مدرسة رمضان / المادة الخامسة (إرغام الشيطان)
يسعى الشيطان إلى إضلال الإنسان بالشَّهوات والشُّبُهات، أما (الشهوات) فمحلها (البطن والفرج)، فالشيطان يُثيرها في الإنسان؛ لئلا يقنع بإشباعها من الحلال، وأما (الشُّبهات) فمكانها (الرأس)، والشيطان يسعى لأن يغرس فيه بذور الشك والإلحاد، ويأتي رمضان؛ ليُبطل ما سعى إليه الشيطان طَوال السنة:
أما الشهوات فالصائم يكُفُّ عن حلالها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس شهرًا كاملاً، وهذه مدة كافية لأن يُروِّض نفسه على اجتناب الحرام رضًا بالحلال؛ فمن صبر عن الحلال كان عن الحرام أَصْبر!.
وأما الشبهات فتلاوة القرآن الكريم تُبطلها، فما من آية كريمة إلا وهي تقود قارئها إلى الله مُنزِلها جل جلاله؛ فيقوى به يقينُه، ويَخلُص له توحيدُه.
والمسلم يقرأ القرآن الكريم في كل الشهور، لكنه في رمضان أشدُّ قراءةً له؛ فرمضان شهر أنزل فيه القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم "كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ" البخاري: 1902.
وهناك مع الصوم والتلاوة صلاة التراويح والاعتكاف والصدقات وغيرها من القُرُبات، فهي لمن أخلص فيها عونٌ لدخول الجنان، ودَحْر الشيطان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ". البخاري: 3277. سُلْسِلَتْ: قُيِّدت بالسلاسل.
والله وليُّ التوفيق والنجاح!.
/5/رمضان/1441هـ
*كمال الدين جمعة بكرو.