجاعه الحجاب في الأثر إلى الخلق لا إلى الخالق فالرد من وجهين هما:
    الأول: هذه زيادة شاذة لا نصح فلا حاجة لهذا التفسير الذي لا يتناسب مع منهج السلف في التعامل مع نصوص الصفات بإمرارها كما جائت على ظاهرها دون تعطيل ولا تمثيل!
    الثاني: أنه قد ثبت في السنة ا، الحجاب مضاف للخالق وهذا لا يلزم منه أنه لا يرانا! كي يقول البيهقي ما قاله! عفا الله عنه - ومثل قوله يقول المعطلة! - بل هو شاهد علينا يعلم سرنا وعلننا! بل غاية ما يلزم من ضافة الحجاب لله أننا لا نراه فليست صفة رؤية الله المطلقة الكاملة كصفة روية المخلوقات الناقصة المحدودة بما فيها البشر! فنثبت له صفة الإحتجاب عن خلقه بحجاب النور كما صح من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف كما تقرر في عقيدة السلف الصالح فقد جاء ذلك في حديث آخر سياقٍ آخر رواه مسلم في صحيحه (1/ 161): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ". وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا.
    وروى مسلم أيضاً في صحيحه (1/ 161): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ»
    وهذا صريح.
    وثمة حديث آخر في سياقٍ آخر رواه البخاري في صحيحه (2/ 108 ح 1413): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [ص:109]، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا يَشْكُو العَيْلَةَ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكَ إِلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إِلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ، وَأَمَّا العَيْلَةُ: فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ، حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنّ َ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ "
    وبمفهوم المخالفة نفهم من حديث البخاري أن بين العبد وربه الآن ثمة حجاب وهذا ظاهر! فعفا الله عن الإمام البيهقي.


    وأما المرفوع عن عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، بلفظ" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ"

    فلم أكن أعزم على تخريجه لأن البيهقي وهو من هو في هذا الفن صعفه لإرساله وضعفه علي رضا وسيأتي مصادر ذلك إن شاء الله وهذا التخريج والبيان والله المستعان - وسأُسهِب لأجل طلبكَ ذلك مني -:

    الحديث ضعيف مرفوعاً وهذا البيان والله المستعان:

    له ثلاث طرق هي:

    الطريق الأول:

    أخرجه أبو الشيخ في العظمة ح 904: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ ، خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ " .

    وأخرجه البيهقي في الصفات ح26: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَيٍّ الْبَصْرِيُّ ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ، ثنا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ " .

    ووقع في مطبوعه ( أبو معمر ) وهو تصحيف صوابه ( أبو معشر ) ووقع فيه تصحيف - ولعله اختصار من باب النسبة للجد - في اسم اخي عون واسم اخيه هو عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل

    واخرجه أبو نعيم في صفة الجنة ت علي رضا ح 23:حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةَ أَشْيَاء بِيَدِهِ ، خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ .

    وأخرجه محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني في ( كتاب اللطائف من علوم المعارف, في الجزء الثامن منه ) ح 593: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ، بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ سَنَةَ تِسْعٍ ، نا أحَمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ " .

    وأخرجه ابن أبي الدنيا - بزيادةٍ في آخره - في صفة الجنة ح 40: حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي , لا يَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا الدَّيُّوثُ " , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ , فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ : " الَّذِي يُقِرُّ السُّوءَ فِي أَهْلِهِ " .

    وأخرجه الواحدي - بهذه الزيادة التي في آخره - في تفسيره ( الوسيط في تفسير القرآن المجيد ) ح642: أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَلَقَ اللَّهُ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ ؛ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي ، لا يَدْخُلُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا دَيُّوثٌ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ ، فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ : الَّذِي يُقِرُّ السُّوءَ لأَهْلِهِ .

    وأخرجه الخرائطي في مساويء الأخلاق ح410: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : وَعِزَّتِي ، لا يَسْكُنُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ ، وَلا دَيُّوثٌ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ ، فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ : " مَنْ يُقِرُّ السُّوءَ لأَهْلِهِ " .
    ثم قال الخرائطي: ( حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَصْرِيُّ ، ثنا أَبُو رَبِيعٍ الزَّهْرَانِيُّ ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ نَوْفَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ . ) اهـ

    قلت: هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل هي:

    الأولى: أنه مرسل ارسله عبد الله بن الحارث بن نوفل الذي رواه عن رسول الله مباشرة دون واسطة وهو ليس بصحابي وهذا سرد كلام المحدثين فيه:
    المحدث القول
    1 أبو حاتم بن حبان البستي من فقهاء أهل المدينة، وكناه: أبو إسحاق قتله السموم سنة تسع وسبعين
    2 أبو زرعة الرازي ثقة
    3 أحمد بن شعيب النسائي ثقة
    4 أحمد بن صالح الجيلي ثقة
    5 ابن حجر العسقلاني ثقة، ومرة قال: لأبيه ولجده صحبة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ويقال: كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنتان، روى عن أبيه، وعم جده العباس، وعن عمر، وعلي، وابن مسعود، وأم هانئ، وغيرهم، روى عنه أولاده عبد الله وعبيد الله وإسحاق ومن التابعي
    6 ابن عبد البر الأندلسي أجمعوا على أنه ثقة
    7 علي بن المديني ثقة
    8 محمد بن عمر الواقدي ثقة كثير الحديث
    9 يحيى بن معين ثقة
    10 يعقوب بن شيبة السدوسي ثقة ظاهر الصلاح، وله رضا في العامة
    ورجح العلائي أنه ليس له صحبة ولا رؤية في جامع التحصيل (344) ونقل ذلك عنه كله علي رضا وهي خرجه بما يكفي الشيخ الفاضل علي رضا في تحقيقه صفة الجنة لأبي نعيم (1 / 48 ح 23)

    وحكم بإرساله البيهقي وسيأتي كلامه

    الثانية: أبو معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني ضعيف أسن واختلط كما في التقريب للحافظ (356)

    الثالثة: عون بن عبد الله بن الحارث مجهول الحال لم أجد من ترجمه ولم يجد علي رضا له ترجمة وقال علي رضا: ( بل قد ذكره السخاوي في التحفة اللطيفة ( 3374) (3/ 376) ولم يزد على قوله: ( الماضي أخوه عبد الله, روى عنه )!
    قلت: وروى عنه اكثر من واحد وهم:
    1 عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر أبو أويس الأصبحي, المديني, التيمي, القرشي ابن أبي عامر
    2 محمد بن لوط بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشي, الهاشمي
    3 محمد بن نجيح بن عبد الرحمن أبو عبد الملك المديني, السندي ابن أبي معشر
    4 نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر السندي, المدني

    فهذا الطريق ضعيف.

    الطريق الثاني: بإسناد آخر عن عون به

    أخرجه البيهقي - بالزيادة التي في آخره - في الأسماء والصفات ح 703: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ مِنْ بَنِي نَوْفَلٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (1) , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ، وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعِزَّتِي لا يَسْكُنُهَا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا دَيُّوثٌ " . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ ، فَمَا الدَّيُّوثُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الَّذِي يُيَسِّرُ لأَهْلِهِ السُّوءَ " .

    ثم قال الإمام البيهقي رحمه الله: ( هَذَا مُرْسَلٌ ، وَفِيهِ إِنْ ثَبَتَ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ الْكَتْبَ هَهُنَا بِمَعْنَى الْخَلْقِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ : خَلَقَ رُسُومَ التَّوْرَاةِ ، وَهِيَ حُرُوفُهَا ، وَأَمَّا الْمَكْتُوبُ فَهُوَ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ ، غَيْرُ بَائِنٍ مِنْهُ . ) إنتهى

    (1) قول رضي الله عنه يراد به أنه صحابي وقد مر أنه ليس بصحابي! فلعله من تصرف بعض الرواة وقد صرح البيهقي نفسه بأنه مرسل فيستحيل أن يكون من تصرفه.

    قلت:هو مرسل كما قال ومداره على الطريق السابق وإسناده أشد ضعفاً من سابقه فيه خمس علل إثنان منها في الطريق السابق! وهي:

    العلة الأولة: الإرسال ومر بيان أنه ضعيف مرسل لأن عبد الله بن الحارث أرسله عن النبي دون واسطة وليس هو بصحابي

    العلة الثانية: فيه عون ومر بيان جهالة حال عون في الطريق السابق

    العلة الثالثة: أبو نصر بن قتادة هو عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة مجهول الحال لم أجد له ترجمة وروى عنه اكثر من واحد هم:
    1 أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى أبو بكر النيسابوري, الخسروجروي, البيهقي
    2 عبد القاهر بن طاهر بن محمد أبو منصور التميمي, الإسفرائيني, البغدادي الأستاذ
    3 محمد بن الحسين بن موسى بن خالد بن سالم بن راوية بن سعيد بن قبيصة بن سراقة أبو عبد الرحمن النيسابوري, الأزدي, السلمي
    4 محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان أبو سعيد النيسابوري ابن أبي عمرو

    العلة الرابعة: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ هو إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي ضعيف يعتبر به، وحسن أحمد القول فيه لموقفه المحمود في المحنة، وأخرج له البخاري بعد أن عرض عليه أصوله كما قال مصنفوا تحرير تقريب التهذيب وهذا سرد كلام

    المحدثين فيه:
    المحدث القول
    1 أبو أحمد بن عدي الجرجاني روى عن خاله مالك أحاديث غرائب لا يتابعه أحد عليه، وعن سليمان بن بلال وغيرهما من شيوخه
    2 أبو القاسم اللالكائي كلامهم يؤول إلى أنه ضعيف
    3 أبو حاتم الرازي محلة الصدق وكان مغفلا، ومرة: كان ثبتا في حاله ومرة: كان من الثقات
    4 أحمد بن حنبل لا بأس به
    5 أحمد بن شعيب النسائي ضعيف ومرة: ليس بثقة
    6 ابن حجر العسقلاني صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه، مرة: أخرج للبخاري أصوله وأذن له أن ينتقي منها وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح ....
    7 الدارقطني لا أختاره في الصحيح
    8 الذهبي صدوق، مشهور، ذو غرائب
    9 النضر بن سلمة المروزي كذاب كان يحدث عن مالك بمسائل ابن وهب
    10 سيف بن محمد الثوري كان يضع الحديث
    11 مصنفوا تحرير تقريب التهذيب ضعيف يعتبر به، وحسن أحمد القول فيه لموقفه المحمود في المحنة، وأخرج له البخاري بعد أن عرض عليه أصوله
    12 يحيى بن معين لا بأس به، ومرة: صدوق ضعيف العقل ليس بذاك، ومرة: من طريق معاوية بن صالح: أبو أويس وابنه ضعيفان، ومرة: ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث، ومرة: مخلط يكذب ليس بشيء، ومرة: من طريق أسامة بن الدقاق: ابن أبي أويس يسوى فلسين، وفي رواية ابن محرز، قال: ضعيف

    العلة الخامسة: أبو إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ هو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ضعيف يعتبر به كما قال مصنفوا تحرير تقريب التهذيب وهذا سرد كلام الأئمة في:
    المحدث القول
    1 أبو أحمد الحاكم يخالف في بعض حديثه
    2 أبو أحمد بن عدي الجرجاني في أحاديثه ما يصح، ويوافقه الثقات عليه، ومنها مالا يوافقه عليه أحد، وهو ممن يكتب حديثه
    3 أبو بكر البيهقي ضعيف لا يحتج بروايته
    4 أبو حاتم بن حبان البستي كان ممن يخطىء كثيرا، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا هو ممن سلك سنن الثقات فيسلك مسلكهم، والذي أرى في أمره تنكب ما خالف الثقات من أخباره، والاحتجاج بما وافق الأثبات منها، وكان يحيى بن معين يوثقه مرة، ويضعفه أخرى
    5 أبو داود السجستاني صالح الحديث
    6 أبو زرعة الرازي صالح صدوق، كأنه لين، ومرة: قال: ضعيف الحديث
    7 أبو عبد الله الحاكم النيسابوري نسب إلى كثرة الوهم، و مرة ذكره في المستدرك، قال: ثقة
    8 أبو يعلى الخليلي مقارب
    9 أحمد بن حنبل صالح، ومرة: ليس به بأس أو قال ثقة، وأبوه ضعيف الحديث
    10 أحمد بن شعيب النسائي ليس بالقوي، ضعيف، وإسماعيل ابنه أضعف منه
    11 أحمد بن صالح الجيلي ثقة
    12 ابن أبي حاتم الرازي يكتب حديثه، ولا يحتج به، وليس بالقوي
    13 ابن حجر العسقلاني صدوق يهم
    14 ابن عبد البر الأندلسي سيئ الحفظ يخالف في بعض حديثه
    15 الدارقطني ليس بالقوي، وبعض حديثه عن الزهري فيه شيء
    16 علي بن المديني كان عند أصحابنا ضعيفا
    17 عمرو بن علي الفلاس فيه ضعف، وهو عندهم من أهل الصدق
    18 مصنفوا تحرير تقريب التهذيب ضعيف يعتبر به
    19 يحيى بن معين صالح، ولكن حديثه ليس بذاك الجائز، ومرة: ليس بقوي، ومرة قال: ضعيف الحديث، ومرة: صدوق وليس بحجة، ومرة: يسرق الحديث، يقول الدكتور أحمد محمد نزر سيف: اختلف فيه قول يحيى بن معين، ويبدو أن الأخير من قوله فيه تحسين حاله، نقل البغداديون ما يدل على ذلك، كما ورد ...
    20 يعقوب بن شيبة السدوسي صدوق وصالح الحديث والى الضعف ما هو.

    وباقي رجاله ثقات.

    قلت: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ أشد ضعفاُ من سابقه كما ترى ومداره على الطريق السابق فهما يشتركان في جهالة حال عون وإرسال عبد الله بن الحارث وهو ليس بصحابي

    وقد أعل الشيخ علي رضا الحديث بأبي معشر وجهالة عون والإرسال بعد أن ذكره من طريق الأسماء والصفات للبيهقي - وهو الطريق الثاني في تخريجي - ومن طريق أبي نعيم - وهو الطريق الأول في تخريجي - فأوهم تصرفه أن أبي معشر مذكور أيضاً في إسناد اللبيهقي في الأسماء والصفات!

    وهذا وهم أو اختصار مخل.

    ثم وقفت على طريق آخر! لم يذكره علي رضا في تحقيقه صفة الجنة لأبي نعيم (1 / 48 ح 23) وهو الطريق الثالث:

    الطريق الثالث:

    أخرجه الخطيب البغدادي في كتابه ( موضح أوهام الجمع والتفريق) في ( أوهام أبي بكر الشيرازي ) ( باب الجيم ) ( ذكر جعفر بن جسر بن فرقد القصاب البصري ) ح 691: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَاب ُورِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ السَّاجِيُّ ، حَدَّثَنَا شَبَّانُ بْنُ جِسْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ بِيَدِهِ : خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَخَطَّ التَّوْرَاةَ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَخَلَقَ الْجَنَّةَ فَشَقَّ أَنْهَارَهَا ، وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا ، وَتَدَلَّتْ ثِمَارُهَا ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُمَا نَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : حَرَامٌ عَلَيْكِ أَنْ يَدْخُلَكِ خَمْسَةٌ : الْمُخَنَّثُونَ الْمُتَشَبِّهُو نَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ ، وَالْمُخَنَّثَا تُ الْمُتَشَبِّهَا تُ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ، وَالدَّيُّوثُ ، وَالْعَاقُّ ، وَالسِّكِّيرُ حَتَّى يَصْحُوَ " . قَالَ التَّيْمِيُّ : وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يَجْلِبُ عَلَى امْرَأَتِهِ .

    قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً لا يُفرَحُ به في أربعة علل لا يصلح في الشواهد وهذه علله الأربع:

    العلة الأولى: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ ضعيف وهذا سرد كلام المحدثين فيه:
    المحدث القول
    1 أبو الفرج بن الجوزي لا يعرف فيه إلا الخير والدين ، وقال بعد إيراد كلام الخطيب فيه : هذا لا يوجب القدح لأنه إذا تيقن سماعه للكتاب جاز أن يكتب سماعه بخطه لإجلال الكتب
    2 أبو طاهر السلفي كان مع عسره متكلما فيه ، لأنه حدث بكتاب الزهد لأحمد بعدم أصله ، من غير أصل ، فتكلم فيه لذلك
    3 الخطيب البغدادي كان سماعه للمسند من القطيعي صحيحا إلا في أجزاء فإنه ألحق اسمه فيها، وكثيرا يعرض علي أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فاذكر له أنسابهم فيلحقها في تلك الأحاديث ويزيدها في أصوله موصولة بالأسماء وكنت أنكر عليه هذا الفعل فلا يتنهي عنه
    4 الذهبي الإمام العالم ، مسند العراق ، صاحب حديث وطلب ، وغيره أقوى منه ، وأمثل منه
    5 شجاع الذهلي كان شيخا عسرا في الرواية ، وسمع حديثا كثيرا ، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية ، كأنه خلط شيئا من سماعه

    العلة الثانية: محمد بن سعدان الساجي هو القرشي المدني مجهول الحال وهذا سرد كلام المحدثين فيه:
    المحدث القول
    1 أبو حاتم الرازي شيخ
    2 أبو حاتم بن حبان البستي يروى عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع روى عنه محمد بن عمر بن على بن أبي بكر الكتاني من حديث أبي حاتم الرازي
    3 محمد بن إسماعيل البخاري ذكره في التاريخ الكبير، وأشار إلى أنه سمع أباه، وروى عنه معن بن عيسى

    قلت: وروى عنه اثنان هما:
    1 أحمد بن مروان بن محمد بن مالك أبو بكر الدينوري الخياش
    2 محمد بن نوح بن عبد الله أبو الحسن الجنديسابوري الحنك

    العلة الثالثة: شَبَّانُ بْنُ جِسْرٍ هو جعفر بن جسر بن فرقد البصري القصاب ويلقب بـ ( شبان ) وهو متروك وقد جعله الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله من أوهامه ولذا ذكره في كتابه ( موضح أوهام الجمع والتفريق ) وبوب له على هذا الحديث الذي اخرجه هو - ومر مصرده - بقوله: (ذكر جعفر بن جسر بن فرقد القصاب البصري ) اهـ

    قلت: وهذا سرد كلام أئمة الحديث فيه:
    المحدث القول
    1 أبو أحمد بن عدي الجرجاني لم أر للمتكلمين في الرجال فيه قولا ولا أدري كيف غفلوا عنه، لأن عامة ما يرويه منكر، وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه فإن أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء لأني لم أر يروي جعفر عن غير أبيه
    2 أبو الفرج بن الجوزي ذكر له حديثا فى الموضوعات واتهمه بوضعه
    3 أبو جعفر العقيلي حفظه فيه اضطراب كثير، حدث بمناكير، وكان يذهب إلى القدر
    4 أبو حاتم الرازي شيخ
    5 أبو حاتم بن حبان البستي يعتبر بحديثه إذا روى عن غير أبيه
    6 البوصيري مجمع على ضعفه، ولم أر من وثقه
    7 زكريا بن يحيى الساجي حدث بمناكير وكان يذهب إلى القدر

    العلة الرابعة: أبوه جسر بن فرقد البصري القصاب ضعيف كادت تجمع كلمة الأئمة علة ذلك وهذا سرد كلام المحديثين فيه:
    المحدث القول
    1 أبو أحمد بن عدي الجرجاني ضعيف، وعامة ما يرويه من المناكير، له أحاديث يرويها عنه غير ابنه صالحه مستقيمه وهو في الضعفاء وابنه كذلك وعامة أحاديثه غير محفوظة
    2 أبو بكر البزار لين الحديث، وقد روى عنه أهل العلم وحدثوا عنه
    3 أبو جعفر العقيلي في حفظه اضطراب شديد، وكان يذهب إلى القدر، وحدث بمناكير، وذكر له حديثا وقال: والرواية في هذا المتن فيها لين
    4 أبو حاتم الرازي ليس بالقوي كان رجلا صالحا
    5 أبو حاتم بن حبان البستي كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعهد الحديث فأخذ يهم إذا روى ويخطيء إذا حدث حتى خرج عن حد العدالة
    6 أبو دواد السجستاني ضعيف
    7 أحمد بن شعيب النسائي ضعيف
    8 الدارقطني متروك، وليس بالقوي
    9 زكريا بن يحيى الساجي صدوق ضعيف الحديث
    10 سعيد بن عامر الضبعي الثقة الأمين
    11 محمد بن إسماعيل البخاري ليس بذاك، ومرة: ليس بقوي
    12 يحيى بن معين ليس بشيء ولا يكتب حديثه، ومرة: لا شيء

    وباقي رجاله ثقات.

    قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً لا يُفرَحُ به في أربعة علل لا يصلح في الشواهد كما اسلفت

    فالحديث ضعيف مرفوعاً

    وعزاه الإمام ابن القيم في حادي الأرواح ص 107 للدارمي والنجار - ولعله النجاد كما ذكر علي رضا - من طريق ابي معشر به - كما في الطريق الأول في تخريجي للمرفوع - وضعف ابن القيم المرفوع وصحح الموقوف ثم ذكر اثر ابن عمر الذي خرجتُه ونقل هذا كله علي رضاجزاه الله خيراً وهذا نص كلام ابن القيم

    وهذا كلام ابن القيم إذ يقول في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 107): ( وقد ذكر الدارمي والنجار وغيرها من حديث أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن متكلم فيه عن عون بن عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن أخيه عبد الله بن أبيه عبد الله بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده ثم قال وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث" قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث قال: "الذي يقر السوء في أهله" قلت المحفوظ أنه موقوف, قال الدارمي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبيد بن مهران حدثنا مجاهد قال قال عبد الله بن عمر: " خلق الله أربعة أشياء بيده العرش والقلم وعدن وآدم عليه السلام، ثم قال لسائر الخلق كن فكان" ) إنتهى

    قلت وفي الباب اثران مقطوعان صحيحا الإسناد عن حكيم بن حزام وكعب الأحبار - ولا يصلح المقطوع في الشواهد - هما:

    الأول: رواه الآجري في الشريعة (3/ 1183 ح757 ): وَحَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: " أُخْبِرْتُ أَنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَمَسَّ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ: غَرَسَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ , وَجَعَلَ تُرَابَهَا الْوَرْسَ وَالزَّعْفَرَان َ , وَجِبَالَهَا الْمِسْكَ , وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ "

    الثاني: عن كعب الأحبار أخرجه الآجري في الشريعة (3/ 1185 ح 759): وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ ,: أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَمَسَّ بِيَدِهِ إِلَّا ثَلَاثَةً: خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ , وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ , وَغَرَسَ الْجَنَّةَ بِيَدِهِ , ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمِي: فَقَالَتْ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1]

    وصححهما الألباني في مختصر العلو للعلي العظيم (ص: 129 - 130 ح 104) فقال الألباني: ( قلت: أخرجه الآجري في "الشريعة" "ص303" وإسناده صحيح، وقد أخرجه عبد الله في "السنة" "ص68" نحوه، لكن ليس فيه ذكر المس وغرس الجنة، وصححه المؤلف أيضا في "الأربعين" "ق179/ 2". ورواه بتمامه عن عكرمة وسنده ضعيف. وعن خالد بن معدان نحوه.
    وأخرج الدارمي "ص35" عن ميسرة قال: فذكره مثله. ورجاله ثقات.
    وعن أنس عن كعب قال: فذكره. وسنده صحيح. وخرجه الآجري أيضا. )إنتهى

    قلت وفيهما ( وغرس الجنة بيده ) وليس فيهما ما في هذا المرفوع الضعيف بلفظ ( وغرس الفردوس بيده )!

    وهنا أمران يهمني التنبيه عليهما هما:

    الأمر الأول بشأن كلام البيهقي:

    وذلك قول البيهقي تعليقاً على متن الحديث في الأسماء والصفات له ح 703: ( وَفِيهِ إِنْ ثَبَتَ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ الْكَتْبَ هَهُنَا بِمَعْنَى الْخَلْقِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ : خَلَقَ رُسُومَ التَّوْرَاةِ ، وَهِيَ حُرُوفُهَا ، وَأَمَّا الْمَكْتُوبُ فَهُوَ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ ، غَيْرُ بَائِنٍ مِنْهُ . ) إنتهى

    فأقول الرد من وجهان هما:

    الأول: هذا ليس منهج السلف الصالح في التعامل مع نصوص الصفات في القرآن والسنة! فعفا الله عن الإمام البيهقي - والكلام هنا عنده على التسليم بصحة ذلك - فلم يصب الحق في كلامه عن كتابة الله للتوراة حين فسرها بأنها خلق رسوم أحرف التوراة!!! فهذا تعطيل ظاهر وذلك أن نصوص الصفات تُمَرُّ كما جائت على ظاهرها دون تعطيل ولا تمثيل كما هو شأن السلف فهو كتبها على الحقيقة دون تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف أما تفسيرها بغير ما يعني الكتابة عند العرب بأنها خلق رسوم الأحرف في كتاب التوراة فهذا باطل وتعطيل وكذا من الباطل أن يعتقد ان ذلك كتابة الرجل لكتابه فهذا تمثيل وأهل السنة وسط بين فرق هذه الأمة بين المعطلة والممثلة فنثبا الصفات ومنها الكتابة للتوراة دون تمثيل ولا تعطيل.

    الثاني: أنه قد صح في السنة في الحديث المرفوع أن الله ( كتب التوراة بيده ) وفي لفظ ( خط لك ) فالخط والكتابة ليست خلقاً في كلام العرب وكلا اللفظين والأخير أصرح وفيه الرد على كلام البيهقي عفا الله عنه وعلى المعطلة ممن يحملون معنى الكتابة على اخلق صور الحروف! في أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيها وسيأتي البيان في الأمر الثاني.

    الأمر الثاني بشأن متن الحديث وهل صح معناه او بعض معناه في أحاديث أحرى:
    أقول الحديث حوى ثلاث ألفاظ هي: ( خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ) ( وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ) ( وَغَرَسَ الْفِرْدَوْسَ بِيَدِهِ) وسنقف معها من حيث ثبوت المعنى من عدمه وهذا البيان والله المستعان:

    أما لفظ ( خلق ادم بيده ) فصحيح المعنى فقد ثبت في القرآن أن الله خلق آدم بيدَيه وذلك في قوله تعالى حكاية عن نفسه:{ قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} [ص: 75]
    وفي السنة ثبت أنه خلقه بيده – ولا يناقض كونه خلقه بيده الذي مر في الآية لأنه وجه في اللغة يقول صنعته بيديَّ ويقول صنعته بيدِي والمراد واحد - من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه ح 3340 ومسلم في صحيحهه (1/ 180 ح 193) عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَجْتَمِعُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ .....)
    ورواه البخاري في صحيحه ح 3340 وح 4712 ومسلم في صحيحه ح 194عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً، ثُمَّ قَالَ: " أَنَا سَيِّدُ القَوْمِ يَوْمَ القِيَامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ [ص:135] الدَّاعِي، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ، إِلَى مَا بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ …)
    ومر اثر ابن عمر وله حكم الرفع ومر تخريجه ( خلق الله أربعة أشياءٍ بيده: العرش والقلم وعَدْن وآدم ثم قال لسائر الخلق: كُنْ , فكان )

    أما لفظ ( وكتب التوراة بِيَدِه ) فصححيحة المعنى أيضاً فقد صح في الحديث المرفوع كتابة الله التوراة بيده وفي لفظ خط لك بيده - وفيه الرد على البيهقي - روى ذلك البخاري في صحيحه ح 6614 عن أبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " ثَلاَثًا قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
    ورواه مسلم في صحيحه (4/ 2043 ح 2652) عن أبي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»
    ثم قال الإمام مسلم بعده: ( وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: خَطَّ، وقَالَ الْآخَرُ: كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ .)
    والحديث رواه غير الشيخين.

    أما زيادة ( وغرس الفردوس بيده ) فلا تصح معنىً ولا ثبتت في حديث صحيح وقد بحثت عنه كثيراً ولا يوجد مرفوعا ولا موقفاً بهذا اللفظ فلا تصح لفظة ( غرس الفردوس ) التي في المرفوع الضعيف ونحوها ( غرس الجنة ) في المقطوعَين

    فأما الفردوس فهي ( ربوة الجنة وهي أوسطها وأحسنها ) كما في الحديث الصحيح راجع تخريجه في الصحيحية للألباني ح 2003 والفردوس ليست جميع الجنة! بل أعلاها - ولذا وصفها عليه الصلاة والسلام بـ ( ربوة الجنة )- أي أعلاها - وأوسطها وأحسنها وحسب لا جميع الجنة فتأمل ذلك جيداً

    ثم هذا اللفظ مع ضعفه سنده مخالفٌ لما في اثر ابن عمر ففيه لفظ ( خلق عدن بيده ) وفي لفظ ( خلق جنة عدن بيده ) وهو صحيح وله حكم الرفع كما أسلفت وبهذا يتضح سبب ضعف معنى ( وغرس الفردوس بيده ) لأن أثر عمر صريح في أن الله خلق الجنة كلها بيده وليس الفردوس وحده كما أفاد المرفوع والمقطوعين الضعيفين ونحوهما من آثار مقطوعة.

    تنبيه: جنة عدن هو اسم للجنة جميعها لا جنة من جنانها ولا درجة خاصة فيها بل هو من باب إضافة الصفة للموصوف وذلك أن جميع الجنة هي جنة عدن وكذا لأنها جنات كثيرة سماها الله بـ ( جنات عدن ) في بعض آية القرآن ولاحتواء الجنة على جنات كثيرة أي بساتين وحدائق كثيرة تستر من فيها لكثرة أغصانها لذا سُمِّيَتْ الجنة بالجنات اي لكثرة جنانها ولذا قال جل وعلا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) } جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) [سورة البينة: 6 و7 و8] فالآيات لم تفرق بين اهل الكفار في دخولهم جهنم وهي النار كما لم تفرق بين المؤمنين في دخولهم جنات عدن وهي الجنة نعم هنالك درجات لكن ليست جنة عدن منها لأن الجنة كلها جنات عدن ولذلك تُسمَّى بجنة عدن فلا يظنن ظان أن عدن او جنة عدن أو جنات عدن هي جنات خاصة اي درجات خاصة لصالحين اعلا درجةً فهذا وهم باطل وإنما هي الجنة جميعها واسمٌ لها.
    ومر حديث الصحيحين في محاجَّة موسى وآدم في استشهادنا لمعنى زيادة ( وكتب التوراة بيده ) وفيه بلفظ ( كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ .).
    ومر اثر ابن عمر الموقوف الذي له حكم الرفع بلفظ: ( خلق الله أربعة أشياءٍ بيده: العرش والقلم وعَدْن وآدم ثم قال لسائر الخلق: كُنْ , فكان ) وهو صحيح مر تخريجه وذكر من صححه في تعليقي على ح 16 من صفة الجنة لأبي نعيم ت علي رضا.

    منقول من عمر الزهيري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •