من فنون البديع فن يسميه القاسم الحريري رحمه الله فن: (ما لا يستحيل بالانعكاس) و هو الكلام الذي يقرأ من اليمين لليسار و من اليسار لليمين فيبقى ثابتاً مثل: (ساكب كاس)، و هذا الفن له اسم آخر و هو: (المقلوب المستوي)، و قد ضرب القاسم الحريري رحمه الله عدة أمثلة عليه في المقامة المغربية.
و قد قال عنه ناصيف اليازجي في المقامة البصرية في كتابه مجمع البحرين: (قد علمتم أيها الناس، أن أعظم الجناس، ما لا يستحيل بالانعكاس، فمن ظفر بفرائده الحسنى، فاز بالمقام الأسنى، و سلم له البديع لفظاً و معنى).
و فن المقلوب المستوي له أصل في القرآن الكريم في عبارتين من كلام الله عز و جل و هما: (ربك فكبر) و (كل في فلك).
و من أبدع الأمثلة على فن المقلوب المستوي بيت شعر ينسب للقاضي الأرجاني رحمه الله:
مودته تدوم لكل هول *** و هل كل مودته تدوم
و قد قال العماد للقاضي الفاضل: (سر فلا كبا بك الفرس) فرد عليه القاضي الفاضل: (دام علا العماد)، و كلا العبارتين من المقلوب المستوي.
و قد أردت أن أضرب في فن المقلوب المستوي بسهم و أفترع منه بعض الأبكار (راجياً ألا يكون قد سبقني إلى هذه العبارات أحد)، و هذا ما جادت به قريحتي و لله الفضل و المنة:
عبارات ثنائية:
رب بر. (اسمان من أسماء الله الحسنى)
ملك كلم.
قلب أبلق.
بحر رحب.
رمس سمر.
طول لوط.
مدن عندم.
عقل بلقع.
سبع عبس.
بجع عجب.
بلاغ غالب.
عبارات رباعية:
بيع رمس سمر عيب.
بحر مدن عندم رحب.
و قد حاولت نظم بيت شعر مثل القاضي الأرجاني رحمه الله فعجزت عن ذلك لصعوبة الأمر، و إذا اهتديت إلى شيء في المستقبل فسألحقه بهذا الموضوع إن شاء الله.