المرأة المسلمة أمومة وحنان، وإعداد وبناء سكن ومودة، ورحم ممتدة



هي الأمّ ! ما أَغنى عطاءَكِ إنه *** حنانٌ ويُغنيهِ الهُدى وَالمكارِمُ
بَنَيتِ مَعَ الأَيام أَجيالَ أُمَّةٍ *** تَدَافَعُ في سَاحَاتِها وتَزَاحَمُ
أَزاهرُ ماجَتْ في الرِّياضِ وفَوَّحَت *** شَذاً نَشَرَتْهُ في الرَّوابي النَّسائِمُ
سَكَبْتِ عَلَيْها مِنْ حَنَانِ أُمومَةٍ *** يَرِفُّ الوَفَا مِنْهُ وتَعْلو العَزَائِمُ
كَأَنَّ حنَانَ الأُمهَاتِ يحَوطُهَا *** نَدىً فَتَّحتْ بالعِطرِ مِنه البَراعِمُ
وحولَكِ مِنْ صَفْو الوَدادَ سَوَاعِدٌ *** نَهَضْنَ وَعَهْدُ الله ماضٍ وَلازِمُ
تشابَكتِ الأَيدي عَلَيْهِ وَوثَّقَتْ *** عُرَاهُ قلوبٌ آمنَتْ وتَرَاحُمُ
دَفعْنَ عَلَى سَاحِ الحياةِ فَضَائِلا *** لِتَحْمِلَها أُمٌّ حَنَتْ ومَحَارمُ
وأُخْتٌ وأَزوَاجٌ رَعَيْنَ بُيُوتَنا *** وفي كلِّ مَيْدانٍ يَدٌ وَدَعَائِمُ
مَصانعُ تُلْقي في الميادين أُمّةً *** تُدافِعُ عَنْ أَمجادنا وَتُقاومُ
رَيَاحِينُ مِنْ أَنفاسِهَا البِرُّ والتُّقى **** وَمِنْ عَبقِ الأَوْرادِ عَزْمٌ وصارِمُ
عَرَفْنَاكِ أَنْتِ الأُمُّ والأُخْتُ بَيْنَنَا *** وقَلبٌ غَنيٌّ بِالوَفاءِ وَراحِمُ
حنانكِ موصولٌ يظلٌّ على المدى *** غنيّاً فَتَغْنى مِنْ جناه العزائِمُ
فيا روضةٌ رفّت عليها أزاهرٌ *** ويا جنّة خَفّت إليها الكرائِمُ
جَمعتِ عَلى سَاحاتِكِ الفَضلَ والنُّهى *** لِتُجْلَى دُروبٌ لِلْهُدى وَمَعَالِمِ
كَأَنّكِ حِصْنٌ في البِلادِ وقَلْعةٌ *** تُصَانُ بِها أَنجْادُنا والتهائِمُ
حصونٌ توافيها القلوب وتعتلي *** بِهَا قِمماً لِلْعِزِّ والعزُّ باسِمُ
رِسالةُ تَوحِيدٍ نَعزُّ بِها هُدىً *** نُصَارعُ في ميدانِهَا ونُسَالمُ
فهَذي غِراسٌ في جنانكِ فَاهْنأي **** جَنَاها عَلى كَفّيكِ باقٍ ودَائِمُ
زَرَعْتِ وروَّيْتِ الغِراسَ فأثْمَرتْ *** وَهذا جَزاءُ الصَادِقينَ التراحُمُ
ومَنْ يَغْرُس الإيمان يَجْنَ حَصادَه *** وَفاءً ويَرْجعْ بالرِّضا وَهو غانِمُ
وفاءٌ تُوَفِّيه إِليكِ كُبُودُنا *** وعَهْدٌ مع الرّحمن ماضٍ وقائمُ
ـــــــــــــــ ـــ
(1) من ديوان عبر وعبرات.
منقول