المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطابي
جزاك الله خيرا أخي الكريم
هذا الذي ذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ونسبه إلى أهل السنة هو ما قصدته وهو قوله: .. عند من لا يقول بكفر تارك الصلاة يقولون هذا لا صلى ولا صام ولا زكى ولا حج ولكنه برّ والديه تقربا إلى الله يقولون هذا عمل صار إيمانه تبعه عمل الذي هو عمل بدني تقرب به إلى الله.
الخلاف مع المرجِئة ليس في ترْك الصلاة أو الصيام، أو الزكاة أو الحج؛ وإنما الخلاف في ترْك جميع الواجبات؛ أي: ترْك العمل بالكلية
هذا الذي ذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ونسبه إلى أهل السنة هو ما قصدته وهو قوله: .. عند من لا يقول بكفر تارك الصلاة يقولون هذا لا صلى ولا صام ولا زكى ولا حج ولكنه برّ والديه تقربا إلى الله يقولون هذا عمل صار إيمانه تبعه عمل الذي هو عمل بدني تقرب به إلى الله.
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح الطحاوية: العمل عند أهل السنة والجماعة داخل في مسمى الإيمان؛ يعني أنَّ الإيمان يقع على أشياء مجتمعة وهي الاعتقاد والقول والعمل، ولذلك من ترك جنس العمل فهو كافر؛ لأنَّهُ لا يصحّ إسلام ولا إيمان إلا بالإتيان بالعمل ... اهــ
وقال فى بيان هذه المسألة
عمل الجوارح والأركان- هو مما أمَرَ الله - عز وجل - به في أن يُعْتَقَدَ وجوبُهُ أو يُعْتَقَدَ تحريمه من جهة الإجمال والتفصيل.
يعني أنَّ الأعمال التي يعملها العبد لها جهتان:
1- جهة الإقرار بها.
2- وجهة الامتثال لها.
وإذا كان كذلك فإنَّ العمل بالجوارح والأركان، فإنه إذا عَمِلَ:
- فإما أن نقول: إنَّ العمل داخِلٌ في التصديق الأول؛ التصديق بالجنان.
- وإما أن نقول: إنه خارجٌ عن التصديق بالجنان.
& فإذا قلنا إنَّهُ داخلٌ في التصديق بالجنان -يعني العمل بالجوارح باعتبار أنَّهُ إذا أقَرَّ به امتثل- فإنه يكون التصديق إذاً ليس تصديقاً، وإنما يكون اعتقاداً شاملاً للتّصديق وللعزم على الامتثال، وهذا ما خَرَجَ عن قول وتعريف الحنفية.
& والجهة الثانية أنَّ العمل يُمتَثَلُ فعلاً فإذا كان كذلك كان التنصيص على دخول العمل في مسمى الإيمان هو مقتضى الإيمان بالآيات وبالأحاديث، لأنَّ حقيقة الإيمان فيما تُؤْمِنُ به من القرآن في الأوامر والنواهي في الإجمال والتفصيل أنَّكَ تؤمن بأنّ تَعْمَلْ، وتؤمن بأن تنتهي، وإلا فلو لم يدخل هذا في حقيقة الإيمان لم يحصل فرقٌ ما بين الذي دخل في الإيمان بيقين والذي دخل في الإيمان بنفاق.
يُبَيِّنُ لك ذلك أنَّ الجهة هذه وهي جهة انفكاك العمل عن الاعتقاد، انفكاك العمل عن التصديق هذه حقيقةً داخلةٌ فيما فَرَّقَ الله - عز وجل - به فيما بين الإسلام والإيمان.
ومعلومٌ أنَّ الإيمان إذا قلنا إنَّهُ إقرارٌ وتصديق فإنه لابد له من إسلام وهو امتثال الأوامر والاستسلام لله بالطاعات.
لهذا نقول إن مسألة الخلاف هل هو لفظي أو هو حقيقي راجعة إلى النظر في العمل.
هل العمل داخلٌ امتثالاً فيما أمر الله - عز وجل - به أم لم يدخل امتثالاً فيما أمر الله - عز وجل - به؟
والنبي صلى الله عليه وسلم بَيَّنَ أنه يأمُرُ بالإيمان «آمركم بالإيمان بالله وحده»(1)، والله - عز وجل - أمر بالإيمان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا}[النساء:136]. فالإيمان مأمور به، وتفاصيل الإيمان بالاتفاق بين أهل السنة وبين مرجئة الفقهاء يَدْخُلُ شُعَبْ الإيمان، يَدْخُلُ فيها الأعمال الصالحة؛ لكنها تَدْخُلُ في المُسَمَّى من جهة كونها مأموراً بها، فمن امتثل الأمر على الإجمال والتفصيل فقد حَقَّقَ الإيمان، وإذا لم يمتثل الأمر على الإجمال والتفصيل فإنه بعموم الأوامر لا يدخل في الإيمان.
وهذه يكون فيها النظر مُشْكِلَاً من جهة:
هل يُتصوَّرْ أن يوجد أحد يؤمن بالإيمان، يؤمن بما أنزل الله - عز وجل - ولا يفعل خيراً البتة، لا يفعل خيراً قط، لا يمتثل واجباً ولا ينتهي عن محرم مع اتساع الزمن وإمكانه؟؟
في الحقيقة هذا لا يُتَصَوَّرْ أن يكون أحد يقول أنا مؤمن ويكون إيمانه صحيحاً ولا يعمل صالحاً مع إمكانه، لا يعمل أي جنس من الطاعات خوفا من الله - عز وجل -، ولا ينتهي عن أي معصية خوفا من الله - عز وجل -، هذا لا يُتصَوَّرْ.
ولهذا حقيقةً المسألَةُ تَرْجِعُ إلى الإيمان بالأمر، الأمر بالإيمان في القرآن وفي السنة كيف يؤمن به؟ كيف يحققه؟
يحقق الإيمان بعمَلٍ، بِجِنْسِ العمل الذي يمتثل به، فَرَجَعَ إذاً أن يكون الامتثال داخل في حقيقة الإيمان بأمره، وإلا فإنه حينئذ لا يكون فرقاً بين من يعمل ومن لا يعمل.
لهذا نقول إن الإيمان الحق بالنص، بالدليل يعني بالكتاب والسنة بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه لابد له من امتثال، وهذا الامتثال لا يُتَصَوَّرُ أن يكون غير موجودٍ للمؤمن، أن يكون مؤمن ممكن أن يعمل ولا يعمل البتة.
وإذا كان كذلك، كان إذاً جزءاً من الإيمان لـ:
- أولا لدخوله في تركيبه.
- والثاني أنه لا يُتَصَوَّرْ في الامتثال للإيمان والإيمان بالأمر أن يؤمن ولا يعمل البتة.
إذاً فتحَصَّلْ من هذه الجهة أنّ الخلاف ليس صورياً من كل جهة؛ بل ثَمَّ جهة فيه تكون لفظية، وثَمَّ جهة فيه تكون معنوية.
والجهات المعنوية والخلاف المعنوي كثيرة متنوّعة، لهذا قد ترى من كلام بعض الأئمة من يقول أنَّ الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة صوري؛ لأنهم يقولون العمل شرط زائد لا يدخل في المسمى، وأهل السنة يقولون لا هو داخل في المسمى فيكون إذاً الخلاف صوري.
من قال الخلاف صوري فلا يُظَنْ أنَّهُ يقول به في كل صُوَرِ الخلاف، وإنما يقول به من جهة النظر إلى التكفير وإلى ترتب الأحكام على من لم يعمل.
أما من جهة الأمر، من جهة الآيات والأحاديث والاعتقاد بها والإيقان بالامتثال فهذا لابد أن يكون الخلاف حينئذ حقيقياً.
وكنت قد سمعت هذا من علي الحلبي قديما.
كما تقدم الخلاف مع المرجِئة ترْك العمل بالكلية - اما الحلبى فقد كفانا الله بالرد عليه هيئة كبار العلماء وكثير من الائمة المعاصرين - اما كلام الشيخ صالح فكلامه يوضح بعضه بعضا - وقد بينه الشيخ الفاضل عبدالله الجربوع بيانا شافيا وسأنقله لاحقا ان شاء الله - فما اشكل عليك فى موضع يتبين فى موضع آخر - وهو مختلف تماما عن كلام الحلبى الذى بينت اللجنة الدائمة انه عين كلام المرجئة
وسؤالي بارك الله فيك..
من مِن أهل العلم من قال أن تارك المباني الأربعة مطلقا، الصلاة والزكاة والصوم والحج وأتى ببر الوالدين مثلا أو أي واجب من الواجبات الأخرى لا يكفر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله :
" وكثير من المتأخرين لا يميزون بين مذهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم ممن في باطنه يرى رأي الجهمية والمرجئة في الإيمان ، وهو معظِّم للسلف وأهل الحديث ، فيظن أنه يجمع بينهما أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف متأخري الفقهاء في مسألة تكفير تارك الصلاة :
(وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ لَهَا طَرَفَانِ. أَحَدُهُمَا فِي إثْبَاتِ الْكُفْرِ الظَّاهِرِ. وَالثَّانِي فِي إثْبَاتِ الْكُفْرِ الْبَاطِنِ. فَأَمَّا " الطَّرَفُ الثَّانِي" فَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى مَسْأَلَةِ كَوْنِ الْإِيمَانِ قَوْلًا وَعَمَلًا كَمَا تَقَدَّمَ وَمِنْ الْمُمْتَنِعِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا إيمَانًا ثَابِتًا فِي قَلْبِهِ بِأَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَيَعِيشُ دَهْرَهُ لَا يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً وَلَا يَصُومُ مِنْ رَمَضَانَ وَلَا يُؤَدِّي لِلَّهِ زَكَاةً وَلَا يَحُجُّ إلَى بَيْتِهِ فَهَذَا مُمْتَنِعٌ وَلَا يَصْدُرُ هَذَا إلَّا مَعَ نِفَاقٍ فِي الْقَلْبِ وَزَنْدَقَةٍ لَا مَعَ إيمَانٍ صَحِيحٍ ) . [المجموع 7/610].
و قال أيضا رحمه الله : "وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الدِّينَ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ بِقَلْبِهِ أَوْ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَلَمْ يُؤَدِّ وَاجِبًا ظَاهِرًا وَلَا صَلَاةً وَلَا زَكَاةً وَلَا صِيَامًا وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْوَاجِبَاتِ لَا لِأَجْلِ أَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَهَا مِثْلَ أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَمَانَةَ أَوْ يُصَدِّقَ الْحَدِيثَ أَوْ يَعْدِلَ فِي قَسَمِهِ وَحُكْمِهِ مِنْ غَيْرِ إيمَانٍ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ لَمْ يَخْرُجْ بِذَلِكَ مِنْ الْكُفْرِ فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ يَرَوْنَ وُجُوبَ هَذِهِ الْأُمُورِ فَلَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ مَعَ عَدَمِ شَيْءٍ مِنْ الْوَاجِبَاتِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِإِيجَابِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمَنْ قَالَ : بِحُصُولِ الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ بِدُونِ فِعْلِ شَيْءٍ مِنْ الْوَاجِبَاتِ سَوَاءٌ جَعَلَ فِعْلَ تِلْكَ الْوَاجِبَاتِ لَازِمًا لَهُ ؛ أَوْ جُزْءًا مِنْهُ فَهَذَا نِزَاعٌ لَفْظِيٌّ كَانَ مُخْطِئًا خَطَأً بَيِّنًا وَهَذِهِ بِدْعَةُ الْإِرْجَاءِ الَّتِي أَعْظَمَ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ الْكَلَامَ فِي أَهْلِهَا وَقَالُوا فِيهَا مِنْ الْمَقَالَاتِ الْغَلِيظَةِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ وَالصَّلَاةُ هِيَ أَعْظَمُهَا وَأَعَمُّهَا وَأَوَّلُهَا وَأَجَلُّهَا ."[ المجموع 7/621] .
: فاشترط للإيمان الصحيح أن يكون معه عمل ظاهر على الجوارح ، قد يكون هو الصلاة و قد يكون غيره من الواجبات الشرعية . و لم يقل أحد أبدا إن الإيمان يصح مع عدم عمل الجوارح بل هذا هو قول المرجئة الذين لا شك فيهم ، كما قال الإمام إسحاق بن راهويه - رحمه الله - : " غلت المرجئة حتى صار من قولهم , أن قوما يقولون : من ترك الصلواتِ المكتوباتِ , وصومَ رمضان , والزكاةَ , والحجَ , وعامةَ الفرائض من غير جحود لها : إنَّا لا نكفرُهُ ، يُرجأُ أمرُهُ إلى الله بَعْدُ ؛ إذ هو مقرٌّ ، فهؤلاء الذين لا شك فيهم . قال ابن رجب : يعني في أنهم مرجئة . ( فتح الباري لابن رجب الحنبلي 1/21 ) .
و قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الواسطية : (وعمل الجوارح يعني امتثال الأوامر واجتناب النواهي الراجعة إلى أعمال الجوارح يعني غير اللسان.
والمقصود بعمل الجوارح هنا عند أهل السنة والجماعة جنس الأعمال لا كل عمل ولكن جنس الأعمال هي التي تدخل في ركن الإيمان .
فلو تُصُوِّر أن أحدا لم يعمل عملا البتة ، يعني لم يمتثل أمرا ولم يجتنب نهيا ما عمل شيئا البتة فهذا لم يأت بهذا الركن من أركان الإيمان الذي هو العمل ، لأن العمل لا بد فيه : قلب ولسان وجوارح جميعا .
لكن لو تُصُوِّر أنه أتى ببعض الطاعات وترك بعضا ، امتثل أمرا ، أمرين ، ثلاثة ، عشرة ، أو امتثل التحريم يعني النهي عن فعل ، فعلين ، ثلاثة ، فهذا يدخل في الإيمان وقد أتى بهذا الركن عند أهل السنة والجماعة .
في مسألة الصلاة خلاف، هل هذا العمل هو الصلاة أم غير الصلاة ؟
هذا فيه خلاف بين أهل السنة والجماعة .
هل العمل المشترط هو الصلاة أم غير الصلاة ؟
والبحث هنا يكون هل ترك الصلاة تهاونا وكسلا يخرج به من الإيمان أم لا ؟
ومنهم من قال يخرج به من الإيمان يكفر ، ومنهم من قال لا .
من قال إنه لا يخرج من الإيمان بترك الصلاة فإنه يقول لو ترك جنس العمل لخرج من الإيمان).
و سئل في شريط "جلسة في بيته " : (السائل:..[ما معنى جنس العمل]...
جنس العمل يعني عمل صالح، أي عمل صالح، أي عمل صالح ينوي به التقرب إلى الله جل وعلا ممتثلا فيه أمر الله جل وعلا، هذا متفق عليه:
_ من قال بأنّ تارك الصلاة يكفر كسلا: قال العمل الصالح هذا هو الصلاة.
_ ومن قال تارك الصلاة لا يكفر من السلف: قال لابد من جنس العمل.
السلف اختلفوا في تارك الصلاة، من قال تارك الصلاة يكفر قال الصلاة هي جنس العمل؛ لابد أن يأتي بالصلاة، ومن قال لا تارك الصلاة لا يكفر تهاونا أو كسلا قالوا لابد من جنس العمل؛ لابد أن يعمل عملا صالح من أي وجه، يعني جنس العمل لابد منه.).
وسئل في شريط أسئلة في الإيمان و الكفر السؤال الآتي : (س3 : من أخرج العمل عن مسمى الإيمان... لكن قالوا العمل ثمرة وليس من مسمى الإيمان، هل الخلاف بيننا حقيقي؟
ج/ الخلاف بيننا وبين مرجئة الفقهاء حقيقي وليس لفظيا ولا صوريا ولا شكليا.
ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم أنه عندهم يُتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل؛ يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع، ولا يترك منهيا امتثالا لأمر الشرع، هذا عندهم مسلم مؤمن ولم لم يعمل البتة، وعندنا ليس بمسلم ولا بمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل، ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم أهل السنة اختلفوا هل الصلاة مثل غيرها؟ أم أن الصلاة أمرها يختلف، وهي المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا، هذه اختلف فيها أهل السنة كما هو معروف، واختلافهم فيها ليس اختلاف في اشتراط العمل. فمن قال يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة؛ لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له.
والآخر من أهل السنة الذين يقولون لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا يقولون لابد من جنس عمل لابد من أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها، أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل؛ لأنه لا يسمى إيمان حتى يكون ثم عمل.
لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاثة النصوص القول والعمل والاعتقاد، فمن قال حقيقة الإيمان يخرج مها العمل فإنه ترك دلالة النصوص.
فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا.)
و قال في شرح الطحاوية : (ويعنون بالعمل جنس العمل؛ يعني أن يكون عنده جنس طاعة وعمل لله جل وعلا، فالعمل عندهم الذي هو ركن الإيمان ليس شيئا واحدا إذا ذهب بعضه ذهب جميعه أو إذا وُجد بعضه وُجد جميعه؛ بل هذا العمل مركّب من أشياء كثيرة لابد من وجود جنس العمل، وهل هذا العمل الصلاة؟ أو هو أي عمل من الأعمال الصالحة من امتثال واجب طاعةً وترك المحرم طاعةً؟ هذا ثَم خلاف بين علماء الملة في هذه المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا أو كسلا.
الفرق ما بين مذهب أهل السنة والجماعة وما بين مذهب الخوارج والمعتزلة أنّ أولئك جعلوا ترك أي عمل واجب أو فعل أي عمل محرّم فإنه ينتفي عنه اسم الإيمان، وأهل السنة قالوا: العمل ركن وجزء من الماهية؛ لكن هذا العمل أبعاض ويتفاوت وأجزاء، إذا فات بعضه أو ذهب جزء منه فإنه لا يذهب كله. فيكون المراد من الاشتراط جنس العمل؛ يعني أن يوجد منه عمل صالح ظاهرا بأركانه وجوارحه، يدل على أن تصديقه الباطن وعمل القلب الباطن على أنه استسلم به ظاهرا، وهذا متصل بمسألة الإيمان والإسلام، فإنه لا يتصور بوجود إسلام ظاهر بلا إيمان، كما أنه لا يتصور وجود إيمان باطن بلا نوع استسلام لله جل وعلا للانقياد له بنوع طاعة ظاهرا.)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطابي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطابي
هذا الذي ذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ونسبه إلى أهل السنة هو ما قصدته ....
وكنت قد سمعت هذا من علي الحلبي قديما...
ما سمعته من المذكور مختلف تماما عن كلام الشيخ صالح -كلام الشيخ صالح هو عين ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية قبل سطور
وهذا اخى الكريم -خطابى - كلام الشيخ عبدالله الجربوع يبين ما اشكل عليك من كلام الشيخ صالح ال الشيخ ويبين ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية فى النقل السابق
سئل الشيخ عبد الله الجربوع في شرحه لأصول السنة للإمام أحمد :
(ما قصد العلماء بجنس العمل؟ هل المراد الإتيان بشيء من أفراد كل عمل كالصلاة والصوم وكذا، أم المراد جنس أي عمل من المباني الأربعة؟
ج- لم يقصدوا هذا ولا هذا، لم يقصدوا أنه يجب أن يأتي من كل عمل بشيء؛ لا، ولم يقصدوا أنه يأتي بالمباني الأربعة؛ لا ، وإنما بيّن ذلك شيخ الإسلام بياناً واضحاً، قال: (أن يأتي بعمل واجب عليه بشريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم) يعني يعمل عمل ظاهر يعتقد وهو يعمله أنه واجبٌ عليه بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بمعني أنه لو أسلم وأقرَّ وبر بوالديه؛ ولكن برهُ بوالديه لا يفعله وهو يعتقد أنه واجب عليه بشريعة الإسلام، وإنما كان يبر والديه بدينه الأول، فلا ينفعه، حتى يفعل عملا واجباً، ليس مستحباً، وليس شرطا أن يكون من المباني الأربعة، وليس شرطاً أن يأتي من كل عملٍ بشيء، لكن يأتي بأي عمل، فقال شيخ الإسلام في بعض المواضع (أن الإنسان الذي يقول أنا آمنت بالله، ونطقتُ بالشهادتين، و أعرف أن حق الله عليّ أن أعبُدهُ، وأنني إن عبدتُ الله عز وجل فلي الجنة، وإن لم أعبدهُ فلي النارُ، وهو يُحب الله ويحب الرسول؛ ثم يبقى لا يعمل شيء أبداً مع أن الأعمال الواجبة كثيرة وهو غير جاهل، وليس له مانع يمنعهُ، ويُصر على أن لا يفعل شيء أبدا، أبدا، أبدا، وبعض الأعمال الواجبة يسيرة، وبعض الأعمال الواجبة النفس و الفطرة تدفع إليها، كالبر بالوالدين والكثير من الأعمال، فلا يفعل شيء أبداً يقول: (هذا دليل على كذبه في التزامه). يعني من شرط لا إله إلا الله كما بيّنه الإمام أبو ثور وغيره وذكر فيه الإجماع - حتى مرجئة الفقهاء -أنه إذا قال لا إله إلا الله، يقول: علمت أن الله هو الإله الحق، و أنه حقه ُ أن أعبده،؛ فيقول: أنه لا يكون مسلما حتى يلتزم حتى يقول و سأعبده ولا أشرك به شيئا، فإذا التزم دخل في الإسلام، ولكن لو أقرّ وقال علمت أن الله لا إله إلا هو، وأنه حقه أن يُعبد و يفرد بالعبادة، لكن قال لن أعبده، أو أضمر في قلبه أنه لن يعبد، يقول: لا يكون مسلما، هذا عمل القلب، فإن قال سأعبده ولا أشرك به شيئا دخل في الإسلام، فإن عبد صدّق التزامه وهو ما يسمى بالقبول والانقياد، وإن لم يعمل قال شيخ الإسلام، هذا نصه: (دلَّ على كذبه في التزامه) فقال: (الذي عليه أئمة السلف أنه كاذب في التزامه) وفي عبارة أخرى قال (لم يخرج من الكفر) إذا أصرََ على أن لا يفعل شيئا أبداً أبدا. إذن جنس العمل عند الأئمة أنه يفعل عملاً واجباً؛ فيكون خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، أي عمل واجب
وعند القائلين بكفر تارك الصلاة، أنه لابد أن يأتي بالصلاة، فإذا جاء بالصلاة، صلَى مع التوحيد، أصبح عنده جنس العمل، وعنده الأركان كلها، وهذا الذي يرجحه - قد بلغني أن الشيخ ابن باز يرجحه، يقول: (إذا كان جنس العمل شرطاً في صحة الإيمان؛ فإنه لابد أن يبيَن لنا مقدار العمل الواجب لصحة الإيمان - يقول - وقد بُيَن في النصوص أنه الصلاة، فمن صلَى فأصبح معه جنس العمل وأصبح مسلماً، ومن تركها فهذا هو الحد) هذا بلغني ان الشيخ ابن باز قاله، وأنا ماسمعته. إذن المقصود بجنس العمل أن يعمل عملاً ظاهراً واجباً عليه بالإسلام، بملة الإسلام ).
وقال في رده على بعض كلام: (وحتى الذين قالوا أن تارك [الصلاة] لا يكفر كالإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة ذكروا أن من ترك العمل بالكلية لا يكون مسلماً وأنه لا يصح إيمانه كما في قول الشافعي المشهور أن الإيمان قول ونية وعمل لا يجزي أحدهما دون الآخر بإجماع المسلمين، ذكر الإجماع على ذلك، والإمام أبو حنيفة - رحمه الله - كما في قوله في الفقه الأكبر وفي الوصية، وصية الإمام أنه قال: " والإيمان غير الإسلام، والإسلام غير العمل " وهو يرى أن الإيمان هو ما يكون في القلب والعمل هو الإسلام ويستدل بحديث جبريل قال: أن الدين مكون من إيمان وإسلام، والإسلام هو غير الإيمان هذا يعني ينطلق من حديث جبريل. قال: والإسلام غير الإيمان والإيمان غير الإسلام ولكن بينهما تلازم فلا إسلام بلا إيمان، ولا إيمان بلا إسلام، يقول: لا يوجد إيمانٌ صحيحٌ بلا إسلام ولا يوجد إسلامٌ صحيحٌ بلا إيمان. ثم ضرب مثالاً عظيماً يبين شدة التلازم بينهما وأنه لا يمكن أن يوجد أحدهما دون الآخر فقال: فهما كالظهر مع البطن. واسم الدين واقع عليهما، يعني أن بدن الإنسان مكون من ظهر وبطن ولا يمكن أن يقوم بدنٌ ببطنٍ بلا ظهر، ولا بظهرٍ بلا بطن، كذلك الدين مكون من إسلام وإيمان، ولا يوجد دين صحيح بإيمانٍ بلا إسلام. يعني بلا عمل، ولا بإسلام أي بعمل بلا إيمان، فهو يرى أن بينهما تلازماً ويرى أن من ترك العمل بالكلية فقد ترك الإسلام وإذا ترك الإسلام انتقض دينه.) .
قال الشيخ في كتابه تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر فى الدين
قال
المبحث الرابع : سبب الخطأ ، ومنشأ الغلط عند من قال بأن ترك جنس العمل ليس بكفر .
أولاً : ظنهم التلازم بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة وعدم التكفير بترك جنس العمل .
لقد دخلت هذه الشبهة على كثير ممن قال : إن ترك جنس العمل ليس بكفر ، فهو يقول : إن من يكفر بترك أحد المباني الأربعة ، كالصلاة مثلاً فلا شك أنه يلزمه أن يكفر بترك جنس العمل ، وكذا من يكفر بترك الزكاة والصيام والحج ، أما وإني لا أكفر بترك أحد هذه المباني الأربعة ، فبأي شيء أكفر تارك جنس العمل .
والجواب - عن هذه الشبهة أن يقال : إنه لا تلازم أبداً بين عدم التكفير بترك المباني الأربعة ، وعدم التكفير بترك جنس العمل ،كيف لا ؟ وهذا هو الشافعي وهو ممن يرى عدم التكفير بترك أحد المباني الأربعة ، يرى في الوقت نفسه تكفير تارك جنس العمل بل وينقل الإجماع عليه . إذ إن القول بتكفير تارك جنس العمل ليس مبنياً أصلاً على القول بتكفير تارك المباني الأربعة ، فالقول بكفر تارك أحد المباني الأربعة له أدلته المنفصلة عن القول بتكفير تارك جنس العمل .
وقد يقول قائل منهم : إن لم أكفر بترك المباني الأربعة مجتمعة ، فتركي للتكفير بترك ما دونها من باب أولى .
والجواب : أن التكفير بترك جنس العمل ، ليس تكفيراً بترك ما دون المباني الأربعة ، بل هو تكفير بترك المباني الأربعة وغيرها من الأعمال ، وفرق بين هذا وهذا ، فتنبه.
نسبه إلى أهل السنة هو ما قصدته
نعم - قال شيخ الاسلام رحمه الله رحمه الله: (وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه، أو بقلبه ولسانه، ولم يؤد واجباً ظاهراً، لا صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا غير ذلك من الواجبات، ولو قدّر أن يؤدي الواجبات لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة ويصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر؛ فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم. ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزءا منه- فهذا نزاع لفظي- كان مخطئا خطئا بينا، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف. والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها)
قال الشيخ صالح ال الشيخ
ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا، منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.ثم أهل السنة اختلفوا هل الصلاة مثل غيرها؟ أم أن الصلاة أمرها يختلف، وهي المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا، هذه اختلف فيها أهل السنة كما هو معروف، واختلافهم فيها ليس اختلاف في اشتراط العمل. فمن قال يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة؛ لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له. والآخر من أهل السنة الذين يقولون لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا يقولون لابد من جنس عمل لابد من أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها، أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل؛ لأنه لا يسمى إيمان حتى يكون ثم عمل. لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاثة النصوص القول والعمل والاعتقاد، فمن قال حقيقة الإيمان يخرج مها العمل فإنه ترك دلالة النصوص. فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا. هل هذا في الواقع مطبّق متصور أم غير متصور؟ هنا هو الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنا فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم."
نعم بالمقارنة يتبيَّن جلياً أن كلام الشيخ صالح مفهوم وشرح لما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد ختمت المشاركة بالقولين ليظهر وجه التوافق بين ما قاله شيخ الاسلام ومفهوم وتفسير الشيخ صالح لكلام ابن تيمية رحمه الله فالسماع المطابق للسماع هو مفهوم كلام الشيخ صالح مع مفهوم الشيخ عبدالله الجربوع هذا هو الذى يخرج من مشكاة واحدة- اما كلام من ردَّتْ عليه اللجنة الدائمة فلا يتوافق أبداً مع كلام شيخ الاسلام ولا كلام الشيخ صالح - بل يتوافق مع قول المرجئة كما أشارت هيئة كبار العلماء بالمملكة فى الرد عليه - لا يمكن أبداً ان يتوافق الحق مع الباطل ولا النور مع الظلام ولا السنة مع بدعة الارجاء - وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ