حتى يتحققَ العَفاف.. في فستان الزفاف
هناء المداح


تحلم كل فتاة منذ نعومة أظافرها بـ"فستان الزفاف" الذي سترتديه في "ليلة العمر"، وتضع له تصورًا وترسم في خيالها الشكل والهيئة التى تود أن يكون عليه لتكون عند ارتدائه في أبهى وأجمل صورة وتبدو وكأنها ملكة متوجة لينبهر بها الجميع وخاصةً شريك العمر الذي ستختاره بمحض إرادتها، مفضلةً إياهُ على سائر الرجال لتكمل معه مسيرة حياتها..
ورغم أن كل "عروس" لن ترتدي هذا الفستان إلا بضع ساعات في ليلة واحدة إلا أن الكثير منهن يبالغن هذه الأيام في اختيار فستان باهظ الثمن وعالي التكلفة التى تصل في أحيان كثيرة إلى آلاف الجنيهات والتي يكون من الأفضل استغلالها فيما هو أنفع وأبقى، فهذا الأمر يرهق الكثير من الأزواج ويثقلهم ماديًا في وقت يعد الأصعب بالنسبة لهم لكثرة الأعباء والالتزامات الأساسية التى يبدأون بها حياتهم الزوجية، حيث يعتبر الفستان مقارنة بباقي متطلبات الزواج مجرد أمر تكميلي أو شكلي ليس أكثر!!..

فما الذي يضر ويشين العروس إذا ما اختارت فستانا أبيض وأنيقًا وجميلًا وبسيطًا في مضمونه وشكله وثمنه مناسب في نفس الوقت؟.. لماذا المغالاة والمبالغة والتشبث بـ"مبدأ الغالي ثمنه فيه" والحرص على أن تكون كل عروس من هؤلاء أفضل وأجمل عروسًا في عائلتها أو منطقتها، حيث تجعل كل من يراها ليلة زفافها يُخَمِّن ويتساءل عن ثمن فستانها ومن أين اشترته؟، وكأن الأمر بمثابة سباق أو حرب مَن يخسر فيها مهزوم ومن يكسب فيها منتصر!!..
وليتَ الأمر يقف عند حد المغالاة في سعر الفستان فقط، فالأمر أخطر وأعظم من ذلك، إذ تتمسك الكثير من هؤلاء بأن يكون الفستان عاريًا وكاشفًا لما ينبغي ستره من الجسد، بادئة حياتها بمعصية كبيرة، حتى تفتن وتُعِجب كل من يراها، وهذا الأمر لا يقتصر على السافرات فحسب وإنما أصبح العديد من المحجبات والمنتقبات أيضًا يحرصن على ارتداء فساتين عارية وضيقة، ويخلعن الحجاب متعللين بأنها ليلة العمر، وأن الفرح فرح إسلامي، الرجال فيه منفصلون عن النساء، حيث يتغافلن ولا يأبهن بما يمكن أن تحدثه أجهزة الهواتف النقالة من تسجيل بالصوت والصورة لكل ما دار في الحفل، مما يسهل تداوله بين النساء والرجال فيما بعد بواسطة بعض المعزومات ذوات النفوس الضعيفة والمريضة أو الجاهلات بخطورة نشر مثل هذه التسجيلات والصور على الملأ.

في الحقيقة.. لا أدري كيف يتساهل أزواج هؤلاء في هذا الأمر ويسمحون لهن - سواء موافقين أو مضطرين - بالتعري أمام القريب والغريب بتلك الطريقة المخجلة والمعيبة والمسيئة لرجولتهم في نفس الوقت؟!..
كيف ترضخون أيها الأزواج لرغباتهن أو رغبات ذويهن في التعري تحت مسمى "ليلة العمر" وتوافقون على أن ترضي زوجاتكم وأمهات أبنائكم في المستقبل نظرات وأذواق الناس بسخط الخالق سبحانه وتعالى؟!..
إلى كل أخت مقبلة على الزواج هذه الشروط التى يجب الالتزام بها عند شراء وارتداء فستان الزفاف حتى يتحقق العفاف وتبدأي حياة سعيدة بإذن الله:
- لا تظهري بفستانك على الرجال لما فيه من زينة، قال تعالى:
(ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء) سورة النور آية 31.
- ألا يكون ضيقًا واصفًا شفافًا مظهرًا لعورة أو كاشفًا لشيء من العورة التى يجب سترها حتى بين النساء.
- ألا يشبه ثياب الكافرات، روى أحمد وأبو داود عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن تشبه بقوم فهو منهم).
- ألا يكون ثوب شهرة لما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة)، وزاد ابن ماجة: ( ثم ألهب فيه نارا).
- ألا يُسرَف في صناعته وتطريزه لقول الله تعالى: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) "سورة الأعراف آية 31".