قال ابن رجب - رحمه لله - :
✾ الاستغفار : ختامُ الأعمال الصالحة كلِّها ؛ فإن كانت ذِكرًا كان كالطابع عليها ، وإن كانت لغوًا كان كفَّارةً لها ، وقد أمر النبي ﷺ أن يجعله خاتمة عمره .
✾ وكما يشرع لمصلي المكتوبة أن يستغفر عقبها ثلاثاً ، يشرع أيضاً للمتهجد من الليل أن يستغفر بالأسحار قال تعالى : ﴿ وَالمُستَغفِرين َ بِالأَسحارِ ﴾، وقال تعالى : ﴿ وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ ﴾ .
✾ وكما يشرع الإستغفار عقيب الحج قال تعالى : ﴿ ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ النّاسُ وَاستَغفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ ﴾ .
✾ وكما يشرع ختم المجالس بالتسبيح والتحميد والإستغفار وهو كفارة المجلس، وروي أنه يختم به الوضوء أيضا ،
✾ وسبب هذا أن العباد مقصرون عن القيام بحقوق الله كما ينبغي، وأدائها على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، وإنما يؤدونها على قدر ما يطيقونه ،
✾ فالعارف يعرف أن قدر الحق أعلى وأجل من ذلك، فهو يستحي من عمله ويستغفر من تقصيره فيه كما يستغفر غيره من ذنوبه وغفلاته،
✾ وكلما كان الشخص بالله أعرف كان له أخوف، وبرؤية تقصيره أبصر، ولهذا كان خاتم المرسلين وأعرفهم برب العالمين نبينا محمد ﷺ يجتهد في الثناء على ربه.
|[ تفسير الإمام ابن رجب ]|
|•┈┈┈••✦✿✦ •┈┈┈•|