مدرسة رمضان / المادة الثالثة (صوم اللسان والجوارح)
تعدُّ هذه المادة من أصعب مواد مدرسة رمضان وأشقِّها، فهي تحتاج إلى مجاهدة النفس وترويضها على ضبط اللسان، وكَبْح جِماح الغضب؛ فالصائم لا يثبُت أجرُه ما لم يُصوِّم لسانَه عن قول الباطل، وجوارحَه عن الأذى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" البخاري: 1904.
والرفَث: الكلام البَذيء أو المَعيب. والصَّخَب: رفعُ الصوت بالخِصام.
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ، وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" البخاري: 1903.
قول الزور: الكلام الباطل. العمل به: ترجمتُه إلى أفعال مؤذية.
يروى عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- قولُه: (إذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُك وَبَصَرُك وَلِسَانُك عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثْمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْك وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلاَ تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً). مصنف ابن أبي شيبة: 8880.
والله وليُّ التوفيق والنجاح!.
/3/رمضان/1441هـ
*كمال الدين جمعة بكرو.