فوائد من كتاب: ديوان الأمير الصنعاني
المؤلف: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
الناشر: مطبعة المدني
مدير المؤسسة: محمد علي صبح المدني
********************
بسم الله، الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و آله و صحبه و من والاه، أما بعد:
فقد قرأت النسخة الإلكترونية من هذا الكتاب و الموجودة على الإنترنت و استخرجت منه بعض الفوائد.
الفوائد:
قافية الهمزة:
الأمير الصنعاني يذكر سر جمع الضدين:
و حدا بها حادي الرعود و ساقها *** برق فهذا النار و هي الماء
و تألف الضدين قدرة قادر *** إعدامه سيان و الإنشاء
قافية الباء:
إذا لم يكن لله فعلك خالصاً *** فكل بناء قد بنيت خراب
فللعمل الإخلاص شرط إذا أتى *** و قد وافقته سنة و كتاب
قسماً بآيات الكتاب *** و بربنا منشي السحاب
أن العزيز هوانه *** و عذابه في الاغتراب
إن كان يسكر قوماً من كؤوسهم *** خمر المدام فسكري خمرة الأدب
و ما هذه الأيام إلا منازل *** فمن منزل ضنك إلى منزل رحب
عسى و لعل الله يجمع بيننا *** هنالك في دار النعيم على قرب
كم بها من فوائد فاغتنمها *** فنكات العلوم كنز القلوب
فالتقطت الجواهر التي قد حواها *** و تتبعت كل معنى عجيب
قافية التاء المربوطة:
لو الثقلان الإنس و الجن أجمعوا *** يريدون إيلاماً لأصغر نملة
و كان لها رب السماوات ناصراً *** لما ظفروا منها بأدنى مضرة
و ما العلم إلا سابق غير سائق *** كذاك القضا فاعلم أصول الشريعة
قضى ثم آتاك اختياراً و قد هدى الـ *** عباد إلى نجدي رشاد و شقوة
فأنت الذي اخترت الشقاء على الهدى *** فخذ شؤم ما قدمت من كل زلة
قافية الحاء:
يا رب يا علام كل خفية *** ما الجهر ما الأسرار ما التصريح
و اطلب الفتح من الله فما *** غيره يأتي بأنواع الفتوح
قافية الدال:
و أسأل رب العرش يجمعنا معاً *** لديه غداً في خير دار و مقعد
بمقعد صدق في جوار محمد *** نبي الهدى حاوي الفضائل عن يد
قصيدة جميلة مطلعها:
وافى نظامك يا سعيد *** فكأنه عقد فريد
أفيضوا علينا من بحور علومكم *** و جودوا علينا فالكريم يجود
فالعلم أشرف شيء في الوجود و قد *** كادت شموس سماء العلم تفتقد
بدعة التمسك بالمذاهب:
علام جعلتم أيها الناس ديننا *** لأربعة لا شك في فضلهم عندي
و لكنهم كالناس ليس كلامهم *** دليلاً و لا تقليدهم في غد يجدي
بلى صرحوا أنا نقابل قولهم *** إذا خالف المنصوص بالقدح و الرد
سلام على أهل الحديث فإنني *** نشأت على حب الأحاديث من مهدي
رووا و ارتووا من بحر علم محمد *** و ليست لهم تلك المذاهب من ورد
و شتان ما بين المقلد في الهدى *** و من يقتدي و الضد يعرف بالضد
فمن قلد النعمان أصبح شارباً *** نبيذاً و فيه القول للبعض بالحد
فمقتديا في الحق كن لا مقلداً *** و خل أخا التقليد في الأسر بالقد
و أشرحها بالنثر فالنظم قاصر الـ *** عبارة عن ذكر الأدلة و السرد
فنفتح منها كل ما كان مقفلاً *** و نفتض أبكار المعاني بما نبدي
و لا تشغل بغير العلم وقتاً *** و هل بسواه يشتغل السعيد
أسلوب بلاغي - اللف و النشر:
يقول حبيبي و قد زارني *** و عندي إلى الروض وجد وجد
أتهوى الرياض و أزهارها *** و عندي من الروض ما لا يعد
فثغري و قدي و خدي بها *** أقاح و غصن رطيب و ورد
قافية الراء:
تجاور خير رسل الله طراً *** فيا لله من جار و دار
لا تعاقب و اجعل في العفو ستراً *** أنت بالعفو و المكارم أحرى
أنا عبد أتيت كل قبيح *** و ارتكبت الذنوب سراً و جهرا
ليس لي من ذخيرة أرتجيها *** ما سوى عفوه أرجيه ذخرا
غافر الذنب قابل التوب فاغفر *** لمسيء عليه نعماك تترى
مذ فاتني من أساطين الحديث لقا *** سليت نفسي عن الأعيان بالأثر
فكن راضيا بالله في كل حالة *** فإن الرضا فيه السرور لمن يدري
لك ذهن به تفض المعاني *** و غرام بالعلم لا بالجواري
أو خلا فافتض أبكار العلى *** و حبانا كل معنى مبتكر
أنى يساعدني القريض *** و قد هجرت الشعر دهرا
من حكم دهر جائر *** و كفى به للمرء عذرا
يعطي الأراذل و الأفاضل *** عامداً رفعا و كسرا
و بذاك تنكسر القلوب *** و عل بعد الكسر جبرا
ما لي سوى حسن ظني إن رحمته *** تنيلني من رضاه منتهى وطري
كيف يقوى على النظام فؤاد *** شتته الهموم و الأفكار
بحر اليراع تراه يقذف دائماً *** نظماً و نثراً ذا و هذا يبهر
قافية العين:
و إني في روض العلوم مخيم *** مقيم على حصد الفوائد و الزرع
قافية القاف:
مهما تفكرت في ذنوبي *** خفت على قلبي احتراقه
لكنه ينطفي لهيبي *** بذكر ما جاء في البطاقة
قال ابن الراوندي:
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه *** و جاهل جاهل تلقاه مرزوقا
هذا الذي ترك الأوهام (أو الأفهام) حائرة *** و صير العالم النحرير زنديقا
فرد عليه الأمير الصنعاني بعد البيت الأول:
هذا الذي زاد أهل العلم معرفة *** و زادهم بالإله الحق تصديقا
فليس بالجهل صار الرزق مغتبطاً (أو مرتبطاً) *** و ليس بالعقل صار الرزق ممحوقا
و إنما هي أرزاق مقدرة *** بحكمة الله فاسأل منه توفيقا
قافية الكاف:
إن النظام و حسن جودته *** لمواهب من مالك الملك
قافية اللام:
نفتض أبكار المعاني من التـ *** حقيق أو نجلوا الذي يشكل
سيعيد ربك كل إنسان على *** ما مات من علم و جهل أجهل
قافية الميم:
فلو يعبد الدينار صلوا لأجله *** و صاموا و قالوا أنت رب العوالم
و ما العليا سوى تحقيق بحث *** لأذهان الفحول به ازدحام
و جمع للفوائد و التماس *** لشاردة بذهن لا ينام
و إن العلم أنفس كل شيء *** و لكن قوضت عنه الخيام
مغاني العلم داثرة و هذي *** مغاني اللهو يعمرها اللئام
و جاهد بالنظام جزيت خيراً *** بجيش النظم تنهزم الطغام
قافية النون:
سل الهدى و الغنى ممن خزائنه *** سبحانه بين حرف الكاف و النون
كيف لا تفتح صندوقاً و قد *** طالما فتحت أبكار المعاني
كل بحث مغلق تفتحه *** بعدما يعجز عنه الثقلان
لك الحمد حمداً باللغات جميعها *** محامد صدق تعجز الإنس و الجنا
لك الحمد حمداً طيب اللفظ و المعنى *** لك الحمد حمداً دائماً أبداً منا
لك الحمد حمداً يعجز الخلق عده *** و لن يستطيعوا بعد ذاك له وزنا
لك الحمد قبل الحمد و الحمد بعده *** لك الحمد حمداً لا يزول و لا يفنى
لك الحمد إذ علمتني الحمد و الثنا *** و لولاك لم أعرفه لفظا و لا معنى
...
و لكنه لا ينفع العلم وحده *** و سل سورة الأعراف عن ذلك المعنى
فكن عاملاً مهما علمت فإنما *** يرجح في الأخرى بأعمالك الوزنا
و ليس بشيء من علومك راجحاً *** و إن كنت قد حققتها الشرح و المتنا
و أسست أقوالاً و شدت قواعداً *** إذا لم تكن تقوى الإله لها ركنا
و تالي كتاب الله صار مقدماً *** و ما عرفت تلك العلوم له ذهنا
يقال له اقرأ و ارق ما كنت تالياً *** فقد فزت في العقبى من الأجر بالأسنى
عجبت لمن يلهو بما ليس باقياً *** فيهدم ما يبقى و يعمر ما يفنى
قواف منوعة:
و الأصل إخلاص الفتى للنية *** بقصده لوجه رب العزة
فكل من أخلص في أعماله *** ينال ما يرجوه في مآله
ينزل حقاً في جوار المصطفى *** و حسبنا الله بهذا و كفى
صلى عليه الله كل ساعة *** و لا حرمنا الفوز بالشفاعة
رحم الله الأمير الصنعاني رحمة واسعة و جزاه عنا خيراً.
****************************** ******************************
و الحمد لله أولاً و آخراً و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.