السؤال:
♦ الملخص:
رجل أُصيب بداء الوسوسة في الطهارة، ويشك في نجاسة كل شيء حوله، فقد كان في شبابه يمارس العادة السرية بكثرة ولا يتطهر منها، ولا يغسل يديه، ويستعملها في أغراضه، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كنت شابًّا طائشًا جاهلًا بدينه؛ فكنت لا أصلي، وأمارس العادة السرية لسنوات طويلة يوميًّا، في فراشي وعلى أرضية غرفتي، وكنت لا أهتم بالطهارة في شيء، فلا أغسل يدي من نجاسة المني والمذي، وألمس بها كل أغراضي وكل شيء في بيتي؛ كالحاسوب والتلفاز ومقابض الأبواب ومفاتيح الكهرباء، حتى إنني كنت ألمس بها وثائقي المهمة.
وبعد مرور حوالي خمس سنوات أصبحت أهتم بالطهارة، ومنذ عام ونصف أصبحت أهتم أكثر مما مضى، فأُصبت بداء الوسوسة في الطهارة، وشعرت أن هذا عقاب لي من الله عز وجل؛ لأن فراشي وأغراضي لم أكن وحدي من يستخدمها، إنما كان يستعملها العائلة والأضياف أيضًا، فأصبحت شاكًّا في كل شيء حولي، وكلما لمست شيئًا في المنزل أذهب لأغسل يدي، ولو أتى شخص بشيء من خارج المنزل أشك في طهارته، حتى أصبحت أشك في طهارة الأطفال، وأصبحت مع كل حركة أذهب لغسل يدي، أصبحت حياتي كالجحيم، وقد تابعت الفتاوى في المواقع، لكني لم أستوعب، وخاصة أن جميعها تقول: يجب المباشرة في تطهير النجاسة وبالماء؛ لذا لدي بعض الأسئلة:
هل سيغفر لي ربي على هذا الذنب العظيم؟
ما حكم الأغراض التي كنت أستعملها في تلك السنوات، هل تكون قد تطهرت مع مرور الزمن، خاصة الخزانة وأدراجها، والطاولات وأدراجها، والتلفاز ولوازمه، والحاسوب ولوازمه.
هل عليَّ غسل أغراض غرفتي كلها؟ وإن كان كذلك، فإن عليَّ غسل جميع المنزل؛ لأن أغراضي كانت تستعمل من جميع أفراد العائلة، وهناك أغراض لا تقبل الغسل؛ مثل: الوثائق والأجهزة الإلكترونية، فهل تزول النجاسة بمجرد مسح غبار الطاولات والأجهزة الإلكترونية بقطعة قماش؟ وهل تكون النجاسة قد انتقلت إلى أغراض أخرى بسبب تلك قطعة القماش؛ لأننا نستعمل نفس الأغراض التي ننظف بها الغرف؟ ماذا عليَّ أن أفعل؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مرحبًا بك أخي الكريم:
أولًا: بالنسبة للتوبة فإن باب التوبة مفتوح، والله تعالى غفور رحيم، وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعًا، وكلنا يعرف قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم تاب، فتاب الله عليه.
فإياك أخي الكريم أن يجرَّك الشيطان لليأس، فهذا ما يريده منك إبليس اللعين، بل عليك بإحسان الظن بالله تعالى.
ثانيًا: بالنسبة للأشياء التي كنت تضع يدك عليها فإنها لا تتنجس؛ لأن المني طاهر على الصحيح، وليس بنجس، نعم المني يُغتسل منه، ولكن لا يعني هذا نجاسته، بل هو طاهر على الصحيح.
ثم لو قلنا بالقول الآخر الذي يقول بأن المني نجس، فإن الشيء لا يُحكم بنجاسته إلا إذا ظهرت فيه النجاسة؛ يعني أن الإنسان إذا كانت على يديه نجاسة ثم أمسك بشيء، وهذا الشيء لم تظهر فيه النجاسة، فهذا الشيء يكون طاهرًا ليس بنجس.
وعليه أخي الكريم، فلا داعيَ لِمَا أنت فيه من الشكوك، بل تُبْ إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وأقْبِلْ على حياتك بإيجابية، ودَعْ هذه الأمور الماضية ولا تلتفت إليها.
وفَّقنا الله وإياك لكل خير.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6XccD2kT5