الإيجاب والقبول في الخطبة


أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

السؤال

الملخص:
فتاة تسأل عن صيغة الإيجاب والقبول في الزواج والخطبة.
التفاصيل:
السلام عليكم:
طلب ابن عمتي من أخي أن يزوِّجني لأخيه قائلًا له: هل تقبل أن نزوِّج فلانة لفلان؟
فرد عليه أخي: إن الأمر يرجع إليها؛ يعني: أنه موافق إذا وافقت، كنت حاضرة وكذلك هو وبنات العائلة؛ يعني: هل تم عقد النكاح؟
ولو أن ابن عمتي يطلب رأينا، فهل هذا لا يعني إيقاع العقد؟
مع العلم أني كنت راضية وابن عمتي كذلك، لكن الأمر لم يتمَّ بعد ذلك، وكذلك قبل هذا الحدث كنت قد خُطبت، وكان أخو الخاطب حاضرًا، وقد سألوني: هل أنا موافقة؟
لكني لا أتذكر إن تلفظوا بلفظ: الزواج أو الخطبة، فعندنا من يتلفظ بلفظ التزويج في الإيجاب والقبول أثناء الخطبة، وهم لا يقصدون بذلك عقد النكاح، وإنما فقط خطبة.

سؤالي: هل يتم عقد النكاح من دون نية إيقاعه، وإنما فقط من أجْل الخِطبة؟ أرجو أن تجيبوني بالتفصيل، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
ثانيًا: الظاهر من سؤالكِ أن ما دار بين وليِّكِ: (وهو الأخ)، وبين ولي الخاطب: (وهو الأخ)، خطبة وليس عقدًا، والخطبة تواعُدٌ على الزواج، والعقد إبرام للنكاح بشروطه وأركانه؛ من: ولي، ومهر، وشاهدين، وإشهار، وإيجاب وقبول، ولا بد في الإيجاب والقبول من صيغة تدل عليه: كزوَّجت أو أنكحت، أو زوِّجني أو أنكحني، ومن العلماء من اشترط أن يكون الإيجاب من ولي المرأة متقدمًا على القبول من الزوج أو وكيله؛ [ينظر: المغني (7/ 61)، لابن قدامة].
قال البهوتي: "ولا ينعقد النكاح إلا بالإيجاب والقبول، والإيجاب هو اللفظ الصادر من قِبَل الولي أو من يقوم مقامه ****ل ..."؛ [كشاف القناع (5/ 37)].
وإن حصل الإيجاب والقبول في الخطبة، ولم يتواعدا على العقد فيما بعد ولم يذكراه، فهنا يرجع إلى العادة عندكم؛ فإن جرت العادة بأن هذا وعد وتوطئة للعقد وليست عقدًا، وهذا ما أكدتِهِ أيتها الأخت الفاضلة بقولكِ: (وهم لا يقصدون بذلك عقد النكاح وإنما فقط خطبة) - فإن النكاح لا ينعقد بذلك، وهذا هو غالب حال الناس الآن يفرِّقون بين الخطبة وبين عقد النكاح، والله أعلم.
والنصيحة لكِ أيتها الأخت الفاضلة: ألاَّ تتعجلي في اختياركِ للزوج، وأن يكون على أساس الخلق والدين كما بيِّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6LZ1FfFJL