الموضوع: ملك الأرض أربعة مؤمنان و كافران

أخرج (ك) ابن الجوزي في تاريخه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك الأرض أربعة مؤمنان و كافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمروذ وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي.

ما صحة هذا الحديث؟

هذا مذكور في العرف الوردي في أخبار المهدي (1/134) ط العلمية لجلال الدين السيوطي.
-أولًا هذا الخبر مشهور وثابت من قول مجاهد:
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [31916] فقال:
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " لَمْ يَمْلِكِ الْأَرْضَ كُلَّهَا إِلَّا أَرْبَعَةٌ: مُسْلِمَانِ وَكَافِرَانِ، فَأَمَّا الْمُسْلِمَانِ فَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ، وَأَمَّا الْكَافِرَانِ فَبُخْتُنَصَّرَ وَالَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ ". اهـ.
وتوبع من أخيه عثمان بن أبي شيبة، فورد في جزء بانتخاب أبي طاهر السلفي (ص:5) فقال:
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: فذكره.
وورد في التفسير [2 : 450] من طريق وَرْقَاءَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: فذكره.
وأخرجه ابن الأنباري في الأضداد (ص:353) فقال: حدَّثنا محمد بن يونس، قال: حدثَّنا الفضل بن دكين، حدَّثنا العلاء بن عبد الكريم، عن مجاهد، قال: فذكره.
وتوبع فأخرج الثعلبي في تفسيره (6/190) من طريق وكيع عن العلاء بن عبد الكريم قال: سمعت مجاهدا يقول: فذكره.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (4/571) فقال: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: فذكره.

-ورد من قول السدي:
أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره [15689] فقال:حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،
" إِنّ أَوَّلَ مَلِكٍ مَلَكَ فِي الأَرْضِ شَرْقِهَا وَغَرْبِهَا نُمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ بْنِ كَوْشَنِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَكَانَتِ الْمُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا الأَرْضَ أَرْبَعَةً: نُمْرُودُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ، وَبُخْتُ نَصَّرَ مُسْلِمَيْنِ وَكَافِرِينَ، ... إلخ". اهـ، وذكر قصة نمرود.
وذكره ابن الجوزي في المنتظم (1/295) فقال: قال السدي عن أشياخه: فذكره.
قلتُ: أخرجه الطبري في تفسيره [1 : 120] فقال: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ:
- عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
- وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
" إِنَّ أَوَّلَ مَلِكٍ مَلَكَ فِي الأَرْضِ شَرْقَهَا وَغَرْبَهَا نَمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ بْنِ كُوشَ بْنِ سَامَ بْنِ نُوحٍ، وَكَانَتِ الْمُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا الأَرْضَ كُلَّهَا أَرْبَعَةً: نَمْرُودُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، وَذُو الْقَرْنَيْنِ، وَبُخْتَ نَصَّرَ: مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ ". اهـ.
هذا إسناد فيه السدي، قال عنه ابن عدي: "له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ وهو عندي مستقيم الحديث صدوق لا بأس به"، وقال أحمد بن حنبل: "ثقة"،
ومرة : "يحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسنادا واستكلفه"، ومرة : "مقارب الحديث صالح". اهـ.
وتوبع من طريق ابن عباس رضي الله عنه، فأخرج النقاش في فنون العجائب [1 : 198] فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الأَزْدِيُّ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَشِيرٍ أَبُو السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فذكره.
وهذا إسناد فيه الكلبيان متهمان بالكذب وذكره النووي بصيغة التمريض موقوفًا في تهذيب الأسماء واللغات (1/234)، وروي مرفوعًا كما سيأتي.
-وذكره محمد بن حبيب البغدادي في المحبر (393) من قول ابن الكلبي فقال: وقال ابن الكلبي ايضا: "
ملك الأرض أربعة نفر: بران وفاجران. فالبران سليمان بن داود، وذو القرنين. والفاجران نمروذ) بن كنعان، صاحب إبراهيم، وبخت نصّر واسمه بنو خذ نصَّر بن سنحاريب بن كيحسري، من الفرس الاُوَل قبل النبط وقبل بني ساسان. وكان يقال للفرس الاول الأشكنان وللنبط الاردوان". اهـ.

- وورد من قول معاوية رضي الله عنه:
أخرج الحاكم في المستدرك [4143] فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْأَزْدِيُّ،
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَادِعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: «مَلَكَ الْأَرْضَ أَرْبَعَةٌ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حُلْوَانَ وَرَجُلٌ آخَرُ» فَقِيلَ لَهُ: الْخَضِرُ؟ فَقَالَ: «لَا». اهـ.
وسكت عنه الذهبي في التلخيص [4143].
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (17/366) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا إسماعيل بن أبان، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن عبد الله الوادعي، قال سمعت معاوية يقول: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، فيه زكريا بن أبي زائدة الوادعي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة ، وكان يدلس ، وسماعه من أبي إسحاق بأخرة ".

-أما ما ورد مرفوعًا:
هو ما أخرجه سبط ابن الجوزي مرفوعًا في مرآة الزمان (1/142) فقال: حدثنا عبد العزيز بن محمود البزار بإسناده عن سعيد بن المسيب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره وزاد:
" وسيملكها خامسٌ من أهل بيتي" . اهـ، قال سبط ابن الجوزي: "وقيل: إنه موقوف على ابن عباس". اهـ.
هذا الحديث لا أعلم أن لسعيد بن المسيب عن عكرمة رواية، فلعله موضوع وذكره ابن الجوزي في تفسيره (1/232) موقوفًا عليه.
وذكره القرطبي في تفسيره (11/48) بصيغة التمريض ولم يعزه وذكره أبو منصور الثعلبي في ثمار القلوب (1/283) مرفوعًا.
-وذكره ابن قتيبة في المعارف (1/22) من قول وهب بن منبه بلا إسناد، والزيادة بلفظ: "وسيملكها من هذه الأمة خامس". اهـ.

-وذكر الحميري في ملوك حمير (ص:113) من قول علي رضي الله عنه والصحاري في الأنساب (ص:51) بلا زيادة.
- وورد من بلاغيات الثوري:
فأخرج ابن عساكر (17/366) من طريق الزبير بن بكار، حدثني إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن الضحاك، عن أبيه، عن سفيان الثوري قال: فذكره.
- وأخرج أيضًا من طريق أبي سليمان حوشب بن أحمد بن أبي حكيم القرشي قراءة عليه في ذكره بسوق البقل في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين ومائتين، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، نا سعيد بن بشير قال: فذكره سواء.

- ورد في المرويات الشيعية:
فأخرج الشيخ الصدوق في الخصال [110] فقال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن هشام ابن سالم، عمن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
"إن الله تبارك وتعالى لم يبعث الأنبياء ملوكا في الأرض إلا أربعة بعد نوح: ذو القرنين واسمه عياش، وداود، وسليمان، ويوسف عليهم السلام فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب،
وأما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، وأما يوسف فملك مصر وبراريها [و] لم يجاوزها إلى غيرها". اهـ.
وأخرج أيضًا في الخصال [130] فقال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: فذكره.

- وقال ابن الجوزي في المنتظم (1/171) :
وقد حكى أبو الحسين بن جعفر المنادي، أن هشام بن محمد، والشرقي بن قطامي، قالا: ملك الدنيا كلها من الجن والإنس ثمانية: فثلاثة منهم من ولد جان:
جيومرث، وبعضهم يقول جيومرب بالباء، ثم ملكها بعده طهمورث، ثم ملكها من بعده ابنه أوشنج، فخلق الله تعالى آدم على عهد أوشنج، وكان أول من ملك الدنيا من أولاد آدم جمشاد بن بونجهان من ولد قابيل، وكان يقطع الدنيا كل يوم كما تقطعها الشمس، يضحي بالمشرق ويمسي بالمغرب، ملكها بين آدم ونوح. والثاني: نمرود بن كنعان بن حام بن نوح. والثالث: بوارسب، وهو الضحاك بن الآهبوب، والرابع سليمان. والخامس ذو القرنين".
قلت [القائل ابن الجوزي]: وإذا أضيف نصر صاروا ستة إلا أن هذا القول لا أراه ثابتا". اهـ.

- وأخرج الواقدي في فتوح الشام (1/286) فقال:
حدثنا سليمان بن عامر عن منصور الجوني قال حجاج بن جريج أخبرني يحيى بن عمارة ابن ابي الحسن قال:
"... ومنهم التبابعة والأقيال والحماة والاشبال الذين ملكوا الأرض في الطول والعرض ومنهم الملك الصعب الاسكندر الذي ملك قرني الأرض ودخل الظلمات ودخل في طاعته أهل الأرض وبلغ مطلع الشمس ومغربها وأذل ملوكها وجعل له منهم جندا وأعوانا وسماه الله ذا القرنين ...إلخ". اهـ.
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيرا .

وجزاكم الله خيرًا.