الموضوع: ماتت خديجة رضي الله عنها في حضن النبي..

ماتت خديجة رضي الله عنها في حضن النبي صلى الله عليه وسلم
وبكى عليها النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من يومين .
فَأَتَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ ، فَقَالَ : " أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ " ، فَقَالَتْ : أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ ؟ ، قَالَ : " بَلَى أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ

ماصحة هذا الحديث؟

للتذكير.

ورد ذلك في جزء أبي جهم البغدادي [102] فقال: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
" ... فَهَلَكَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، فَأَتَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ، فَقَالَ: " أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ "، فَقَالَتْ: أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟، قَالَ: " بَلَى أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ "، فَخُطِبَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَبَنَى بِسَوْدَةَ، ... إلخ". اهـ.
وهذا إسناد ضعيف مرسل، فيه الهيثم بن عدي "تركوه"، كذا قال الذهبي.
وله طريق ءاخر أخرجه ابن سعد وغيره في الطبقات الكبرى [8 : 270] فقال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالا:
"جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ، فَقَالَ: " أَجَلْ، كَانَتْ أُمَّ الْعِيَالِ وَرَبَّةَ الْبَيْتِ "، قَالَتْ: أَفَلا أَخْطِبُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " بَلَى، فَإِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ "، فَخَطَبْتُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَخَطَبْتُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ فَتَزَوَّجَهَا، فَبَنَى بِسَوْدَةَ بِمَكَّةَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ كَانَتْ بِنْتَ سِتِّ سِنِينَ، حَتَّى بَنَى بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ". اهـ.
وهذا مرسل، رجاله ثقات غير محمد بن عمرو الليثي وهو حسن الحديث.
وقد ورواه بعضهم متصلًا كما في الجزء فيه من حديث العطاردي [42]، فقال: قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فذكره بسياق أتم.
وتابعه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني [3061]، فقال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: فذكره.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة [7476]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، به متصلًا مختصرًا.
وهذا إسناد حسن كما قال الذهبي في تاريخ الإسلام (١/٢٨٠)، وابن حجر في الفتح (٧/٢٦٦).
وقد رواه إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل في مسنديهما بعضه الأول مرسلا وبعضه الأخير متصلًا من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالا: فذكره وقال في آخر المتن: "قالت عائشة". اهـ.
قال ابن كثير في، البداية والنهاية (٣/١٢٩) : " هذا السياق كأنه مرسل وهو متصل ". اهـ، وقال الصالحي الشامي في سبل الهدى (11/165) : " وبعضه صرّح فيه بالاتصال عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- وأكثره مرسل ". اهـ.
قلتُ: لعل رواية أبي سلمة وحدها مرسلة، ولكنها متابعة لما ورد في رواية يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، فلعل محمد بن عمرو أدرج رواية أبي سلمة المرسلة في رواية يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب المتصلة.
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيرا .

جزاكم الله خيرا

هل ثبت

أن خديجة رضي الله عنها ماتت في حضن النبي صلى الله عليه وسلم؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

هل ثبت

أن خديجة رضي الله عنها ماتت في حضن النبي صلى الله عليه وسلم؟

لم أقفُ عليه.
إنما يذكره بعض القصاص كناية عن أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ماتت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ويذكرون في المقابل أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي على صدر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها دلالة على منزلتهما رضي الله عنهما عنده صلى الله عليه وسلم.
فأما قولهم بأنه توفي على صدر عائشة رضي الله عنها، فهذا ثابت، أخرجه البخاري في صحيحه [1389] من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قالت:
" إنْ كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ لَيَتَعَذَّرُ في مَرَضِهِ: أيْنَ أنا اليَومَ، أيْنَ أنا غَدًا اسْتِبْطاءً لِيَومِ عائِشَةَ، فَلَمّا كانَ يَومِي، قَبَضَهُ اللَّهُ بيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي ودُفِنَ في بَيْتِي". اهـ.
والله أعلم.

فتح الله عليكم .
هل ورد وأن النبي صلى الله عليه وسلم بكى على خديجة اكثر من يومين .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

فتح الله عليكم .
هل ورد وأن النبي صلى الله عليه وسلم بكى على خديجة اكثر من يومين .

بارك الله فيكم.
لم أقف على ذلك.
- وقد أخرج أبو نعيم في معرفة الصحابة [7354]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: ثنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ:
" قَدِمْتُ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَا يَوْمَئِذٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لآتِيَنَّ مُحَمَّدًا، وَلأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَاسْتَسْقَيْتُ ، فَقَامَتْ إِلَيَّ إِحْدَى بَنَاتِهِ بِقَعْبٍ فَنَاوَلَتْنِيه ِ،
فَلا وَاللَّهِ مَا شَمِمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ قَعْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ مِنْهُ وَابْنَتُهُ، يَقُولُ: " اللَّهُمَّ بِرَّ مَنْ بَرَّ مُحَمَّدًا " مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثْ خَدِيجَةُ أَنْ مَاتَتْ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِيَسِيرٍ، فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْزَانٌ ". اهـ.
قلتُ: هذا إسناد رجاله ثقات، عدا محمد بن إسحاق وهو "إمام المغازي صدوق يدلس"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، ولكن صرح بالتحديث، فانتفت علة التدليس، وإبهام اسم الصحابي لا يضر.
ولكن من الغرابة ألا أجده مسندًا إلا عند أبي نعيم حيث المتأخرين، فإنَّ في الإسناد علة وهو أن جرير بن حازم الأزدي قد أخطأ في هذه الرواية وسلك الجادة.
إذ لا يعرف في كتب التراجم راوٍ اسمه يحيى بن عمارة بن حزم، فعلى هذا تكون الرواية شاذة، فهذا الإسناد المشهور قد روى به جرير حديثًا ءاخر وتابعه عليه الثقات، فيما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند [20771]، فقال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وذكر حديثا ءاخر عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم له.
وأرى أنه قد يكون صواب الرواية: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ قَالَ: ثنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ.
وهؤلاء الرواة الذين روى لهم ابن إسحاق هم أنصاريون نجاريون؛ لذا فقد يخلط بينهم بعض الرواة الموصوفون بالخطإ، فإن جرير بن حازم الأزدي "كان يخطىء؛ لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه"، كذا قال ابن حبان.
قلتُ: بالإضافة إلى أن هذا مناسب فيمن يكون بمثل يحيى بن عمارة بن أبي الحسن حيث هو أكثر رواية، بالإضافة إلى تشابه يحيى ابن زرارة ومحمد ابن أبي صعصعة في اسمي والدهما عبد الله وجدهما عبد الرحمن.
وقد ورد نحو هذا الإسناد في مسند الإمام أحمد [11410] حيث قال:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، وَعَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثَانِ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، وذكر حديثًا ءاخر في الخراج.
- وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [8 : 272]، فقال:
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: " وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ ". اهـ، وهذا مرسل.
ويستغنى بما أخرجه البخاري في صحيحه [3818]، من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أنها قَالَتْ: " مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ،
وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ فَرُبَّمَا، قُلْتُ: لَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ، فَيَقُولُ: " إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ ". اهـ.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

وجزاكم الله خيرا.