يومًا صـديقٌ جاء لي ** أخــــلاقــــهُ كــالــعـــسـلِ
فقال: عندي صاحبٌ ** وضــعــتــهُ فــي الــمُــقَــلِ
ســعــى وراء زلّــتـي ** سـعـي الشــجـاع المـقـبـلِ
وقــد وقــعــتُ مــرّةً ** وســـاهـــيًا فــــي الــزلــلِ
فـسـلّ سـيـف هـجرهِ ** مــن هـفــوةٍ فـي عــجــلِ
فـجـئـتـهُ مـسـتفـهـمًا ** مـــــجـــانبًا . . . للــــجدلِ
ألا تـرى مــحــاسـنـي ** طـــول الـــزمـــان الأوّلِ؟
فــردّنـي وقــال: قُــمْ ** فــفــيــك كـــــلّ الــعــلـلِ
فـهـل لـديـك يا أخـي ** لـوصــلــهِ مـــن سُـــبُــلِ؟
أهــــجـــرهُ مـــحـــرّمٌ ** وهـــل لـــه مـــن بـــدلِ؟
فـقـلــت: إن لـقـيــتـهُ ** في السـوق أو في محفلِ
فـــكـــن مُــسـلِّـمًا ولا ** تُعْـرِضْ وأخـلـص للـعَـلـي
فليس ذا مـن هـجـرهِ ** فــلا تــكــن فـــي وجـــلِ
صــحّ بـــهــذا خــبـــرٌ ** عــــن خــاتـــمٍ للــرســـلِ
صـلّـى عـلـيـه خـالقي ** مـثـل السـحـاب الهـطــلِ
فـقـال: زدنـي عـلّ مـا ** يـخـفـى عـلـيّ يـنـجلــي
فـقـلــت: مــن أراد أن ** تـكــون مــثــل الـجـمــلِ
يلـقي عـلـيـك حـمـلـهُ ** لـو كـان ثــقـل الـجــبـــلِ
أو في الصـباح عـنـده ** مــغــرّدًا . . . كــالـبـلـبلِ
وفـي المـســاء حـولـهُ ** مــحـتـرقًا كـالـمـشــعــلِ
فـلـيــس صــاحـبًا ولا ** فــــي ودّهِ مــــن أمــــــلِ
هـذي نصيحتي عسى ** تـشـفـيـك مـثل العــســلِ


ماهر أبو حمزة