.............................. ......................

قال رحمه الله في شرحه على الطحاوية
( قد تنازع العلماء في الجهمية هل هم من اثنتين و سبعين فرقة ام لا ؟ و لهم في ذلك قولان . و ممن قال انهم ليسوا من الثنتين و سبعين فرقة عبد الله ابن المبارك و يوسف بن اسباط )

و الذي يفهم من كلامه رحمه الله ان من العلماء من لم يثبت لهم عقد الاسلام اصلا بل هم عنده زنادقة منافقون . و منهم من يثبت لهم ذلك مع تكفيره لهم باقوالهم التي ناقضوا بها اصول الاسلام و هذا يدخل عنده في باب الارتداد . يعني انه جعلهم من اهل القبلة ثم لما قارفوا الكفر حكم عليهم بذلك عكس الاول الذي لم يدخلهم في اهل القبلة و الاسلام اصلا .

المهم من هذا ان تكفيرهم محل وفاق و انما الخلاف بينهم في دخولهم في اهل القبلة ام لا ؟

اردت التنبيه على هذا لان بعض من حقق كتاب الرد على الجهمية للامام احمد استدرك على ابن ابي العز رحمه الله و فهم من كلامه انه يحكي الخلاف عن السلف في تكفير الجهمية .

قال المحقق المذكور ( ما ذكره ابن ابي العز رحمه الله من وجود تنازع بين السلف في تكفير الجهمية ليس بصحيح . بل لا يعلم احد من علماء السلف قد انكر القول بتكفيرهم )

و هذا الاستدراك ليس بسديد لسوء فهمه لعبارة الشارح فهو يحكي النزاع في هل يثبت لهم عقد الاسلام اولا ثم يحكم عليهم بالارتداد لاقوالهم الكفرية ام لا يثبت لهم ذلك اصلا . فالخلاف الذي حكاه ابن ابي العز في هذا و ليس في تكفيرهم الذي هو محل وفاق .

و العبارة المنتقدة من المحقق على ابن ابي العز هي لشيخ الاسلام رحمهما الله فقد ذكرها في كثير من المواطن . لكن الشارح كعادته يغفل ذكر صاحب الكلام كما هو معلوم من صنيعه رحمه الله

و الله اعلم