تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أخطاء يقع فيها بعض المصلين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,453

    افتراضي أخطاء يقع فيها بعض المصلين

    أخطاء يقع فيها بعض المصلين (1)




    تحدثنا في اللقاء الماضي عن صفة الصلاة، وحديثنا اليوم عن أخطاء يقع فيها بعض المصلين؛ فنذكرها على سبيل الإيجاز والاختصار لنتجنَّبها، وننبه بها غيرنا، فمن تلك الأخطاء:
    ♦ الجهر بالنيَّة عند ابتداء الصلاة، وهو بدعة، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، والنية مكانها القلب ولا يُشرع التلفظ لها.

    ♦ ومن الأخطاء: أن بعض الناس إذا دخل المسجد والإمام راكع، كبَّر تكبيرة الإحرام وهو منحنٍ للركوع، وهذا مُبطلٌ للصلاة؛ لأن تكبيرة الإحرام يجب أن يأتي بها قائمًا، ثم يكبِّر للركوع ويركع، ولو استعجل فترك تكبيرة الركوع واكتفى بتكبيرة الإحرام وهو قائم، أجزأته صلاتُه.


    ♦ ومن الأخطاء: الإسراع والركض في الذهاب إلى الصلاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [رواه البخاري]، فالسنة أن يمشي متأنيًا كمشيه المعتاد.


    ♦ ومن الأخطاء: عدم تسوية الصفوف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ» [رواه البخاري ومسلم]، والمعتبر في تسوية الصف: محاذاة المناكب (وهي الأكتف) في أعلى البَدَن، والأكعُب في أسفل البَدَن (والكعب هو المفصل الذي يربط الساق بالقدم).


    ♦ ومن الأخطاء: إتيان المسجد بعد أكل الثوم أو البصل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْن َا»، أَوْ قَالَ: «فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ» [متفق عليه]، ويُلْحق به ما له رائحة كريهة تؤذي المصلين كالدخان، فهو مُنكرٌ في ذاته، وأذية المصلين برائحته منكرٌ آخر.


    ♦ ومن الأخطاء: تشبيك الأصابع في الصلاة أو عند الخروج إلى المسجد، وهو مكروه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ» [رواه أبو داود وصححه الألباني].


    حمانا الله من الخطأ والزلل، وعفا عن تقصيرنا، نكتفي بهذا القدر، ونكمل الحديث بمشيئة الله في اللقاء القادم.


    ______________________________ ________
    الشيخ: تركي بن إبراهيم الخنيزان
    المصدر: كتاب عطر المجالس



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,453

    افتراضي رد: أخطاء يقع فيها بعض المصلين

    أخطاء يقع فيها بعض المصلين (2)





    نواصل حديثنا الذي بدأناه في اللقاء الماضي، عن أخطاء بعض المصلين:
    ♦ فمن تلك الأخطاء: ترك التزيُّنِ للصلاة، فبعض الناس يحضرون إلى الصلاة وخاصة صلاة الفجر بملابس النوم أو بملابس رديئة لا يلبسونها في مكان عملهم أو مناسباتهم، وقد قال الله عز وجل: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ» [الأعراف: 31].

    ♦ ومن الأخطاء: الاستناد إلى جدار أو عمود أثناء القيام في صلاة الفريضة، من غير عذر، وهذا مُبطلٌ للصلاة؛ وذلك لأن القيام مع القدرة ركنٌ من أركان الصلاة.

    ♦ ومن الأخطاء: رفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة، وهو محرمٌ؛ لما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنهم: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ - فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ -: «لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ».

    ♦ ومن الأخطاء: قول بعض المأمومين عند قراءة الإمام: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: استعنَّا بالله، وهذا مخالفٌ للسنة، وعدَّه الإمام النووي رحمه الله من البِدَع.

    ♦ ومن الأخطاء: رفع المأموم صوته بالقرآن والأذكار في صلاة الفريضة، فيُشوِّش على من بجانبه من المُصلين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ فَلا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ فتُؤذوا المؤمنين» [صححه الألباني].

    ♦ ومن الأخطاء: عدم تأمين بعض المأمومين مع الإمام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا، فإنه من وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه». وقال ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «آمين»؛ [رواه البخاري].


    رزقنا الله الفقه في الدين واتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، نكتفي بهذا القدر، ونكمل الحديث بمشيئة الله في اللقاء القادم.
    ____________________________
    الشيخ: تركي بن إبراهيم الخنيزان





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,453

    افتراضي رد: أخطاء يقع فيها بعض المصلين

    أخطاء يقع فيها بعض المصلين (3)






    نستكمل حديثنا عن أخطاء بعض المصلين في الصلاة:
    فمن تلك الأخطاء: انتظار المسبوق للإمام إن كان ساجدًا أو جالسًا حتى يقوم، والمشروع الدخول معه في أي ركن؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [رواه البخاري].

    ومن الأخطاء التي تُبطل الصلاة: عدم السجود على الأعضاء السبعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: « «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْ نِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ» »؛ [متفق عليه]، فبعضهم إذا سجد رفع قدميه قليلًا عن الأرض، أو وضع إحداهما على الأخرى، وبعضهم لا يُمكِّن أنفه أو جبهته من الأرض، وهذا مُبطل للصلاة.

    ومن الأخطاء في السجود: أن يلصق ذراعيه بالأرض، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قال: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ» [متفق عليه]، والمقصود بالاعتدال: التوسط بين الانفراش، وبين القبض والتقوس. ويُسنُّ التجافي والتباعُد في السجود، وصفته: أن يرفع مِرفقيْه، ويُباعد عضُديه عن جنبَيْه، ويرفع بطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، يفعل ذلك قدر استطاعته وبلا مبالغة، وبما لا يكون معه أذيَّة لمن بجانبه.

    ومن الأخطاء: عدم متابعة الإمام في أفعال الصلاة، كمن يُسابق الإمام أو يوافقه أو يتأخر عنه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا» [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَوْ لَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ الله رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ الله صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ» [رواه البخاري].

    جعلنا الله من السالكين لدروب العلم النافع، المستضيئين بنوره، نكتفي بهذا القدر ونكمل الحديث بمشيئة الله في اللقاء القادم.
    ______________________________
    الشيخ: تركي بن إبراهيم الخنيزان
    المصدر: كتاب عطر المجالس





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,453

    افتراضي رد: أخطاء يقع فيها بعض المصلين

    أخطاء يقع فيها بعض المصلين (4)






    نكمل حديثنا عن أخطاء بعض المصلين؛ تذكيرًا لأنفسنا وتنبيهًا لغيرنا:


    فمن الأخطاء المبطلة للصلاة: عدم تحقيق الطمأنينة في الصلاة، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ المسجدَ، فدخلَ رجلٌ فصلَّى، فسلَّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ، وقال: «ارجعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لم تُصَلِّ».

    فرجعَ يُصلِّي كما صلّى، ثم جاءَ، فسلَّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «ارجعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ»، حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فقال: والذي بعثَكَ بالحقِّ، ما أُحْسِنُ غيرَهُ، فعَلِّمْنِي؟ فقال: «إذا قمتَ إلى الصلاةِ فكَبِّرْ، ثم اقرأْ ما تيسَّرَ معكَ من القرآنِ، ثم ارْكَعْ حتى تطمئِنَّ راكعًا، ثم ارفعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجُدْ حتى تطمئِنَّ ساجدًا، ثم ارفعْ حتى تطمئِنَّ جالسًا، وافعلْ ذلكَ في صلاتِكَ كُلِّهَا»؛ [رواه البخاري]، وتحصل الطمأنينة باستقرار الأعضاء وسكونها في كل ركن فعلي كالركوع والسجود والقيام والجلوس.

    ومن الأخطاء المبطلة للصلاة: عدم التلفظ وتحريك اللسان بأذكار الصلاة، فيقرأ الفاتحة وغيرها من الأذكار كالتسبيح والتكبير، يقرؤها في قلبه دون أن يتلفظ بها بلسانه، وهذا خطأ مُبطلٌ للصلاة، والواجب أن يتلفظ بذلك ويحرك به لسانه، وأما من لا يُحرك لسانه، فهذا تفكُّر وليست قراءة.

    ومن الأخطاء: رفع الرأس وخفضه بين التسليمتين، وهذا لم يرد في السنة ولا عن أحد من أهل العلم.

    ومن الأخطاء: المداومة على مصافحة المصلي لمن بجواره بعد السلام من الصلاة مباشرة، وقول: تقبل الله، أو حَرَمًا، وهذا غير مشروع وهو من المُحدَثات.

    ومن الأخطاء: أن يقوم المسبوق لقضاء ما فاته، قبل أن يُسلِّم الإمامُ التسليمة الثانية.


    ومن الأخطاء: إقامة جماعةٍ ثانية في المسجد والإمام ما زال في صلاته، وقد نهى أهل العلم عن ذلك لما فيه من تفريق المسلمين، وتشويش بعضهم على بعض.

    جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، نكتفي بهذا القدر، ونكمل الحديث بمشيئة الله في اللقاء القادم.
    ____________________________

    الداعية: تركي بن إبراهيم الخنيزان



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •